أثناء عملية الهضم ، تمتص المعدة الزيوت الموجودة في الأطعمة ذات الروائح الكريهة مثل الثوم والبصل. ثم تمر هذه الزيوت عبر مجرى الدم للوصول إلى الرئتين ، مما يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة لمدة تصل إلى 72 ساعة. رائحة قوية مثل القهوة والتدخين رائحة نفس غير سارة.
الصعوبة أن تناقش موضوعا حساساً كهذا مع أي شخص لما يسببه من الشعور بالحرج لكليكما . وهذا الحرج هو المشكلة الكبرى التي تعيق الكثيرين عن مناقشة مشكلتهم ، وبالتالي تمنعهم من التوصل إلى الحل المناسب ، وغالبا ما يلجأ صاحب هذه المشكلة إلى تغيير الرائحة مستخدماً معطرات الفم والعلك والحلوى ذات الرائحة النفاذة ، أو يستخدم غسولا للفم .
هذه الظاهرة ليست محدودة في عدد قليل من الناس ، بل يعاني الكثير من الناس منها : مثلا : في أمريكا يعاني 60 مليون شخص منها ، وهناك عدد كبير من الناس يعاني منها دون أن يعرف بذلك ؛ لأن الجسم غالباً ما يتكيف مع الرائحة و لا يشعر المريض بالرائحة .. وفي الغالب تكون الأسباب من الفم ؛ إذ تعود أسباب أكثر من 85 من الحالات إلى أسباب ( فموية) ، وغالباً ما تكون الأسباب (الفموية) ناتجة عن جفاف الفم أو قلة سيولة اللعاب – خصوصاً أثناء النوم – أو ارتداء الأطقم بطريقة غير صحية ، أو إهمال العناية بتنظيف الفم ، أو انحشار الأكل في مناطق لا يسهل تنظيفها في الفم تكون المعدة خالية ، و كذلك التسوسات العميقة للأسنان ، والالتهابات اللثوية بمختلف درجاتها ، و الخراريج المتصلة بلب السن ، أو الجذور المتآكلة لأسنان تالفة.
وهناك العديد من الأحوال التي ينبعث فيها من الفم رائحة كريهة ، لكنها تكون مؤقتة وسرعان ما تزول . فمثلاً : عند الاستيقاظ من النوم ، المكوث لفترة طويلة في صمت ، أو عندما تكون المعدة خالية ، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل و الثوم ، أو تناول كميات كبيرة من القهوة ، أو عند التدخين أو الاختلاط بالمدخنين ، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت .
ولا تشكل المعدة مصدرا أساسيا لرائحة الفم كما كان يعتقد في الماضي ؛ لأن المريء يكون منقبضا أغلب الوقت ، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم . ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم ، و التي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت ، وهي المسئولة عن الرائحة النفاذة و الغير مرغوب فيها . ويعد سطح اللسان – كذلك – مرتعاً خصبا لهذه البكتريا ؛ خصوصاً في الجزء الخلفي منه ، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي .
وهناك طرق عديدة لتجنب رائحة الفم ، منها : –
استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يومياً (قبل النوم وبعد الاستيقاظ ) .
– العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك .
– استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان .
– تجنب التدخين . –
تنظيف الفم بعد شرب الحليب أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة ، ولو بالمضمضة (إلا اللبنة ؛ فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة ) .
– ومضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم .
– وزيارة طبيب الأسنان بانتظام .
– استعمال المواد المعقمة للفم (مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع) .
– الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة .
هذا ، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة ، منها : مضغ البعض من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم