علاج تكيس الكلى مرض تكيس الكلى هو اضطراب وراثي تتطور فيه مجموعات من الأكياس بشكل رئيس داخل الكليتين، مما يؤدي إلى تضخم الكلية وفقدانها وظيفتها بمرور الوقت، وتكون الأكياس عبارة عن حويصلات مستديرة غير سرطانية تحتوي على سوائل، وتختلف الخراجات في الحجم، ويمكن أن تنمو لتصبح كبيرة جدًا، ويؤدي وجود العديد من الخراجات أو الحويصلات الكبيرة إلى إلحاق الضرر بالكلى، كما يمكن أن يتسبب مرض تكيس الكلى في ظهور الحويصلات في الكبد وفي أماكن أخرى من الجسم، وكذلك يمكن أن يسبب المرض مضاعفات خطيرة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي المزمن.
أسباب تكيس الكلى
يمكن أن يؤدي عدد من الأمراض الوراثية المكتسبة إلى مرض تكيس الكلى، وتختلف الأنواع المختلفة فيما يتعلق بالطريقة التي تكون موروثة بها إذا كانت جسمية قاهرة أو وراثية جسدية متنحية أو مرتبطة بالكروموسوم الجنسي X، كما تختلف في الأعراض المصاحبة لتكيس الكلى، وفي العمر الذي يحدث فشل الكلى فيه، والجين الذي تسببت طفرته في الخلل الوراثي، وفيما يأتي نبذة عن الأنواع الرئيسية لمرض تكيس الكلى:
- داء تكيس الكلى المتعدد السائد (ADPKD): في هذا النوع، الأفراد الذين لديهم نسخة واحدة متحولة من الجين (PKD1 أو PKD2) يصابون بالمرض، وبالتالي يكون لدى الوالد المصاب بالمرض فرصة بنسبة 50٪ لتمرير الجين الطافر إلى ذريته، ويصاب ما يقرب من 50٪ من جميع الأفراد الذين يعانون من ADPKD بالفشل الكلوي عند بلوغهم سن الستين، وتعتبر أمراض ارتفاع ضغط الدم المزمن وتمدد الأوعية الدموية الدماغية وأمراض صمامات القلب وتكيس الكبد وحصى الكلى وتمدد الأبهري مضاعفات مهمة لهذا النوع من المرض.1)
- داء تكيس الكلى المتعدد المتنحي (ARPKD): ينتج المرض عندما يجتمع جينين مصابين من كل الوالدين، مما يعني احتمالية أن يكون الوالدين سليمين تمامًا، ولكن يرث الطفل المصاب نسخة متضررة من الجين من كل والد، وعادةً ما يظهر المرض خلال فترة الرضاعة أو في مرحلة الطفولة، مع وفاة ما يصل إلى 50٪ من الأطفال المتضررين في السنة الأولى من العمر، وقد يعاني الأطفال الأكبر سنًا من فشل كبدي حاد يحتاج إلى زراعة كبد.2)
- داء تكيس الكلى المتعدد المكتسب: لا يتعلق هذا النوع من المرض بأسباب وراثية أو عوامل جينية بشكل مباشر، وعادةً ما يحدث في وقت متأخر من عمر الإنسان، وعادةً ما يتطور هذا الشكل من تكيس الكلى في الأشخاص الذين لديهم بالفعل مشاكل أخرى في الكلى، لذلك هو أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي أو الذين يخضعون لغسيل الكلى.3)
أعراض تكيس الكلى
يعيش الكثير من المصابين بتكيس الكلى لسنوات عديدة دون أي أعراض ظاهرة، وتنمو الأكياس عادةً بمقدار 0.5 بوصة أو أكثر قبل أن يبدأ الشخص في ملاحظة الأعراض، أما الأعراض الأولية المرتبطة بتكيس الكلى فيمكن أن تشمل:4)
- ألم في البطن وخاصةً عند الضغط عليه أو لمسه.
- كثرة التبول والذي ربما يكون مصحوبًا بالدم.
- ألم في جانبي البطن.
- التهاب المسالك البولية.
- حصى الكلى.
- ألم أو ثقل في الظهر.
- ظهور كدمات على الجلد.
- شحوب لون البشرة.
