لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-08, 09:52 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أجاب فرايزر ببرودة :
- يكفي أن احترم المرأة التي ستكون زوجتي ... وبالمقابل .. تتقبل هي غيابي المتكرر عن المنزل .
صدم جواب فرايزر ليزا , لأنها أدركت أنه يبحث عن زواج منطقي , يسعى من خلاله لتحسين وضعه العائلي , كي يتسنى له الانصراف إلى عمله باطمئنان . بالرغم من خيبة أملها , لم تتردد لتسأله بفضول .
- أفهم أنه لا مانع لديك إذن من أن تتمتع زوجنك باستقلاليتها وبحرية في التصرف ؟
فأجاب مؤكدا :
- لا مانع لدي على الإطلاق إنما هذا الذي أتمناه حقا فأنا أحترم كثيرا حريتي . ولا أعاكس حرية الأخرين , أو أحرمهم منها ... إضافة إلى ذلك ....فالمرأة الضعيفة والمستسلمة لمشيئة رجلها , لا تهمني , منتدى ليلاس ولا احتملها أبدا !
- ليست كل النساء من صنف واحد !
أجابت ليزا معلقة وهي تفكر بهولي المسكينة التي اصطدمت بطبعه العنيد . انتبهت فجأة لنظراته الحادة التي تراقبها بانتباه بالغ . فكتف يديه , تاركا كأسه جانبا وأخذ ينظر إليها بإمعان . أحست بنار متقدة تشعل وجنتيها , وسمعته يقول بصوت ساخر لئيم :
- بصراحة , أنت الشخص الذي يناسبني حقا ... فأنت استقلالية بطبعك , ولست تلك المرأة المستسلمة التي لا أطيقها ... إضافة إلى علاقتك الممتازة بجوني ... لو لم تصارحيني يا آنسة ليزا , بعدم رغبتك في الزواج لكنت تقدمت وطلبت يدك في الحال , من أجل سعادة جوني .
لم تجد جوابا مناسبا بل زاد اضطرابها وشعرت كأن الدنيا انقلبت رأسها دفعة واحدة , وأخذ قلبها يخفق بسرعة , فتمالكت نفسها وقالت بصوت مرتفع :
- أفهم يا سيد لامون , أنك تتكلم عن زواج منطقي ؟
أجاب بهدوء:
- لا يخلو أي زواج , مهما كانت دوافعه , من المنطق , وأرى هذا الزواج ناجحا للغاية لأنه سيسعد جوني .
- ولماذا هذا الزواج ناجح بالنسبة إليك ؟
سألت ليزا بغضب شديد , وعينها تقدحان شررا بينما فرايزر حافظ على هدوئه , وأجاب ببساطة بالغة :
- أكون مطمئن البال !
- وأنا ؟ ألم تحسب لشعوري حسابا ؟
- في أي حال , أنت ما زلت تتمسكين باستقلاليتك , واعتقد أن القرار يعود إليك شخصيا ... أليس كذلك ؟
ووقف فرايزر مستعدا للرحيل , فأحست ليزا بشعور غريب يحتلها ويدفعها للاحتفاظ به وقتا أطول . ولزعزعة ثقته بما يعتقده حقائق ثابتة , فهرعت إليه , وانتصبت أمامه بعنفوان قائلة :
- من أجل جوني يا سيد لامون .. أنا مستعدة لأي شيء .
أجابها بحيرة بالغة :
- ماذا تقصدين يا آنسة ليزا ؟
- أريدك أن تعرف أنني مستعدة للزواج منك , إذا تقدمت وطلبت يدي .
وصمت فرايزر للحظات , ثم أنفجر ضاحكا , كأنه لم يصدق ما سمعته أذناه , وقال مبتسما بلطف :
- أنت سريعة في تبديل مواقفك .
- لست بأسرع منك . كنت أعتقد أنك تتجنب النساء اللواتي تربطهن بجوني علاقة طيبة .
- هذا صحيح ! لكنني لاحظت أنك مخلصة في دفاعك عن اتهاماتي لك .
وفجأة مال صوته إلى القسوة وأضاف بجدية :
- آنسة سميث , أتقدم وأطلب يدك بإلحاح , لأنني مضطر للسفر في القريب العاجل . ما رأيك لو نحدد موعد لزفافنا في بداية هذا الشهر ويقتصر الاحتفال على حفلة صغيرة , متواضعة وبسيطة , ويكون موعد زواجنا , في النهار الذي سأرحل فيه مساء .
ووافقت ليزا وكأنها في حلم . ورافقته حتى الباب , ووجدت نفسها في المكان نفسه الذي وقفت تودع ساندي لساعات مضت ... ورائحة زهر الياسمين تفوح بعطرها وتملأ الأرض سحرا وطراوة .
بادرها فرايزر بلهجة هازئة :
- هذا اتفاق لشراكة ثانية , تعقدينها هذا المساء نفسه , لكنني لن أتوج هذا الاتفاق كسواي .. أيمكنك أن ترسلي لي جوني غدا صباحا , قبل ذهابه إلى المدرسة ؟
- لو تمر بنا غدا وتتناول طعام الفطور سويا .
اقترحت ليزا بعفوية مطلقة , وتمنت لو أنه تصرف كساندي , وتساءلت ما سبب هذا التمني , ألم تقبل بزواج مبني على المنطق ؟ فهو يريدها لمصلحة ابنه , ولن تعد نفسها بأكثر من هذا ...
ابتسم فرايزر وهو يبتعد مودعا وقال وهو ينظر إليها للمرة الأخيرة :
-حسنا موافق . سأمر غدا لطعام الفطور .
وغاب في عتمة الليل الذي خرج منها منذ ساعات وانتشلها من غيبوبة , ليضعها أمام حلم آخر لم تكن تتوقعه . ولم يغمض لها جفن في هذه الليلة , بل أمضت الوقت تقيس غرفتها ذهابا وإيابا .. وتحاول أن تقنع نفسها بالعدول عن فكرة الاتصال بفرايزر هاتفيا لتبلغه رجوعها عن قبولها بالزواج منه , كأنها لم ترض بتسرعها على هذا النحو فهي لم تعطي لنفسها مجالا للتفكير بل تصرفت بوحي انفعالها , كأنها تتحداه . ماذا يخبئ لها هذا الزواج من مفاجآت ؟ وخيل إليها أن فرايزر لامون استعمل جوني كطعم وأوقعها في الفخ بسهولة !
ماذا سيكون موقف سارة شيزهولم منها ؟ سوف تكرهها بالتأكيد . ولن يمكنها تحمل هذه العدائية التي سببها زواجها منه . سوف يفاجئ الجميع هذا القرار , بالطبع . ولن يمكنها الاهتمام بجوني , بدون أن ترتبط بفرايزر شرعيا . قررت أن تصارحه في الغد بعدولها عن الزواج . وفي اليوم التالي استفاقت ليزا باكرا , وبدأت بتحضير طعام الفطور .

كان جوني يلعب في الصالون , عندما قرع الباب , فهرع ليفتحه , وصاح فرحا لدى رؤية والده . أما ليزا فزاد ارتباكها , وحاولت السيطرة على اضطرابها . دخل إليها جوني منشرحا , وأخذ يدها بين يديه قائلا :
- ليزا صحيح ما يزعمه والدي , إنك ستكونين أما لي ؟
ونظرت ليزا إلى فرايزر , الذي لحق بجوني على مهل , وأجابت بلهجة غامضة :
- طالما أن والدك يقول ذلك .... فهو إذن صحيح .. أليس كذلك ؟
وبدأ جوني يرقص فرحا في أرجاء المطبخ وهو يصيح :
- سأخبر صديقي جيم , ومعلمتي بالمدرسة .... سأخبر الجميع , لدي أم حقيقية الآن .
ونظرت ليزا ناحية فرايزر نظرة عتب , ستعرف كل اردمونت غدا أنها ستصبح زوجة لفرايزر لامون . بادلها نظراتها الحادة بضحكة عريضة , وجوني لا يهدأ يروح ويجيء كمن أصيب بلوثة . ثم سأل والده :
- لو كانت السيدة مود على قيد الحياة , هل كان سرها نبأ زواج ليزا ؟
أجابه فرايزر ببساطة بالغة :
- بكل تأكيد , فهي كانت على وشك الزواج من جدي , فيما مضى .
وسأل ليزا فجأة :
- أين فرانك ؟
- في لندن , استلمت منه رسالة في الأمس .
- أحب أن تبلغيه خبر زواجنا , يهمني كثيرا الحصول على موافقته .
فوجئت ليزا لتصرفه التقليدي وتذكرت موقف أهل زوجته السابقة , هولي , من زواجهما , وفهمت حقيقة مشاعره في موقف كهذا . فأجابت بهدوء :
- حسنا سأفعل !
وهكذا انتهت زيارة فرايزر لها في الصباح , وخرج مع جوني , وتوجهت هي نحو مصنع أقمشة التويد , وهي تفكر بأنها لن تنسى أن ترسل برقية لوالدها , تلبية لرغبة فرايزر . وعندما وصلت إلى المصنع , همست لساندي خبر زفافها من لامون , فامتقع وجهه , وقام من مقعدة على مهل , ,تمشى إلى النافذة ببطء , وقال بصوت خافت :
- لم تخبريني بشيء مساء الأمس .
- لم أكن أعرف بعد , وصل فرايزر بعد رحيلك بلحظات .
- أما كنت تتوقعين حدوث أمر كهذا ؟ في أي حال , عليك بالتفكير مليا , قبل الإجابة , فهذا قرار خطير , يتطلب وعيا كافيا .

