علاج نقص هرمون السيروتونين يعمل السيروتونين كناقل عصبي، أي يسهم في نقل الإشارات العصبية من منطقة في الدّماغ إلى أخرى، وعلى الرغم من أن السيروتونين يتم إنتاجه في الدّماغ بشكل رئيس -حيث يقوم بمعظم عمله-، إلّا أن معظم مخزون السيروتونين موجود في الجهاز الهضمي والصفيحات الدموية، وقد تم اعتقاد أن نقص هرمون السيروتونين أو اختلال توازنه يلعب دورًا هامًّا في إحداث تغيرات في المزاج يمكن أن تقود إلى الاكتئاب، كما يمكن أن يقود نقص السيروتونين إلى مشاكل نفسية أخرى أقل شيوعًا كاضطراب الوسواس القهري والقلق ونوبات الذّعر ونوبات الغضب المفرط. 1)
أعراض نقص هرمون السيروتونين
بالرغم من أن هذا الهرمون له دور رئيس في السيطرة على المزاج والحفاظ عليه، فإنّه لم يتم تحديد السبب الرئيس للأعراض الناتجة عن نقص هرمون السيروتونين، كما تبين أن هذه الأعراض تختلف بين الرجال والنساء، ففي دراسة أجريت في عام 2007 في مركز الطب النفسي البيولوجي 2)، تبيّن أن انخفاض معدّلات السيروتونين قد تسبّب في إحداث الاكتئاب وتبدّلات في المزاج عند النساء، إلّا أن الرجال أصبحوا مندفعين بشكل أكبر ولم يتم حدوث أعراض مزاجية شديدة عندهم، هذا ويمكن أن يقوم نقص السيروتونين بإحداث الأعراض التالية بشكل عام، والتي تم تقسيمها إلى أعراض نفسية وجسدية: 3)
- الأعراض النفسية لنقص السيروتونين؛ يترافق نقص هرمون السيروتونين مع أعراض نفسية متنوعة منها:
- القلق.
- المزاج المكتئب.
- الأرق.
- الهياج.
- الطاقة المنخفضة.
- فقدان الثقة بالذات.
- نقص الرغبة الجنسية.
- الشهية المنخفضة للطعام.
- الذاكرة الضعيفة.
- الأعراض الجسدية لنقص السيروتونين؛ بسبب دور السيروتونين الهام في كثير من مهام الجسم الحيوية فإن نقص هذا الهرمون قد يقود إلى:
- الرغبة الشديدة لتناول الحلويات.
- زيادة الوزن.
- الإرهاق العام.
- الإمساك.
- مشاكل هضمية متعدّدة مثل متلازمة الأمعاء الهيوجة.
أسباب نقص هرمون السيروتونين
لم يتم تحديد سبب رئيس لنقص هرمون السيروتونين بشكل عام، حيث إن بعض الأشخاص لديهم نسبة أقل من السيروتونين من غيرهم، ومن الأسباب الممكنة وراء نقص هذا الهرمون ما يأتي: 4)
- امتلاك عدد قليل من مستقبلات هرمون السيروتونين.
- امتلاك مستقبلات للسيروتونين لكنّها لا تستطيع التنبه بشكل جيد للسيروتونين.
- تحطّم السيروتونين الموجود في السجم بشكل مبكّر جدًا.
- انخفاض مستويات L تريبتوفان والفيتامين D والفيتامين B6 وحموض أوميغا 3، والتي يحتاجها الجسم جميعًا لإنتاج السيروتونين بشكل سليم.
كما يمكن أن تلعب بعض تجارب الحياة السيئة دورًا في إحداث انخفاض نسبة السيروتونين بشكل عام، حيث يمكن -على سبيل المثال- للاضطهاد الطفلي أثناء الصغر أن يخفض مستويات السيروتونين عند الأشخاص بعد تقدّمهم في السن.
