علاج ارتفاع ضغط الدم يتحكم في ضغط الدم عاملان رئيسان وهما: قوة ضخ عضلة القلب للدم والمقاومة التي تولدها الشرايين التي يجري فيها الدم وبالتالي فإنه إذا زادت كمية الدم التي يضخها القلب أو تضيّقت الأوعية الدموية وزادت مقوامتها زادت قيمة قراءة ضغط الدم مما يؤدي إلى الإضرار بالأوعية الدموية والأعضاء الداخلية على المدى البعيد 1)، وحسب آخر تحديث لجمعية القلب الأمريكية ومؤسسة القلب الأمريكية ACC/AHA في عام 2017 فإن قراءة الضغط الطبيعية يجب أن تكون أقل من 120 للضغط الانقباضي وأقل من 80 للضغط الانبساطي أو بمعنى آخر أقل من 120/80 وأي قراءة أعلى من ذلك قد تشير إلى الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.2)
ارتفاع ضغط الدم
يُعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا في جميع أنحاء العالم كما أنه السبب الأكثر شيوعًا لزيارة البالغين من غير الحوامل للطبيب وإضافةً إلى ذلك فإنه يُقدر أن نصف عدد المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم لا يسيطرون عليه بالشكل المطلوب 3)، ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم من المشاكل المزمنة والتي تتطور على مدى سنوات وفي أغلب الأحيان بدون أعراض، ولكن هذا لا يمنع حدوث المضاعفات والمشاكل التي يسببها ارتفاع ضغط الدم حتى لو لم تظهر الأعراض، ومن هنا تظهر أهمية الكشف المبكر عن هذا المرض الصامت والبدء في علاجه بالشكل المطلوب لمنع حدوث أي من المضاعفات سواءً على مستوى الدماغ أو القلب أو الكلية.
4)
أعراض ارتفاع ضغط الدم
معظم الناس الذين يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم لا يشتكون من أعراض أساسًا حتى لو وصل ضغط الدم إلى قراءات عالية لذلك لا عجب من تسميته بالمرض الصامت، ولكن في بعض الأحيان قد تظهر أعراض مثل ألم في الرأس وضيق في النفس ونزيف من الأنف ولكن إذا ظهرت مثل هذه الأعراض يكون ضغط الدم وصل إلى قراءات عالية جدًا والحالة غالبًا ما تكون مهددة للحياة ومن هنا تظهر أهمية الكشف المبكر والالتزام بالعلاج وأخذ قراءات الضغط بشكل دوري في المنزل.5)
أسباب ارتفاع ضغط الدم
يمكن تقسيم مرض ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين، الأول والأكثر شيوعًا لا يوجد له سبب محدد وإنما يظهر بشكل تدريجي مع مرور الوقت، أما الثاني -والذي يصيب شريحة أقل من الناس- فغالبًا ما يكون ثانويًّا أي أنه يظهر نتيجة مرض آخر مثل: أمراض الكلى والغدة الدرقية والغدة الكظرية أو مرض الاختناقات التنفسية الأنسدادية أثناء النوم وغالبًا ما يكون مفاجئًا في بدايته وليس تدريجيًّا ويؤدي إلى ارتفاعٍ ملحوظ في ضغط الدم على عكس النوع الأول، إضافة إلى ذلك فإن هنالك عدد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم خاصةً النوع الأول ومنها ما يأتي:6)
- العمر حيث تزيد نسبة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم كلما تقدم الإنسان في العمر.
- العامل الوراثي والعائلي حيث إن مرض ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسري في العائلة وينتقل من جيل إلى آخر.
- السمنة وقلة النشاط البدني وذلك لأن الشخص السمين يحتاج قلبه إلى جهد أكبر لضخ الدم إلى سائر أنحاء الجسد.
- الأكل الغني بملح الصوديوم وعدم تناول الكميات المطلوبة من ملح البوتاسيوم.
- التدخين الذي يعتبر سبب رئيسي في مرض ارتفاع الدم حيث أنه يدمر الخلايا المبطنة لجدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تضييقها.
