الصين تهدف إلى أن تكون عملتها المحلية”اليوان” أساسا لتعاملاتها النفطية،وذلك لدعم وتعزيز اليوان فى الأسواق العالمىة
فبعد أن أقدمت على إطلاق بورصة نفط مقومة بعملتها الوطنية، في مسعى منها للحد من هيمنة الدولار الأمريكي على النفط الخام في العالم، تتطلع الصين لتوجيه ضربة جديدة للدولار بغية إزاحته من الحسابات العالمية.
وبالرغم من أن التنفيذ الفعلي لهذه الخطوة سيبدأ في النصف الثاني من العام الحالي، فقد سارعت الهيئات الصينية المختصة إلى الطلب من المؤسسات المالية الصينية للاستعداد لعملية تسعير واردات النفط بالعملة الصينية.
ووفقا للخطة الموضوعة من الحكومة الصينية، فإن الخطوة الصينية ستبدأ مع واردات الصين من نفط روسيا وأنغولا، واللتين تعتبران إلى جانب السعودية الدول الرئيسية المصدرة للنفط إلى الصين.
وكانت الصين قد سبقت الولايات المتحدة في حجم استيراد منتجات الطاقة والوقود في 2017، وهذا العامل يعتبر أساسيا تستخدمه الصين في إقناع شركائها من الدول الأخرى في الانتقال إلى التعامل باليوان.
ويعتبر النفط السلعة الأكثر مبيعا في العالم، ويبلغ سعر النفط المباع سنويا في العالم حوالي 14 تريليون دولار. وتدفع قيمة العقود النفطية حاليا بالدولار، باستثناء 1% تدفع بالعملات الأخرى، الأمر الذي يوفر طلبا كبيرا على العملة الأمريكية.
وتسعى الصين إلى زيادة نسبة مبيعات النفط بالعملة الصينية، وفي حال نجاحها في ذلك، فإن الطلب على الدولار سينخفض بشكل كبير، الأمر الذي سيخلق مشكلة حقيقية للولايات المتحدة في السنوات القادمة.
يذكر أن “يونيبك” الصينية، إحدى كبرى الشركات العاملة في مجال النفط في آسيا، كانت قد وقعت اتفاقية مع شركة “رويال داتش شل”، البريطانية الهولندية، لتوريد نفط الشرق الأوسط وفقا لعقود النفط الآجلة المقومة باليوان.
ومع ذلك فإن عملية انتقال اليوان إلى مكانه الجديد كعملة احتياط دولية من الممكن أن يستغرق وقتا طويلا. ويعود ذلك، في المقام الأول، إلى الإجراءات الصارمة التي تتخذها الحكومة الصينية للسيطرة على حركة رأس المال، ولكن بكين بدأت مؤخرا بالتخفيف من حدة هذه الإجراءات.