سيرين عبد النور مغنية لبنانية ولدت بلدة العبادية ببيروت. تتكون عائلتها من والدها السيد إلياس عبد النور، الذي كان يعمل بمهنة الخياطة النسائية، ووالدتها السيدة سيلفي قطوف،
تكشفسيرين عبد النور الكثير من تفاصيل حياتهافي هذا الحوار، وغيرها من الأمور التي تعلن عنها للمرة الأولى.
– هل صحيح أن حملك نجح بعد محاولات عدّة لم يحالفك بها الحظ؟
هذا السؤال قاسٍ جداً. عمر ابنتي الآن ست سنوات ونصف السنة. خلال هذه الفترة حاولت الإنجاب مراراً، ولكن كل شيء بأمر الله الذي أكرمني أخيراً، وأنا اليوم في الشهر السابع من الحمل.
– كيف تصفين شعورك بعد كل هذه المحاولات، بخاصة أنك معروفة بإيمانك العميق؟
في الفترة السابقة، لم أكن أعاني أي مشكلة، لأن ابنتي كانت لا تزال طفلة صغيرة، إلى جانب ارتباطاتي الفنية، ولكن منذ حوالى الثلاث سنوات شعرت بالحاجة الى طفل آخر، فابنتي أصبحت أكثر وعياً، وبدأت تطالبني بأخ أو أخت، مما دفعني لأخذ الأمر على محمل الجد، لكن للأسف انتظرت ثلاث سنوات حتى نجح الأمر.
– لكن كيف واجهتِ فشل محاولات الحمل المتكرر طوال هذه السنوات؟
أنا إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره، لذا رضخت لمشيئة الله.
– ماذا عن موقف زوجك فريد رحمة حيال الأمر؟
هذا الأمر في غاية الخصوصية، لكن فريد شخص ناضج ومثقف وتقبّل الموضوع بكل وعي وإدراك. في النهاية، نحن شريكان في مسألة الإنجاب من حيث التفكير والإحساس.
– كيف حصل التعارف بينكما؟
سؤالك هذا يعيدني 18 عاماً إلى الوراء. لقد التقينا مرات عدّة مصادفة وفي أكثر من مكان، وحصل على رقم هاتفي من أحد الأصدقاء المشتركين، فتواصلنا كصديقين لفترة معينة، ومن ثم بدأت مشاعر الحب تتأجج في قلبينا.
– هل تذكرين اللحظة التي تقدم فيها لطلب يدك؟
لم يطلب يدي بالمعنى التقليدي الذي نراه في الأفلام، كأن يركع أمامي طالباً الزواج بي… بعد مضي ست سنوات على تعارفنا، زاد الانسجام في ما بيننا وتطورت العلاقة الى حب رأينا أن من الضروري أن يتكلل بالزواج، فأتى مع أهله لطلب يدي وتمت الخطوبة.
– لماذا لم تعلني عن حملك مبكراً؟
لأسباب عدّة. أولاً، كل امرأة حامل تنتظر فترة للتأكد من ثبوت الحمل قبل الكشف عنه. ثانياً، الأوضاع السياسية والأمنية في بلدنا لم تكن مشجعة لإعلان خبر مفرح كهذا. وفي الوقت نفسه، كنت مرتبطة بعقد مع إحدى الشركات، على أساس أنني لست حاملاً، لذا فضّلت الانتظار حتى يتم الإعلان عن المنتج، فهذا أحد بنود اتفاقي مع الشركة.
– حدّثينا عن فترة «الوحام«؟
في بداية الحمل لم أشتهِ شيئاً، وكنت أشعر بالغثيان والدوار، لكن بعدها زادت شهيتي على تناول كل أنواع الفاكهة، وخصوصاً الجنارك، علماً أنني في الأيام العادية أفضّل الخضار.
