سناب شات هو تطبيق تواصل اجتماعي لتسجيل وبث ومشاركة الرسائل المصورة يختبر تطبيق سناب شات هذه الفترة نوعا جديدا من الإعلانات الثابتة التى يمكن للمستخدم تخطيها، شبيهة بالبرامج التلفزيونية.
أعلنت شركة سناب إنك “Snap Inc” المالكة لتطبيق سناب شات عن نيتها إنشاء عروضها التلفزيونية الخاصة من خلال تطبيقها، على غرار النموذج المعمول به في نتيفليكس لكن بوقت أقل يترواح بين ٣ إلى ٥ دقائق.
وتعاونت سناب مع شركة “إن بي سي يونيفرسال” NBC Universal العملاقة في مجال صناعة التلفزيون لإنشاء استوديو إنتاج محتوى رقمي في كاليفورنيا.وكانت شركة “NBC Universal” قد استثمرت 500 مليون دولار في الطرح الأولي لشركة سناب كجزء من استثمار وشراكة ، كما فازت شركة تايم وارنر “Time Warner” والتي تعد من أكبر الشبكات التلفزيونية بعقد صفقة محتوى بقيمة 100 مليون دولار مع سناب لتقديم عروض حصرية للتطبيق.
ويقول نيك بيل ” Nick Bell” نائب رئيس قسم المحتوى في سناب ” نريد أن نكون أصدقاء للإعلام”.علاوة على ذلك لدى سناب تجربة إعلامية من خلال خدمة “ديسكفر” Discover التي تم إطلاقها في 2015 بالتعاون مع الوكالات الإعلامية مثل سي إن إن “CNN” و باز فيد”Buzz Feed” وغيرهم. لإنتاج محتوى خاص للخدمة يتضمن الأخبار والترفيه والموضة.
وتهدف سناب لزيادة الوقت الذي يقضيه المستخدمون على التطبيق وذلك لرفع حصتها من سوق الإعلانات. فيما لازالت تعاني من الخسائر فبحسب النتائج المالية للربع الأول من 2018 تم تسجيل خسائر بحوالي 385.8 مليون دولار مقارنة بخسائر قدرها 2.21 مليار دولارفي نفس الفترة من العام الماضي، فيما نمت العائدات إلى 230.7 مليون دولار مقارنة مع 149.6 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
فيما بلغ عدد المستخدمين النشطين 191 مليون مستخدم يوميًا، مقارنة مع 166 مليون مستخدم نشط يومياً بنفس الفترة، الشركة التي تعاني من ضعف عوائد الإعلانات حاولت التقليل من النفقات مما دفعها لتسريح 100 موظف يعملون في مجال الإعلان.!
هل فكرة تلفاز سناب “Snapchat TV” مقبولة حاليًا؟
يبدي عبدالله السبع حماسة لفكرة إطلاق مسلسلات قصيرة على التطبيق “سناب تطرق أبواب جديدة لزيادة عدد مستخدميها” مذكرًا بتغطيتها لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية وإطلاق ميزة البث المباشر بالتعاون مع شبكة “سي إن بي سي” CNBC، وأضاف “مع العلم بأن الكاميرا تقوم بالتصوير بشكل عمودي وليس بشكل أفقي إلا أنها ابتكرت طريقة تجعل المستخدم يحدد مكان الشاشة و يتتبع المتسابقين”
وعن قبول الفكرة لدى المستخدمين يذكرنا السبع بتجربة نتفليكس “لا أستغرب رواج الفكرة” نتفليكس استطاعت أن تتربع على عرش الإنتاج التلفزيوني بفترة بسيطة، وأتوقع نجاح الشركة في حال إبتكارها شيء مميز”
في حين يعتقد سعود الهواوي من حاضنة المشاريع التقنية “انسباير يو” InspireU
بأن سناب يتم تصنيفها ضمن الشبكات الإجتماعية وبالتالي ” لا أجد نفسي مشاهدًا لمحتوى أصلي من تطبيق الهدف منه مشاهدة محتوى أصدقائك” لذلك “لا أتوقع أي قبول لهذه الفكرة.” وبحسب الهواوي فإن نموذج عمل نتفليكس مختلف تمامًا عن نوايا وتجربة سناب القادمة في صناعة المسلسلات. “لا أجد لها فرصة في النجاح، الشركات المشابهة لسناب حتى الآن لا يوجد لها محتوى أصلي، نتفليكس تختلف عنهم كليًا ولذلك أجد أن المقارنة معها مقارنة غير عادلة.”