ولم تجد جوبا لتشرح له الظروف التي حملتها على التسرع في القرار بدون تردد , وأمام انفعال ساندي واضطرابه , لم تشعر بحاجة إلى مزيد من التفسير فاكتفت بسؤاله ببساطة :
- أما زلت عند عرضك لي , أي أترضى أن أكون شريكة لك في المصنع ؟
- لست أدري . فأنت اليوم تواجهين وضعا اجتماعيا جديدا وأخشى أن تلهيك واجباتك المنزلية عن العمل .
- لست من رأيك في هذا الموضوع . فزواجنا لم يتم , لو لم نتفق سابقا على احترام حرية تصرف كل واحد منا ... وإلا لم يرى هذا الزواج النور .
استغرب ساندي هذا التعليق وقال مشككا :
- يبدو لي أنكما تقدمان على تأسيس شركة , بدلا من تأسيس عائلة .
- سمها كما تشاء . ستكون شراكتنا شركة بين طرفين متعادلين واعتبر هذه الناحية , شرطا أساسيا للزواج .
- ولا تحسبين , للعواطف , والحب , حسابا ؟
- ألا تحب زوجتك , إلا إذا بقيت في المنزل تنتظر عودتك , وتحضر لك وجبة الطعام ؟
وأضافت , لدى رؤيتها ساندي مرتبكا :
- اعذرني يا ساندي , أنا متأسفة ! لدينا وجهات نظر مختلفة ! فأنا لا أشعر بالسعادة داخل قفص ذهبي , وهذا لا يلائم طبيعتي المستقلة .
فأجاب ساندي بجفاف :
- لا داعي للاعتذار , وأتمنى لك أياما سعيدة , وأعتقد أن جوني سيفرح بك كثيرا ... لكنني بالواقع , فوجئت بهذا النبأ لأنني اعتقدت أن فرايزر على علاقة بسارة ...
أجابته ليزا بلطف :
- ربما حان دورك الآن , لإحياء الأمل من جديد .
- ربما .
وأضاف بحزن :
- ما رأيك بهذه النماذج من القماش ؟
صحيح الحقيقة تجرح دائما , ولم تشأ ليزا أن تترك فيه أثرا عميقا .فانكبت على عملها محاولة أن تنسى حوارها معه . وبعد ساعات , دخلت إلى الغرفة حيث تعمل أينا , وبادرتها هذه الأخيرة بصوت يفيض بحيوية :
- ما هذا التكتم يا آنسة ؟ الماء تجري من تحت أقدامنا , ونحن آخر من يعلم ! فهمت الآن سبب عداوة سارة لك . هل حددتما موعد للزفاف ؟
- في بداية شهر أيار / مايو على ما أظن .
- وبهذه السرعة ؟
- حاجة جوني إلى أم تقوى علينا !
- أيكون هذا هو الدافع الوحيد لزواجكما ؟
وأضافت بذكاء , وهي تحاول أن تستقرئ ما تخبئه ليزا :
- لا تحاولي أن تقنعيني بأن هذا الزواج يخلو من الحب , ويرتكز فقط على المنطق ؟
- ولم لا ؟
- هذا مستحيل . بل غريب ولا يخطر ببال !

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 10:03 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبعد برهة , أضافت أينا بغرابة :
- ساندي حزين اليوم , لم يخرج من مكتبه طوال النهار , أنا متأسفة من أجله !
- لكنني ما زلت عند رأيي .. سأكون شريكة له في المصنع .
- ليس هذا هو السبب الحقيقي لحزنه ... فهو مغرم بك ... وللمرة الثانية , يفشل على صعيد الحب...
و أغر ووقت عيناي أينا بالدموع , ولم تكمل حوارها مع ليزا !
فشعرت ليزا بضيق من جراء تسببها التلقائي بيأس ساندي واستسلامه للحزن . وعادت إلى منزلها سيرا على الأقدام وهي تعلل النفس بغد أفضل ... ما عساها تفعل لساندي كب تساعده على الخروج من محنته ؟ هل تصرفها العفوي والبسيط والمباشر والواضح معه هو الذي شجعه للمضي في إحياء الأمل حول علاقتهما ؟ وما إن هدأت أفكارها , حتى ناداها صوت تألفه , فالتفتت لترى جوني يركض نحوها , وشعره يتطاير في الهواء , وما أن أصبح على مقربة منها حتى سألها بإلحاح :
- ليزا ... ستصبحين أمي , أليس كذلك ؟
- أجل ... يا جوني .... أجل ...
- على الأقل .. لم تغيري رأيك .. حسنا !
وأضاف بحماس :
- ليزا .. لن يرتاح لي بال إلا إذا أقسمت بأنك لن تتراجعي عن قرارك .
- أعدك أنني لن أتراجع.
- هل ستأتين هذا المساء وتعدين لنا طعام العشاء ؟
- لم يحن الوقت بعد لذلك , سأهتم بهذا الأمر , عندما نقيم نهائيا معا ... هذا لا يمنع أن يتولى والدك من وقت لآخر عملية الطهي .. فهو طباخ ماهر !
- لكن والدة جيم , تهتم بتحضير الطعام بصورة مستمرة .
- جوني ! سأكون أما لك هذا صحيح . لكن هذا لا يعني أنني سأتصرف تماما كما تتصرف والدة جيم .. فأنا لدي حياتي العملية أيضا , وسأهتم بك , وبالطهي , عندما تسنح لي الفرصة بذلك .. وفي أوقات انشغالي يتولى والدك السهر عليك !
أجاب جوني بجدية :
- فهمت ما تقصدين .. المهم أن تكوني معنا في أغلب الأحيان , في أي حال أنت أجمل من والدة جيم , فهي لا تملك عينين كعينيك اللتين بلون البحيرة عند سفح الجبل , عندما تعكس الشمس أشعتها ....
سألته ليزا بدهشة كبيرة , فردد كلامه بارتباك وأضاف بحيرة :
- سمعت هذا التشبيه من أبي عندما سألته يوما عن لون عينيك .
فأجابني بلون البحيرة عند سفح الجبل عندما تعكس الشمس أشعتها الذهبية وتمتزج بلون البحيرة الأخضر , وشعرها بلون ورق الخريف . ليزا , ألا تحبين هذه التعابير ؟
- بالطبع .. أحبها !
ارتعدت لدى سماعها ما ردده جوني بطيبة فائقة , وأدركت مرة أخرى أن فرايزر أخفى عنها شعوره الحقيقي , بل أنه عبر عن العكس فقال لها في لقائهما الأول , إنها تشبه والدتها بشعرها الأحمر . وفي ذلك اليوم نفرت من لهجته الساخرة . ربما هي التي اعتقدت أنه يسخر منها ! وجوني يؤكد الآن انطباعها الخاطئ .
واشتاقت فجأة له وتمنت لو يحضر الآن ليتناقشان معا في طريقة إعداد الزفاف . لكنه لم يحرك ساكنا وبقي بعيدا لمدة يومين واعتبرت ليزا أنه محق في التزامه تجنب معاشرتها . ألا يرتكز زفافهما على المنطق وعلى المصلحة المشتركة ؟

استلامها برقية من والدها سنح لها فرصة الذهاب لملاقاته وتبليغه محتواها , يقول فرانك :
- أحر التهاني . أنا مسرور للغاية . أبارك هذا الزواج بمحبة !
وتعجبت ليزا للهجة فرانك الفرحة , فهي لم تتعوده سريع التأثير , فهو من النوع الذي يكتم مشاعره في وضع كهذا .. ألهذا الحد نال فرايزر لامون إعجابه ؟

