بمجرد أن تذهب إلى الطبيب وتشكو من مشكلة طبية طفيفة ، سوف تجد طبيبًا ليس له أي تبرير واضح لوصف نوع من المضادات الحيوية في مخدراته العلاجية. حتى الوصفة غير الضرورية للمضادات الحيوية من قبل الأطباء للمرضى على مدى العقود الماضية هي السبب الرئيسي في تحور البكتيريا الضارة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
ووصف الباحثون هذه القضية بأنها واحدة من أكبر الكوارث التي تهدد الوجود البشري على الكرة الأرضية ؛ والتي وصفها الكثير من الباحثون بأنها أشد تأثيراً على البشرية من الإرهاب وتأثير ثقب الأوزون.
وأوضحت دراسة سويسرية أن البكتيريا يمكن أن تصبح مقاومة للأدوية، وتصبح قاتلة من خلال مهاجمة البكتيريا المنافسة.
وتوصل خبراء إلى أن كثرة تناول المضادات الحيوية، يدفع البكتيريا إلى تغيير تركيب المضادات الجينية بعد قتلها.
وتأتي هذه المقاومة نتيجة الدفاع الذي تقوم به البكتيريا والمتمثل في إفراز بعض الأنزيمات التي تقلل من فعالية المضاد الحيوي، أو قد تنشأ من حدوث طفرة في تركيب البكتيريا، إما بتغيير شكل البروتين الذي يرتبط به المضاد الحيوي وإما اكتساب جيني مقاوم يفقد المضاد الحيوي تأثيره السام على تلك البكتيريا.
وأظهرت النتائج أن بعض السلالات من البكتيريا تحقن منافسيها بمزيج سام من البروتينات، يدعى “المحفز”، مما يؤدي إلى موتها.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في يوليو الماضي، أن ثلاثة أشخاص، عبر العالم، تطورت لديهم البكتيريا العنيدة، والتي أصبحت مقاومة لجميع أشكال العلاج بما في ذلك البنسلين.
ويقول الخبراء إن العدوى الشائعة مثل الكلاميديا ستصبح قاتلة، ما لم يتم تطوير أدوية جديدة.
ويمكن للبكتيريا أن تصبح مقاومة للعقاقير عندما يتناول الناس جرعات غير صحية من المضادات الحيوية، أو تناولها دون داع.
وتقدر الأرقام أن البكتيريا العنيده سوف تقتل 10 ملايين شخص كل عام بحلول عام 2050، ويذكر أن حوالي 700 ألف شخص يموتون سنويا بسبب الإصابات المقاومة للأدوية بما في ذلك السل وفيروس نقص المناعة المكتسبة والملاريا في جميع أنحاء العالم.