الإكتئاب مرض نفسي يعاني فيه الشخص من الحزن ومن المشاعر السلبية لفترات طويلة
توصل علماء في جامعة ميامي إلى أن الاكتئاب قد يقود إلى الخرف وضعف الذاكرة عند كبار السن، وذلك في دراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الأميركية لأمراض الأعصاب.
وقد تابعت الدراسة حالة 1111 شخصا من الذين أعمارهم بمتوسط 71 عامًا، كلهم من الكاريبي ومن أصول إسبانية.
وهذه المجموعة لم يتم تمثيلها كثيراً في الدراسات الطبية، وتزيد لديهم احتمالات الإصابة بالخرف مع الكبر.
وقد خضع جميعهم لمسح الدماغ واختبار نفسي، بالإضافة إلى تقييمات لمهارات التفكير والذاكرة.
وقد أعيدت الاختبارات نفسها بعد 5 سنوات مرة أخرى.
الذاكرة العرضية
في بداية الاختبار كان هناك 22 من الأشخاص هم الأكثر عرضة للاكتئاب، وهؤلاء هم الذين اقتربوا من الإصابة بسوء الذاكرة العرضية لاحقاً.
والذاكرة العرضية Episodic memory هي قدرتنا على تذكر أحداث معينة في حياتنا، مثل تذكر ما فعلته بالأمس، أو أين ذهبت في عطلة عام 2005.
وإذا كان ممكناً علاج أمراض الاكتئاب، فإن ذلك سوف يساعد في تقليل مشاكل الذاكرة والتفكير، بحسب ما قالت مؤلفة الدراسة أدينا زكي الحزوري، من كلية الطب في جامعة ميامي ميلر في فلوريدا.
اختلافات الدماغ
وإذا كان ما يصل إلى 25 بالمئة من كبار السن يعانون حالات حادة من الاكتئاب، فمن المهم استيعاب العلاقة بين ذلك ومشاكل الذاكرة بطريقة أفضل.
كذلك فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الحاد، لديهم اختلافات أخرى في الدماغ مثل حجم المخيخ.
كما أن عندهم فرصة متزايدة بنسبة 55% في حصول مشاكل بالأوعية والشرايين الصغيرة في الدماغ.
وتشير الحزوري إلى أن مشاكل الأوعية الصغيرة في الدماغ تشير لأمراض وتضرر في جدران هذه الأوعية تؤثر على الذاكرة.
قيود الدراسة
ترى الأبحاث أن الاكتئاب وشيخوخة الدماغ قد يحدثان متلازمين، وقد تؤثر الأعراض الأكبر للاكتئاب على صحة الدماغ من خلال مرض الأوعية الصغيرة.
ويقول الباحثون إنهم يحتاجون إلى المزيد من العمل على هذه الدراسة، بسبب بعض القيود المرتبطة بها.
فالمشاركون يجب أن يكونوا بصحة جيدة بما يكفي لإجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، مما يعني أنهم كانوا أكثر صحة من البشر العاديين.
بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء الدراسة على مدى 5 سنوات فقط، وهي ليست مدة طويلة من حيث التغييرات ذات المغزى في مهارات التفكير والذاكرة.
ويرى الباحثون أن هذا مؤشر جيد على ما ينبغي أن تركز عليه الدراسات المستقبلية، لكن في الوقت الحالي، لا ينبغي لنا أن نشعر بالقلق من النفوس المكتئبة.