– علامات الحمل لم تظهر عليك إلا أخيراً… ما السبب؟
هذا يعود إلى طبيعة جسمي، وهنا أود الإشارة إلى أن البعض ظنّ أنني أخضعت وجهي لجراحة تجميل ليبدو ممتلئاً، ولكن في الحقيقة، هذا الانتفاخ ناجم عن الزيادة الطبيعية في الوزن بسبب الحمل.
– لماذا لم تنشري صوراً واضحة لابنتك «تاليا» حتى الآن؟
وما الدافع لنشر صورها؟! لا أشعر بضرورة القيام بذلك. فهذا الأمر شخصي، وأنا أُفضّل إبعاد طفلتي عن الشهرة وعالم الأضواء، وبالتالي أرفض تعريضها للمضايقات والتعليقات التي تُسيء الى طفولتها البريئة، والتي ينشرها أحياناً بعض المتابعين الذين يجب عرضهم على أطباء نفسانيين، ولو كانت هناك رقابة فعلية على الـ«سوشيال ميديا» لتمّ سجن هؤلاء الأشخاص.
– هل كنت تفضلين جنساً معيناً لمولودك الجديد، أم أن الأمر سيّان؟
كلا الجنسين نعمة من الله. في الدرجة الأولى، كنت أريد مولوداً آخر من أجل «تاليا» بغض النظر عن جنسه. وشاء الله أن يكون صبياً ليضيف التنوّع الى العائلة، وفريد سعيد جداً ومتلهّف لقدومه، وهو يخطّط من الآن لمستقبل «كريستيانو» كأن يلعب كرة السلة معه مثلاً.
– هل تختلف تربية الصبي عن البنت في رأيك؟
أبداً، وخصوصاً إذا كانت الأم تربّي كلا الجنسين على المبادئ نفسها، كاحترام العائلة والآخرين، فأنا موجودة لأتشارك خبرتي مع أطفالي وأجنّبهم مشاكل الحياة، وأدعمهم لينضجوا ويصبحوا قادرين على تقرير مصيرهم. الأم هي القدوة والمثل الأعلى لأطفالها، وأنا أحرص على الحفاظ على هذه النقطة، فأولادي سيبقون في نظري أطفالاً كل العمر.
– هل ترين أن هناك اختلافاً في الحقوق بين الجنسين في لبنان ومجتمعنا العربي؟
لا أفكر بهذه الطريقة، ودائماً أطالب بالمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق الإنسانية والاجتماعية.
– هل تتوقعين أن يصبح «كريستيانو» ممثلاً على غرار الفنان قيس الشيخ نجيب الذي كانت والدته الفنانة خديجة العبد حاملاً به بينما كانت تقدّم مسرحية «غربة»؟
(تجيب ضاحكةً)… يبدو أنه مولع بكرة السلة لحركته الدائمة في بطني. ولكن يمكنني القول إن «تاليا» موهوبة فعلاً بالتمثيل، وتستطيع حفظ الأغاني بمختلف اللهجات.
– إذا اختارت الفن، هل تشجّعينها؟ وبمَ تنصحينها بناءً على خبرتك؟
بالتأكيد سأدعمها وسأقف إلى جانبها في أي مهنة تختارها في المستقبل. واذا فضّلت التمثيل، سأنصحها بتعلّم التمثيل وعدم الاتكال على الموهبة فقط. وأهم شيء أن تكون متواضعة فعلاً، لا قولاً، لأن كل المجد والشهرة اللذين يعيشهما الإنسان يمكن أن يذهبا بلحظة.
– هل هناك صداقات حقيقية في الوسط الفني؟
نادراً ما تجد صداقات حقيقية بين الفنانين. وعموماً، في كل المهن، المصالح الشخصية تغلب على الصداقات.
– نشعر بوجود حرب خفية على سيرين عبد النور… هل هذا صحيح؟
لنعبّر بشكل أدقّ. هناك حرب علنية على سيرين، وأصبحت مكشوفة وواضحة بوجود الـ«سوشيال ميديا». كثر هم الذين يتقاضون مبالغ مالية مقابل نشر أخبار تسيء الى الفنانين، ولكن الجمهور ذكي وواعٍ ومراقب جيد، ولا يمكن التلاعب بمشاعره أو التأثير في قراراته.