- شرب الكحول.
- التوتر والضغط النفسي.
- بعض الأمراض المزمنة الأخرى قد تجعل الإنسان عرضًة أكثر للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم مثل: السكري والاختناقات التنفسية الانسدادية أثناء النوم وكذلك أمراض الكلى.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
بعد أخذ السيرة المرضية الدقيقة وإجراء الفحص الطبي السريري يمكن إجراء بعد الفحوصات الروتينية مثل: فحوصات البول والكلى وفحوصات الدم وكذلك تخطيط القلب ECG، ولكن المشكلة في ضغط الدم أنه يتذبذب خلال اليوم وإضافة إلى ذلك فإن ضغط الدم يمكن أن يرتفع من التوتر الذي يشعر به المريض أثناء زيارة العيادة وهو ما يُعرف طبيًّا بمتلازمة الكوت الأبيض White coat syndrome لذلك لا يستطيع الطبيب الاعتماد على قراءة واحدة فقط تؤخذ عند زيارة العيادة لتشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم ويمكن أن يلجأ إلى الطرق الآتية:7)
- أخذ قراءات ضغط الدم في أكثر من مناسبة وفي أكثر من زيارة.
- يُطلب من المريض أن يسجل قراءات الضغط المنزلية والتي يقيسها عن طريق جهاز منزلي ويسجلها لمدة معينة ومن ثم يأتي بها عند الزيارة القادمة للطبيب ليستطيع الطبيب تقييم حالة ضغط الدم عند المريض بصورة أدق وأكثر واقعية.
- وفي حالات قليلة قد يلجأ الطبيب إلى أخذ قراءات الضغط بشكل مستمر على مدار يوم كامل في المستشفى عن طريق جهاز يقوم بقياس ضغط الدم كل فترة معينة.
علاج ارتفاع ضغط الدم
علاج ارتفاع ضغط الدم يحتاج في البداية يكمن في تعديل نمط الحياة وتبني عادات صحية تساعد على تعديل قراءات ضغط الدم مثل الأكل الصحي وممارسة الرياضية وتخفيف الوزن وغيرها ولكن قد يحتاج الأمر أيضًا إلى علاج طبي، ومن الجدير بالذكر أن العلاج الطبي يعتمد على الشخص نفسه وطبيعة المشاكل الأخرى التي يعاني منها لذلك كثيرًا ما يختلف العلاج من شخص إلى آخر بالرغم من الإصابة بالمرض نفسه، ومن أهم الأدوية المستخدمة في السيطرة على ضغط الدم وأكثرها شيوعًا ما يأتي:
8)
- مدرات البول Thiazide diuretics: والتي تزيد من كمية الماء وملح الصوديوم اللذين يخرجان من الجسم عن طريق التبول مثل دواء هيدروكلوروثيازيد Hydrochlorothiazide.
- مضادات الأنزيم المُسمى بـ ACE: والتي تعمل على توسعة شرايين الجسم وبالتالي تقليل ضغط الدم مثل دواء كابتوبريل captopril.
- مضادات مستقبل هرمون الأنجيوتينسين ARBs: مثل دواء كانديسارتان candesartan.
- مغلقات بوابات عنصر الكالسيوم CCBs: مثل الأملوديبين Amlodipine والديلتيازيم diltiazem والتي تعمل على ارتخاء العضلات الموجودة في جدران الأوعية الدموية وبالتالي توسعتها.
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
هنالك بعض العادات التي يمكن تبينها والتي تسهدف العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض ضغط الدم أو خطر حدوث المضاعفات، ومن أهمها المحافظة على الأكل الصحي الغني بالخضار والفواكه والحد من تناول ملح الصوديوم، وإضافة إلى ذلك فإن النشاط الرياضي وتخفيف الوزن يسهمان في السيطرة على ضغط الدم والتخلص من التوتر النفسي الذي هو بحد ذاته عامل خطر لمرض ضغط الدم، كما أن وقف التدخين ووقف تناول الكحول يسهمان بشكل كبير في السيطرة على ضغط الدم ومنع حدوث المضاعفات.9)