يتميز الالتهاب بعدم تشوه المفصل ولا يؤدي إلى تآكل المفصل. هناك أيضا مصطلح ، Jaccoud ، والذي يستخدم لوصف تشوهات اليد بسبب التهاب اللوزة غير المزمنة والتهاب الأوتار. يحدث هذا في 10 ٪ من المرضى الذين يعانون من مرض الذئبة الحمراء.
يعد مرض الذئبة الحمراء أو الذأب الحمامي (الذئبة) من أمراض المناعة الذاتية، إذ يؤدي إلى حدوث التهابات حادة ومزمنة في كثير من أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة، حيث يقوم جهاز المناعة لدى الشخص المصاب باضطراب الذئبة الحمراء بإنتاج أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم ذاته بدل من القيام بدورها الدفاعي الاعتيادي وإنتاج أجسام مضادة متخصصة للدفاع عن الجسم عند الإصابة بعدوى ميكروبية مثل العدوى البكتيرية.
ما هي الذئبة الحمراء
من الممكن أن تحدث الإصابة بالذئبة الحمراء في أي جزء من أجزاء الجسم وعادة ما تتسبب بحدوث اعتلالات ومشاكل كثيرة في الجلد، القلب، الرئة، الكلى والمفاصل، أو حتى الجهاز العصبي بأكمله.
يتم تصنيف الذئبة الحمراء تبعًا لمكان الإصابة أو نوعها، أو ما إذا كانت سطحية للجلد فقط أو داخلية، ومنها الذئبة القرصية والذئبة النظامية.
ما زالت أسباب الإصابة بهذا الاضطراب غير معلومة لكن الإحصائيات والدراسات تؤكد وجود علاقة وثيقة بين بعض أنواع الهرمونات التي تتسبب في التأثير على حدوث المرض، فمثلًا تعد الإصابة بداء الذئبة الحمراء أكثر عند النساء منها عند الرجال وذلك لوجود ارتباط بين الاصابة به ووبين نسبة هرمون الاستروجين الذي يعد واحد من الهرمونات النسائية. كما أن هناك بعض الروابط الجينية التي تزيد نسبه حدوث المرض عند حدوثه عند بعض الأقارب من الدرجة الأولى.
وجد أيضًا أن بعض المجموعات العرقية (الناس من أصل أفريقي، آسيوي، من أصل إسباني / لاتيني، أمريكان) يكون خطر الإصابة بالذئبة لديهم أعلى، وهذا يرجع إلى الجينات المشتركة.
لا بد من الإشارة هنا أن هنالك بعض العوامل البيئية والمناخية التي قد تساهم في حدوث هذه الاضطراب ومنها الأشعة فوق البنفسجية (أوفا وأوفب)؛ (بما في ذلك آثار فيروس إبشتاين-بار)، والتعرض لغبار السيليكا في البيئات الزراعية أو الصناعية.
أعراض الذئبة الحمراء
تختلف أعراض الإصابة بالذئبة الحمراء تبعًا لنوعها ومكان الإصابة:
التعب
الحمى
الشعور بآلام المفاصل
تصلب وتورم في أجزاء متفرقة من جسم الإنسان
ظهور طفح على شكل فراشة على الوجه (يغطي الخدين وجسر الأنف)
فرط التحسس من أشعة الشمس
الإصابة بظاهرة رينود (تحول أصابع اليدين والقدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عندما تتعرض للبرد أو خلال فترات المجهدة)
الشعور المستمر بضيق في التنفس
الإحساسبألم في الصدر
الصداع
الارتباك وفقدان الذاكرة
الجدير بالذكر هنا أن شعور الأشخاص المصابين بمرض الذئبة الحمراء بآلام في العضلات يكون نادرًا. كما أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الذئبة الحمراء يعانون من الشعور بألم في المفاصل كأعراض أولية لحدوث ذلك الاضطراب.
عند الإحساس بألم في المفاصل أو تعب وإرهاق عضلي أو حتى ضعف في وظائف العضلات، يجب عليك مراجعة الطبيب.
هذه الأعراض هي أعراض مشتركة للعديد من الاعتلالات الجسمية التي قد تصيب جسمك فمثلًا قد تكون تلك الآلام من الأعراض التي تحدث عندما يستجيب جسمك لنوع من الالتهابات، من ضمور العضلات (ضعف) أو من التهاب عضلي حقيقي لأن هذه الأعراض غير المحددة وغير التشخيصية هي علامات على عدم قدرة الجسم على التعامل مع أي عملية قد طغت عليه.
