معلومات عن حرب المئة عام هي أطول حرب في التاريخ؛ إذ استمرَّت حوالي 116 عام بين كل من فرنسا وبريطانيا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، تعاقب خلالها خمس ملوك على كل من فرنسا وبريطانيا، والتي انتهت بانتصار فرنسا وتمكنها من استعادة أراضيها.
سبب تسمية حرب المئة عام بهذا الاسم
أُطلق هذا الاسم على الحرب التي دارت بين فرنسا وانجلترا على يد العديد من المؤرخين الذين شرعوا في الكتابة عن أحداث هذه الحرب وويلاتها، وقد كانت البداية على يد الكاتب والمؤرخ الفرنسي فيليب كونتامين في كتايه الذي نُشر في القرن التاسع عشر الميلادي عام 1823م، ومن بعده صدر كتاب للكاتب الفرنسي باشليه عام 1852م يحمل نفس هذا الاسم للحرب، ومن ثم أصبح الاسم دارجًا منذ ذلك الحين، واستُخدم بشكل رسمي في المناهج التعليمية الفرنسية.
أسباب نشوب حرب المئة عام
نشبت حرب المئة عام بسب العديد من الأسباب المتداخلة، والتي أدت إلى الاستمرار في الحرب طوال هذه السنوات، دون الانتباه إلى كمية الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بكلا الجبهتين، ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:
- كساد التجارة وضعف الأحوال الاقتصادية وانتشار الفساد والفوضى في أنحاء فرنسا في العصور الوسطى.
- الصراع من أجل السيطرة على منطقة “غوين” المعروفة حاليًا باسم “بوردو” بين كل من عائلة “كابيتنز” الفرنسية وعائلة “بلانتاجونت” البريطانية.
- بالإضافة السبب الرئيسي الناتج عن الصراع الذي نشب من أجل الاستيلاء على العرش الفرنسي بعد وفاة الملك تشارلز الرابع، الذي لم يكُن لديه أبناء ذكور لاستلام العرش من بعده. مما زاد طمع ملك بريطانيا الذي كان ابن شقيقة ملك فرنسا الراحل في الاستيلاء على العرش، ظنًّا منه أن هذا المنصب من حقه.
حرب المئة عام في نقاط
- لم يكُن لدى الملك تشارلز الرابع أبناء ذكور، إلا أن زوجته كانت حاملًا عند وفاته.
- ثم أنجبت زوجة الملك الراحل ولدًا كان هو الوريث الشرعي لعرش أبيه، إلَّا أن هذا الطفل لم يُقدَّر له الحياة سوى أيامًا معدودات.
- وعقب وفاته كان من ضمن الخيارات المطروحة تولِّي الملك إدوارد الثالث ملك بريطانيا لعرش فرنسا بصفته ابن أخت الملك الراحل، إلا أن الفرنسيون رفضوا ذلك الأمر، وقاموا بتنصيب الملك فيليب السادس على العرش، مما أثار غضب الملك إدوارد فقرر استرداد عرشه بالقوة.
- ومن ثَمَّ اندلعت أول معركة بين انجلترا وفرنسا في مُحاولة من الملك إدوارد الثالث لاسترداد العرش، انتهت بانتصار الجانب البريطاني.
- استمرَّت بريطانيا بالزحف، وباءت كل مُحاولات فرنسا في ردعها بالفشل، حتى تمكنت القوات البريطانية بقيادة الأمير إدوارد ابن الملك إدورارد الثالث من أسر الملك الفرنسي فيليب السادس، مما دفع إلى تنصيب الأمير شارل ملكًا لفرنسا فور وقوع هذه الحادثة.
- واستمرت فترة حكم شارل قُرابة أربع سنوات حتى عام 1360م، حين عاد الملك جون الثاني للحكم مرة أخرى، والذي كانت فترة حكمه من أسوأ الفترات على الإطلاق، إذ زاد فساد طبقة النبلاء واستولوا على أراضي الفلاحين وأموالهم، مما زاد من انتشار الفساد والفوضى.
- في هذه الأثناء هاجمت القوى البريطانية فرنسا للمرة الثالثة متجهين إلى باريس، إلا أن القوى البريطانية واجهتهم بقوة شديدة، أسفر عنها موت الكثير من صفوف البريطانيين بسبب الحرب والبرد.
- وبعد أن شعُر الملك البريطاني إدوارد الثالث بحجم الخسائر التي طالت جيشه، قرر الذهاب إلى جون الثاني ملك فرنسا لتوقيع مُعاهدة تُسمى بريتاني نسبة إلى المؤتمر الذي انطلقت منه، كما يُطلق عليها أيضًا مُعاهدة كاليه نسبة إلى المدينة التي عُقِدَت فيها.
- عاشت كل من فرنسا وبريطانيا في سلام على إثر تلك المُعاهدة، حتى وفاة الملك جون الثاني عام 1369، وتولّي الملك شارل الخامس للحكم من بعده.
- بدأت فترة حكم الملك شارل الخامس برفض أمرائه دفع الضرائب التي كانت مُقرر دفعها إلى فرنسا، مما أدَّى بالأمير إدوارد إلى إعداد جيشه والذهاب مرة أخرى في مُحاولة للسيطرة عى العرش من أجل أبيه، مما دفع بالملك شارل الخامس في المُقابل إلى مُصادرة كافة الأملاك البريطانية الموجودة في فرنسا.
- اندلعت الحرب مرة أخرى بين الجانبين في مدينة بوردو على إثر الأحداث السابق ذكرها، وانتهت تلك المعركة بهزيمة الجانب البريطاني هزيمة ساحقة أمام الجانب الفرنسي.
- أدت تكاليف الحرب الباهظة إلى فرض بريطانيا ضرائب باهظة على الشعب البريطاني، مما دفعهم إلى الانتفاض والضغط على الملك لإنهاء الحرب، مما دفع به إلى عقد مُعاهدة جديدة تُسمى لولينفين مع الجانب الفرنسي عام 1389، وتضمنت المُعاهدة إيقاف الحرب لمدة ثلاثة أعوام.
- حدثت العديد من الأحداث والاضطرابات داخل العائلة المالكة بفرنسا بعد ذلك، مما أدى إلى انقسامها وتشتتها، مما دفع بملك بريطانيا آن ذاك بمُحاولة الحصول على بعض المدن الفرنسية لصالح بريطانيا، إلى جانب طلبه الزواج من الابنة الصغرى لملك فرنسا.
- قوبِلَت مطالب الملك هنري الخامس ملك بريطانيا بالرفض، مما دفعه لشن الحرب مرة أخرى على فرنسا بحجة رفضهم لمطالبه.
- فقامت معركة كاستيون التي استمرت حتى عام1475، ثم انتهت بعقد المُعاهدة التي وضعت حدًّا لكل تلك الصراعات، إذ انتهت حرب المئة عام باسترداد فرنسا لأراضيها وعرشها، وأقر ملك بريطانيا بتخليه نهائيًّا عن المُطالبة بعرش فرنسا مرة أخرى.