- الإعياء وألم المفاصل.
تشخيص تكيس الكلى
نظرًا للعوامل الوراثية التي تتسبب بتكيس الكلى، سيراجع الطبيب تاريخ العائلة، كما قد يطلب في البداية فحص روتين تعدادي للدم للبحث عن فقر الدم أو علامات عدوى، كما سيطلب تحليل للبول للبحث عن الدم أو البكتيريا أو البروتين في البول، ولتشخيص تكيس الكلى، قد يستخدم الطبيب اختبارات التصوير للبحث عن خراجات في الكلى والكبد والأعضاء الأخرى، وتتضمن اختبارات التصوير المستخدمة لتشخيص تكيس الكلى ما يأتي:5)
- الموجات فوق الصوتية: يستخدم هذا الاختبار التصويري موجات صوتية تلفزيونية لمعاينة الكليتين وتمييز الخراجات.
- التصوير المقطعي البطني: هذا الاختبار التشخيصي يمكن أن يكشف عن الخراجات الصغيرة في الكلى.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا التصوير لأخذ صورة من مقاطع متعددة للكلى.
- تصوير الكلية الوريدي: يستخدم هذا الاختبار صبغة لجعل الأوعية الدموية تظهر بشكل أكثر وضوحًا في الأشعة السينية.
علاج تكيس الكلى
ينطوي علاج تكيس الكلى على التعامل مع الأعراض والعلامات والمضاعفات في مراحلها المبكرة ومحاولة منعها من التطور، وتشمل هذه العلاجات ما يأتي:6)
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن التحكم في ارتفاع ضغط الدم تأخير تطور المرض وإبطاء المزيد من تلف الكلى، ويعمل الجمع بين نظام غذائي منخفض الصوديوم قليل الدسم ومعتدل البروتين ومحتوى السعرات الحرارية مع عدم التدخين وزيادة ممارسة الرياضة والحد من التوتر على التحكم في ارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، عادةً ما تكون هناك حاجة للأدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وتستخدم الأدوية التي تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين للسيطرة على ضغط الدم المرتفع.
- الألم: في معظم الحالات تساعد مسكنات الألم العادية مثل الأسيتامينوفين على السيطرة على ألم تكيس الكلى بشكل جيد، ولكن في بعض الحالات قد يستدعي الألم مسكنات أقوى أو إجراء جراحي لإزالة الأكياس الضاغطة.
- عدوى المثانة أو الكلى: يكون العلاج الفوري للعدوى بالمضادات الحيوية ضروري لمنع تلف الكلى في مثل هذه الحالات.
- الدم في البول: سوف يحتاج المريض إلى شرب الكثير من السوائل ويفضل الماء العادي بمجرد ملاحظة الدم في البول لتخفيفه، وقد يساعد ذلك على منع تكون الجلطات الانسداديّة في المسالك البولية.
- الفشل كلوي: إذا فقدت الكليتان قدرتها على إزالة الفضلات وتنقية السوائل في الدم فسيحتاج المريض في النهاية إلى زراعة الكلى.
- تمدد الأوعية الدموية: إذا كان لدى مريض تكيس الكلى تاريخ عائلي من تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، فقد يوصي الطبيب بالفحص المنتظم لتمدد الأوعية الدموية داخل الجمجمة.
الوقاية من تكيس الكلى
إذا كان شخص ما مصاب بمرض تكيس الكلى وكانت لديه الرغبة بإنجاب الأطفال، فيمكن لمستشار وراثي أن يساعده في تقييم خطر انتقال المرض إلى ذريته، كذلك قد يساعد الحفاظ على صحة الكلى قدر الإمكان في منع بعض مضاعفات هذا المرض، وواحدة من أهم الطرق التي يمكن من خلالها حماية الكليتين هي عن طريق إدارة ضغط الدم، وذلك عن طريق بعض الإجراءات الوقائية والتي تشمل:7)
- تناول أدوية ضغط الدم التي يحددها الطبيب حسب التوجيهات.
- تناول حمية قليلة الملح تحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- الحفاظ على وزن صحي.
- التوقف عن التدخين.
- التمرن بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل معظم أيام الأسبوع.
- الحد من استخدام الكحول.