علاج مرض الصرع الصرع epilepsy هو اضطراب يحدث في الجهاز العصبي المركزي، حيث يصبح نشاط الدماغ غير طبيعي، مما يُسبّب نوبات أو فترات من السلوك غير العادي وأحيانًا يترافق ذلك مع فقدان الوعي، يؤثّر الصرع على كل من الذكور والإناث في جميع الأعمار، وبشكلٍ عام تختلف أعراض الصرع من شخص لآخر، بعض المصابين أثناء النوبة يستمرون بالتحديق في مكان محدد لبضع ثوان، في حين يقوم آخرون بتحريك أذرعهم وأرجلهم بشكل لا إرادي، ومن خلال هذه المقال، سيتم الحديث -بشكل طبي مُفصَّل- عن أعراض هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه كما سيتم التطرّق إلى موضوع خروج الزبد من الفم وأسبابه.
أعراض مرض الصرع
ينجم الصرع عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، ينتج عن ذلك نوبات تؤثر على تناسق العمليات الجسمية الدماغية، وذلك لأنّ النشاط الكهربائي في الدماغ هو المسؤول عن جميع الأنشطة الجسدية في جميع أنحاء الجسم وتنسيقها، ومن أعراض الصرع: 1)
- حدوث نوع من الارتباك المؤقت.
- الاستمرار بالتحديق في مكان ما خلال مدة النوبة.
- حركات الارتجاع بأطراف الجسم والتي تكون حركات لا إرادية.
- فقدان الوعي في حالات معينة.
- أعراض نفسية: مثل الخوف أو القلق.
أسباب مرض الصرع
الصرع بشكل عام ليس له سبب معروف وموثَّق في المراجع الطبية العالمية الموثوقة، وغالبًا ما يعتمد علماء الدماغ والأعصاب وجراحو الدماغ والأعصاب في التشخيص على عدّة عوامل قد تختلف من شخص لآخر، وتتمثّل العوامل على النحو الآتي: 2)
- التأثير الجيني: بعض أنواع الصرع ترتبط ارتباطًا وراثيًّا بالتاريخ الوراثي المرضي لعائلة المريض، حيث لوحظ أن وجود الصرع في أسلاف عائلة ما يزيد من فرصة حدوثه في الأخلاف.
- إصابات الرأس: إن إصابات الرأس أو الرضوض التي تتعرّض لها الجمجمة في حادث ما مثلًا، كحوادث السيارات يمكن أن تُسبَّب حالات صرع بعد ذلك نتيجة للتأثير على كهربية المخ.
- حالات تلف الدماغ: إن حالات تلف الدماغ التي تؤدي إلى الصرع قد تكون أسبابها أورامًا دماغية أو سكتات دماغية، ويُعتقَد أن حالات تلف الدماغ هي السبب الرئيس لحدوث الصرع لدى البالغين وخصوصًا الذين فوق 35 سنة.
- أمراض معدية: الأمراض المعدية مثل: التهاب السحايا أو التهاب الدماغ الفيروسي أو الإيدز قد تترافق مع حدوث حالات صرع.
- إصابات الأجنة أثناء الحمل أو بعد الولادة: إن الإصابات الدماغية التي تحدث لدى الأجنة سواء بسبب انتقال عدوى ما من الأم أو سوء التغذية أو نقص الأكسجين يمكن أن تؤدي إلى حدوث حالات من الشلل الدماغي أو التلف الدماغي أو الصرع فيما بعد.
- اضطرابات النمو: يمكن أن ترتبط اضطرابات النمو مع حدوث حالات من الصرع خصوصًا في حالات التوحد أو الورم الليفي العصبي.
