اعراض ارتفاع هرمون الحليب يعرف هرمون الحليب أيضًا بهرمون البرولاكتين Prolactin وهو هرمون بيبتيدي يفرز من الخلايا اللبنية في الغدة النخامية، وهو مسؤول عن عملية إفراز الحليب وتنظيمه، ويوجد لدى الرجال والنساء إلا أن نسبة تواجده لدى النساء أكثر من الرجال ليتوافق مع وظيفته، ولا يقتصر دوره على إدرار الحليب فقط حيث له وظائف آخرى مثل: تكوين الخلايا العصبية عند الأم والجنين، وتعزيز عملية التمثيل الغذائي، ويؤثر على عملية تكوين الأوعية الدموية ويحافظ على سيولة الدم، ويحمي من الإصابة بسرطان البروستات والثدي، ويعزز النشوة الجنسية أثناء الجماع، وكما تختلف نسبة هرمون الحليب باختلاف الجنس إلا أن ارتفاع هرمون الحليب أعلى من المستوى الطبيعي قد يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والعلامات المزعجة.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب
يعتبر مستوى هرمون الحليب الطبيعي للرجال أقل من 15 نانو غرام/ مل أما لدى النساء ما بين 34-386 نانو غرام/ مل، قد لا يصاحب ارتفاع هرمون الحليب علامات أو أعراض ملحوظة، إلا أن الارتفاع المفرط قد يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض لدى النساء والرجال وتشمل على ما يأتي:1)
- فترات حيض غير منتظمة أو قلة الحيض أو عدم حدوث أي حيض.
- إفرازات حليبية من الثدي عندما لا تكون المرأة حامل أو ضمن فترة الرضاعة الطبيعية.
- الجماع المؤلم بسبب جفاف المهبل لدى النساء.
- حب الشباب ونمو شعر الوجه.
- ضعف الانتصاب لدى الرجال.
- كبر حجم الثديين لدى الرجال.
- انخفاض كثافة العظام
- انخفاض إنتاج هرمونات أخرى من الغدة النخامية.
- فقدان الاهتمام في النشاط الجنسي.
- الصداع.
- اضطرابات بصرية.
- العقم.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
ينتج ارتفاع هرمون الحليب في الدم عن زيادة التحفيز من الخلايا النخامية، ومن المهم تحديد الأسباب المؤدية إلى ارتفاعه لعلاجها ولتجنب تشكل مضاعفات مثل: فقدان الرؤية وهشاشة العظام، ومن أهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع هرمون الحليب ما يأتي:
- أسباب فسيولوجية: ترتفع مستويات هرمون الحليب أعلى من المستوى الطبيعي خلال فترة الرضاعة الطبيعية ومع الإجهاد البدني والجماع، وللطعام تأثير قليل على مستوى هرمون الحليب لذلك لا يعتبر الصوم مهم عند قياس مستوى هرمون الحليب في الدم.2)
- الحمل: يرتفع هرمون الحليب خلال فترة الحمل ليصل إلى الذروة عند الولادة، وتختلف نسبة الزيادة في الهرمون من امرأة لأخرى إلا أنها تتراوح ضمن 35- 600 نانو غرام/ مل، يعود سبب ارتفاع هرمون الحليب أثناء الحمل إلى زيادة إفراز هرمون الاستراديول، وبعد ستة أسابيع من الولادة ينخفض إفراز هرمون الاستراديول ويبقى البرولاكتين ضمن المستوى الطبيعي. 3)
- تحفيز الحلمة وفحوصات الثدي: إن تحفيز الحلمة خلال فترة الرضاعة الطبيعية يزيد من تركيز هرمون الحليب في الدم، ويتناسب نسبة الزيادة في هرمون الحليب تناسبًا طرديًا مع تحفيز الحلمة، ففي الأسابيع الأولى بعد الولادة يزداد تركيز هرمون الحليب في الدم إلى 300 نانوغرام/ مل فوق المستوى الطبيعي، وبعد عدة أشهر من الولادة فإن الزيادة في هرمون الحليب عادة ما تكون أقل من 10 نانوغرام/ مل فوق المستوى الطبيعي وهذا يعود إلى الاستجابة العصبية.4)
- الأدوية: قد ترتفع بعض الأدوية مستويات هرمون الحليب في الدم مثل: حاصرات H2 الحمضية والأدوية الخافضة للضغط والأدوية الخافضة للاكتئاب والأدوية المضادة للغثيان.5)
تشخيص ارتفاع هرمون الحليب
يعتمد تشخيص ارتفاع هرمون الحليب في الدم بشكل أساسي على الأعراض والعلامات الظاهرة على المريض والتاريخ الطبي، وقد يلجأ المختصون إلى عدد من التقنيات والطرق التشخيصية وتشمل على ما يأتي:6)
- اختبارات الدم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
- اختبار ديناميكي هرموني أكثر تعقيدًا.
علاج ارتفاع هرمون الحليب
يهدف علاج ارتفاع هرمون الحليب إلى: الحفاظ على هرمون الحليب ضمن المستويات الطبيعية واستعادة وظيفة الغدة النخامية الطبيعية وتقليل حجم ورم الغدة النخامية والقضاء على أية علامات أو أعراض مثل: الصداع أو مشاكل في الرؤية، وتحسين نوعية الحياة، لذلك يشمل العلاج على ما يأتي:7)
- الأدوية: تستخدم بعض الأدوية التي يمكن أن تقلل إنتاج هرمون الحليب وتقلل من ظهور الأعراض، لذلك العلاج بالأدوية على المدى الطويل ضروري بشكل عام، ومن أمثلة الأدوية المستخدمة: محفزات الدوبامين dopamine agonists مثل: بروموكريبتين bromocriptine وكابيرغولين cabergoline، حيث تعمل هذه الأدوية على المادة الكيميائية الدماغية التي تتحكم عادة في إنتاج البرولاكتين، يعتبر دواء كابيرغولين أكثر فعالية من بروموكريبتين وأقل آثار جانبية وأكثر تكلفة، ومن أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لهذه الأدوية: الغثيان والقيء وانسداد الأنف والصداع والنعاس، إلا أنه يمكن الحد من هذه الأعراض بالبدء بجرعة منخفضة جدًا وزيادة الجرعة تدريجيًا، وتعتبر هذه الأدوية آمنة مع بداية فترة الحمل لزيادة الخصوبة أما أمان استخدامها خلال الحمل غير مع معروف إلى الآن.
- العملية الجراحية: إذا كان العلاج بالأدوية لا يجدي أو لا يمكن للمريض تحمل الدواء، يلجأ الطبيب للجراحة لتخفيف الضغط على الأعصاب التي تتحكم في الرؤية، وتختلف أنواع الجراحة فمثلًا قد تكون عبر الشبكية أو عبر الجمجمة.
- الإشعاع: بالنسبة للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية أو لا يمكن إجراء العمليات الجراحية لهم قد يكون العلاج الإشعاعي خيارًا.