لطالما كانت فكرة السيارة الطائرة فكرة خيالية لا نراها سوى في أفلام الخيال العلمي أو في الصور المتحركة أو ألعاب الفيديو. ولم نظن في يوم من الأيام أن هذه الفكرة المستقبلية قد تصبح حقيقة في وقت قريب. لم يعد حلم امتلاك أو رؤية سيارة قادرة على الطيران درب من الخيال أو استشرافًا للمستقبل, ألا ان هناك كثير من الانتقادات لفكرة الاسيارة الطائرة
يرى الرجل الذي طوّر السيارات الكهربائية وأعلن عن مشروع استعمار المريخ مع العقد المقبل، أن السيارات الطائرات لا مستقبل لها، بل تشكل خطراً على البشرية.
وقال إيلون ماسك إنه لا يحب السيارات الطائرات، ويرى أن المستقبل في السفر تحت الأرض وليس في السماء.
ويعرف عن ماسك، المخترع والمستثمر الشهير، دوره في تشكيل مستقبل المركبات الكهربائية، واستكشاف الفضاء، وثورة الأنفاق التي من شأنها أن تضم أنظمة نقل عالية السرعة وتعرف بـ “هايبرلوب”.
وكان ماسك يتحدث في حفل خاص بشركة الحفر التابعة له، ضمن مشاريع الهايبرلوب، يوم الخميس، عندما أوضح لماذا أن السيارات الطائرة سوف تصبح مشكلة أكثر من قيمتها.
الضوضاء والحوادث
وقال ماسك إن أكبر مخاوفه هي الضوضاء والإزعاج، وإمكانية تحطم هذه السيارات الطائرة في أي لحظة، أو سقوط جزء مكسور منها، ما يترتب عنه إصابة شخص ما على الأرض.
وأضاف أنه “ستكون هذه السيارات محلقة في كل مكان، وحتماً سيكون هناك من لا يعتني بسيارته ما يهدد حياة الآخرين للخطر، وربما سقط شيء ما وأدى للضرر”.
وشبّه أصوات هذه السيارات الطائرة في أجواء المدن، بأنها ستصبح صاخبة مثل “دوي الأعاصير”.
اللوب والهايبرلوب
في الوقت الذي أعرب فيه ماسك عن مخاوف مماثلة من قبل، بهذا الخصوص، فهو يعتقد أنه من الأفضل التعامل مع الازدحام المروري من خلال بناء أنظمة نقل تحت الأرض تكون عالية السرعة مثل الـ Loop (لوب) والـ Hyperloop (هايبرلوب).
وشرح كيف يمكن لهذه الأنظمة أن تعمل، فإذا كانت تجارب الهايبرلوب قد بدأت فعلياً فإن الـ “لوب” هو نظام آخر لم يجرب بعد.
ويعتبر الـ Loop بديلًا منخفض السرعة لـ Hyperloop الذي اقترحه ماسك في ورقة لأول مرة عام 2013 وسيتم استخدامه للسفر بين المدن (المسافات الطويلة)، في حين أن الـ (لوب) سوف يستخدم لنقل الناس في مسافات أقصر داخل المدن، أو مسافات محدود بشكل عام.
وفي كلا الاثنين يتم إرسال الركاب في كبسولات عبر شبكات أنفاق تحت الأرض.
وإذا كانت سرعة الهايبرلوب سوف تبلغ 600 ميل في الساعة، فإن سرعة اللوب ستكون أقل بحدود 150 ميلاً في الساعة لتكفي للحركة المحدودة في المدن.
ويرجع الاختلافات في السرعات لاختلاف أسلوب الضغط في الأنفاق.
وقال ماسك إن أحواض اللوب سوف يستوعب الواحد منها 16 شخصاً، وإن هذا النظام سوف يمكن الوصول إليه عبر عشرات المحطات الصغيرة لنقل الركاب تحت الأرض، وستكون تكلفة الرحلة أقل من دولار واحد للفرد.
الرؤية المغايرة
رغم هذه القناعة التي يبديها ماسك باتجاه مشروعه هذا والمضي فيه، إلا أن هناك شركات ترى العكس، مثل أوبر التي كشفت النقاب مؤخراً عن تاكسي أجرة طائر بين المدن وداخلها.
يعتمد نظام أوبر على ما سمته “سكاي بورت” الذي يمكن أن يكون في شكل محطات رأسية في بنايات، مربوطة بشبكات الطرق، أو فوق أسطح العقارات الكبيرة.
وتنوي أوبر اختبار نظامها هذا بحلول 2020 في دالاس ولوس أنجلوس، وتقديم رحلات تجارية به في 2023.
وفي مقابلة مع شبكة “سي بي أس” قال دارا خسروزهاهي، الرئيس التنفيذي لشركة مورنينغ أوبر، إن “أوبر تخطط لجعل الأوبر إير بأسعار معقولة للأشخاص العاديين”