بسم الله الرحمن الرحيم
ملائكة بلا أجنحة- بقلم:لبنى
قصة قصيرة الفصول
ج1
بعد مرور عامين على الزوجين السعيدين , زفت حنان الخبر السعيد لزوجها , اليوم يرقد الجنين في بطنها ,تغمره بدفئها و يغمرها بدفئه ...شيء صغير يتكون بداخلها يمنحها احساسا كبيرا أجمل و أعمق ,,,ضمها خالد الى صدره أحست بشيء انزلق على عنقها شيء دافىء ,,,دمعة تسللت من عينه,,,,تسللت لتعبر عن احساسه
زاد هذا الحمل البيت سعادة ,,,اخبروا العائلة و الأصدقاء ,,,,كان يلبي كل ما تطلبه يتحمل تغير مزاجها يتعامل معها كطفلة صغيرة يهتم بتغذيتها خصوصا أن الطبيب حذرها من فقر الدم ,,,بدل الوجبة و جبتين ...يتحدث مع طفله و يخبره كم يحب امه ,,,, يخبره بشوقه الكبير له و رغبته في رؤية و جهه الصغير و أصابعه الصغيرة ,,,عينيه البريئتين و بشرته الناعمة..تبتسم هي تنظر الى عينيه تترقب شفتيه تنتظر كلماته ,,,,مرت الشهور الأربعة بسرعة ,,,غدا هو الموعد ,سوف ترى طفلها و هو يتحرك في احشائها .,,,لم يتمكن خالد من مرافقتها لأنه في مشغول...
ج2
.,,,لم يتمكن خالد من مرافقتها لأنه في مشغول...
كان يتصل بها كل دقيقة ليطمئن عليها ,,,,دخلت الى العيادة و جلست على الأريكة تنتظر دورها تسافر بعينيها تنظر الى البطون المنتفخة و الى و جوه الأمهات,,,,هذه تزين و جهها ابتسامة والاخرى عابسة ,,,,اما تلك فجامدة,,,,غرباء في غرفة واحدة توحدهم بطونهم ,,,,اقتربت منها الممرضة و طلبت منها الدخول,,,,ابتسم الطبيب و طلب منها ان ان تنام على سرير,,,اشار لها ان ترفع قميصها تحسس بطنها بشيء لم تعرف ماهو ,,,ثم نظرت الى شاشة غريبة بها اشياء تتحرك تشبه الامواج ,,,ترتفع ثم تنخفض...انه ابنها أو ابنتها ,,,كانت تحس به و هاهي تراه اليوم ,,,,,نظر اليها الطبيب بوجه كالح نظراته غريبة و بها لمعة حرن شديدة وهو يردد بلسانه مستحيل,,,,,,نظرت الى عينيه و في عينيها لاحت علامات استفهام كبيرة ,,,,غطت بطنها ثم جلست على الكرسي ... اما هو فجالس في مكتبه ,,,,نظر الى عينيها مطولا ...أمسك بيدها وصمت حركت راسها و قالت له اسمعك... أخبرها انه ليس لطفلها أطراف عليا,,,سحبت يدها بهدوء و اختلطت عليها المشاعر ’’’ماذا’’’...’’’لماذا’’’تجمد لسانه و غادرت العيادة امرأة أخرى غير التي دخلتها ,,,,انطفأت الفرحة التي اضاءة عينيها لشهور .
خالد قلق على زوجته فقد طلب منها ان تتصل به عندما تخرج من العيادة لكنها لم تفعل ,,,أخذ هاتفه و اتصل بها,,الهاتف يرن ويرن...
انقطع الرنين و تأجج القلق في نفسه,,,عاود الاتصال بها لكنه وجد العلبة الصوتية ...
ج3
خالد قلق على زوجته فقد طلب منها ان تتصل به عندما تخرج من العيادة لكنها لم تفعل ,,,أخذ هاتفه و اتصل بها,,الهاتف يرن ويرن...
انقطع الرنين و تأجج القلق في نفسه,,,عاود الاتصال بها لكنه وجد العلبة الصوتية ,,,,انتبه الطبيب الى رنين غريب في العيادة ,,,,لقد نسيت حنان حقيبتها في العيادة انطفأالهاتف ...بعد ان ينتهي من عمله سيأخذ الحقيبة الى بيتها الذي يجاور بيته.
أما حنان فكانت كالتائه و سط زحمة المدينة تتأمل الوجوه لاتنظر أمامها ,أفكار مشوشة و عقل شارد ,,,تتمشى ببطىء تبحر في جليد لا يذوب ,,,صعدت الدرج ارادت فتح باب منزلها وتذكرت انه قد نسيت حقيبتها في العيادة ,,,المفاتيح و الهاتف في الحقيبة.
اتكأت على الحائط أغمضت عينيها,,,,و سافرت في عالم أخر تحسست بطنها و تخيلت ملامحه ,,,,مرت ساعتان و هي واقفة تنتظر عودة خالد لكي يفتح لها الباب ,,,كي تستريح فيومها كان شاقا..
.سمعت صوت خطوات ,,يقترب الصوت أكثر و أكثر لم تكن خطوات خالد التي تحفظها هي عن ظهر قلب ,,,انه الطبيب حضر ليعيد لها حقيبتها المنسية شكرته ثم انصرف الى بيته فتحت الباب ,رمت بحقيبتها على الأريكة ,غيرت ملابسها ثم رمت بجسدها على السرير .
رأى خالد الطبيب و هو نازل من العمارة التي يقطن فيها فاستغرب لأن بيته في العمارة المقابلة,,,رن الجرس لكن لاأحد يفتح الباب اخرج المفتاح من جيبه و اراد أن يدخله في فتحة الباب لكنه و جد مفتاح حنان معلقا في الفتحة ,,,,فتحها و دخل ...الجو في البيت ساكن و رائحته جامدة نادى على حنان لكنها لم تجبه دخل الى المطبخ لم تكن هناك و حتى الاكل غير موجود ,,,,أسرع الى غرفة النوم ليجدها نائمة ,,,جلس قربها و أمسك يدها فوجدها باردة ,,,همس باسمها في اذنها فتحت عينيها سألها عن الفحص فأخبرته أنها لم تذهب ,,,,سألها هل جاء الطبيب ليفحصها هنا ,,,,قالت له لا,صمت قليلا ثم سألها ان كانت قد غادرت المنزل اليوم ,,,,أجابته بلا...
غادر غرفة النوم اتكأعلى الأريكة و فتح التلفاز,,,,لم يفهم لماذا كذبت عليه حنان ,,,لقد رأى الطبيب و هو نازل من بيته وذلك المفتاح المنسي في الباب,,,,زاد في صوت التلفاز لعله يطمس تفكيره .