يقولون في المثل إن الحاجة أم الاختراع، ومن هنا فالصحفيون يكتبون كثيرا وعليهم أن يبحثوا عن وسيلة أسهل لكي يقوموا بهذا العمل، لكن ليس كل إنسان يذهب لاكتشاف ما وراء الأشياء لكي يكون مبتكرا.كل الاختراعات التي حولنا الآن على الرغم من سهولة استعمالها واستخدامها إلا أن وراء اختراعه قصة طويلة،فإذا سألت نفسك ما القصة وراء اختراع قلم الحبر الجاف؟ ففي هذا التقرير ستجد الإجابة
قلم الحبر الجاف
المعروف عن قلم الحبر الجاف أنه الأداة ذات الخرطوشة التي تختزن الحبر على شكل سائل كثيف ولزج وبكافة الألوان، في نهايته رأس مدبب يحتوي على كرة صغيرة جدا تكون على اتصال بالسائل، ويتم استعمال القلم في الكتابة عندما يتحرك الحبر إلى الأسفل مع اتجاه الجاذبية إلى منطقة الرأس حيث تسمح الكرة بتمرير الحبر وفق انسياب متوازن، كما تتحرك عائمة في محيط من الحبر الذي يغطيها، ويخرج الحبر مع حركة القلم على الورق حتى يترك آثره ليجف سريعا .
وقطر الكرة لا تتعدي 0.7 ملم على نحو أكبر، ويعتمد على عرض الخط، حيث هناك أنواع مختلفة من أحجام الخطوط تتنوع من حيث تنوع الأقلام مثل التي يستخدمها الخطاطون أو تستخدم للرسم مثلا أو التوقيعات أو غيرها من أنواع الكتابات الأخرى.
فكرة اختراع قلم الحبر الجاف
كانت بداية قصة اختراع القلم بالكرة المستديرة في الرأس أو الرأس الكروي في فترة الثمانينات من القرن التاسع عشر على يد المخترع “جون لاود ” وهو مخترع أمريكي، وقد ابتكره من الجلود المدبوغة، وقد كان هذا الرجل يعمل في هذا المجال، وكانت رأس القلم مثبتة في تجويف بحيث تمكنه من الدوران ومن ثم ينزل الحبر، وللأسف الشديد لم يكن هذا الاختراع مناسبا للكتابة على الورق حيث يسبب فوضى وتدفق الحبر بطريقة غير منتظمة .
ولكن الاختراع الحقيقي لقلم الحبر الجاف تعود إلى الصحفي ” لاديسلاو جوزيف بيرو” المولود في 29 سبتمبر 1899 وهو من أصل هنغاري وقد ولد في بودابست حيث وصل لاختراعه رسميا في عام 1938م بباريس، حيث كان بيرو يعمل صحفيا وقد لاحظ أن الحبر المستعمل في طباعة الصحف يجف بسرعة حيث شاهد ماكينات الطباعة تدفع بنسخ الصحيفة لتخرج من المطبعة وبعد دقائق بسيطة تجف ويتم بيعها في الأسواق، ومن هنا جاءت الفكرة لاستخدام حبر الطباعة في قلم الحبر التقليدي والذي يعبأ ولا يزال مستخدما، ولكن التجربة لم تنجح لأن حبر الطباعة لم يكن يصب في المنقار أو رأس القلم، وهناك عيوب أخرى قد عاني منها وهي استخدام نظام التعبئة التقليدية أو قلم الريشة وكان عليه أن يغمس الريشة ثم يخرجها وهو الأمر الذي دفعه للتفكير في اختراعه .
تطوير الاختراع
استعان بيرو بشقيقه الصيدلي الذي يدعى ” جورج” في تطوير اختراعه عن طريق تطوير منقار جديد يشمل كرة حرة الحركة تغلق وتفتح مما يسمح بتمرير الحبر حولها إلى المنفذ، وكلما تحرك القلم دارت الكرة مما يسمح بتمرير الحبر من الخرطوشة إلى أسفل بانسياب متوازن، وقد هاجر الأخوان إلى الأرجنتين عام 1943 وهو نفس العام الذي ظهر فيه قلم الحبر الجاف بالشكل المعروف باسم birome “بيروم” وقد انتشر هذا النوع من الأقلام في بعض دول العالم، حتى أن بريطانيا قد استخدمت الأقلام في البدء لطاقم طائرات القوة الجوية الملكية حيث كانت تسهل الكتابة بها في الارتفاعات العالية.
أول مصنع لاختراع أقلام الحبر الجاف
تطور اختراع قلم الحبر الجاف على يد الأخوين في تشيلي وقاما بإنشاء أول مصنع لأقلام الحبر الجافة في العالم وأعلن عن القلم الجديد في البداية على أنه القلم الذي يكتب حتى تحت الماء، حيث تطورت صناعة الأقلام الجافة وصارت تجارة واسعة حتى تطورت الأشكال والألوان وتفاوتت أسعارها منها أنواع باهظة الثمن والتي يستخدمها رجال الأعمال والأثرياء حتى أن هناك بعض الأقلام صنعت أغلفتها من العاج أو الذهب أو الماس أو المعادن الثمينة.