معلومات عن العالم ابن بطوطة بدا تمدد الجمهورية الاسلامية في التسارع في عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، واستطاع الاسلام احتواء مظاهر العديد من من حضارات الاقطار المجاورة لشبه الجزيرة العربية مع دخول اهل هذه البلاد في دين الاسلام، وازدهرت المعارف والعلوم الاسلامية في شتى الساحات ليبزغ نجم الكثير من العلماء من بلاد فارس شرقا حتى المحيط الاطلسي غربا.
على الرغم من ان ما وصل الينا من المولفات التي وضعها علماء المسلمين تعد ضييلة مضاهاة بالاعداد التي ضمتها المكتبات التي تشعبت وتوسعت في المدن الاسلامية الكبرى كبغداد، والقاهرة، ودمشق وغيرها، ومن علماء المسلمين من المغرب العربي محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، والمعروف بابن بطوطة، وكان احد علماء الفقه، الى منحى كونه من ابرز رحالة العالم على الاطلاق.
العالم ابن بطوطة
حياة ابن بطوطة
لقبت الجامعات الغربية العالم ابن بطوطة بامير الرحالة المسلمين؛ وهذا لانه قطع في رحلاته التي استغرقت اربعة وعشرون عاما ما يزيد عن الماية وواحد وعشرين كيلومترا، ولم يستطع احد من الرحالة كسر ذلك العدد لفترة اقتربت من الخمسة قرون حيث طور النقل البخاري واصبحت السبل اسهل للمسافرين، وما وصل الينا عن حياته هو ما رواه ضمن كتابه تحفة النظار في غرايب الامصار وعجايب الاسفار، وهو الكتاب الذي دونت فيه اخبار رحلاته بشان معظم اقطار العالم القديم.
ولد ابن بطوطة في مدينة طنجة المغربية لاسرة امازيغية من قبيلة لواتة المشهورة، وتلقى تعليمه على المذهب المالكي في احدى المدارس التي تشعبت وتوسعت في في شمال افريقيا في هذه الفترة، الامر الذي اهله لان يصبح فقيها فيما بعد، خاصة ان اسرته من الاسر التي قد كانت تعمل بالقضاء، وفي ذلك الحين بدا ابن بطوطة رحلاته في عمر الحادية والعشرين، حيث غادر المغرب متجها للحجاز لاداء فريضة الحج، ولم يعتبر الا بعد اربعة وعشرون عاما ليستقر في مدينة فاس، ويضع كتابه الذي اسماه الرحلة.
رحلات ابن بطوطة
بدا ابن بطوطة رحلاته بطريق شعيرة الحج الذي كان يقطع الشمال الافريقي نحو الشرق، والعبور نحو شبه الجزيرة العربية، الا ان مصادفات وقعت في سبيله ادت الى طول الرحلة وزيارة الشام قبل الوصول الى مكة واداء فريضة الحج، ومن بعدها انضم الى قافلة من الحجيج عايدة للعراق ليزور اشهر المدن العراقية، ومنها الى بلاد فارس، ليعود منها الى جمهورية العراق وتركيا الحديثة، ومنها الى الجزيرة العربية لاداء حجته الثانية وزيارة اليمن، ومن ميناء مدينة عدن استقل ابن بطوطة باخرة الى الصومال ودول ساحل في شرق افريقيا، وعاد منها الى عمان ثم مكة لادء شعيرة الحج مرة اخرى.
بعدها بعام، بدا ابن بطوطة رحلاته في وسط وشرق اسيا، ومنها عايدا عند الشام ومتجها الى شبه جزيرة القرم، ليعود بعدها بفترة ويزور الصين، ودول في جنوب اسيا، واخيرا اخذ سبيل الرجوع عند المغرب ليرتحل منها جنوبا عند مالي والنيجر، وانتهت رحلاته بالاستقرار في مدينة فاس المغربية حتى وفاته.