– للمرة الأولى تُسند إليكِ بطولة خماسية، لمَ أبديتِ موافقتك؟ وهل كُتب الدور من أجلك؟
كان من المفترض بدايةً أن أقوم ببطولة مسلسل من ثلاثين حلقة إلى جانب الفنّان باسل خياط، وهو من تأليف رافي وهبي وإخراج رامي حنا وإنتاج لبناني، لكن للأسف حصلت بعض المشاكل، وطرأت ظروف إنتاجية دفعت فريق العمل الى التريث قبل تنفيذ المسلسل. ربما ينجح الأمر حين تُذلّل العقبات وتصبح الشركة المنتجِة أكثر استعداداً. في تلك الفترة، عُرضت عليّ خماسية «المتوحد»، أحببتها كثيراً، لكنني اعتذرت عن عدم المشاركة فيها، لظروف الحمل، وقد أفرحني أن الفنّانة نادين الراسي أدّت بطولتها. كما أنني طرحت فكرة خماسية «الشهر السابع»، وهي تتناول حياة امرأة حامل، فوافقت شركة «غولدن لاين» وكلّفت الفنّان رافي وهبي بكتابة النص، وفيليب أسمر بالإخراج، وأنا سعيدة بالتعاون مع كل فريق العمل.
– هل ثمة منافسة بين الخماسيات في «حدوتة حب»؟
بالطبع هناك شراكة وتكامل، وأيضاً منافسة بالمعنى الإيجابي، إذ يجب أن تكون كل الخماسيات جيدة ومتابَعة بشكل كامل وترضي الجمهور. وأتمنى النجاح للجميع.
– أعرف أنك لا تحبذين التحدّث عن أدوارك قبل عرضها… هل لكِ تكشفي لنا بعض تفاصيلها؟
تتحدث الخماسية عن امرأة حامل في الشهر السابع، وهو عنوان الخماسية نفسه، ومن المفترض أن تحصل على فترة من الراحة للتفرغ لعائلتها، وهي أيضاً طبيبة نفسانية، تصلها حالة في غاية الصعوبة والتعقيد، فتسعى لمعالجتها، لكن في أثناء القيام بمهمتها تتعرض للكثير من الضغط والإرهاق، الى جانب أحداث أخرى تعصف بحياتها وتؤثر في أسرتها.
– ما هي ملامح شخصية «نايا» التي تقدمينها؟
«نايا» امرأة عاقلة، ناضجة ومثقفة. متزوجة من شخص تحبّه، لكنها عنيدة مما يسبب لها مشاكل مع زوجها الذي يريد منها التفرغ التام لعائلتها، وهي في الوقت نفسه تبدو هادئة وتتألم وتحاول حل مشكلاتها بصمت. ومن روائع الصدف أنها تشبهني في صفات كثيرة، كالأمومة والحمل، وحتى في العناد ولكن مع الاعتراف بالخطأ في حال الشعور به، وعدم الاستسلام بسهولة أمام العوائق والتحديات.
– هل حظيتِ باهتمام خاص في موقع التصوير لكونك حاملاً؟
(ترد مبتسمة)ً، لا يمكن أن أحظى بالدلال والمراعاة، لأن تصوير الخماسية يجب أن ينتهي في وقت محدد. تعبي في هذه الخماسية كان مضاعفاً لكوني حاملاً.
– من هو ممثلك المفضّل؟
عموماً، أنا أهتم في الدرجة الأولى بـ«التوليفة» ككل، فهي الأهم ويجب أن تكون ناجحة لكي أُفضّل عملاً على آخر، بناءً على الكاتب والمخرج والشركة المنتجة والممثل.