ويؤمن الهواوي بأن الشبكات الإجتماعية هي شبكات خُلقت للتفاعل فيما بين مستخدميها، “لا أجد أي مسوغ بأن تطرح هذه الشركات فكرة الإنتاج التلفزيوني و المنافسة في مجال هي بعيدة كل البعد عنه”
لم اتجهت الشبكات الاجتماعية لبث الفيديو؟
يتجه المزيد من المستخدمين نحو الشبكات الاجتماعية لمشاهدة الفيديو وهذا ما دفع شركات الـ “فانج” FAANG “وهي شركات فيسبوك وأبل وأمازون ونيتفليكس وجوجل” على إطلاق منتجات تلبي رغبات المستخدمين، في محاولة منها إلى تعظيم أرباحها من خلال إعلانات الفيديو.
حيث قامت آبل بإنتاج برنامج كوكب التطبيقات “Planet of the Apps”، وهو أول برامجها والذي تم عرضه حصريًا للمشتركين في خدمة آبل الموسيقية “Apple Music”.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” قامت آبل باستثمار مليار دولار بغرض إنتاج أعمال تلفزيونية، والتي قد تُعظم استثمار الشركة في مجال الإنتاج التلفزيوني وتثري تجربة جهاز تلفزيون آبل”Apple TV”.
في حين يؤمن مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك بأن ” مستقبل الإنترنت هو الفيديو” فقد أطلقت الشركة خدمة فيسبوك ووتش “Facebook Watch” وهي خدمة لبث مقاطع الفيديو المسجلة و المباشرة و تنتج المسلسلات من خلال عدة شركاء مثل شبكة تايم”Network Time” و قناة ناشونال جيوغرافيك “National Geographic” وتشمل ايضًا تسجيلات لرابطة كرة السلة النسائية الأميركية، وهي متاحة عبر تطبيق فيسبوك فيديو “Facebook Video” المتوفر على أغلب منصات التشغيل.
هذا وأعلنت ألفابيت “Alphabet” الشركة الأم ليوتيوب عن خدمة يوتيوب بريميوم “YouTube Premium” بقيمة 11.99 دولار في الشهر لعرض برامج ومسلسلات محتوى الفيديو الأصلي بدون إعلانات.
وأطلقت أمازون خدمتها لبث الأفلام والمسلسلات برايم فيديو “Amazon Prime Video” في أكثر من 200 دولة في جميع أنحاء العالم بسعر تنافسي يبدأ من 2.99 دولار.
وأعلنت نيتفليكس بأنها ستنفق 8 مليار دولار على إنتاج الأفلام والمسلسلات في 2018. فيما يعمل تويتر بشكل محدود جدًا على بث الأحداث الرياضية وتغطيتها فوريًا.
ماسبق عرضه من خدمات يعني أن سناب لن تكون لوحدها في [قطاع بث الفيديو عبر الإنترنت] حتى وأن اختلفت نماذج عمل هذه الخدمات، تبقى جميعًا تعمل ضمن هدف واحد هو إعادة تعريف لصناعة التلفزيون عبر الإنترنت. فهل سيكون هذا التحوّل سريعًا أم سنحتاج لسنوات؟
الكاتب: سفر عياد، مهتم في مجال التقنية و الاقتصاد.