وابتسمت وهي تسير بخطى رشيقة نحو ورشة العمل حيث يعمل فرايزر . وتذكرت الفترة التي أمضاها فرانك في اردمونت .. الطقس شتاء , ومطر غزير , الهواء يلفح بشدة عبر الجزيرة , ويحرك بقوة كل ساكن كأنه لا يطيق الجمود , فتهتز الأشرعة في الحوض , ونوافذ البيوت , والورق المتطاير يجن جنونه .
وما إن وصلت ليزا إلى مقربة من الورشة حتى لاحظت انكباب الجميع على العمل باندفاع , كأنهم خلية نحل نشيطة ..ز وفتشت عن فرايزر بين الجميع الذي يعمل على المركب فبان لها بقامته الممشوقة يراقب الأعمال . توقفت هي بدورها , تراقب بفضول كبير وبإعجاب الخطوط الهندسية , المتناسقة , التي تشكل هيكل المركب . وإلى جانب هذا المركب الذي يعملون عليه , مركب آخر , جاهز , تضيئه يافطة , كتب عليها بأحرف براقة "مادريكال " أي : "الغزلية " وهذا عنوان قصيدة غنائية . وفجأة توجه الجميع إلى المركب الجديد , وراحوا يعدونه للإبحار , فرافقهم فرايزر , ووقف جانبا يتأمل بدهشة كطفل ما صنعته يداه .... وأخذ المركب الجديد يهبط ببطء حتى لامس صفحة الماء , و بجلال , محدثا ارتجاجا رائعا , ما أجمل هذه اللحظة .... فهي تختصر ولادة هذا المركب , حتى انطلاقه وكم هو سعيد الآن فرايزر أمام انجازه هذا !
لم تتمالك ليزا فرحها فاتجهت نحوه , وقالت بحماس كبير :
- أنه مدهش !
فوجئ فرايزر لدى سماعه صوتها , إذا يبدو أنه لم يسمع وقع خطاها .
- أنه يخص رونالد غو شقيق زوج السيدة شيزهولم .
أجاب فرايزر بفظاظة , فنظرت إليه ليزا وللمرة الأولى بإمعان , وراقبت لون عينيه , الذي يميل إلى لون البحر عندما تشتد زرقته , في الأيام المشمسة , فهما لا تقلان سحرا وغرابة عما يحمله البحر من أسرار دفينة !
بادلها فرايزر النظرات بالحدة نفسها . فشعرت بالخجل , وقال بصوت لعوب :
- ليزا ماذا تريدين ؟ هناك مركبان في انتظاري لأطلقهما ليس لدي وقت لأكرسه لك .
- أليس من الخطورة أن تطلقهما اليوم في هذا النهار الممطر العاصف ؟
أرادت أن تشاركه في هموم عمله بدون أن تفرض نفسها عليه وترغمه على الاهتمام بها .
فأجاب فرايزر مفسرا بصبر :
- لا خيار لي , يجب أن أطلقهما اليوم لأتأكد من جودتهما .... فأنا مشغول للغاية , وتزداد الطلبات ويجب أن أنهي قسما منها قبل انتهاء الشهر . لم تجاوبيني بعد , لماذا أتيت وماذا تريدين ؟
أعطته البرقية , التي حملتها إليه , والتي كانت حافزا لمرورها به , محاولة أن تنسى فظاظته وخشونته . وأدركت أن عليها من اليوم وصاعدا , أن تعتاد طالما أنها قبلت بهذا الزواج الذي يخلو من الحب .
ولا حاجة بها أن تشعر بالألم , أو بالحرج , أو أن تطالبه بقليل من اللطف أو اللباقة , لكنها لم تطلب الكثير , كانت تكتفي , ببسمة رقيقة بعد غيابه عنها . أعاد إليها البرقية معلقا :
- هذا لطف من والدك أن يبدي رأيه بهذه السرعة , أمامنا ثلاث أسابيع لإعداد مراسم الزفاف , وأجد هذه الفترة كافية .
وأضاف بسخرية :
- هل تعرفين أحدا ما زال يعارض بعد هذا الزواج ؟
- لا أحد . لو رفض أبي , هل كنت عدلت عن هذا الزواج ؟
- وأنت , ما كنت فعلت لو رفض والدك ؟
- لم تجيبني عن سؤالي .. هذا ليس بجواب .
- لا تنتظري مني في الوقت الحاضر جوابا آخر... أيمكنك الاهتمام بعشاء جوني .... فلن أعود باكرا هذا المساء .
- وليس من واجبي أيضا أن أرافقه حتى الفراش ؟
- يكون من دواعي سروري لو فعلت .
وعاد فرايزر إلى عمله , وأخذت ليزا طريق العودة إلى البيت وهي تفكر بهذا الدور الذي فرض عليها أن تلعبه حتى النهاية .... دور المرأة المطيعة .
وهي في الواقع تسخر من هذه المواقف .... لكنها لم ترفض هذا الزواج , وكان باستطاعتها أن تفعل ... لماذا ؟
استقبلها جوني بالترحاب وارتمى بين أحضانها بفرح , وألح عليها بمرافقته حتى منزله لتناول العشاء فقبلت على مضض . كان المنزل في حالة يرثى لها من الفوضى . كل شيء يدل على الإهمال , ولم تعرف من أين تبدأ لتعيد إلى المكان رونقه . انتبه جوني لذهولها وقال معلقا :
- الحال في الطابق العلوي أسوء بكثير من هنا !
فسألته باستغراب :
- كم مضى من الوقت على غياب الخادمة التي تهتم بالتنظيف البيت ؟
- إنها مريضة ... وأبي لا يملك الوقت الكافي للاهتمام بالمنزل .
- حسنا , أمامنا ساعتان من العمل القاسي !
وخلعت ليزا معطفها وبدأت عملية التنظيف والترتيب , وعندما أشرفت على الانتهاء حضرت العشاء لجوني , ورافقته حتى فراشه , كما فعلت في السابق عندما اشتدت العاصفة وبقيت إلى جانبه تغني له , كما تذكرت تلك الليلة عندما عادت من النزهة وجوني يرافقها .
وكم تمنت ألا تلبي دعوة ساندي لتناول الشاي وتمسك بيد جوني وتمشي بجوار فرايزر حتى منزلهما ... هاهي اليوم تفعل تماما ما تمنته فيما مضى ...
واشتد عليها التعب , وارتمت على الديوان في الصالون , لتستعيد شيئا من الراحة , قبل خلودها إلى النوم . أدركت للمرة الأولى , لماذا كانت تعرض دائما فكرة الزواج .
فهي تكره الواجبات المنزلية التي ترهق المرأة ولا تترك لها متسعا من الوقت لانصرافها إلى شؤون أخرى تصقل شخصيتها و تطورها , الحب وحده , يحررها من هذه العبودية , ويخفف عليها هذا العبء . الحب وحده ... رددت ليزا ... وغابت في نوم عميق , على غفلة منها ...
في عرض البحر , مركب ذو أشرعة بيضاء . يشق الأمواج , تحت سماء زرقاء صافية ... وهي ممدة على سطحه , تنعم بالدفء الشمس وحرارتها .
فجأة يدوي خلفها صوت فرايزر , كما عهدته , فظا , خشنا , ويملي عليها أمرا . فتلبي بصمت ثم تنهال عليها أوامره , وهي تسرع لتنفيذها , حتى يرهقها التعب . فتنظر ناحيته لتستجدي عطفا وعرفانا بالجميل , ثم تظهر لها سارة , بأناقتها , وهي تبتسم ساخرة منها , فينحني فرايزر نحوها , ويقبلها , بينما وقفت هي ليزا , كمن حكم عليه بالإعدام ... وهو البريء ....
- فرايزر أنت هنا ؟
انتفضت ليزا مذعورة ... وهي تحاول أن تبعد عنها هذا الحلم المزعج .... وخيل إليها أنها سمعت صوت سارة ... أهي في حلم ؟ أم هو الواقع ؟ واتجهت إلى المدخل , بعد أن أعادت تصفيف شعرها وأشعلت الضوء .
هاهي سارة حقيقة تقف أمامها الآن بأناقتها المعهودة وعيناها تقدحان شررا تماما كما في الحلم . استعادت ليزا قواها وقالت بصوت طبيعي :
- السيد لامون , لم يأت بعد .... أتحبين انتظار عودته ... تفضلي .
فأجابت سارة بصوت بارد :
- هذا الذي أنوي عمله فعلا !
وأضافت وهي ما تزال تتمشى في عرض الصالون :
- لدي ما أقوله لك . كنت في زيارة ساندي , وأخرني إنك تستعدين للزواج من فرايزر لامون , على ما يبدو أن هذا الخبر أزعجه للغاية ! هل تنوين بالفعل الزواج من فرايزر ؟
- نعم .
- حسنا ! فأنا لم أخطئ إذن في حكمي عليك , فأنت كسواك من اللواتي زعمن الاهتمام بجوني , من أجل الوصول إلى والده , لكنك تصرفت بذكاء وببراعة عندما أعلنت أن هذا الزواج لا يهمك بقدر ما يهمك الاعتناء بجوني... ولدي ما أضيفه يا آنسة ليزا في هذا الخصوص . لا أعتقد أن فرايزر تقدم للزواج منك من أجل قلقه الدائم على ولده ... في أي حال فهو تصرف على هذا النحو من وحي ما نصحته به ...
فانتفضت ليزا غاضبة وسألت بجفاف :
- لم أفهم قصدك بعد من هذه الزيارة ؟
شاحت سارة بنظرها , وأضافت :
- عندما رافقت فرايزر من غلاسكو إلى اردمونت بسيارتي أطلعته على وفاة خالتك مود , ولفتت انتباهه , لكونك الآن , المالك الوحيد لمنزل السيدة الراحلة ومن مصلحته أن يعرض عليك شراءه مع الأراضي التي تحيط به ... هل فعل ؟
فترددت ليزا وقالت :
- نعم ...
- لكنني أخبرته عن عدم مقدرتي بيع المنزل , نظرا لما أوردته خالتي في الوصية ... فخاب ظنه ...
ابتسمت سارة ولاح بريق شيطاني في عينيها وأضافت بنشوة :
- وعندئذ تقدم وطلب يدك للزواج ؟
لم تجب ليزا . بقيت برهة , تحاول أن تعيد في مخيلتها تفاصيل ما حدث ذلك المساء بينها وبين فرايزر لامون ... أهي اتي تقدمت أولا وطرحت فكرة الزواج , أم هو الذي فعل ؟ ولم تصل إلى نتيجة , نظرا لارتباكها في هذه اللحظة أمام سارة , التي شوشت عليها أفكارها , وقلبت كل شيء رأسا على عقب ... فأجابتها وكأنها في غيبوبة :
- لست أدري ... أعتقد أن الأمر سار على هذا النحو !
- .... هذا هو القصد من زيارتي لك في هذه الساعة ... لأحذرك من دوافع فرايزر الحقيقية , فهو يريد الزواج منك للحصول على أملاكك , عندئذ , لن يمنعه أحد من التوسع والبناء ....