– ومطربك المفضّل؟
نعيش اليوم في عصر الأغنية، فهي التي تجذب أكثر من الأصوات. أستمع حالياً إلى أغنية زياد برجي الجديدة «شو حلو حبيبي»، الى جانب أغاني شيرين عبدالوهاب وإليسا ونجوى كرم، كما تعجبني أغاني نانسي عجرم لأنها تعطي طاقة إيجابية، وكذلك رومانسية مروان خوري.
– تتأرجح الدراما اللبنانية بين من يرى أنها بدأت تنجح وآخر يعتبر أنها لا تلامس الواقع… ما رأيك؟
المشكلة الأساسية تكمن في «الاسترخاص» الذي شاب الكثير من الأعمال. على المنتج أن يكون سخياً، فهو المسؤول عن جودة العمل، مما يحتّم عليه اختيار مخرج ذي خبرة، وكاتب واثق ومتمكن، وبالتالي الحرص على التنفيذ الجيد. الدراما اللبنانية أصبحت بجهودنا تنافس الدراما السورية والمصرية في التلفزيونات العربية، وخاصة عبر المسلسلات المشتركة، لذا أتمنى على جميع المنتجين دعمنا، ودعم الأعمال المحلية وليس المشتركة فقط، أي الاعتناء بإنتاج أعمال لبنانية كاملة.
– شخصياً، أجد أن المواضيع التي تتناولها الأعمال اللبنانية بعيدة من الواقع، ما رأيكِ؟
هذا صحيح، لكن يجب الإشارة الى بعض الأعمال التي تعكس جزءاً بسيطاً من الواقع. للأسف، يحاولون أحياناً التركيز على المواضيع المسلية والبسيطة لإمتاع الجمهور، وفي أحيان أخرى يشددون على الصورة وعنصر الإبهار كالمجوهرات والسيارات والملابس أكثر من اهتمامهم بفكرة العمل الأساسية.
– للمرة الأولى أراك في موقع التصوير، وقد لمست تغييراً في سلوكك بينما تصوّرين مشاهدك الخاصة…
في موقع التصوير أتصرف بجدية أكثر، لا سيما أن التنظيم جزء أساس من شخصيتي، سواء في العمل أو في باقي الأمور. في العمل، لا أساوم في أدائي، لأنني أخاف من الجمهور وأحترمه ولا أستهزئ به، سواء في شكلي أو في دائي، وأعيش كل تفاصيل العمل مع المخرج وجميع أفراد الكادر الفني.
– هل أنت راضية عن «قناديل العشاق» الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي، بخاصة أنه كان من المفترض أن يحمل مشاهد استعراضية فنية عالية؟
أنا راضية عن كل أعمالي وخصوصاً «قناديل العشاق»، ولكن أعترف بأن ما من عمل في مسيرتي الفنية يمكن أن أعتبره كاملاً حتى الآن. «قناديل العشاق» وتّرني بسبب سوء التفاهم الذي حصل قبل العمل بعد منعي من دخول سورية، وأيضاً ضايقني أسلوب الكتابة، إذ كان الجمهور يرغب في رؤيتي في مشاهد كثيرة ومتقاربة. كنت أعرف منذ البداية أن العمل ليس جماهيرياً بقدر ما هو نخبوي. وما زاد الطين بلّة أن وقت العرض على تلفزيون «الجديد» ظلم العمل.
أما من ناحية مشاهد الاستعراض، فقد ألّف الكاتب خلدون قتلان نصاً مميزاً، كذلك أبدع الملحن طاهر مامللي في موسيقاه، لكن وللأسف التقنيات المستخدمة في التصوير لم تخدم أبداً الاستعراض. وأشير الى أن الإنتاج كان ضخماً والممثلين بارعون في أدائهم. ومن أهم ما يميز العمل أنه تاريخي، وأتاح لي فرصة التصوير للمرة الأولى في سورية، إضافة الى قصة الحب الرائعة التي جمعت بين «جنية الحب» و«سلطان الليل».