كاتب الموضوع :
dr_e
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
7-مدينتي.. بلا عنوان
ما عاد يا دنياي وقت للهوى
ما عاد همس الحب.. في وجداني
ما عاد نبض الحب ينطق بالمنى
و كفرت بالدنيا.. و بالإنسان
فحملت أحلاما تلاشى سحرها
كرفات قلب ضاق بالأكفان
و نسيت أزهارا غرسناها معا
و جنى عليها الدهر بالحرمان
و جنيت منها الحزن كأسا ظالما
كم ذبت يا عمري من الأحزان
و حسبت أن العمر بحر هادئ
فرأيت موج البحر كالبركان
و غرقت في ألم الحياة و هدني
عبث السنين.. و حيرة الفنان
فالكأس أيام نعيش بحزنها
و العمر سجن خانق الجدران
و الناس أطياف تمر كأنها
أشباح صيف شاحب الأغصان
هم كالسكارى في الحياة و خمرهم
أمل عقيم.. أو شعار فان
و تعربد الأيام فيهم ما ترى
في العمر في الأخلاق.. في الوجدان
ما أجبن الإنسان يدفن عمره
ليعيش تحت السوط.. و السجان
و يقول حظي أن أعيش ممزقا
و أظل صوتا.. لا يراه لساني
* * *
ما عاد يا دنياي وقت للهوى
ما عاد نبض الحب.. في وجداني
الحب أن نجد الأمان مع المنى
ألا يضيع العمر في القضبان
ألا تمزقنا الحياة بخوفها
أن يشعر الإنسان.. بالإنسان
أن نجعل الأيام طيفا هادئا
أن نغرس الأحلام كالبستان
ألا يعاني الجوع أبنائي غدا
ألا يضيق المرء.. بالحرمان
أخشى بأن يقف الزمان بحسرة
و يقول كانوا.. لعنة الإنسان
فغدا سيذكرنا الزمان بأننا
بعنا الهواء الطلق.. بالدخان
* * *
كلماتنا صارت تباع و تشترى
و بأبخس الأسعار.. بالمجان
كلماتنا يوما أضاءت دربنا
فلقد عرفنا الله في القرآن
و نساؤنا صغن الحياة رواية
كلماتها شيء.. بغير معاني
الفقر حطم في النساء حياءها
صارت تباع بأرخص الأثمان
و شبابنا جعلوا الحياة قضية
إما يمين.. أو يسار قاني
و نسوا تراب الأرض ويح عقولهم
هل بعد ((طين الأرض)) من أوطان؟
و شيوخنا بخلوا علينا بالمنى
من يا ترى يحيا.. بغير أماني؟
قالوا لنا: إن الحياة تجارب
و الويل كل الويل.. للعصيان
تركوا لنا وطنا حزينا ضائعا
تركوا الربيع ممزق الأغصان
* * *
كم قلت من يأس سأرحل علني
أجد الظلال على ربى النسيان
حتى يعود الحب يملأ مهجتي
و يشع نورا في سماء كياني
لكنني أدركت أن بدايتي
و نهايتي.. ستكون في أوطاني
و سأسأل الأيام علّ مدينتي
يوما تعرف قيمة الإنسان
فمتى شجون الليل تهجر عشنا؟
و متى الزهور تعود للأغصان؟
و متى أعود لكي أراك مدينتي
فرحى بغير اليأس.. و الأحزان؟
أترى سنرجع ذات يوم بيتنا
و نراه كالأمل الوديع.. الحاني؟
أترى سترحمني مدينتنا التي
قد صرت أجهل عندها.. عنواني؟
قد أنكرتني في الزحام و ما درت
أني يمزقني لظى.. حرماني
إني وليدك يا مدينتنا فهل
صار الجحود.. طبيعة الأوطان؟!
هل صار قتل الابن فيك محللا
أم صار حكم الأرض للشيطان؟
إني تجاوزت الحديث و إنما
حقي عليك.. سماحة الغفران
فإذا غضبت فأنت أمي فارحمي
و إذا عتبت فذاك من أحزاني
*************************************
8-وحدي على الطريق
(1)
و نظل نسلك في الحياة طريقنا..