خرجت هذه العبارات من فم سارة , كأنها ألسنة من نار تحرق بدون رحمة !

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 10:46 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن
العد العكسي


لم تمضى ساعة من الوقت حتى عادت ليزا أدراجها إلى منزلها الريفي الكئيب فهي وحدها منذ وفاته خالتها وتزداد عليها وحشة هذا البيت عندما تضطرب وتتألم ..بعد زيارة سارة لها في منزل فريزر لامون استسلمت للبكاء وانزوت في المطبخ خائرة القوى كأنها طفله أضاعت والديها.

ولأول مره شعرت بيأس كبير يحتلها هي التي لم تمر بحزن كهذا منذ سنوات طويلة.لماذا هذا البكاء ؟
ألهذه الدرجة اثر فيها كلام سارة؟ فأبت إن تترك قواها تخونها وقامت تحضر إبريقا من الشاي علها تستعيد القليل من عافيتهاانها حقا تواجه مصيرا مجهولا لربما سارة على حق فيما حملته إليها.. فرايزر لامون يود الزواج منها من اجل الحصول على أملاكها .وشكرت الله لتمكنها من السيطرة على أعصابها إمام سارة ولم تنفجر في البكاء إلا لدى وصولها إلى منزلها..
فكيف استطاعت أن تجيب سارة بهدوء كأنها لم تطن كرامتها في الصميم.؟ وتعود إليها هذه اللحظة بألم:
- ما تقولينه يا انسه سارة ليس بجديد أو بمجهول على فانا متا كده تماما من الدوافع التي سببت هذا الزواج واعتقد أن هذا الأمر يعنيني شخصيا إنا وفرايزر ولا يعنى أحدكما لا أنت ولا ساندي.
وأضافت بشطاره عندما أصيبت سارة بذهول لدى سماعها جوابها :
-إذا كنت ترغبين بالبقاء وانتظار فريزر كي يعود فأرجوك افعلي إما إنا فيجب أن أعود إلى منزلي ولا استطيع بسب بجوني ولكن لو تبقين معه لوافقني الوضع .فرايزر لن يتأخر فى العودة بلغيه من فضلك أن عشاءه جاهز في الفرن.
وهرعت إلى منزلها ملجأها الوحيد وهى تحمل في عينيها الدموع وفى قلبها الرضي على مواجهتها النبيلة مع سارة . لكن وحدها تعرف مدى الالم الذي سببته هذه المواجه فهي من جديد تشك في فريزر .
الم تعقد معه هدنة سلام؟؟؟وكيف تثق به هو الذي صرح لها في السابق انه مستعد لاى شيء من اجل الحصول على مايهدف إليه ربما ستضطر إلى مصارحته بحقيقة مشاعرها وتطلب منه توضيحا وفجاه تدفقت المياه من الغلاية فقامت لتحضر الشاي وفكرت بسارة التي تركتها في منزل فرايزر وتمنت أن تكون بقيت إلى جانب جونى فرايزر لا يجب أن يترك ابنه وحيدا وعادت الدموع يغطى وجهها فسكبت لنفسها كوبا من الشاي شرابها المفضل في حالات اضطرابها وحزنها .

_ ليــزا ......

