هل تتساءل ما هو الخيار الأول لوسائل الإعلام الأمريكية الأكثر شهرة في تاريخ وسائل الإعلام الحديثة ، أوبرا وينفري ، التي لديها عقود من الخبرة في مجال الإعلام والإدارة ، وهي واحدة من أغنى 500 شخص في العالم إذا اختارت عدم اتبع في وسائل الإعلام وعالم الترفيه؟
نعم خيارها لم يأت بعد تردد، ولم تكن الإجابة عليه صعبة من جانب صاحبة المليارات حيث كانت أوبرا وينفري على علم تام بما كانت ستُقدم عليه، إذا حالت الظروف بينها وبين إتمام تحقق مشروعها الأول لنيل النجاح المراد.
التدريس هو خيارى
ففي أحدث لقاءاتها مع مجلة فوج البريطانية ردت وينفري على سؤال الصحفي إدوارد إينيفول رئيس تحرير المجلة قائلة” كنت بالتأكيد، وبشكل مؤكد، سأتوجه إلى التدريس بين فصول الصفوف المدرسية” وأضافت قائلة “إنه أمر دائماً يستحضرني ويجلب معه عظيم الفرحة والسعادة لي”.
ولم يكن الجواب مجرد حلما،ً فقد حققت الإعلامية الشهيرة مشروعها الثاني بالفعل على أرض الواقع بتأسيس أكاديمية تعليمية داخلية للفتيات في مجال القيادة والريادة بجنوب أفريقيا عام 2007، فيما تتواصل معه من وقت لآخر بالتواجد الشخصي داخل فناء المدرسة أو بأسلوب تعليم الطلاب عن بعد عبر الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي، كما تصف أوبرا وينفري أحاسيسها وشعورها حينما تقدم لهن العون في فهم شيء ما والتي تعتبرها من أبهى وأسعد لحظات حياتها، ومن اللحظات الأخرى الممتعة بشكل لامثيل له لدي الإعلامية المتألقة وينفري عند رؤيتها للبنات اللاتي أحاطتهن جدران الأكاديمية التابعة لها يحلقون خارج أسوارها لملاقاة حياة جديدة تحمل لهن الكثير من المفاجاءات.
الإسداء بكل ما يفيد الغير سر من أسرار سعادتها
هذا وتخبر الإعلامية وينفري الصحفي إنينفول بإحدى الرسائل التي تلقتها من طلاب الصف الثامن بالأكاديمية واللاتي أخبروها بمدى شعورهن بالوحدة وفقدان الأهل بأركان المدرسة الداخلية.
فيما كان رد فعل وينفري عليهن هو إشراكهن في واحدة من أكثر المقولات المفضلة لديها لصاحبتها الشاعرة والمطربة الأمريكية مايا أنجيلو من ضمن قصيدتها بعنوان “جداتنا” فيما تقول العبارة” أتيت كواحدة ولكنني أقف في حدود عشرة ألاف واحد”، ثم بدأت أوبرا في توجيه الفتيات وحثهن على إغماض أعنينهن والتفكير فحسب بوالديهن، حيث قالت وقتها” الآن فكروا في أمهاتكن ووالدكن” مرددة العبارة مرة أخرى وفي غضون دقيقة وحينما سادت الضخكات بين الطالبات قالت وينفري ” هذا هو المقصد من العشرة آلاف،.
فعندما تسيري في اتجاه غرفتك فإنتي لست وحيدة إنما خطاكي تحيطها 10 آلاف قدم أخرى كانوا قد أتوا من قبلك وهن معك وسيظلون حولك دائماً” .
يشار إلى أنه من أبرز النقاط التي تثار خلال فترة الحوار المباشر أو غير المباشر مع الرائعة أوبرا وينفري وطلبة الأكاديمية تساؤلات عدة تدور نطاقها حول كيف يتفاعل العالم الخارجي مع بعضه بشكل واقعي؟، كيف تتعايشي مع الوسائل المتاحة لك؟، كيف تكتشفي حقيقة نفسك وتلتقطي زمامها دون أن تنفرط منكي؟، كيف لكل ماتمتلكيه من خبرات إيجابية وسلبية أن تكون مفتاح تطوير ونمو شخصيتك وجعلها أكثر نضوجاً؟، كيف لكي أن تدركي أنه لا يوجد شئ مثل الفشل ولكن عليكي أن تدركي أيضا أنها إشارة ورسالة لكي من الخالق لحذو سبيل جديد