المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
أسامة غريب , مدينة الذقون الكبيرة
مدينة الذقون الكبيرة
تأليف: أسامة غريب
حجم الكتاب الالكتروني: 581.08 KB
صيغة الملف: Adobe eBook Reader
المعلومات الكاملة:
ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم لسنة )خمس وتسعون وأربعمائة وألف من هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم) الموافق (اثنين وسبعون بعد الألف الثانية من ميلاد السيد المسيح)، يعم أرجاء المدينة التي تزدحم بعشرين مليون من السكان هدوء غريب لم تعهده من قبل، البعض تمتم في الصباح أن الله قد أذن الآن، ولم يكمل بما أذن الله ؟، البعض اقسم بأن الملائكة قد نزلوا في تلك الليلة على المدينة بأكملها وقد أذن الله، ولم يحدد بم أذن الله...هل اتفق الناس علي شي ما! هل خططوا لشيء، هذا ما كان يشغل بال ملكهم.
كان الناس يأخذون إجازة طويلة بدء من اليوم الثالث و العشرين من شهر رمضان من كل عام وحتى آخر أيام عيد الفطر وذلك كي يتفرغوا للعبادة كما أدلي بذلك ملكهم، قبل أول أيام العيد لاحظ عسس الملك والبصاصون شيئاً غريباً لاحظوا أن ذقون معظم الناس قد طالت، دعا الملك إلي اجتماع عاجل ضم كل الخبراء والمستشارين من وزارتي الشرطة ووزارة الشئون الاجتماعية، قال خبراء الشرطة أن الأمر خطير ويجب أخذ قرار حاسم فيه حتى لا يستشري وتصبح فتنة تعم العباد و البلاد، ضَعَّفَ خبراء الاجتماع من خطورة الموضوع وأرجعوه إلي عدة أسباب منها: ملل أصاب الناس، عدم وجود الوقت الكافي لتفرغ الناس للعبادة، توفير نفقات الأمواس ومعاجين الحلاقة للفئة الكادحة من الشعب، علت أصوات الجانبين خبراء الشرطة من ناحية، وخبراء الاجتماع من ناحية أخرى كل يدحض رؤية الأخر ويعلي من وجهة نظره ولم يصلا إلي حل مرضي إلا إلي عقد اجتماع آخر مساء أول أيام عيد الفطر المبارك، عقد الاجتماع في موعده المتفق عليه مسبقا، علت المشاجرات بين الجانبين مرة أخري خاصة أن خبراء الاجتماع الذين أكدوا بأن الناس سيحلقون ذقونهم صباح يوم عيد الفطر لم يصدقوا، فلم يقم الناس بحلق ذقونهم بعد، ولم يصل الطرفان إلي حل يرضيهما معاً أو حتى يرض الملك إلا أنهما اتفق علي عقد اجتماع ثالث وأخير للبت في هذا الموضوع، وعقد الاجتماع ثالث أيام عيد الفطر، قررت فيه قيادات الشرطة بموافقة الملك القبض علي جميع أفراد المدينة ممن طالت ذقونهم وكانت هناك اعتراضات من الجانب الأخر بأنه قد لا توجد أماكن كافية لسجن كل هؤلاء.. لم يلتفت أحد إلي هذا الرأي البتة.. كان القرار واضحاً أن يتم القبض علي من طالت ذقنه أكثر من ثلاثة سنتيمترات وبالفعل فقد تم توزيع المساطر المدرجة علي زعامات و أفراد الشرطة المكلفين بعملية القبض علي أهالي المدينة وقال المدعي العام في حيثيات مشروع قرار القبض (أن من طالت ذقنه أكثر من ثلاثة سنتميترات تصبح عنده النية الأكيدة لإطالة ذقنه أكثر من ذلك ولذا فقد وجب القبض عليه حماية لأمن الوطن).
في صباح اليوم التالي تم القبض علي اثنين مليون مواطن بلغ طول ذقونهم ثلاثة سنتيمترات، لم يعرف الشعب إلي أين ذهب عدد الاثنين مليون مواطن إلا أنهم لم يعبأوا بالقرار، وكان طبيعيا أن يزيد عدد الاثنين مليون مواطن بالسجن إلي أكثر من ذلك تبعا لكثافة ذقن كل مواطن، وحسب الإحصائيات التي قام بها مركز التعبئة العامة و الإحصاء سيصل عدد أربعة مليون مواطن إلي معدل طول ذقن ثلاثة سنتمترات كل يومين بمعنى أنه بعد مرور ثمانية أيام من صدور القرار سوف يكون بالسجن عدد ثمانية عشرة مليون مواطن، رغم ذلك لم يبال زعماء الشرطة ولا الملك في تطبيق القانون بحذافيره حفاظاً علي الأمن العام وأكدوا لبعضهم البعض سيرضخ الناس وسيعودون إلي حلق ذقونهم إذا وصل عدد المقبوض عليهم إلي ستة ملايين مواطن، بعد يومين كان عدد المقبوض عليهم بالسجن ستة ملايين مواطن تقريباً ولم يأبه الناس أو يكترثوا، لم يجد خبراء الاجتماع تفسيرا لهذه الظاهرة سوى أن هناك قوي روحية هبطت علي الشعب ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، طالبت قيادات الشرطة بحذف هذا اليوم من التاريخ الهجري..... كان حكيم الملك الذي كان يعالج في الهند قد عاد لتوه ودعاه الملك إلي عقد اجتماع عاجل لتفادي الأزمة الخطيرة خاصة بعد وصول عدد المسجونين إلى عشرة ملايين مواطن بعد مرور أربعة أيام فقط، عقد الاجتماع السري سريعا مقتصرا على حكيم الملك وبعض الخبراء من الشرطة و الاجتماع والقانون، وبعد عناء يوم كامل من المفاوضات الشاقة تم إصدار بعض القوانين من خلال مرسوم ملكي الخص لكم بنوده في الآتي:
1. إطلاق سراح كل المسجونين.
2. عزل وزير الشرطة
3. إصدار تشريع يقضي بتجريم حلق الذكور لذقونهم وبالقبض فورا علي من لا ذقن له
4. استثني القانون الخصيان في القصور وبعض الحالات الأخرى للذكور الذين لا تنبت لهم ذقون وذلك بشهادة طبية معتمدة من بيمارستان عام
5. تم تغيير اسم البلدة فيما بعد إلى مدينة الذقون الكبيرة وذلك بعض أن أطلق الحاكم وكبار رجال الدولة ذقونهم.
الرابط http://www.liillas.com/up2//uploads/...179a8b215b.pdf
|