دوى صوت فريزر خلفها وتعرفت إلى لهجته الحاسمة فها هو واقف في المدخل في هذا الوقت وسألته
بسذاجة:
- كيـف دخلـت ؟
-من البـاب ... بالطـبع حـسب العـادة فعندما لم يفتح لي احد اضطررت الدخول بمفردي ...هل تعمدت عدم استقبالي ؟
-لا لم اقصـد لـم اسـمع جـرس البـاب .
وخيل إليها انها طفله في لحظة محاكمه على ذنب اقترفته ... فحاولت إن تختبىء وجهها لئلا يرى اثر الدموع . هرعت إلى الداخل ولجأت إلى الخزانة تجلب منها كوب شاي وهى تسأله :
- أتحب أن تشاركني الشاي ؟
-بكل سرور .
رافقها حتى المطبخ فهدأ بعض اضطرابها لدى اتخاذه مقعدا انه لها الآن تستطيع أن تراه وتبوح له بما يؤلمها بقدر ما تشاء وسمعته يقول بلطف غير معهود:
-جئت أشكرك لأنك رتبت البيت ونطفتيه لقد أهملته بالفعل لوقتا طويلا.
-كان بإمكانك أن تخبرني أن الخادمة مريضه لكنت خففت قليلا من الفوضى وتجنبت مشقة العمل المتراكم .
-لم اقصد يوما أن اطلب منك القيام بهذه الأعمال...في اى حال ..نحن لم نتزوج بعد؟
-هل افـهم من كلامك انه على فيما بعد زفافنـا القيــام باعمال كهذه؟
ابتسم فرايزر بهدوء وبدا عليه الاهتمام بما يجرى بينهما من حديث واخذ يتأملها بينما هي استعادت قليل من عافيتها وبدأت تعود إليها اللذة في العيش ...وسمعته يقول وهو يحدق في عينيها:
-لن أتدخل في شئونك المنزلية .
وأضاف بجديه:
-ماذا أخبرتك سارة؟
-حسنا يبدو انها انتظرت عودتك ولم تترك جونى وحيدا...فعلت كما طلبت منها .
وأضافت :
-أتركت جونى وحيدا؟
-لاباس ,لن يتعرض لسوء أثناء غيابي عنه جئت لأفهم منك عما قالته سارة . يبدو انك متاثره مما سمعته منها فاثأر الدموع بادية عل وجهك.
-أبكــى ؟ هذا ليـس صحيحا...!
-وكيف تفسرين احــمرارا عينيك؟
-أنا لا ابـكـى ابدا ...وليس هناك احمرار في عيني...!
وقامت الى المرأه ووجهها حزين عادت إلى إبريق الشاي تسكب لنفسها المزيد من شرابها المفضل
فلاحظ فرايزر اضطرابها وقال بلطف :
-انسه ليزا ...انتى تسكبين لنفسك ماء ساخن لقد نسيت أن تضعي أكياس الشاي في الإبريق...
تفضلي واجلسي سأهتم إنا بالباقي .
تركت نفسها تنهار على مقعدها وهى تخبئ وجهها بيديها بينما قام فرايزر من مكانه ليحضر الشاي وخاطبها قائلا:
-أحب تناول الشاي بعد نقعه فتره صغيره سيكون جاهزا بعد حين....احفظى هذا الشيء للأيام الاتيه
- لن يكون هناك أيام أتيه .
ورفعت بصرها تنظر إليه بيأس وهو كعادته يحمل وجهه شيئا من التعب الممزوج بالفكاهة وحب التنكيد وقال مداعبا:
-أرى أن سارة قالت لك مافبه الكفايه.
- نعم .
- ستطلعينى على ما قالته ... أم سترغمينني على اللجوء إلى العنف .
ارتعدت أمام لهجته القاسية . لم يمسها حتى الآن ولن تدعه يفعل ..فهي لاستطيع أن تتصور لو يمسها حتى الآن ولن تدعه يفعل فهي لاستطيع أن تتصور لو فعل كيف سيكون رد فعلها .
أجابت على الفور :
- قالت لي انك تريد الزواج منى من اجل الحصول على املاكى ..هل هذا صحيح؟
وأجاب بهدوء وببساطه :
- صحيح بعض الشيء لا أنكر أن هذا الاحتمال راودني هل من فارق ؟
-بالطبع وبكل تأكيد فأنت تستغلني حتى النهاية يا سيد فريزر ولا تبوح أبدا بحقيقة دوافعك أنا لااحب أن يخدعني أحد .
- دوافعي كثيرة ,يا انسه ليزا....وأنت لا تعرفين الا القليل منها ...انتقيت السبب الذي بلائمك وهو ضرورة حضورك إلى جانب جونى .
حافظ فرايزر على هدوئه بينما اشتعلت ليزا غضبا كبركان يهىء انفجارا فاهتم هو بسكب الشاي مع الحليب بدقه ومهارة , أخذت تراقب حركة يديه وهى تسال نفسها هل تستطيع يديه القويتان تطويع قلبها الموحش.....؟
سألها بأدب :
- هل لديك كعكا ؟ عشائي كان لذيذا للغاية لكنى ما زلت اشعر بالجوع .
جلبت له بعض الكعك وعادت لتسكب الشاي وتستمع إليه .
-إذن سارة أتت لمضايقتك ؟ يبدو أن شيئا ما اثأر سخطها .
- خبر زواجنا ...فهي مرت بساندي الذي يبدو حانقا أيضا .
- كانت تساورني شكوك حول اهتمام ساندي بك....وهذا من احد دوافعي التي اضطرتني إلى طلب يدك بهذه السرعة.
أضافت ليزا بتأنيب :
- ولا تنسى وفاة خالتى ايضا .
-هذا صحيح ,أما زلت تعتقدين اننى أريد الزواج منك طمعا في أملاكك .
-لا لم اعتقد هذا أبدا فانا اعلم ان زواجنا لن يغير شيئا من البنود التى تنصها الوصية ...وليس بإمكانك ارغامى على البناء في الاراضى التي املكها .
ابـــتسم فرايزر بهدوء وهو يسكب مزيدا من الشاى :
-هذا عين الصواب . وهذه هي الحقيقة بأكملها . طالما انك تعرفين هذا الأمر ما سبب حزنك وبكائك إذن؟
اضطربت ليزا بــشده . .في الواقع سبب حزنها وبكاءها يكمن في موضــع أخر ..ولم تجد منفذا للتهرب من الجواب .
فقالت بخجل :
-لا أحب إن يغشني احد ..!
-حقا؟
-هذه الناحية تهمنى كثيرا.
أجابت ليزا بإلحاح ,وهى تعلم انها ليست مقتنعة تماما بان فريزر يغشها... فسألها بلهجة مشككة :
-إذن ؟ ستعدلين عن الزواج لانى لم أبح لك بحقيقة مشاعري؟
أجابته بصوت مرتجف :
- نعم فانا لم اعد اقوي على الاحتمال .
- ستنخلين عن جونى لمجرد إصغائك لأكاذيب أمراه غيورة .
انتفضت ليزا غاضبه وقالت بانفعال شديد وهى تضع كوب الشاي جانبا :
-أنت رجل شيطاني يا سيد لامون حسنا لن أتخلى عن جونى إرضاء لسارة.
- يسعدني كثيرا قرارك هذا..انقذتنى من وضع حرج كان سيضعني أمام جونى مطالبا بتوضيح ما طرا على قرارنا بالزواج إذن بوسعنا أن نكمل ما اتفقنا عليه ؟
وتمتمت ليزا وهى تشيح بنظرها عنه :
- كما اتفقنا .
وأضاف : هل تعرفين أن سارة غضبت عندما علمت إن ساندي مغرم بك .
- هو يظن نفسه كذلك .
- هذا لا يكفى لإقناع سارة بالعكس هذا سبب في استعجالي في طلب الزواج منك معتقدا بهذه الطريقه فسح المجال إمام ساندي وسارة ليلتقيا من جديد....لكن سارة تعتقد أن الوقت محي آثار الماضي والذي مضى مضى .. هذا ما آثار سخطها .
- غريب أمرنا كلانا تصرف انطلاقا من الدوافع نفسها فانا أيضا وافقت على الزواج من اجل أن يجتمع شمل سارة وساندي من جديد .
وتوقفت ليزا فجاه عن الكلام مكتشفه انها هي أيضا تملك أسبابها الشخصية للقبول بالزواج فعلق فرايزر مبتسما :
-إذن نحن متفقان...يجب أن أتركك الآن سأمر بك غد لنذهب معا إلى مجلس البلدية في كيل بريد.
ودار فرايزر حول الطاولة وانحنى ناحيتها على غفلة فارتعدت من الدهشة وسمعته يتمتم :
-أظن انه حان الوقت لنتوج شراكتنا .
استدارت ليزا مكانها راجيه من السماء الا يقدم على الخطوة التي تمنتها الليله الماضية لأنه ا ن فعل سوف يكتشف حقيقة المشاعر التي بداخلها والتي تحاول منذ زمن أن تدفنها عميقا ...
فقالت له راجيه :
- فريزر أرجوك لا تدعني أكرهك .
وكأنه لم يسمع رجاؤها فاقترب منها وأرغمها أن ترفع راسهاوتنظر إليه وقال مبتسما :
-أنا مستعد لتحمل عواقب عملى الجريء.
ولم تشعر بالزمن من حولها وكان كل شيء استحال زبدا وغيما أو حلما في اليقظة ,وعندما استفاقت من غيبوبتها سمعت صوته في المدخل وهو يقفل الباب من خلفه قائلا بصوت منسجم :
- تصبحين على خير ليزا أتمنى لك أحلاما سعيدة والى اللقاء في الغد؟
وبدأ العد العكسي بالنسبة لليزا فأمضت ليله هادئة ونامت نوما عميقا لم تنمه منذ زمن طويل.....

في اليوم التالي عندما وصل فرايزر في الصباح استقبلته بوجه بشوش ورافقته إلى مدرسة جونى ثم توجها إلى مجلس البلدية حيث سيتم إعلان خطوبتهما ! مضى كل شىء بسرعة لدى خروجهما من مجلس البلدية التقى فرايزر بأحد الأصدقاء فدعاهما لمرافقتهما في السيارة حتى اردمونت مما زاد في الطينة بله فلم يتسنى لهم الاختلاء للحظه واحده بعد إتمام معاملات الخطوبة .
وأقلعت بهم السيارة لتقف أمام مصنع الاقمشه حيث ترجلت ليزا بدا لها هذا النهار لم يكن مختلفا عن سواه بالنسبة لفرا يزر فهو مشغول عنها بأمور كثيرة ولا يدرك حقيقة مشاعرها .
وها هي تعود إلى عملها كسائر أيام الأسبوع لم يكن الجو في المصنع مريحا نظرا لمزاج ساندي المعكر ،فلم يخرج من مكتبه طيلة ساعات العمل بينما حافظت أينا على صمتها خلافا للعادة كأنها تلوم ليزا باطنيا على زواجها من فرايزر ولسببها في حزن ساندي هل اقترفت ذنبا لا يغفر ؟ لما هذا الجو المشحون من حولها ؟
وحده والدها عبر عن سروره بينما أينا حملتها هموم الدنيا لإقدامها على هذه الخطوة وساندي لم يفرح عندما أزفت إليه الخبر ، وسارة تكرهها حتى الموت ! الكل يبدو منزعجا من هذا الزواج لأنه نتيجة مصالح مشتركه بينها وبين فرايزر.
لو كان العكس هو الذي جرى اى انها وفريزار عبرا عن حبهما وتنزها حول الجزيرة ،يدا بيد ،لكان الجميع ممنونا مرتاحا ولكانت التهاني انهالت عليهم من كل صوب .

غريب أمر الناس فهي لا تستطيع إلا أن تأخذ هذه المواقف بعين الاعتبار . كيف تتجاهلها وكل فرد في اردمونت يشكل أسره صغيره وهى بحاجه لكل واحد منهم بالرغم من الذي جرى لا تنكر حزنها الكبير العميق على ساندي لأنه يعانى من فشله في الحب وهى تأسف لإنهاء علاقته بسارة على هذا النحو؟

