المتنبي واحد من أفضل الشعراء ليس على مستوى العرب فقط بل على مستوى العالم أيضاً، له عدد من القصائد الخالدة التي تتميز بأسلوبها الأدبي الفريد فكان نادر زمانه، وهو شاعر حكيم بقي شعره إلى الآن ..من أعظم شعراء اللغة العربية وأكثرها تأثيرا في لغتنا الفصيحة ، فمن هو هذا الشاعر؟ ولماذا سمي المتنبي بهذا الإسم؟ وتعرف على ما هى أعظم إنجازاته؟
لشاعر العباسيّ المعروف ” أبو الطيب المتنبي ” هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفيّ، وهو ملقب أيضاً بـ ” أبي الطيب الكنديّ” وهو شاعر كوفيّ. ولد أبو الطيب المتنبي في الكوفة بالعراق في العصر العباسي في عام 303 للهجرة وتوفي في عام 354 للهجرة عن عمر يناهز الواحد والخمسين.
ينتمي الشاعر لقبيلة “كندة” في الكوفة، وقد عاصر “سيف الدّين الحمداني” وكان من مؤيديه، وقد استفاد كثيراً من عطاءات وهدايا سيف الدولة له. يعتبر الشاعر أبو الطيب المتنبي من أعظم شعراء العصر العباسي بشكل خاص وأعظم شعراء اللغة العربية بشكل عام، وهو شاعر تمكّن من أن يكون متميّزاُ متفرداُ في شعره وهو مصدر إلهام للكثير من الشعراء والأدباء. وقد بدأ كتابة الشعر في عمر التسع سنوات، وعرف بحدّة ذكائه وموهبته الشعرية الناضجة وبأنّه شاعر أنانيّ ومتكبّر ومغرور. معظم قصائد المتنبي تدور مواضيعها في “مدح الملوك والأمراء”، فمدح سيف الدولة الحمداني.
كما تدور بعض قصائده حول موضوع “الوصف” فوصف المعارك والحروب التي عاصرها، وكانت أشعاره فيما بعد سجلاً تاريخياً لهذه الحروب.
كما أنّه يعرف بوصفه للطبيعة البشرية، وأخلاق الناس، وهو شاعر معروف باغتراره بنفسه وطموحاته، كما اشتهرت الكثير من أبياته التي تتناول موضوع “الحكمة” وأصبحت أمثالاً تقال في الكثير من المناسبات، وهي تعكس نظرته للحياة وحكته فيها. من أشهر أبيات أبي الطيب المتنبي في الحكمة:
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به***في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل والهجر
أقتل لي مما أراقبه***أنا الغريق فما خوفي من البلل
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ***فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
أمّا أشهر أبياته في إعتداده وفخره بنفسه:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي***و أسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيداء تعرفني***والسيف والرمح والقرطاس والقلم
سبب تسمية المتنبي بهذا الإسم:
هناك أقوال مختلفة في سبب تسميته بهذا الإسم، وهذا الأقوال هي: أنّه يقال أنّ المتنبي قد ادّعى النبوة في منطقة “بادية السماوة” وقد تبعه بعضاً من بني كلب وغيرهم إلا أن أسره الإخشيد أمير حمص، وتاب وأطلق سراحه. ويستشهد أصحاب هذا القول ببعض من قصائده.
بعض الباحثين رجحّوا سبب تسمية المتنبي بهذا الإسم إلى أنّ هذا اللقب أطلق عليه في بادية كلب بسبب هذه الأبيات:
ما مقامي بأرض نخلة إلا***كمقام المسيح بين اليهود
أنا في أمَّـةٍ تداركها الله***غريبٌ كصـالح في ثمود
وهو القول الأرجح، أنّ المتنبي سميّ بهذا الإسم لكونه “متنبّئ الشعر” فقد كان شاعراً متفوقاً على غيره ممن سبقه وممن جاء بعده أيضاً.