لا يدرك معظم الناس أن الانفاق الغير مجدول أو وفق ميزانية معينة هو بحد ذاته فوضى مالية تهدد الموارد المالية والوضع الاقتصادي والاجتماعي والحياة الخاصة لكل فرد. بل إن ما يزيد من الإنفاق وهدر المال في لا يجلب نفعا حقيقيا للانسان، أنه يقوم بالصرف بلا حد أو تصوُّر مسبَق ودوماً ما يتفاجئ الكثير من الاشخاص في نهاية الشهر ويتساءل أين ذهب كل المال ؟!
الميزانية .. تلك الكلمة التي فور أن تسمعيها تولد لديك شعورا بالحرمان أو أنك تتبعين ريجيما .. ريجيم الفلوس. وفي الحقيقة هذا مفهوم خاطىء، فالميزانية لا تعني الحرمان بقدر ما تعني النظام والتوفير وعدم هدر المال أو صرفه في غير مكانه.
الميزانية عملية مهمة حتى لو لم تحبينها أو وجدتيها صعبة بعض الشيء. ولكن تأثيرها الإيجابي على بيتك وحياتك أكبر مما تتخيلين. هناك الكثير من الأمهات يتقنَّ عمل الميزانية بسهولة، وكأنها موهبة ولدن بها، ولكن يمكنك أنت أيضا تعلمها، فهي ليست صعبة على الإطلاق وهي ليست فقط للأسر ذات الدخل المحدود. فتحديد استراتيجيات الميزانية يسهل الأمر عليك في التعامل مع الدخل والمصروفات المختلفة ويمكنك من اتخاذ قرارات واعية لصرف أموالك في مكانها المناسب.
أول خطوة..
ما هي الميزانية؟ هي ببساطة تخطيط لأهداف طويلة وقصيرة المدى لتتحكمي في مصاريفك.
احتفظي معك بمذكرة صغيرة تستعملينها كدفتر مالي لمدة شهر
أفضل طريقة لمعرفة أين تصرفين الدخل، هو أن تتبعي كل مصروفاتك خلال شهر كامل. ففي خلال هذا الشهر سوف تدفعين الفواتير المعتادة كالكهرباء والبقالة وفواتير التليفون وكذلك المصروفات الفريدة كمصاريف إجازة غير متوقعة أو عزومة عشاء أو حتى شراء بعض الملابس بالإضافة إلى مصروفك الشخصي. مع نهاية الشهر اجلسي مع زوجك وراجعا هذا الدفتر. ستفاجئين بأرقام ومبالغ صرفتيها في أشياء ستبدو حينها غير مهمة.
فكري في كيفية التعامل مع الدخل الشهري:
ميزانية البيت هي مجهود مزدوج بينك وبين زوجك سواء كنتما تضعان دخولكما في مصاريف البيت أو زوجك وحده الذي يصرف على البيت وأنت تحتفظين بأموالك لنفسك. المهم أن تحددي مصادر دخلك ومقدارها. (اقرأي أيضا : 7 نصائح سوبر للتوفير فى الميزانية )
الديون
أول ما تتعاملين معه في الميزانية بعد تحديد مصادر دخلك، هو تحديد الديون والأقساط الشهرية. الديون تتضمن أيضا كروت الإئتمان وقروض البنك وأقساط السيارة والأدوات الكهربائية وأي مبلغ إقترضتيه من أهل أو أصدقاء هي أول ما يجب أن تدفعيه وتكتبيه في ميزانيتك. من المهم أن تتذكري أنه رغم أن ديون زوجك لا تحتاج التزاما من ناحيتك إلا أنه أخلاقيا سوف تلتزمين بتوفيرها – سواء من راتبك أو راتبه – إذا كانت ظروف زوجك لا تسمح له بسداد الدين.
أنصحك أن تعطي الأولوية الدفع لكروت الإئتمان( الفيزا) لأنها ذات أعلى سعر فائدة وستؤثر سلبيا على باقي الديون. تأكدي ألا تعاودي إستخدامها مرة أخرى إلا عض تسديد جميع الديون.
ضعي خطة:
أول خطوة في استراتيجية الميزانية هو أن تسألي نفسك: ماذا تفعلين بأموالك؟ إلى أين تذهب بالضبط؟ وكيف يمكنك إدارتها؟ ضعي خطة للمصروفات والمدخرات للخمس سنوات القادمة. يمكن للخطة أن تتضمن دفع مقدم بيت أكبر أو سيارة جديدة أو حتى الإدخار لمصاريف زواج الأولاد.
حددي أهدافك: كيف ترين نفسك في خلال خمسة سنوات أو حتى ١٠ أو ١٥ سنة؟ التخطيط للمستقبل هو الخطوة الأولى للوصول إليه، فابدأي من الآن. يمكنك حتى رسم هذه الأهداف على لوحة لرؤية أهدافك أمام عينيك. يمكنك تقسيم تلك اللوحة وإضافة متابعة مصاريفك اليومية عليها.
افصلي بين احتياجاتك ورغباتك: تتنوع الاحتياجات ما بين الملابس حتى الترفيه. بعد تحديد المصاريف اللازمة لاحتياجاتك مثل الطعام وإيجار المنزل، ادخري بعض المال للفسح والأوقات الحلوة، مثل خروجة سينما أو رحلة صيفية للعائلة. (اقرأي أيضا : المـيـزانية لعبة جميلة )
فكري في الاستثمار: ادخار كل مليم لن يفيدك بسرعة. فكري في الاستثمار. استشيري بعض البنوك عن خطط الادخار المختلفة التي يوفرونها. قارني بينها واختاري إحداها. ادخري أيضا في صورة عقارات. فالعقارات مجال استثماري مضمون. ارجعي لمستشار مالي أولا واسأليه النصيحة.
ضعي قواعد مالية
اتفقي مع زوجك على عدم تجاوز مبلغ معين بغير المناقشة أولا. اتفقا على ضرورة أن توافقا سويا على أي مصاريف أو مشتريات مثل شراء تلفزيون جديد .
وأخيرا، لا تسمحي للآخرين بالتدخل في أمورك المالية، فهي مسألة شخصية تخصك وحدك مع زوجك. إذا كنت تعانين وترغبين في نصيحة مالية، تحدثي مع ذوي خبرة يمكنهم مساعدتك في حل المشكلة مثل خبير مالي، وليس والدتك أو أقرب صديقاتك