كانت لديها الذكاء والجمال والصوت الرائع والحس القوي والحضور الآسر. كانت نجمة في عالم الغناء ، ووصلت أصداء نجاحها إلى العالم بأسره ، خاصة أنها غنت بأكثر من لغة واحدة وأدت حفلات في العديد من العواصم الدولية.
تميّزت باختيارها للأزياء البرّاقة
هي ابنة مهاجرَين إيطاليّين سكنا في منطقة شبرا في مصر، اسمها الحقيقي Iolanda Cristina Gigliotti، افتقدت الثقة بالنفس في طفولتها بسبب حوََل بسيط في عينيها، ومع ذلك عشقت الفن بخاصة التمثيل وأخذت دروساً في الغناء، ولأنّ ظروف أهلها المعيشيّة لم تكن جيّدة، عملت كسكرتيرة في شبابها، لتعود وتسعى وراء حلمها بالشهرة فكان أن شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر في العام 1954 وفازت باللقب.
من Iolanda إلى Dalida
تغيير اسمها كان ضروريّاً كي تصبح معروفة أكثر في مصر، فاختارت اسم Dalila مرتكزة على شبهها بـHedy Lamarr بطلة فيلم Samson &Dalila ليصير بعد سفرها إلى باريس وبدء مشوارها الفنّي Dalida. أمّا ذهابها إلى العاصمة الفرنسيّة، فحصل بعد فوزها باللقب الجمالي، وقد تمّ اختيارها بعد فترة من الوقت لتقديم عروض غنائيّة في الـChamps-Élysées لتنهال على الإثر العروض عليها للغناء على أهمّ المسارح.
ألف أغنية
حقّقت Dalida شهرة كبيرة خلال الستّينات والسبعينات وقدّمت أكثر من ألف أغنية بلغات متعدّدة منها العربيّة والإيطاليّة والفرنسيّة واليونانيّة واليابانيّة والإنكليزيّة والإسبانيّة والألمانيّة، وكانت نجمة استثنائيّة بكل ما للكلمة من معنى.
ماكياج خفيف لملامح بارزة
لأنّ ملامحها كانت بارزة، لم تحتج إلى الكثير من الماكياج كي تظهرها، لذا ركّزت على الألوان الخفيفة والترابيّة مثل كريم الأساس البرونزي وأحمر الشفاه النحاسي مع خط الآيلاينر الأسود فوق جفنَيها.
أزياء نجمة لامعة
عكست Dalida من خلال إطلالاتها روح الستّينات والسبعينات إلى أقصى حدّ، وكانت جريئة في اختياراتها فارتدت البدلة النسائيّة التي لاءمت جسمها بشكل مثالي وتألّقت بفساتين السهرة اللامعة والبرّاقة والطويلة المفتوحة عن الكتفين والرقبة. أمّا في ما يخصّ الأكسسوارات والمجوهرات، فركّزت على القطع البارزة مثل الأقراط المستديرة والأحزمة العريضة والجزمات العالية.
نالت الفنانة الموهوبة العديد من الجوائز أبرزها جائزة الأسطوانة الذهبيّة في العام 1957، وبعدها بعامين حصلت على الأوسكار عن أفضل أغنية ثم نالت جائزة Golden Lion في برلين، وتمّ خلال العام الفائت تقديم فيلم عن حياتها أشرفت على كتابة السيناريو والإخراج ليزا أزويلو وجسدت عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا آلفيتي شخصية داليدا.
تسريحة شعر لا تُنسى
الشعر الطويل النحاسي المائل إلى الأشقر كان علامة Dalida الفارقة، وقد اعتمدت تسريحة الـdégradé الطويلة خلال معظم سنوات تواجدها تحت الأضواء، مع فِرق عن الجنب وغرّة مرتفعة أظهرت جمال جبينها وشكل وجهها البيضاوي وعظام فكّها العريضة.
أغنية عابرة للسنين
انطبعت أغنية «حلوة يا بلدي» التي أجادت Dalida تأديتها والتي عبّرت من خلالها عن حبّها الكبير لمصر في أذهان محبّي الفنانة من مصريّين وعرب، وذلك منذ إطلاقها وحتى اليوم، وقد قدّمها من بعدها عدد من النجمات نذكر منهنّ إليسا.
كاريزما عالية
امتلكت Dalida كاريزما عالية جدّاً على المسرح فكانت تخطف الأنظار بجمالها وحضورها وأزيائها وتسرق الآذان بروعة صوتها القوي المليء بالإحساس والدفء.
رحيل صادم
في قمّة مجدها وشهرتها كانت نهايتها، تاركة رسالة لكل محبّيها تقول فيها «سامحوني فالحياة لم تعد تُحتمل»، فما كان يراه الجمهور من شهرة وأضواء وأموال لم يكن كافياً لإدخال السعادة إلى قلبها، ففضّلت الرحيل عن عمر 54 عاماً تاركة خلفها مئات الأغاني الرائعة التي لن ينساها محبّو الفن الجميل.