وبينما تعود أدراجها إلى منزلها فكرت بطريقه تعيد بها الثقة إلى ساندي وقررت من اجل ذلك الاتصال بسارة تلقت السيدة شيرهولم والدة سارة الاتصال الهاتفي ودعتها إلى تناول العشاء ، فهي بحاجه إليها كي تصمم لها موديلا لثوب تنوى المباشرة في خياطته فرحت ليزا لهذه المناسبة وشكرت السيدة شيزهولم وتوجهت على الفور إلى منزل سارة في كريدرن هول انها المرة الثانية التي تقود فيها سيارتها باتجاه كريدون هول ، وتذكرت المرة الأولى وعندما تعطلت فجاه واضطررت لركب سيارة فرايزر .
كان الطقس حينذاك غائما وممطرا ، ولم يكن بوسعها مراقبة الجبال والهضاب والوديان التي تلف كويدون هول أوقفت سيارتها جانبا وترجلت منها فالطقسٍ اليوم مشمس والرؤية حسنه وجلست إلى حافة الطريق تمعن النظر في الألوان الرييعيه التي تتهادى عند سفح الجبل .
لاح لها في البعيد فلاح يعمل في الحقل بآله كهربائية ويقلب الأرض وكأنه لوحه زيتيه يطبق روعة الألوان البهية التي تعكسها البحيرة عند أسفل الجبل . وأدركت ليزا حاجتها ألماسه إلى هدوء الطبيعة وجمالها في نهار مشمس كهذا وشعرت بلذة المشاركة في عودة الحياة مع قدوم فصل الربيع .
ثم عادت إليها اللحظة التي انحنى فيها فريزر غليها وعانقها بسرعة وهو يهم بالخروج من منزلها في ذلك النهار ولم تأخذ الأمر بجديه فقد بدا انه يقلد ساندي بشيء من السخرية وخاب ظنها مره أخرى
هل كانت تحلم بعناق يحمل العطف والحنان والتقدير ؟ أين هذه المشاعر من قلب فريزر ؟وأكملت طريقها إلى كريدون هول فمن المستحسن أن لا تستعيد هذه الذكرى خير لها الآن الاستسلام للواقع ...!
استقبلتها السيدة شيرهولم بلطفها المعهود ،وطافت بها في أرجاء البيت الريفي الذي لم يتسنى لها زيارته في المرة الأولى ، وطوال زيارة سارة لكريدون هول لم تظهر سارة بل بقيت في غرفتها لا شك انها ماتزال تضمر لها مشاعر سلبيه!
وعندما قررت ليزا العودة ، والسيدة ماغى والدة سارة ترافقها حتى الباب أقفلت سارة الباب الخلفي وهى ترتدي ثوبا رائعا منى القماش الجيد الصنع وتحمل بيدها شراب الليمون المعصور ،فبادرت بالقول فجاه . وبصوت حزين وهى تنظر إلى ليزا نظره عدائيه :
- ماذا تفعلين في منزلي انسه سميث ؟

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 11:01 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أسرعت السيدة ماغى شيرهولم بالاجابه محاولة التخفيف من توتر الجو الذي احدثته سارة بقدومها وقالت بلطف وهى تعد مشروبا :
- جاءت ليزا لتزورنا واغتنمت فرصة غيابك لأصرف معها بعض الوقت ..يا انسه ليزا نخب زواجك من السيد فرايزر تفضلي ! تقبلي منى أحر التهاني .

وشربت السيدة ماغى نخب العروسين وأكملت وهى تنظر تارة إلى سارة التي جلست بلا مبالاة على المقعد ووتارةً إلى ليزا التي مازالت واقفة في حيره من أمرها .
- سنتناول الغذاء في الشرفة على أن اذهب فيما بعد فانا مرتبطة بموعد مع احد المرضى في المستشفى .
ومضى الوقت أثناء تناول طعام الغذاء والسيدة شيرهولم تطلع ليزا على نشاطاتها في اردمونت وعلى الإعمال الخيرية التي تقوم بها فيها باستمرار ،إلى جانب اهتماماتها بمنزلها الريفي .
ولم تظهر سارة عن عداواتها الحقيقية والفعلية لليزا الاعند غياب والدتها فقالت في شراسة وهى تحدق في عيني ليزا كنمر بري :
-إذا كان القصد من زيارتك يا انسه ليزا هو طلبك من لأعمل عارضه أزياء للنماذج التي تصممينها فأنت تضيعين وقتك ،لا أريد بعد اليوم أن اشترك في عمل يكون فيه فرا زير وأنت ولا حتى ساندي لويس .
- لم أتى إلى هنا بهذا الصدد.
وأدركت ليزا أن سارة تتصرف كابنة عشر سنوات مدللـه وحل صمت طويل بينهما قطعه ليزا بهدوء :
-أراك تعاملين ساندي بقسوة وأنت تخطئين في تصرفك هذا ، فهو لم يقصد يوما إيذاءك بالرغم من انفصالكما منذ سنوات إما فيما يتعلق بى شخصيا فأحب أن أوضح لك أنى لم اسع يوما إلى التقرب منه كي يحبني وبعكس ماتعتقدين ساندي ليس مغرما بى .
- كيف تجرؤ ين على هذا القول ؟ فهو لا يكف عن ترديد بأنك خيبت أماله بزواجك من فرايزر .
- لا ليس هذا الذي خيب أماله السبب الحقيقي هو أسفه البالغ لانهيار الصورة التي كونها عن شخصي
. فكان باعتقاده اننى سأكون الزوجة المثالية التي ستقف إلى جانبه تدفعه إلى الإمام تقرر عوضا عنه في شتى الأمور. وفى الوقت نفسه انه بحاجه إلى شريكة حياه تقليديه تقوم بدور المرأة المربية.... التي تسهر على راحته وسلامته ساندي يعيش في تناقض مستمر وهذا أمر لا شك فيه!
وفجاه تغيرت ملامح سارة من أمراه شرسه مفترسه تواجه عدوا لدودا إلى طفله ساذجة فضوليه وكان ليزا ألقت إليها موعظة ، وهدأت من توترها فقالت سارة باستغراب ؟
- لقد أصبت الهدف تماما ! هذا التناقض بالذات الذي يعيشه ساندي جذبني نحوه بقوه ،لكنني عندما لاحظت عدم اكتراثه بى حقدت عليه وقررت مغازلة فرايزر لإثارة غيرته ، وهذا لا يعنى اننى لست معجبة بفرايزر أيضا ....لكن ما النتيجة لقد خسرت الاثنين معا ؟
- بالطبع فأنت لا تتحملين إهمال رجل لك أليس كذلك ؟
- نعم .
وقفزت سارة من مكانها وكأنها شعرت بالحياة تجرى في عروقها وأخذت تروح وتجيء في الغرفة بعصبيه وهى تحدث نفسها بصوت عالي :
-أظن اننى أتصرف بحماقة منذ سنوات طويلة ، أية حمقاء أنا ؟ لماذا لا أتقيد بنصائح بيار الذي يردد على مسامعي باستمرار انه على أن أحسن تصرفي....فهو يعرفني حق المعرفة ! وكان دائما على حق فيما يقوله نحن نعمل سويا منذ زمن ويكفى أن يمضى الساعات في التقاط الصور لي .
وأخذت سارة تخبر ليزا عن علاقتها بالمصور وكيف يرعاها ويصون مصالحها ويسهر عليها .وختمت حديثها
بضحكه عاليه وهى تقول :
- لو عرفت امى بشأنه لجن جنونها ؟
- يبدو أن إهتمام بيار بك لا يضايقك ،فأنت تفضلين تصرفه هذا على موقف أخر لامبال .
فأجابت سارة وهى ترفع حاجبيها موافقة :
-اجل ! افضل تصرفه هذا على تصرف فريزر االلامبالى واسالك أنت كيف تستطيعين احتمال طبع فرايزر هذا؟
- حان وقت عودتي .
أرادت ليزا إن تختم حوارها مع سارة بدون ن تدخل في التفاصيل ،انها لا تريد أن تشرح لها ارتياحها لنوع العلاقة التي تربطها بفرازير والتي تفضلها كثيرا عن علاقتها بساندي لأنها تشعر بنفسها على قدم المساواة مع فرايزر بينما مع ساندي فالوضع مختلف تماما فأجابت سارة باندفاع :
- بهذه السرعة أليس الوقت باكرا ؟ نحن بدأنا الآن حقا في التفاهم هذه أول مره اشعر بحضور صديقه بجانبي ....ولم يكن لي اصدقاء طيلة عمري ...اطلب منك المعذره يا ليزا لأنى كلمتك في السابق بشكل عدائي فلم اعد أطيق مشاهدة كل من فرايزر وساندي ،فهما يلاحقانك بدون أيه اشاره منك ، بينما أنا اعمل ما في وسعى للفت انتباههما ،أردت الانتقام منك بشكل حقير ومسكين ...هذا لا يمنعني الآن من اعرض عليك من جديد موافقتي على العمل معك كعارضة أزياء .
- حسنا بشرط واحد فقط أن يكون بيار وليت هو المصور لأنه على ما يبدو ينجح في التقاط أفضل ما تعطينه نتيجة قسوته عليك . وابتسمت سارة لتعليق ليزا وأضافت بطراوة :
-أنت تصيبين دائما الهدف بنعومة ،حسنا اتفقنا...وشكرا على زيارتك. .
وهكذا انتهت على خير زيارتها لسارة وأرادت الآن أن تعمل ما في وسعها ان تحل مشكلة ساندي الذي يعانى آلاما بالغة لفرط حزنه وأسفه وخافت ليزا أن تؤدى به إلى حاله من اليأس فقررت التدخل فورا وخاصة أن جو العمل في المصنع أصبح لا يطاق اغتنمت مره فرصة تدخله في عملها بطريقه أزعجتها للغاية لفرط تمسكه بقانون الآداب فانفجرت في وجهه قائلة :
-إذا كنت تنوى مثابرة العمل على هذا النحو....فانا سأستقيل حتما ! اسمعني جيدا يا ساندي أنت تخنقني بملاحظاتك الدقيقة وتخنق بالتالي مقدرتي على العطاء ليس بوسعي أن احتمل المزيد بعد اليوم .
- كيف ستفعلين هذا وتزداد علينا الطلبات يوما بعد يوم ؟
--لن أتوقف عن العمل معك ، ولكنى أفضل ألا أكون شريكه لك ..
- ريد أن استعيد حريتي في العمل فلو بقيت على هذا النحو سأختنق لا محال .لا يمكنني أن ارسم وأنت تقف بجانبي .
نظرا إليها ساندي نظره طويلة كأنه اكتشف أمرا للوهلة الأولى وقال بهدوء مفكرا :
- حسنا كما تشائين فانا مخطئ لاعتقادي انه بوسعي التقرب منك ..واسأل نفسى الان كيف سيفعل فرازير معك؟
- لا تقلق نفسك بشان فرايزر ، فهو خبير بما فيه الكفاية لكن ليس هذا هو الموضوع الذي أود بحثه معك فالذي اربد أن أقوله لك لا يتعلق ببفرايزر أبدا إنما يتعلق بك شخصيا وارغب في مصارحتك الآن وعلى الفور .
- لاحظت انك بدلا من اهتمامك بشخص قريب منك جد يعمل معك وهو في غاية اللطف والرقة وأنا متأكده من إخلاصه واندفاعه فأنت تضيع الوقت سدى في التحسر على مستقبلك ،بينما الشخص الذي أنا في صدد الاشاره إليه لو أعطيت له الفرصة لا ظهر على مقدرته في مشاطرتك هموم المصنع وإدارته لكونه يملك الخصائص الازمه من حس التدبير إلى روح معطاءة حنونة ،تصلح زوجه وشريكه حياه وعمل على السواء لكن وضعها الحالي لا يسمح لها بالتعبير عن مشاعرها ،فهي تعتبرك صعب المنال كونك رئيسها أرجوك يا ساندي فكر قليلا بما أطلعك عليه ولا تهدر هذا الحب بسبب باسك وفشلك ،كما أرجوك أيضا أن تنتظر إلى بمنظار الواقع ، وان تراني على حقيقتي فانا لست الشخص الذي يناسبك وأسفه لخيبة الأمل التي سببتها لك اننى مجرد إنسان له حسناته وسيئاته ولست بشخص كامل الأوصاف ولا عبده رهن الاشاره تحت الطلب.
وبينما كانت ليزا تعبر عما شغل فكرها وقلبها لمدة طويلة ،كان ساندى يمر بلحظات صعبه جدا وتتبدل قسمات وجهه ،وتعابير هكذا تعرض دفعه واحده التيار كهربائي فتح أمامه منفذ جديدا .
وقررت ليزا عدم التراجع هذه المرة بخاصة عندما لاحظت أن سحنة الحزن التى كانت تلازمه باستمرار بدأت تخف تدريجيا ،وأجابها مبتسما بهدوء بالغ :
- لاتتأسفى ياليزا على شيء ! فانا مجرد إنسان أيضا له لحظات ضعف كما له لحظات قوه ،وأدرك تماما نواقصي واخطائى ، لكن الذي حصل هو اننى لم اعرف مجابهة عودة سارة إلى اردمونت ، واخافنى هذا
الأمر كثيرا فلجأت إلى أقرب شخص إلى وكنت أنت البديل ....كان على أن إن أعطى نفسي مهله قبل
الاحتماء بك.. أما بخصوص اينا ،فهل تعتقدين انك على صواب بشأنها ؟
فابتسمت ليزا وقالت وهى تودعه :
-أرجوك ياساندى لا تكن خجولا إلى هذا الحد .يمكنك التأكد من اقوالى ،والخجل بعد اليوم لن ينفعك . وبشيء وليس هناك أساليب كثيرة للتحقق من صحة رايى .

