وفقا لأطباء الأسنان ، هو جزء أساسي من صحة الفم. قد تكون سمعت الكثير من النصائح من طبيبك في كل مرة تزور فيها عن الحاجة للالتزام بتنظيف أسنانك بالفرشاة. ولكن هناك بعض الأصوات المتشككة حول الأهمية التي يوليها الأطباء لهذه الممارسة.
فلنتعرف بداية على فوائد تنظيف الأسنان بالخيط وفق أطباء الأسنان ثم فلنسمع ما يقوله الطرف الاخر.
فوائد تنظيف الأسنان بالخيط
وفق أطباء الأسنان عدم تنظيف الأسنان بالخيط هو أشبه بطبق متسخ يتم تنظيفه من جهة واحدة ثم يصار الى وضعه في الخرانة حيث تتكاثر البكتريا لنقوم بإستخدامه لاحقاً. غسل الأسنان بالفرشاة لا يكفي لان تلك الآلية هي تنظيف للمساحات الخارجية فقط ولا تطال المساحات خلفها أو بينها ما يترك للبكتريا المجال للتكاثر وبالتالي بالإصابة بالتسوس أو إلتهاب اللثة.
تنظيف الأسنان بالخيط يمنع تراكم الجير.. والجير هو المادة التي تلتصق بالأسنان وتتكون من خلايا بكتيرية، هو عبارة عن بيوفيلم يغطي سطح الأسنان وبالتالي يمكنه أن يغير في التركيبة الكيميائية للأسنان لانه يعرضها وبشكل دائم لتركيزات عالية من نواتج أيض البكتيريا ما يؤدي الى أمراض الأسنان. وعندما لا يتم إزالتها بالخيط فهي تتحول الى جير متصلب وبالتالي التهاب اللثة أو دواعم الأسنان.
صحة الفم لا ترتبط بأسنان مثالية بل يمكنها التسبب بمجموعة اخرى من الامراض في أنحاء مختلفة من الجسم. فبالإضافة الى رائحة الفم الكريهة تكاثر البكتريا في الفم يمكنه أن يؤدي الى أمراض القلب، السكري وأمراض الجهاز التنفسي.
في تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس نهاية العام ٢٠١٦ تبين بانه لا يوجد أدلة حاسمة تدعم كل هذه النظريات. والمفاجأة الأكبر كانت إعتراف وزارة الصحة والخدمات البشرية والزراعة الاميركية بأن الفوائد، التي ما إنفكوا يتحدثون عنها لسنوات طويلة، غير مدعومة بأبحاث ودراسات كما يجب.
فلنعود الى البداية
في العام ١٨١٩ قام طبيب الأسنان ليفي سبير بارملي من نيو أورلينز بإبتكار النموذج الأول لخيط الأسنان وكان الخيط المشمع من الحرير ونصح بإستخدامه بين التجاويف للتخلص من مسببات أمراض الأسنان وهو أول من إعتبر أن استخدامه هو جزء مهم من العناية بالفم.
لكن الخيط لم يكن متوفر تجارياً لكنه أصبح كذلك عام ١٨٨٢ ولكنه كان من الحرير غير المشمع ولكن ومع نهاية العام ١٨٩٨ حصل شركة جونسون اند جونسون على براءة الإختراع وبدأت تصنعه من نفس المادة التي يستخدمها الاطباء للغرز الحريرية.
جمعية أطباء الأسنان الأميركية بدأت توصي بإستخدامه في العام ١٩٠٨، وهو منذ ذلك الحين يختبر شهرة تكبر يوماً بعد ما يوم .
المشكلة الأساسية هي أن الدليل الذي تم الترويج على أساسه لخيط تنظيف الأسنان والذي اعتمدته بروكتر اند غامبل فقد مصداقيته عام ٢٠١١ في المقابل فان شركة جونسون اند جونسون- فهي حالها حال اي شركة مصنعة- امتنعت عن الرد عن الادلة التي تدحض نظرية الاهمية الخرافية لخيط الأسنان.
الإستنتاج تم التوصل اليه بعد الإطلاع على ٢٥ دراسة أجريت خلال السنوات الـ ١٠ الاخيرة وتبين بأن الادلة تتنوع بين ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها وتتضمن هامشاً يتراوح بين المعتدل الى المرتفع جداً من الإنحياز.
والمعضلة الأكبر في كل هذه المعمعة أن أي شركة مصنعة يمكنها ان تمول وتوجه الدراسات التي تقيم أهمية إستخدام الخيوط.
ما سلبيات إستخدام خيط الأسنان ؟
إن لم يكن هناك فراغات بين الأسنان فان إستخدام الخيط مضر، فالمساحة «غير الموجودة» سيتم خلقها بالقوة ما يؤدي الى أضرار بالأسنان وباللثة. النقطة الثانية هي أنه ما لم تكون اللثة بحالة سيئة وتنزف في كل مرة تغسل فيها أسنانك فالتنظيف بالخيط لا أهمية له بل مضيعة للوقت. ولكن في حال كانت اللثة متضررة فحينها ستحتاج للإعتماد على الخيط لتنظيفها.. وفي الواقع حتى هذه النقطة موضع جدل اذ ان الاطباء في بريطانيا ينصحون باستخدام فرش بين الأسنان عوضاً عن الخيط.
ولكن الأضرار المخيفة ترتبط بنقطة أساسية وهي أن تنظيف الأسنان بالخيط في حال لم يتم بشكله الصحيح فهو يلحق الأضرار باللثة والأسنان ويحدث الجروح ويؤدي الى الالتهاب وبالتالي يتسبب بالامراض التي كان من المفترض ان يحمي الفرد منها وهي امراض الجهاز التنفسي وغيرها.. ولكن ما هو مخيف حقاً هو ان تنظيف الاسنان بالخيط بطريقة غير صحيحة يمكنه أن ينقل البكتريا الضارة الى مجرى الدم وهذه البكتريا تتسبب بأمراض قلبية خطيرة.
هل تعتمد الخيط أم تتجاهله؟
إن كنت لا تملك فراغات بين أسنانك ولثتك بحالة ممتازة فلا داع للقيام بذلك.. بل يمكنك الاكتفاء باستخدام الفرشاة وغسول الفم وزيارة طبيبك بين حين واخر. ولكن ان كنت تملك فراغات بين أسنانك وتود الإستمرار أو البدء بإستخدام الخيط فلا ضرر بذلك شرط أن تقوم بها بشكلها الصحيح. لذلك عليك أن تتأكد أولاً من أنك تقوم بإستخدام الخيط وفق التعليمات لان اي خطأ سيؤثر على صحتك بشكل سلبي.