يُعرَّف الفتق البطني بأنه خروج عضو أو نسيج أثناء نقطة ضعف في البطن. فتق السرة عند الرضع هو أحد أنواعه. وهو جزء من الأمعاء الدقيقة التي يتم جمعها في السرة ، مما يتسبب في ظهوره ومظهره في شكل انتفاخ شبيه بالبالون
ويكثر انتشار فتق السرة عند الرضع خصوصًا الخُدّج منهم وأولائك الذين وُلدوا في وزن يقل عن الوزن الطبيعي إلا أنّها قد تصيب البالغين، ويُعتبر فتق السُّرة عند الرُّضع مشكلةً واسعة الانتشار لكنّها غالبًا ليست خطيرة ولا مؤذية ولا تسبب ألمًا، وتبدأ الأمُّ ملاحظتها عندما يبكي طفلها أو يصرخ أو يحاول التّغوط؛ ممّا يسبب زيادة الضغط في البطن ودفع الأمعاء في منطقة السُّرة.
أسباب فتق السرة عند الرضع
يرتبط الجنين خلال فترة الحمل بأمّه من خلال الحبل السُّري الذي يخترق عضلات مقدّمة بطن الجنين المحيطة بالسرة من خلال فتحة صغيرة، ويُفترض أن تُغلق هذه الفتحة -التي يخرج منها الحبل السُّري- تلقائيًّا بعد الولادة، أمّا إنْ لم تُغلق الفتحة ولم تعُد العضلات لتلاصقها الطبيعيّ ستُصبح منطقة السُّرة ضعيفة ومُهيأة لحدوث فتق فيها، وقد يظهر ما يُعرف بفتق السرة عند الرضع مباشرة بعد الولادة أو في وقت لاحق من حياة الطفل؛ وهنا إشارة واضحة أنّ السبب الرئيس لفتق السّرة عند الرّضع هو ما يحصل خلال الحمل من ارتباط بين الأم وجنينها، وتتساوى نسبة حدوث فتق السّرة عند الرضع من الإناث والذكور، أمّا في البالغين فالأمر عائد لعوامل عدّة تساهم في زيادة الضغط داخل التجويف البطني وعلى رأسها السُّمنة المُفرطة والأحمال المُتكررة وتجمّع السوائل داخل التجويف البطنيّ وإجراء عمليات بوقتٍ سابق في نفس المنطقة، ويكون فتق السرة عند النساء أكثر انتشارًا منه عند الرجال.
يُولد عشرون في المئة من الأطفال ولديهم فتق في السُّرة، تسعون في المئة منهم لا يحتاجون علاجًا أو تدخلًا طبيّا لأنّ فتق السرة عند الرضع غالبًا ما يلتئم وحده خلال السنوات الأولى من العمر ويتحتّم على الأمّ مراجعة الطبيب فورًا في حال ترافق الفتق مع استفراغ أو ألم أو بُكاء عند لمس منطقة السُّرة أو تغير لون الجلد أو استمرار وجود الفتق بلا أعراض بعد أن يُكمل الطفل الخامسة من عمره.
علاج فتق السرة عن الرضع
يُشخّص فتق السرة عند الرضع بشكل أساسيّ سريريًا؛ فالفحص السريريّ هو الخطوة الأهم التي يعتمد عليها الطبيب في تشخيصه لفتق السُّرة، وقد يحتاج أحيانًا لصورة تلفزيونيّة أو صورة طبقيّة لتدعيم تشخيصه، وكما ذُكر سابقً فإنّ فتق السرة عند الرضع غالبًا لا يحتاج أي علاج ويختفي تلقائيًا خلال أول سنتين من عمر الطفل، وقد يلجأ جرّاح الأطفال لعلاج فتق السُّرة جراحيًا إذا كان الفتق كبيرًا جدًا أو إذا أخذ حجمه بالتزايد مع مرور الوقت أو إذا تجاوز عمر الطفل الخمسة أعوام، ولا بدّ هنا من التأكيد أنّ علاج فتق السرة في حال قرر الطبيب حاجتها للعلاج هو علاج جراحيّ.