المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
فارس الأحلام ، للكاتبة : زهرة الأوركيدا
الروايه منقوله
من روايات زهرة الأوركيدا
فارس الأحلام
عندما جاء على صهوة جواد أبيض
قبل أن تضع إبهامها على جرس الباب أنصتت قليلا إلى الأصوات القادمة من الداخل فأدركت على الفور أن جميع المدعوين والمدعوات قد حضروا فرسمت على ثغرها ابتسامة رضي .
وبعد أن صافحها غرورها بثقة حيته وأزالت خصلة الشعر المتدلية على جبينها بدلال ’ ثم قرعت جرس الباب ففتحت منى صاحبة الحفل محيية:
أهلا ... أهلا كعادتك دائما أخر الحضور .
ابتسمت سوسن وهى تهز كتفيها وقالت :
نجمة الحفل دائما يكون ظهورها بعد اكتمال الجمهور ، أليس كذلك ؟
وتعالت الضحكات ...
استعجلتها منى بالدخول هيا عجلي فالكل في انتظارك .
لم يكن الجمال الذي تتمتع به سوسن من النوع العادي ، بل كان جذاباً يخطف البصر لشدة حسنه وبهائه وزاده تألقا تلك الأناقة التي أنفقت عليها الكثير من المال بغير اكتراث .
فوالدها رجل أعمال المعروف كان يغدق غليها الأموال وكله فخر بجمال أبنته الذي أصبح حديث المجتمع بأكمله ،والأكثر من ذلك أنه كان يحثها على اقتناء الأغلى والأجمل ، بل ويدلها على طريق أرقى دور الأزياء خصوصا عندما يطرق سمعه صدى المديح الذي يصدر من أرقى العائلات وهم ينشدون حسنها أما شبابه الذين هم في سن الزواج .
وأصبح جمال سوسن الفتان حديث الشباب ، فكانوا يتعمدون حضور الحفلات لرؤيتها ومحاولة لتقرب منها .
ولأن الجميلة أدركت مدى تهافت الجميع عليها أخذت تتعمد الدخول أخر الحضور حتى تخطى بلفت أنظار المدعوين .
ومثل هذا الموقف قد يتكرر بصوره شبه يومية ، فحفلاتها سلسة من حلقات لا تنتهي تعود بعدها إلى المنزل برفقة السائق في وقت قد يتجاوز منتصف الليل وتقضي بقية ليلها في سياحة إعلامية فنية متنقلة بين القنوات الفضائية والمجلات والقصص الخيالية. تغوص بعدها في بحر نوم عميق حتى يحين موعد الظهيرة ومنذ تلك اللحظة إلى قرب وقت الحفلة كانت تقضي ساعاتها في انتقاء ملابسها والاعتناء ببشرتها وشعرها وأظافرها ، وقد تخرج للتسوق والبحث عن الجديد وارتدائه قبل الأخريات .
هذه هي الدائرة المفرغة التي تعيش سوسن داخلها ،ولا تحاول الخروج منها لعمل أو دراسة، فقد اعتقدت أنها فعلت الكثير بحصولها على شهادة الثانوية العامة ، وهي لا تحتاج لإكمال تعليمها ، فأهدافها تسير في الشاطئ آخر ، لذا عليها أن تجدف بعيدا عن العلم العمل
أتمنى أنتال إعجابكم
لا تحرمونا من ردودكم
|