الالتهاب هو السبب الأكثر شيوعًا للشعور بآلام العضلات، فإن الإصابة بالتهابات في أماكن مختلفة من جسم الإنسان مثل التهاب الحلق، التهاب الكبد، السرطان، الذئبة، النوبات القلبية الحادة، يصاحبه الشعور بألم في العضلات أو ألم في المفاصل وغالبًا ما تشمل العلامات والأعراض الحمى والتعب وأوجاع وآلام العضلات المختلفة والضعف.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن مرض الذئبة مرض التهابي قد يسبب أي من هذه المشكلات؛ من شعور بآلام العضلات أو إرهاق وتعب.
أنواع الذئبة الحمراء
يصنف اضطراب الذئبة الحمراء تبعًا لمكان الإصابة ونوعها، التهاب الذئبة المفصلي والتهاب الذئبة العضلي هما أكثر الأنواع التي تتسبب بظهور آلام في المفاصل والعضلات.
يتسبب التهاب الذئبة المفصلي بحدوث تورم وتصلب في مفاصل الجسم وخاصة الأصابع والمعصمين والمرفقين والركبتين والكاحلين وأصابع القدمين، والتي قد تتحسن مع أخذ وقت كافٍ من الراحة خلال اليوم أو مع تناول بعض العلاجات المسكنة للألم بعد الرجوع لإرشادات الطبيب المختص.
بالمقارنة مع التهاب المفاصل الروماتويدي، يعد التهاب المفاصل الذئبة الأقل شدة وحدة في تدمير المفاصل لاحقًا والاحتياج إلى التدخل الجراحي.
جدير بالذكر أن حدوث ضمور عضلي ممكن في بعض الحالات المستعصية والمزمنة.
أما التهاب الذئبة العضلي هو التهاب في عضلات الهيكل العظمي الذي يسبب ضعف وفقدان القوة. غالبًا ما يؤثر على عضلات رقبتك وعضلات الحوض والفخذين والكتفين والأذرع العلوية، ويتسبب بالشعور بصعوبة في تسلق السلالم، وصعوبة في رفع الأجسام إلى أعلى أو رفع ذراعك أو حتى رفع رأسك، وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب المختص والتنسيق معه لأخذ جلسات علاج طبيعي لتقوية العضلات .
من الممكن أيضًا أن يكون ضعف العضلات والشعور بألم في المفاصل ناتج عن علاج اضطراب الذئبة الحمراء كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة لذلك مثل البريدنيزون وغيرها من الكورتيزون، الكوليسترول وهدروكسيكلوروكين؛ وفي هذه الحالات يجب الرجوع إلى الطبيب لتقليل أو تعديل الجرعات او حتى تغير العلاج اذا لزم الامر كما ومن الممكن ان يتسبب الاصابة باضطراب الذئبة الحمراء بحدوث التهاب في الأوتار (تهيج الوتر) والتهاب الجراب (تهيج الجراب) والتي عادة ما تحدث بسبب تلف أو إفراط في استخدام المفصل.
قد تتأثر مناطق مختلفة من الجسم مثل الكوع والإصبع والكتف، ويمكن أن تحدث متلازمة النفق الرسغي، فهناك عدد من الحالات الطبية التي تزامنت بها الإصابة بداء الذئبة الحمراء والنفق الرسغي، وعادة ما يكون هذا بسبب التهاب في معصم مما يتسبب في الضغط على الأعصاب .
علاج الذئبة الحمراء
يختلف علاج التهاب الذئبة تبعًا لنوعها ومكان الإصابة ولكن عاده ما تجتمع العلاجات في أمرين اثنين؛ أولهما خفض الالتهاب وثانيهما تقليل تحسس جهاز المناعة في الجسم.
من الممكن أن يستعمل الطبيب بعض العلاجات؛ الكورتيكوستيرويدات و/ أو الأدوية السامة للخلايا (العلاج الكيميائي) لأولئك الذين يعانون من الذئبة أكثر من غيرهم، أو تطور مرضهم ليصل مراحل مزمنة.
كما يجب أن يقوم الشخص المصاب بتقليل التعرض للعوامل التي قد تساهم في تفاقم المرض مثل تجنب التعرض لأشعة الشمس، والابتعاد عن البيئة الملوثة واستنشاق الهواء النقي.