وخرجت ليزا من مصنع ساندي وهى تشعر بسعادة فائقة لقد أعادت أواصر الصداقة بينها وبين ساندي وسارة ،كما أشـــارت لكــل منهما عن الشخص المناسب الذي ينــاسبه كشريك للحيــاة الزوجية وفــــى العمل . ولعبت دورا مهما في حياة كل منهما كالســـاحرة التـــي تغير المواقف وتقلب الأوضاع رأسـا على عقب !

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
قديم 24-05-08, 11:29 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52093
المشاركات: 425
الجنس أنثى
معدل التقييم: وداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداعوداد التميمي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وداد التميمي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وداد التميمي المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع
البحر الغادر


اشرف شهر نيسان (ابريل) على الانتهاء كحلم في ليلة صيف. مضى وهو يحمل معه شمسه الناعمه ,وامطاره النديه. كل شئ يتبدل مع شهر ايار( مايو ) . وتنعم الطبيعه بأشجار مثمره وازهار ملونه يزيدها زقزقة العصافير جمال ورقه. ومع قدوم شهر ايار(مايو) تكثر الحركة في جزيرة اردمونت. وحدها ليزا تدرك اليوم ما اهمية هذه الحركة فمنذ اعلانها خطوبتها على فرايزر لامون وهي تعد الايام والساعات التي تفصلها عن موعد اعلان زفافها.
ومع عودة الحركة الى الجزيره عادت السفن الى الاحواض وعاد هواة الملاحة والابحار الى ممارسة هوايتهم وعاد فرايزرالى انكبابه الدائم على العمل ليلا نهارا ليلبي حاجات الوافدين عليه. كل هذه البشائر تشير بقدوم فصل الصيف ومضى فصل الشتاء مع امطاره الغزيره وعواصفه الشديده. بالرغم من هذه الحركه ,ليزا مازالت تشعر بالوحده نظرالانشغال فرايزر عنها وهي لا تراه الا قليلا في المساء وتتولى امر الاعتناء بجوني بينما يقضي فرايزر وقته في الورشه ويعود في المساء منهك القوى وتعود كل ليله الى منزل خالتها حزينه تسهر على اتمام ثوب زفافها الذي صممته بنفسها.
لكن لماذا هذا السؤال اليوم ؟ الم تقبل بهذا الزواج حتى لو بدا لها فرايزر بعيدا وغير مهتم. اليس لديها ما يشغلها هي ايضا؟ خاصة وان الطلبات تزداد عليها وكلها تتطلب منها جهدا. لكنها بالرغم من ادراكها لهذا الوضع وتفهمها لمسبباته كانت تفضل لو تجمعها الظروف بفرايزرذات مساء ويتناولان معا طعام العشاء فهو لم يوجه اليها مرة واحده كلمة شكر كما انه لم يحاول حجزها للدردشه بعد نهار انهك قواهما في العمل.
كل شيئ جاهز لحفل الزفاف ستقف لها اينا اشبينه بينما يقف ساندي اشبينا لفرايزر ومع هذا يبدو لها الامر غريبا كأنها تسير نحو المجهول ولا تعرف حتى من هو هذا الرجل الذي سيكون زوجا لها لفرط بعده عنها فيخيل اليها احيانا انه ربما نسي موعد زفافهما فتحاول ابعاد هذه الصورة القاتمه التي تزيدها لوعة وحزنا وتنصرف الى اهتماماتها اليوميه علها تخفف من وطأه هذا البعد الجاف.
خرجت تتمشى نحو الحوض عشية زفافها بينما كان فرايزر يشرف على انزال مركب هاري شبزهولم في الماء. لقد سنحت لها الفرصة في السابق حضور مشهد كهذا وككل المراكب التي ينجزها فرايزر بدا مركب هاري بهي الطلعة انيق المظهر ولم تمر الا ثواني حتى انزلق على السكة المعدة خصيصا له وطفا على وجه الماء راشا من حوله سيلا من الزبد. كانت فرحة فرايزر عظيمة فاستدار اليها قائلا بزهو:
- واخيرا سيمكننا ان نتزوج ! انه المركب الذي شغلني عنك.
انزعجت ليزا لهذا التعليق الذي احدث بلبله بين العمال وابتعدت بهدوء نحو الطريق العام فلحق بها فرايزر مسرعا وصاح مداعبا : انسيت اننا سنتزوج في وقت قريب؟
- لا لم انسى لكني اعتقدت انك ربما...انت الذي....
قاطعها فرايزر بلهجة هادئة وجديه: لقد ساورتك بعض الشكوك؟ وانتابك القلق؟
- لا! ليس بالفعل لكني افكر بجوني فهو لم يرك منذ اسابيع , لو تمضي هذا المساء برفقته لاسعده قدومك الى المنزل باكرا.
- هذا ما انوي فعله .
- في اي ساعة نلتقي غدا؟
- في العاشرة في مركز البلديه فأنا مرتبط بموعد في الساعة الحادية عشرة والنصف ,علي ان اقود مركبا الى ايرلندا لو تحضرين برفقة ايتا وانا آتي برفقة ساندي.

وافترقا كل في طريقه كأن شيئ لم يكن وكادت الدموع تنفر من عينيها لشدة حزنها لم تشهد يوما زواجا موضوعيا كهذا مجرد من الاحاسيس.