علاج مرض الصرع
يعتمد العلاج المناسب على التشخيص المناسب، وفي حالة الصرع فهناك طرق علاج مختلفة، منها العلاجات الدوائية والأنظمة أو الحميات الغذائية واستخدام أسلوب الزرع وأسلوب الجراحة في الحالات الخطيرة المزمنة، وفيما يأتي نبذة تفصيلية عن علاجات الصرع:
- العلاجات الدوائية: إن أدوية الصرع عديدة والتي تُسمَّى الأدوية المضادة للنوبات أو مضادات التشنج، حيث تعمل على تغيير طريقة عمل خلايا الدماغ والكهرباء فيما بينها، وتجدر الإشارة إلى أنّ نوع الدواء المصروف يعتمد على طبيعة النوبات وتَكرارها وعمر وجنس المريض واحتمالية وجود أمراض مترافقة مع حالة الصرع، وغيرها من العوامل التي يقيّمها الطبيب قبل صرف الدواء المناسب.3)
- النظام الغذائي المُسمَّى بالكيتوجينك: هذا النظام الغذائي غنيّ بالدهون وذو محتوى كربوهيدرات قليل جدًّا، عادةً ما يُوصَف هذا العلاج لمرضى الصرع من الأطفال عندما لا يساعد العلاج الدوائي -وحدَه- في التخفيف من نوباتهم، وقد أظهرت دراسات جديدة أنّه يمكن استخدامه لمرضى الصرع البالغين أيضًا. 4)
- التحفيز العصبي: ويشير هذا المفهوم إلى عملية تحفيزية عصبية neurostimulation للعصب القحفي العاشر، وهو العصب الذي يمتد في منطقة الصدر والبطن وصولًا إلى العنق والجزء السفلي من الدماغ، وهو مسؤول بشكل عام عن التغذية العصبية للأفعال اللإرادية في الجسم مثل النبض، ومن خلال آلية التحفيز العصبي لهذا العصب سيتم إرسال المزيد من الكهرباء عبر العصب إلى الجزء السفلي من الدماغ، يُعتقَد أنّ هذه الطريقة ستُعطي نتيجة أفضل إلى جانب الدواء، وبالإضافة إلى تحفيز العصبي القحفي العاشر، هناك مفهوم يُسمَّى التحفيز التجاوبيّ، ويتمثّل بوضع أو زرع أداة أسفل فروة الرأس، تعمل هذه الأداة على قطع كهرباء نوبة الصرع عندما تبدأ، وبالتالي المساهمة في التقليل من عدد النوبات بل وإيقافها أيضًا. 5)
- الجراحة: بالنسبة لخيار الجراحة، وهو خيار مُعقَّد جدًّا، ولا يتم اللجوء إليه إلّا في الحالات المستعصية، حيث يقوم جرّاح الدماغ والأعصاب بإزالة الجزء المُسبَّب للنوبات من الدماغ، وغالبًا ما يتم اللجوء لهذه الطريقة فقط عندما يكون الجزء المطلوب إزالته من الدماغ صغيرًا جدًّا، لكي لا يتم التأثير على النطق والبصر والحركة، بالإضافة إلى ذلك، هناك نوع آخر من الجراحة يُعرَف بالجراحة الانفصالية، حيث يقوم جرّاح الدماغ والأعصاب بقطع مسارات الأعصاب الدماغية التي تُسبّب النوبات بدلًا من قطع وإزالة جزء من الدماغ كما في الطريقة الأولى. 6)
ما هو الزبد
إن خروج الزبد من الفم أو فيما يُعرَف برغوة الفم أو الإرغاء هو سلوك فيزيولوجي يحدث في التجويف الفموي لدى الإنسان وغيره من الكائنات مثل الحيوانات البرية، يحدث نتيجة تجمّع اللعاب الزائد في الفم أو الرئتين مع مزجه بالهواء، وهذا ما يُحدث الرغوة أو خروج الزبد من الفم، وبشكل عام لا يشير خروج الزبد من الفم إلى أي اضطراب أو حالة طبية ما. 7)
أسباب خروج الزبد من الفم
تتمثّل أسباب خروج الزبد من الفم في مشاكل في الجهاز العصبي المركزي، وحالات مثل: الغيبوبة والموت، ويُعتقَد أن الجرعات الزائدة من المخدرات أو الجرعات الدوائية العالية overdose قد تؤدي إلى خروج الزبد من الفم، أيضًا الأشخاص الذين يعانون النوبات القلبية والوذمات الوعائية والتي تؤدي إلى تسرّب سوائل إلى الرئتين وخروج الزبد من الفم، وفيما يأتي أسباب أخرى لهذا السلوك الفيزيولوجي: 8)
- تراكم ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى في التجويف الفموي بالترافق مع حالات تسرب السوائل في الوذمات الوعائية كما تمّت الإشارة إليها سابقًا، حيث يختلط السائل مع الغازات ويؤدي إلى تشكّل سائل رغويّ وخروج الزبد من الفم.
- النوبات أو التشنجات أثناء حالات الصرع.
- اضطرابات النوم.
- النوبات الارتجاجية التوتونية والتي تؤدي إلى فقدان الوعي وفقدان السيطرة على العضلات وخروج الزبد من الفم.
- داء الكلب، وهو مرض فيروسي حيوانيّ المنشأ، أي أنّه ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وإنّ الإصابة به تؤدي إلى إتلاف دماغ الإنسان، ومن أبرز أعراض داء الكلب هو شلل عضلات الحنجرة مما يجعل من الصعب ابتلاع اللعاب، ويؤدي تجمّع اللعاب وامتزاجه بالأكسجين إلى خروج الزبد من الفم.