سيرة إدوارد السابع شغل إدوارد منصب ملك المملكة المتحدة وملك دول الكومنولث وإمبراطور الهند وذلك من عام 1901 وحتى عام 1910، وهو الابن البكر للملكة فيكتوريا و الأمير ألبرت، وقد كان إدوارد أطول وريث على العرش البريطاني، وكان يحمل رقماً قياسياً لأطول حامل للقب أمير ويلز .
الطفولة والحياة المبكرة :
ولد الملك ادوارد السابع في 9 نوفمبر عام 1841 في قصر باكنغهام وكان أبواه الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت ، وقد كان معروفاً بين الناس بإسم بيرتي، وكونه الابن البكر للعائلة المالكة فقد حصل على ألقاب عديدة منها دوق كورنوال ودوق روثساي ، وقد خلف إدوارد والده أمير ساكس كوبورغ وغوتا ودوق ساكسونيا.
قضى إدوارد الكثير من حياته المبكرة في تلبية التوقعات الغير واقعية لوالديه من أجل حياته الأكاديمية المثالية، وبعد روتين تعليمي صارم، حصل على شهادة جامعية من كنيسة المسيح في أكسفورد عام 1859، وقد أكمل تعليمه في كلية ترينيتي كامبريدج، واستمتع بالدراسات الأكاديمية وكان متفوقاً في التاريخ الحديث .
حياة إدوارد السابع وحكمه :
أراد إدوارد أن ينضم إلى الجيش ولكن رفضت والدته الفكرة تماماً، ومع ذلك فقد انضم إلى الجيش وخلال فترة قصيرة أثبت مهارته وحصل على رتبة مقدم، وفي عام 1861 تورط إدوارد في علاقة حب فاضحة مع الممثلة نيلي كليفتون، وبسبب تصرفاته الطائشة توفي والده وحزنت الملكة فيكتوريا بشدة وألقت اللوم على إدوارد في وفاة والده .
بعد وفاة الأمير ألبرت ظلت فيكتوريا في حالة حداد، وابتعدت عن الحياة العامة، وعلى الرغم من سماحها لإدوارد بالإنابة عنها في المناسبات الرسمية، إلا أنها لم تسمح له بالمشاركة في شئون الدولة، مما دفع إدوارد إلى الاندفاع في القمار والأنشطة التبذيرية الأخرى منها الإبحار والأكل والسباقات وغيرها .
في عام 1871 تحسنت علاقة إدوارد مع الشعب وكذلك مع والدته، وبعدها بسنوات قليلة شرع إدوارد في جولة إلى الهند، وكانت الجولة ناجحة للغاية، وعند عودته تلقت الملكة فيكتوريا لقب إمبراطورة الهند، وبعد وفاة الملكة فيكتوريا عام 1901 تولى إدوارد منصب ملك المملكة المتحدة وإمبراطور الهند وملك دول الكومنولث البريطاني، وأصبح يدعى بالملك إدوارد السابع بدلاً من الملك ألبرت إدوارد .
أهم الإنجازات التي قام بها الملك إدوارد :
خلال فترة حكمه لعب الملك إدوارد السابع دوراً مهماً في إعادة تنظيم الجيش البريطاني والبحرية في أعقاب حرب البوير الثانية، حيث قام بإعادة تصميم قيادة الجيش من خلال إنشاء قوة إقليمية، وسمح بتحديث الأسطول البريطاني واقترح إصلاح البحرية الملكية أيضاً .
عُرف عن إدوارد بأنه ” صانع السلام ” وذلك لأنه ساعد على تعزيز العلاقات بين بريطانيا وفرنسا، وساعدت طبيعته العاقلة وتصرفاته الودية في خلق شروط جيدة بالنسبة لبريطانيا مع كافة الدول الأوروبية الأخرى، وسادت الهيمنة في عهده والتي كانت غير موجودة في منذ وفاة والده في عام 1861 .
سافر إدوارد للعديد من الدول الأوروبية وقام بعمل الكثير من المفاوضات السياسية الخارجية خلال فترة حكمه، وكان نتيجة ذلك هو حدوث الوفاق الثلاثي بين بريطانيا و روسيا و فرنسا الذي تم توقيعه في عام 1904، وكان هذا الاتفاق بمثابة نهاية للتنافس الأنجلو- فرنسي ولعب دوراً رئيسياً في الحرب العالمية الأولى .
نهاية حكم إدوارد السابع ووفاته :
خلال المرحلة الأخيرة من حياته، تورط الملك إدوارد في أزمة دستورية، حيث تم رفض الميزانية الشعبية التي قدمها رئيس الوزراء الليبرالي (H.H Asquith) من قبل اللوردات المحافظين، وفي نهاية المطاف اندلعت الحرب الطبقية في البرلمان، والتي تم حلها اخيراً بعد وفاته، وتم وضع قانون البرلمان الذي جعل سلطة اللوردات متوقفة على استخدام حق الفيتو، وكذلك تم تخفيض مدة البرلمان من سبع سنوات إلى خمس سنوات .
عام 1909 فقد إدوارد وعيه مؤقتاً أثناء زيارة له في دولة برلين، وبعد عام انهار في بياريتز في فرنسا، وفي 27 ابريل 1919 عاد إلى قصر باكنجهام بعد فترة وجيزة من تلقي العلاج، وفي 6 مايو عانى الملك من سكتات دماغية متعددة أدت في النهاية إلى وفاته في وقت متأخر من الليل، وتم دفنه في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور .