معلومات عن حافظ إبراهيم حافظ ابراهيم هو شاعر مصري تميز بحبه لوطنه والدعوة الى اصلاحه، وباسلوبه المنفرد في مسايرة عواطف افراد المجتمع المصري، ونقده اللاذع للحياة السياسية والاجتماعية في شعره الاجتماعي، وفي ذلك الحين نشا يتيما فقيرا محاطا بظروف صعبة.[١]
ولادة حافظ ابراهيم
ولد محمد حافظ والمعروف بحافظ او شاعر النيل فيما بعد، في باخرة رست على نهر النيل في في جنوب جمهورية مصر العربية بالقرب من قناطر ديروط بالصعيد،[٢] ولم يتم تحديد تاريخ ميلاد حافظ على وجه الدقة؛ لعدم وجود وثايق رسمية تبين ذلك، ولكن قدر ميلاده في الرابع من شباط عام 1872م.[٣]
نشاة حافظ ابراهيم
نشا حافظ مرحلة قصيرة للغاية في كنف ابيه المصري مهندس الري ابراهيم فهمي؛ حيث خطف الوفاة الاب من ابنه وهو لم يمر بعد الاربع سنوات، وعندها اضطرت امه تركية الاصل السيدة هانم بورصلية اخذه والذهاب نحو اخيها المهندس محمد نيازي وهي لا لديها قوت يومها، وترعرع حافظ في فقر وضنك، وبدا يرتاد المدرسة الخيرية بملابس رثة وببوس واضح على محياه.[٤]
تعلم حافظ القراءة والكتابة ومبادي الرياضيات وحفظ القران في المدرسة الخيرية بالقلعة، وانتقل الى عدد من المعاهد الى ان ثبت في المدرسة الخديوية، وعندما بلغ السادسة عشرة انتقل مع خاله الى طنطا والتحق باحدى مدارسها، وعكف حينها على قراءة وحفظ الدواوين الشعرية، وشرع بكتابة ابيات شعرية قصيرة وبدا بترديدها على مسامع زملايه، فمنهم من اعجب بشعره ومنهم من نفر منه.[٥]
كان حافظ قاريا نهما في ميدان الادب والشعر، واثر كتاب (الوسيلة الادبية) للشيخ حسين المرصفي عليه وعلى اغلب الناشية المتادبين في عصره تاثيرا خاصا، ويجمع ذلك الكتاب امثال واشعار وقصص العرب منذ العصر الجاهلي الى اوايل العصر الحديث، وحفظ شاعرنا العديد من الروايات والنوادر والطرايف والابيات الشعرية التي وردت في الكتاب اذ انه تميز بذاكرة قوية، واخذ يردد ما حفظه في المجالس وعلى مسامع اصدقايه وفي المناسبات المختلفة.[٦]
حياة حافظ ابراهيم
انقطع حافظ عن التعليم بالمدرسة واخذ يبحث عن عمل بعد ان ضجر اهله من حياته الفارغة، ووقع اختياره على وظيفة المحاماة؛ فهي تتناسب مع طلاقة لسانه واتقاد عقله وقدرته على ابراز الحجج والاهم انها لا تفتقر الى شهادات دراسية. ترك حافظ المحاماة بعد مرحلة قصيرة والتحق بالمدرسة الحربية التي تطلع منها برتبة ملازم ثان عام 1891م، ورافق الملازم حافظ الضابط الانجليزي كتشنر في فتح السودان، وعانى حافظ في دولة السودان مكابدة شديدة جعلته يفكر بالاستقالة مرات عديدة على الرغم من حاجته للمال حيث قال: (لما كنت في دولة السودان كنت اكتب الاستقالة من عملي في القوات المسلحة ظهرا، حتى اذا اقبل الاصيل بنسايمه مزقت الاستقالة)، وفي عام 1900م احيل حافظ على الاستيداع نتيجة لـ سخريته وتهكمه على قادته الانجليز، وبدا سفرية البحث عن عمل من حديث الى ان ساعده احد اصدقايه عام 1911م وعينه في دار الكتاب.[٢]
صفات حافظ ابراهيم
كان حافظ ابراهيم اسود، عريض المنكبين، وطويلا، ومفتول الساعدين، ومستحكم الخلقة والتركيب، وبسيطا وسمحا، كما تميز حافظ بالكرم والجود، وسرعة الحفظ وقوة الذاكرة، والصراحة، وحب الناس، وخفة الظل، كما انه اتصف بسلاطة اللسان، وعدم استظهار الاسرار، والخوف، والتردد.[٣]
حافظ ابراهيم والمراة
تزوج حافظ عام 1906م بعد الحاح والدته، وطلق قرينته بعد اربعة اشهر، ولم يكن للمراة نصيب يذكرمن شعر حافظ، وعندما سيل هل احب، اجاب: (النساء صنفان جميلة تنفر من قبحي ودميمة انفر من قبحها).[٤]
حافظ ابراهيم والاسلام
كان حافظ ابراهيم فخورا بدينه محبا له اذ قواعد الكثير من القصايد الشعرية التي تعنى بجوانب مغايرة من الدين الاسلامي، فقد وصف عمر بن الكلام وصفا رايعا، وتغنى بعظمة خالد بن الوليد، ومجد الخلافة العثمانية التي مثلت المسلمين في زمنه، وذكر اثار الزكاة الايجابية على المجتمع. ومع حبه لدينه لم يكن حافظ متعصبا ابدا؛ فقد حزن اشد الحزن على الصدع الذي احدثه المستعمر بين المسلمين والاقباط.[٧]
كتب حافظ ابراهيم
نذكر من اهم اعمال حافظ ما ياتي:[٦]
- البوساء، وهي قصة لفكتور هيجو ترجمها حافظ الى العربية سنة 1903م.
- ديوان شعره.
- كتيب في التربية الاولية الذي ترجمه حافظ عن كتاب فرنسي بتكليف من وزارة المعارف، وطبع الكتاب عام 1912م.
- كتاب ليالي سطيح الذي احتوى على اراء حافظ بشان المجتمع المصري ووصف حال البلد وهي بقبضة المستعمر انذاك، وفي ذلك الحين الف حافظ ذلك الكتاب ما بين عامي 1907 و1908م.
- الموجز في معرفة الاستثمار الذي تساعد في ترجمته كل من حافظ ابراهيم وخليل مطران بتكليف من وزارة المعارف، وطبع عام 1913م.
من شعر حافظ ابراهيم
من قصيدة حافظ ابراهيم عن الشمس:[٨]
لاح منها حاجب للناظريـــن
- فنسوا بالليل وضاح الجبيـــن
ومحت ايتها ايتـــــــــــــه
- وتبدت فتنة للعالميـــــــــن
نظر ابراهام فيـــها نظــرة
- فارى الشك وما ضل اليقين
قال: ذا ربـي فلما افـلـــــت
- قال: اني لا احب الافليــــــن
ودعـا القوم الى خالقـــــها
- واتى الاناس بسلطان مبيــــــن
وفاة حافظ ابراهيم
اصيب حافظ ابراهيم بمرض السكر لكنه لم يكن يتعهد بالعلاج، فازدادت امراض حافظ نتيجة لـ اهماله لصحته وتقدمه في السن، وكان يشعر بدنو اجله متى ما رحل احد اصدقايه، وبعد تقاعده بشهور قصيرة وتحديدا الساعة الخامسة صباحا من يوم الخميس 21-7-1932م مات حافظ ابراهيم عن عمر يناهز ستين عاما.[٦]