نمضي على الدرب الطويل
لكي نصارع.. يأسنا
قد تمسح الأيام فيه دموعنا
أو تستبيح جراحنا
و نظل نمضي.. في الطريق
و أتيت يوما.. للطريق
كل الذي في القلب كان شجيرة..
تتظلل الآمال فيها.. و الزهور
و الحب في الأعماق يحملني بعيدا كالطيور
و العمر عندي لحظة
تتحطم الأسوار فيها.. و الجسور
تتجسد الأفكار فيها و الشعور
إن عاشها الإنسان يوما
ليس تعنيه الشهور..
(2)
و أتيت يوما للطريق
فيه القصور..
((تتشدق)) الكلمات في أرجائها
تتمزق الأزهار فيها و الطيور..
و غذاء كل القصر تأكله الصقور..
كم من صغار في الحديقة تنتهي..
و غذاؤها الكلمات أو بعض السطور
و طلائع الغربان تخترق السماء
لتصيح فوق مدينتي:
لا تتركوا شيئا على الطرقات للطير الصغير
لا ترحموا فيها الزهور..
وأرى صغار الطير
تسبح في سحابات البخور
قدرٌ أراد الله أن نحيا عبيدا للصقور...
(3)
و مضيت وحدي في الطريق
و سمعت في جيبي دبيبا.. خافتا
و أصابع تلتف تلتمس الخفاء
و نظرت خلفي في اضطراب!
طفل صغير.. لا تغطيه الثياب
لم يا بني اليوم تسرق
أين أنت.. من الحساب؟!
يوما ستلقى الله..
لم ينطق المسكين قال بلهفة:
الله..
من في الأرض يخشى الله يا أبتاه؟!
الجوع يقتلني و لا أجد الرغيف
و الدرب كالليل المخيف..
(4)
و مضيت وحدي في الطريق
إيوان كسرى خلفه غصن عتيق
صوت جهير ينفجر:
الشعب مقبرة الغزاة
و كفاحنا سيظل مفخرة الحياة
و رأيت كل الناس تهتف في الطريق
و جميعهم جاءوا.. (حفاة)
و توارد الخطباء في القصر العتيق
يتهامسون.. و يهتفون لصحوة الشعب العريق
و يرتل الخطباء ما قال(الرفيق)
هيا و ثوروا ثورة الإنسان تزأر كالحريق...
هيا نحطم قلعة الأصنام في هذا الضفاف
و ترنح الخطباء في نخب الهتاف
و تصافحوا...
و نظرت خلفي في الطريق
سيارة تجري و أخرى تنطلق..
سيارة سمراء تعوي.. تخترق
و رأيت أشباح الجميع الثائرة
وقفت بعيدا.. تنتظر
ساعاتها كسلى
و عقارب الساعات تنظر حائرة..
سيارة حمراء تمضي مثل أشلاء الرفات
لا شيء فيها غير صندوق يصيح
فلترحموا يا ساداتي القلب.. الجريح
و رفعت رأسي للسماء
ما أجمل الكلمات تسري في الفضاء..
(5)
و مضيت وحدي.. في الطريق
و شجيرة الياسمين خلف ردائها..
وقفت تطل برأسها
و أزها النوار ((تغمر)) للفراش بعينها
و تبدد الصمت الجميل..
همسات شوق في الحديقة تختفي
قبلات حب في الهواء تبخرت...
و عناق أحباب يهز مشاعري
فسفينة الأحلام مني أبحرت..
قالت له: أحلامنا
فأجاب في حزن: أراها أدبرت..
و لم الوداع و أنت عمري كله
و حصاد أيامي و همس مشاعري
و غذاء فكري و ابتهال.. محبتي
و عزاء أيامي و صفو سرائري؟
فأجابها المسكين: حبك واحتي
لكنني يا منية الأيام ضقت برحلتي
فإلى متى أحيا و فقر العمر يخنق عزتي
سأودع الأرض التي
عشت الحياة أحبها
كم كنت أحلم
أن يكون العش فيها.. و الرفيق
أن ينتهي فيها الطريق
لكنني ضيعت أيامي على أمل الانتظار
حتى توارى العمر مني
و أتيت أبحث عن قطار
يوما قضيت العمر أشرب ((قهوتي))
و أدور في الطرقات أبحث عن.. جدار
لا شيء يأوينا فكيف الحب يحيا في الدمار؟
الحب يا دنياي أن نجد الرغيف.. مع الصغار
أن نغرس الأحلام في أيدي النهار
ألا نموت بمكتب ((السمسار))
(6)
و مضيت وحدي.. في الطريق
شاب تعانق راحتاه يد القدر
يمضي كحد السيف منطلق الأمل
و تعثر المسكين في وسط الطريق
هزمته أحقاد البشر
فقد ضاق بالأحزان من طول السفر
أين البريق و أين أحلام العمر؟!
