ما هو تاثير الصوت العالي على اذنك في ظل الانفتاح الذي نعيشه مؤخرًا، ومع الاستمرار في التقاط كل ما يرِد إلينا من المجتمعات الغربية، انتشر سماع الموسيقى الصاخبة بين فئة الشباب والمراهقين، دون الانتباه إلى ما يفعله الصوت العالي بصحتهم النفسية والجسدية.
أضرار سماع الصوت العالي
يغفل الكثيرون أن التعرُض بشكل مستمر إلى الأصوات العالية، بما في ذلك أصوات الآلات والماكينات والانفجارات والموسيقى الصاخبة، من شأنه أن يُؤثِّر سلبًا على صحتهم النفسية وكذلك على أجهزتهم العصبية، فتظهر عليهم علامات الأرق والقلق والتوتر، إلا أن الأمر يتجاوز الجانب النفسي والعصبي ليظهر تأثيره السلبي على الأذن وهي العضو المسؤول عن السمع في جسم الإنسان.
كيف يؤثر الصوت العالي على الأذن
كيفية سماع الأصوات
قبل أن نعرف الطريقة التي يؤثِّر بها الصوت العالي على الأذن يجب أن نعرف كيف تحدث عملية السمع بالأساس، إذ يتمكن الفرد من سماع الصوت عن طريق مجموعة من الخطوات يُمكن إيجازها فيما يلي:
- عند انتقال الصوت خلال أي وسط، سواء وسط صلب أو سائل أو غازي، فإنَّه يصل إلى الأذن الخارجية.
- تتراكم تلك الموجات لتمر عبر قناة الأذن حتى تصل إلى غشاء طبلة الأذن.
- تهتز طبلة الأذن نتيجة تعرضها لضغط موجات الصوت، مما يؤدي إلى اهتزاز أصغر ثلاث عظمات في جسم الإنسان “المطرقة، والسندان، والركاب” التي توجد في الأذن الوسطى.
- تؤدِّي حركة العظمات الثلاث إلى انتقال الموجات الاهتزازية عبر النسيج الرقيق للقوقعة، فيتحرَّك السائل الموجود بها.
- فيحدث أن يكون تحرُّك السائل الخاص بالقوقعة سببًا في استثارة مجموعة الخلايا الشعرية الموجودة بالقوقعة، فتتحرَّك مسببة تحويل الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية تنبعث إلى مراكز السمع العليا في الدماغ لتحدث عملية السمع.
تأثير الصوت العالي على الأذن
- يبدأ تأثير الصوت العالي على الأذن عند مرحلة وصول الموجات الصوتية إلى الخلايا الشعرية، إذ أن تلك الشعيرات أو الخلايا الشعرية تتأثر بالموجات الاهتزازية الشديدة للصوت العالي، مما يؤدي إلى ميلها عن وضعها الطبيعي، وصعوبة عودتها إليه مرة أخرى، ومن ثَم تقل قدرتها على استقبال الموجات الصوتية فيما بعد.
- والجدير بالذكر أن الأمر يزداد سوءً مع الوقت، حتى أن تلك الشعيرات قد تتلف مؤدية إلى فقدان السمع، علمًا بأن ما يتلف من تلك الخلايا لا يُمكن تجديده أو استبداله.
الوقاية من تأثير الصوت العالي
أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم سماع أصوات تزيد شدتها عن 85 ديسيبل، وخاصة إن كان الصوت صادرًا من سماعات الرأس التي تصب أصواتها في الأذن مباشرةً، وذلك تجنُّبًا للإصابة بمشاكل ضعف السمع التي قد تتطور إلى الصمم التام. ومن ثَمَّ يجب الانتباه إلى بعض الأمور الهامة:
- إذا تمكَّن الشخص الذي يجلس بجانبك من سماع الصوت الصادر من سماعتك، فهذا يدل على ارتفاع الصوت عن المعدَّل المسموح به.
- يجب أخذ قسط من الراحة لمدة خمس دقائق على الأقل كل ساعة واحدة من الاستماع إلى الأصوات العالية.
- كما يجب أن لا يزيد إجمالي عدد الساعات التي يستمع فيها الشخص إلى أي أصوات عالية عن أربع أو خمس ساعات يوميًّا.