يعتبر الدماغ من أهم أعضاء جسم الإنسان والذي يتعرض للإصابة بالأمراض أو التعب كلما تقدم الأشخاص بالعمر، ولكن في الحقيقة معظم هذه الأمراض تكون ناتجة عن أسلوب حياتنا اليومي أثناء فترة الشباب.
قدم أخصائية التغذية بنين شاهين، في فيتنس فيرست الشرق الأوسط، نصائح مهمّة حول مدى التأثير الكبير للاستهلاك اليومي من البكتيريا والدهون والجلوكوز والماء وممارسة التمارين الرياضية على الدماغ وعلاج الأمراض وتغذية هذه العضلة القوية، في الآتي:
الدماغ وبكتيريا الأمعاء الجيّدة
يعمل الدماغ والأمعاء الغليظة بشكل متزامن، فالإثنان مرتبطان بالجهاز العصبي الذي ينقل البكتيريا من الأمعاء الغليظة إلى الدماغ.
ويملك جسم الإنسان عددًا أكبر من البكتيريا، من عدد الخلايا وبالتالي فإنَّ البكتيريا لها تأثير هائل على وظائف الجسم. وقد ارتبطالاكتئاب والتوحد ومرض باركنسون بالاختلالات المعوية والجهاز الهضمي وكذلك التعب والإرهاق المرافقان للغضب أو القلق.
وتساعد “البكتيريا الجيدة” في القناة الهضمية على منع تشكل هذه المشاعر السلبية ودعم كافة وظائف الدماغ المختلفة.
ويتوفر من بكتيريا الأمعاء الجيّدة نوعان:
_ البريبايوتكس: وهو موجود في الموز، البصل، الثوم، قشر التفاح، الفاصولياء ومنتجات القمح الكامل على سبيل المثال.
_ البروبيوتيك: وهو موجود في لبن الزبادي، والمخللات، والتيمبي (منتج صويا تقليدي)، وشراب الكفير وغيرها. كما ويتوفر في شكل حبوب في حال عدم القدرة على تناول أي من هذه المكونات.
الدماغ والدهون الصحية
تشدد الأخصائية شاهين على أهمية التوعية حول فوائد الدهون الصحية للدماغ التي تتألف مما يصل إلى 60% من الأنسجة الدماغية، وغالبًا ما يلجأ الناس لإلغاء الدهون تمامًا من النظام الغذائي لخسارة الوزن، فيما هو خطأ شائع. وعند الحديث عن الدهون الصحية، فالأحماض الدهنية الأساسية اللازمة هي أوميغا 3 وأوميغا 6 المسؤولة عن وظائفنا اليومية كالرؤية والتركيز والذاكرة والحالة المزاجية. علماً أن استهلاك البشر من اوميغا6 يزيد ضعفين عن استهلاكهم للاوميغا3 الموجودة في الأسماك الدهنية، والمكسرات والخضر الورقية الخضراء.
ومن أجل الحصول على فوائد هذه الأحماض، يجب زيادة الحصة اليومية من الأسماك الزيتية لكونها واحدة من أكثر الأطعمة الغنية بأوميغا 3 كالسلمون والماكريل والسردين والبيض والحليب التي تعد مصادر رئيسة لها، أما الأشخاص النباتيون فيمكنهم تناول بذور الشيا وبذور الكتان والجوز.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأجنّة والأطفال هم الأكثر تأثرًا بنقص الدهون الصحية التي تعدُّ عناصر غذائية أساسية لنمو الدماغ.
السكر…
يحتاج الجسم إلى الجلوكوز من أجل عمل الوظائف الرئيسة مثل التفكير والتعلم والذاكرة وإطلاق الناقلات العصبية.
يستخدم الدماغ 20% من إجمالي استهلاك الطاقة وهو مسؤول عن استخدام حوالي 25% من الجلوكوز في الجسم، ومن المهم أيضًا معرفة أن الجلوكوز هو العنصر الغذائي الوحيد الذي يحتاجه الدماغ للحصول على الطاقة.
ولكن، كثرة تناول السكر تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم مسببة أعراضاً تظهر على شكل تهيج وتقلب في المزاج وإرهاق وما يعرف بضباب العقل. إضافة إلى ذلك، تؤثر الأطعمة الغنية بالسكر على إفراز الأنسولين الذي ينظّم وظيفة خلايا الدماغ.
الترطيب وعمل الدماغ
الماء عنصر ضروري جدًا للدماغ والجهاز العصبي، حيث يتألف الدماغ من 80% من الماء والنظام العصبي هو المسؤول عن عملية التواصل بين الدماغ والجسم.
يؤثر الجفاف على الدماغ وعلى وظائف الجسم بطرق مختلفة، قد تكون على شكل تقلبات مزاجية أو نقص في التركيز وإبطاء ردة الفعل أثناء القيادة.
وعند الشعور بصداع، فكروا بتناول كوبين من الماء قبل أخذ مسكّن الآلام، ففي معظم الأحيان يكون الصداع هو طريقة الدماغ للتنبيه عن حالة الجفاف.
الرياضة للوقاية من شيخوخة الدماغ
تشير الأخصائية شاهين إلى أنّ ما هو صحي للقلب هو صحي للدماغ، فالقلب عند الحركة يساعد في ضخ المزيد من الأوكسجين للدماغ.
وفقًا لدراسة أجراها قسم العلوم التمريضية في جامعة جورجيا، فإن التدريب لفترة قصيرة لمدة 20 دقيقة يسهل معالجة المعلومات ووظائف الذاكرة.
والرياضة هي مضاد طبيعي للاكتئاب لكونها تساعد في تقليل مستوى هرمونات التوتر في الجسم