تشخيص نقص هرمون السيروتونين
يعتبر من الصعب تشخيص نقص هرمون السيروتونين وذلك لعدم توفّر اختبار لفحص مستويات هذا الهرمون في الدّماغ، ولا يوجد أي طريقة تشخيص واضحة لفعل ذلك، فبالرغم من وجود فحص دموي بسيط لقياس مستوى السيروتونين في الدم، إلّا أن هذا الفحص يستخدم فقط في تشخيص المستويات العالية جدًا والتي قد تكون مفرزة من الأورام المنتجة للسيروتونين خارج الدماغ، وأيضًا لا تعكس قيم السيروتونين في الدم تلك التي توجد في الدماغ، وبيّنت بعض الدراسات أن هناك فحوصات تُباع في الأسواق لتحديد مستويات السيروتونين المنخفضة عن طريق البول، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة والتدقيق، ويعود السبب وراء صعوبة هذا الأمر إلى الحاجز الدموي الدماغي BBB، والذي يمرّر بعض المواد الكيميائية دون الأخرى، والسيروتونين يعدّ من المواد التي لا تستطيع عبور هذا الحاجز، ممّا يعني أن السيروتونين الموجود في الدّماغ قد تم إنتاجه في الدماغ، وهذا يجعل من جميع الفحوصات الدموية والبولية غير ذات أهمية في تشخيص المستويات المنخفضة من السيروتونين في الدماغ، ويُعتمد في معظم الأحيان على الأعراض السريرية وتتبّعها بشكل صحيح ودقيق في تشخيص نقص هرمون السيروتونين، وذلك طبعًا بالاستعانة مع الطبيب المختص. 5)
علاج نقص هرمون السيروتونين
نظرًا لأهمية السيروتونين في الحياة اليومية، ولأنّه يلعب دورًا كبيرًا في المزاج وفي عمل بعض الأعضاء الحيوية الهامة، لا بدّ من علاج نقص السيروتونين بالشكل الأمثل، فمن هذه العلاجات ما يحافظ على مستويات السيروتونين الموجودة لأطول فترة ممكنة، ومنها ما يحرّض على إنتاج السيروتونين في الجسم، ومن علاجات نقص هرمون السيروتونين ما يأتي: 6)
- مثبطات عودة التقاط السيروتونين الانتقائية SSRIs: تسمح هذه الزمرة الدوائية بالإبقاء على مستويات السيروتونين الموجودة في الجسم مسبقًا لفترة طويلة قبل عودة التقاطها وامتصاصها، وهذا يسمح للسيروتونين بالتوافر لفترة طويلة في الدماغ مما يسمح له بالقيام بنقل الإشارات العصبية بشكل مثالي، ومن هذا الأدوية: الفلوكسيتين والسيتالوبرام وغيرهما، وتحتاج هذه الأدوية إلى وصفة طبية من الطبيب المختص.
- 5-HTP: هذا المركّب هو بديل صنعي للتريبتوفان: والذي يمثّل بداية تشكّل السيروتونين، وهو يتوفّر بشكل تجاري يُباع بدون وصفة طبية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذا الدّواء، فحتّى الأدوية التي يمكن تناولها بدون وصفة طبية يمكن أن تتعارض مع حالات طبية أو صحية لدى المريض أو مع أدوية يتناولها مسبقًا.
الوقاية من نقص هرمون السيروتونين
تمامًا وكأي حالة طبية، فإن نقص هرمون السيروتونين قد لا يتم علاجه والوقاية منه بمجرد تناول الدواء، لذلك لا بد من القيام ببعض التغييرات والتوصيات اليومية والحياتية التي تساعد الشخص على زيادة فعالية العلاج والتخلي عنه في المستقبل، من هذه التوصيات ما يأتي: 7)
- تعديل المزاج الذاتي: يُقصد بهذا الأمر القيام بالأشياء التي تجعل الشخص يعيش في حالة من المزاج الجيد والهادئ، كالقيام بالأمور التي تسعده ويعلم مسبقًا أنّها تحسّن من مزاجه.
- التمارين الرياضية: كثير من الدراسات دلّت على أهمية التمارين الرياضية في زيادة نسبة السيروتونين من حيث زيادة إنتاجه أو استهلاكه في الدماغ، ويمكن القول أن أكثر الرياضات التي تساعد في هذا المجال تلك التي لا تتطلّب إلى أجهزة خاصة، كالمشي والركض والسباحة.
- الحمية الغذائية: يجب تناول المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم لإنتاج السيروتونين، كالبيض والجبنة والجوز وغيرها، كما يجب تخفيف تناول القهوة لأنها ترتبط مع خفض مستويات السيروتونين.
- التعرض للضوء الساطع: تعريض الجسم لضوء الشمس بشكل يومي يساعد في رفع مستويات السيروتونين في الدماغ بشكل واضح.