علاج حموضة الدم تعرف درجة الحموضة علميًا بأنها مقياسٌ لتركيز أيونات الهيدروجين في السائل، وحسب مقياس الحموضة تندرج قيم درجة حموضة جميع السوائل بين ٠-١٤، وكلما انخفضت القيمة عن ٧ فستدل على أنَّ السائل حمضي، وكلما ازدادت قيمته عن ٧ فسيكون السائل قاعدي، أما عندما تكون قيمته ٧ فسيكون الوسط متعادل، وبشكلٍ طبيعي تكون درجة حموضة الدم متعادلة بقيمة ٧.٤، وهي من الأمور الحساسة في الجسم وتوجد آلياتٍ معقدة للحفاظ عليه، وفي حال حدوث أي خللٍ ولو كان بدرجةٍ بسيطةٍ في درجة الحموضة فسيؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على مستوى الجسم كله، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن حموضة الدم أسبابها وعلاجه.
أسباب حموضة الدم
هناك نوعان رئيسان من أنواع حموضةُ الدم وهما: حموضة الدّم التنفسي respiratory acidosis والتي تحدث عندما لا يستطيع الجسم التخلص من ثاني أكسيد الكربون بشكلٍ طبيعي مما يؤدي لتراكمه في الدم، وحموضة الدم الأيضي metabolic acidosis، ولكلٍ منهما أسبابٌ مختلفة، وأبرز أسباب ارتفاع حموضة الدم التنفسي: 1)
- الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.
- السمنة المفرطة والتي تجعل عملية التنفسأكثر صعوبةً.
- الاستخدام المفرط للمسكنات.
- ضعف في عضلات الصدر.
ينتج ارتفاع حموضة الدم الأيضي عندما لا تستطيع الكلى إخراج الحمض من الجسم بكمية كافية أو أنها تُخرج كمية عالية من القواعد عبر البول، وقد يحدث أحيانًا بسبب عملية التمثيل الغذائي غير الطبيعية بحيث يُنتج الجسم كمية عالية من الأحماض، وأبرز أسباب ارتفاع حموضة الدم الأيضي: 2)
- الإصابة بمرض السكري.
- الفشل الكلوي.
- الإسهال والقيء.
- فشل عضلة القلب.
- تعاطي المخدرات والإفراط بشرب الكحول والإدمان عليها.
- اتباع نظام غذائي خاطئ قائم على الإكثار من تناول الدهون وعدم تناول كمية كربوهيدرات كافية، بالإضافة للإكثار من تناول اللحوم وانخفاض تناول الأطعمة المحتوية على الألياف.
- ممارسة التمارين الرياضية العنيفة دون أخذ قسطٍ من الراحة ولفتراتٍ طويلة أو عدم ممارسة الرياضة على الإطلاق.
مضاعفات حموضة الدم
يعد ارتفاع حموضة الدم من الأمور شديدة الخطورة والتي تؤثر بشكلٍ سلبي على جميع أعضاء الجسم، فبمجرد ارتفاع حموضة الدم يبدأ الجسم بمحاولة تعديل حموضة الدم عبر ضخ المعادن القلوية من العظم إلى الدم، مما يؤثر على العظام ويضعفها، وفي حال فشلها في تعديل حموضة الدم فسيؤدي هذا إلى تراكم الأحماض في الخلايا والأنسجة، وهذا من الممكن أن يؤدي إلى العديد من الأضرار وأبرزها: 3)
- انخفاض مناعة الجسم.
- انخفاض في درجة حرارة الجسم.
- الإصابة بالتصلب المتعدد.
- الشعور بالألم في المفاصل والعظام.
- تساقط الشعر وضعف الأظافر وتكسرها.
- سوء عملية الهضم وزيادة حموضة المعدة.
- تلف القلب والأوعية الدموية.
- أمراض الجهاز البولي وتكون الحصى بالكلى.
- الفشل الكلوي في حال إهمال العلاج.
- الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والربو.
أعراض حموضة الدم
تشترك حموضة الدم الأيضية والتنفسية في الأعراض الظاهرة على المريض بشكلٍ كبير مع وجود بعض الاختلافات بينهما، وأبرز أعراض ارتفاع حموضة: 4)
- التعب الشديد والمستمر وعند بذل أقل مجهود.
- الشعور بضيقٍ دائم في التنفس.
- الشعور بالصداع.
- النعاس المستمر والرغبة في النوم لساعاتٍ طويلة.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الشعور بالآلام في العظام والعضلات.
- وجود رائحة مميزة للفم تشبه رائحة الفواكه، وهذه الرائحة سببها الأجسام الكيتونية، من مؤشرات مرض السكري.
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- اليرقان.
- الصداع المستمر.
- حدوث اضطرابات في النوم.
تشخيص حموضة الدم
يساعد التشخيص المبكر في تسريع الشفاء وتقليل المضاعفات الحاصلة، ويُعد الفحص التشخيصيّ الأساسيّ لحموضة الدم فحص غازات الدم، وهو عبارة عن فحص يتم إجراؤه عن طريق أخذ عينة دم شرياني من الذراع وقياس كلٍ من نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ودرجة حموضة الدم، وفي حال أظهرت النتائج ارتفاع حموضة الدم فسيقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات التشخيصية الأخرى مثل: 5)
- مستوى الكالسيوم والبروتينات في الدم.
- فحص مستوى السكر في الدم.
- فحص الرئة بالأشعة السينية.
- فحص البول لقياس درجة الحموضة فيه.
علاج حموضة الدم
يعتمد العلاج المتَّبع في ارتفاع حموضة الدم على السبب الكامن وراء الإصابة، وعلى درجة حموضة الدم، وغالبًا ما يتم إعطاء المريض بيكربونات الصوديوم إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد؛ لمعادلة حموضة الدم بشكلٍ سريع، ومن طرق العلاج الأخرى: 6).
- في حال كان السبب وراء الحموضة وجود مشاكل في الجهاز التنفسي فيتم العلاج بالأدوية الموسعة لمجرى الهواء، وقد يتم وضع جهاز للتنفس الاصطناعي للمساعدة برفع نسبة الأكسجين في الدم.
- يتم علاج مرضى السكري بالإنسولين والسوائل الوريدية لإعادة التوازن الحمضي، فإعادة مستوى السكر إلى وضعه الطبيعي يساعد في العلاج.
- الابتعادُ الكُلي عن تناول الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة، بالإضافة إلى تقليل كمية السكر الذي يتم تناوله يوميًا.
- كما يجب اتباع حمية صحية والتقليل من الكمية المتناولة من البروتينات واللحوم، ومقابل هذا يجب زيادة الكمية المتناولة من الخضروات الورقية والفواكه القلوية.
- زيادة تناول الفيتامينات مثل: فيتامين ب١٢ وكذلك الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
- تناول الثيامين، فهو يعمل على تخفيف حدة أعراض المرض ويقلل من حدوث مضاعفات خطيرة.
- تجنب الأطعمة الحمضية التي تسبب زيادة حموضة الدم مثل: اللحوم الحمراء والألبان ومنتجات الألبان ومشتقاتها، والقهوة والشاي والمشروبات الغازية والسكريات بأنواعها، والفواكه الحمضية مثل: التوت والعليق، والمكسرات، والزيوت، والخل، والوجبات السريعة.
- شرب كمية كافية من الماء، فالماء هو المفتاح الأساس لإعادة توازن حموضة الجسم.