ضاعت على الطرقات في هذا الوطن
شيء من الأيام ينقصني بقايا.. من زمن
قالوا بأن الشعر أسود و السنين قليلة!
أنا عند كل الناس طفل في الحياة..
لكن ثوبَ العلم فيك مدينتي ثوب العراة
فمتى بياض الشعر يبلغ.. منتهاه؟؟
(7)
و مضيت وحدي.. في الطريق
جلست لتنزف في التراب دموعها
كم من جراح العمر
تحمل هذه الخفقات
من أنت.. قالت:
نحن الذين نجيء في صمت
و نمضي في سكون
نحن الحيارى الصامتون
نحن الخريف المر نحن المتعبون
تتربع الأحزان في أعماقنا..
تتجسد الآلام في أعمارنا..
لا شيء نعلم في الحياة
و ليس تعنينا.. الحياة
فالعمر يبدأ.. ثم يبلغ منتهاه
إني قضيت العمر في هذا المكان
ما جاءني ضيف و لا عشت الزمان
لم جئت تسأل؟
لا تسل عنا فنحن التائهون
نحن الرغيف الأسود المغبون
نحن الجائعون...!!
(8)
و مضيت وحدي.. في الطريق
قد جئت أبحث عن رفيق
ضاع مني.. من سنين..
قد ضاع في هذا الطريق
لكنني
ما زلت أبحث عنه..
ما زلت أبحث عنه..
*******************************
9-كان لي قلب
دنياي!
أنفاس الشتاء تهزني
و يضيق صدري
من سحابات الدخان
و يخيفني شبح الزمان..
فمدينة الأحزان تقتلني..
لا شيء فيها.. لا حياة.. و لا أمان
و أنا بها شيء من الأحزان
يمضي علي العمر وحدي في السكون
يوم مع الآلام يمضي في مدينتنا و آخر.. للجنون
* * *
القلب يا دنياي يقتله الجليد
لا شيء في عمري جديد
لو كنت أرجع مرة
و أشم عطر مدينتي قبل الزفاف
كانت طهارتها تشع النور في هذي الضفاف
يا ليتني يوما أراها في ثياب حيائها
لكنها.. قتلت جنين الحب في أحشائها
و مضت تعيش حياتها بين الذئاب
و على ضفائر شعرها نام العذاب
و بجلدها الفضي أنفاس و عطر.. و اغتصاب
و زوابع الصيف الحزين
تجيء حبلى بالتراب
و مدينتي الحيرى بقايا.. من شباب
* * *
و أمام دخان المدينة
صار قلبي.. يحترق
تتعثر الأنفاس في صدري..
و صوتي يختنق
و أعود أذكر قريتي
كم كان طيف الحب يملأ مهجتي..
و أنامل الأشواق كم عزفت لشدو طفولتي..
و جدائل الصفصاف كم نظرت إلينا في الخفاء
و حياؤها الفطري يمنعها
و تجذبها حكايات اللقاء
يا ليتني يوما أعود لقريتي..
الناس فيها كالطيور الراحلة
يمشون في صمت و ينسون السفر..
و يداعبون الليل و الأغصان.. في ضوء القمر
فيهم وفاء الطيبين المخلصين من البشر
أما أنا.. قد كان لي قلب
و ضاع على الطريق
و غدوت فيك مدينتي مثل الغريق..
و مضيت في الطرقات أحكي قصتي..
قد كان لي قلب يعيش الحب طفلا
مثله مثل البشر
قد كان لي وتر مع الأحزان ينسيني..
و حطمت الوتر
قد كان لي أمل تبعثر في الليالي.. و اندثر
قد كان لي عمر ككل الناس..
ثم مضى العمر
ماذا أقول؟؟!
|