أكدت شركة باير، عملاق صناعة الكيماويات الألماني، أنباء صفقة الاستحواذ القياسية على شركة مونسانتو الأمريكية للبذور والمنتجات الزراعية مقابل 66 مليار دولار.وسينتج عن هذه الصفقة إنشاء أكبر شركة بذور ومبيدات حشرية في العالم.
وافقت وزارة العدل الأمريكية على صفقة استحواذ شركة الأدوية والكيماويات الألمانية باير على شركة البذور والكيماويات الزراعية الأمريكية مونسانتو، بشروط صارمة.
ومن شأن صفقة الاستحواذ التي تتجاوز قيمتها 60 مليار دولار، ولا تزال بحاجة إلى موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة، أن تخلق أكبر شركة متكاملة لصناعة المبيدات الحشرية والبذور.
تشترط موافقة قطاع مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأمريكية بيع أجزاء من الشركتين لعلاج مخاوف السلطات من التأثيرات السلبية للاندماج على مستوى المنافسة.
وقال “ماكان ديلراهيم” مساعد المدعي العام لقطاع مكافحة الاحتكار إن الشروط التي أقرتها الوزارة لاتمام صفقة الاندماج هي أكبر عملية بيع أصول تطالب بها وزارة العدل الأمريكية على الإطلاق.
كانت الشركتان قد أعلنتا عن الصفقة لأول مرة في أيلول/سبتمبر 2016، وهي الصفقة التي واجهت انتقادات من جانب المنظمات البيئية وغيرها من المنظمات غير الحكومية والتي تنتقد مونسانتو بسبب المحاصيل المعدلة جينيا وترويجها لمبيدات أعشاب واسعة النطاق.
ونظرا لضخامة الشركتين الألمانية الموجود مقرها في مدينة ليفركوزين الألمانية والأمريكية الموجودة في سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية فإنها خضعت لتدقيق شديد من جانب سلطات مكافحة الاحتكار وحماية المنافسة في العالم.
وبعد حصول الصفقة على موافقة دول العالم بالفعل، من المتوقع أن تنجز “باير” الصفقة في الموعد النهائي المحدد وهو 14 حزيران/يونيو المقبل.
كان الاتحاد الأوروبي قد وافق على الصفقة مقابل التزام الشركتين بمجموعة من الشروط لضمان أن “تكون هناك منافسة فعلية وابتكار في البذور ومبيدات الحشرات والأسواق الزراعية الرقمية”.
وقالت مارجريت فيستاجر مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المنافسة إن الضوء الأخضر الأوروبي للاندماج يخضع لشروط لضمان أن “تكون هناك منافسة فعلية وابتكار في البذور، ومبيدات الحشرات، والأسواق الزراعية الرقمية”.
وأوضحت المفوضية أن الالتزامات التي قدمتها باير تعالج المخاوف بشأن التنافسية “بالكامل” بما في ذلك الالتزام بإزالة التداخلات القائمة مع مونسانتو في أسواق البذور والمبيدات.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العلاجات المقدمة من الشركتين تتجاوز ستة مليارات يورو (4ر7 مليار دولار).
من ناحيتها قالت وزارة العدل الأمريكية أنه بدون بيع الوحدات المطلوب بيعها لإنجاز الصفقة، فإن الاندماج سيفرض على المزارعين والمستهلكين أسعار أعلى لمنتجات الكيان الجديد مع تراجع الجودة وقلة عدد المنتجات المتاحة في الأسواق وتقليص الابتكار التكنولوجي في مجال الزراعة على المدى الطويل.