في اليوم التالي استفاقت ليزا على زقزقة العصافير الطقس جميل والشمس في السماء تصطع , انه موعد اعلان زفافها على فريزر لامون. قامت من فراشها وبحركة اليه ارتدت ثوبها الازرق الذي اعدته لهذه المناسبه ووقفت امام المرآه تنظر الى نفسها فبدت لها صورتها انيقة وخاصة جدا. لم يبقى لها سوى الطرحة وقفزها الابيض الذي ينسجم مع لون حقيبة يدها وبينما هي تنهي زينتها انتبهت الى انها تفتقد الى باقة زهر واجهشت بالبكاء كيف ستواجه زواجا كهذا ولم يفكر بها احد في هذا اليوم بالذات حاملا باقة زهر .
وصلت اينا باكرا ورافقتها حتى مركز البلدية بالسياره كان فرايزر بنتظارهما برفقة ساندي وبدا لها انيقا في لباسه الرسمي ولفرط دهشتها ناولها فجأه باقة صغيرة من زهر البنفسج فلم تجرؤ على مواجهته واكتفت قائلة بصوت خافت : من اين اتيت به؟
- من حديقتي , لم يكن لدي الوقت الكافي لابتاع باقة تليق بهذه المناسبة فحاولت ان اعوض بأي طريقة فقمت باكرا وقطفتها من تحت السياج لم يأت موعدها بعد لذا هي طرية ناعمة.

شكرته بلطف وشكلتها بثوبها..... ثم توجه الجميع الى الصالة التي ستجري بها مراسم الزفاف. ولم تمضي ساعة حتى كانوا في اردمونت. ترجل ساندي واينا امام المصنع. هي وفرايزر اتجها ناحية الحوض , حيث ينتظر المركب عودة فرايزر. لا شيئ يربطها بهذا الرجل الذي بجانبها الان سوى خاتم في اصبعها وباقة بنفسج قدمها اليها منذ لحظات.
- انا مرتاح للغاية..... سأرحل هذه المره وبالي مطمئن من ناحية جوني ..كان يرغب في تعطيل مدرسته من اجل ان يحضر مراسم الزفاف فرفضت محاولا اقناعه ان هذا الامر لا يتعلق الا بك وبي دون سوانا.
- وكيف واجه رفضك؟
- باستياء بالغ فهو يعتقد انك ملكه الخاص. لقد حان الوقت لتوضيحي له بعض الامور قبل ان يصبح الوضع مزعجا للغاية .
- بالنسبة لمن سيكون الوضع مزعجا؟
ترجل فرايزر من السيارة وتوجه ناحية المركب وقال مبتسما:
- لديك متسع من الوقت لتفكري بالنسبة لمن سيكون الوضع مزعجا. سأعود نهار الخميس اذا لم تتدهور حالة الطقس ونحن مدعوون لرحلة بحريه يقيمها هاري على مركبه.
لحقت به حتى المركب وهو يبتعد عنها , وصاحت بأعلى صوتها :
- مدعوون...لماذا؟ اي رحله؟ وما الذي تقوله؟
- هاري شيزهولم يدعونا لرحلة بحريه على مركبه الجديد , يريد عرضه على معارفه واصدقائه , لا احد سواه يفكر بأمر كهذا.الم اخبرك سابقا؟
اخذ المركب يبتعد عن المرفأ تدريجيا وصاحت ليزا بأعلى صوتها :
- انت لا تخبرني شيئا على الاطلاق .
ورأته يبتسم قبل ان يتوارى داخل حجرة المركب . عادت ادراجها الى المنزل واخذت تحضر غرفتها للنوم ففاجأها جوني بتدخله وقال معترضا : لماذا تهيئين غرفة منفصله؟ والدة صديقي جيم تقاسم والده الغرفة نفسها وجيم يؤكد لي ان جميع الامهات يفعلن مثلها.
- اعرف هذا جوني... ولكن كما ترى والدك غائب, وافضل ان انتظر عودته.
ولم تشأ ليزا الدخول في التفاصيل فهي تخشى ان ينقل جوني ما يجري في المنزل الى صديقه جيم وبالتالي ينتشر الخبر في الجزيرة كافه. فاكتفت في الوقت الحاضر بتجهيز غرفتها تاركة هذا الموضوع الى الايام المقبله.

استفاقت في الغد وهي عازمة على جلب سريرها من منزلها فلم تنم طوال الليل نظرا لرداءة السرير وقررت انها لن تقاسم فرايزر غرفته متى عاد على عكس ما يعتقده جوني. لم يسمح لها الوقت في التفكير في هذا الوضع الغير لائق اذ اتتها باكرا السيده شيزهولم لتستشيرها في موضوع الدعوة التي يعدها زوجها على متن المركب. وكم كانت دهشة السيده شيزهولم كبيره عندما علمت بغياب فرايزر فقالت مصعوقة: لم يمضي على زواجكم الا ليلة واحده وفرايزر سافر وحيدا من اجل العمل؟ لماذا لم تذهبا سوية لتمضية شهر العسل؟
ولم تجد ليزا جوابا مقنعا فقد احرجها السؤال للغاية وبدأت تنبش الاعذار محاولة بذلك اقناع زائرتها بضرورة غياب زوجها عنها في اليوم التالي لزفافها واضافت بارتباك ان حاجة جوني الماسة اليها في الوقت الحاضر حالت دون مرافقتها له. فلم تقتنع السيده شيزهولم بهذه الحجج واجابت ببساطه:
- فيما يتعلق بجوني كان بمقدوري الاعتناء به كما يجب فأنا احب الاولاد واسف على تأخر ابنتي ساره في الزواج. انها الان في لندن وقد سافرت من اجل دعوة المصور الفتوغرافي بيار لحظور الحفلة التي نقيمها على مركبنا , يبدو انها تميل كثيرا الى هذا المصور...لكني غير مرتاحة لهذا الشاب ووالدها يشاطرني الرأي نفسه ,ما رأيك انت يا ليزا مع العلم انني اتمنى ان تكون ساره قد لاقت اخيرا سعادتها مع الرجل الذي تريد .
فأجابت ليزا بحذر شديد :
-اعتقد انه هو الرجل الذي يناسبها .
-هي اذا تسير في الطريق الصحيح ! هل ترافقينني الى المركب؟ انا بحاجة ماسه الى ارشاداتك وتعليماتك.
واضافت السيده شيزهولم بسرور بالغ :
-ما رأيك بوجبة العشاء التي سأعدها ليوم السبت...فأنا افكر بتحضير سمك السلمون للمناسبة مع شرائح من اللحم البارد والسلطة والفواكة المتنوعة. زوجي هاري سيحتفل بمرور اربعين عام على ممارستة الملاحه وسيحتفل ايضا بمناسبة استلامه مركبه وتدشينه...مارأيك بلائحة الطعام هذه؟

وامضت ليزا فترة غياب فرايزر عنها وهي تساعد السيدة شيزهولم في تحضير حفلة العشاء ولم تشعر بالوقت يمضي لانشغالها في انجاح هذه المناسبة. وحان موعد عودة فرايزر من ايرلندا ومع اقتراب ساعات قدومه شعرت بثقل اللحظات التي تفصلها عنه. الطقس بالخارج ينذر بعاصفة قويه,هذه العاصفة التي تعيده دائما من اسفاره .اتعبها الانتظار وحوالي الساعة العاشرة لجأت الى فراشها منهكة القوى لكنها لم تعرف طعما للنوم , عيناها مفتوحتان في عتمة الغرفه تحدقان في الفراغ وتتمنيان له عودة سالمه. ولم تمضي لحظات على وضعها هذا حتى سمعت قرقعة الباب وخطوات في المدخل واخذت تنصت بانتباه بالغ انه الان يخلع حذاءه ويشعل الضوء ثم يقترب الى غرفتها ويفتح الباب بهدوء يتنفس في ارجاء الغرفة وهي جامدة في سريرها لا تقو على الحراك لكنه لم يلبث ان عاد ادراجه فتنفست الصعداء مدركة انها حبست انفاسها طوال الفترة التي دخل فيها فرايزر الى غرفتها لكنها في الوقت نفسه شعرت بخيبة امل لم تكن تتوقعها فهي الان تسمعه يحضر طعام العشاء في المطبخ وهي جادة كمن اصيب بنوبة عنيفه.

في اليوم التالي نزلت من غرفتها باكرا ولم تجده لقد خرج في الصباح وعاد مع جوني لتناول طعام الافطار واخذت تسترق النظر اليه وهو منكب على الطعام. لم يتغير فيه شيئ مازال قاسي الملامح قليل الكلام حتى انه لم يجاوب على اسئلة جوني حول رحلته الاخيرة . حضوره معهما في المطبخ لم يبدد جو الوحدة التي خيمت على المنزل طوال فترة غيابه. ولم تعرف ليزا سبب تكتمه هذا. واسفت لانتظارها اياه بشغف وشوق. وعند انتهاءه من تناول طعام الافطار صعد الى غرفته وبدل ملابسه , بينما خرج جوني الى المدرسة واغتنمت فرصة غياب جوني وقالت له وهو يستعد للخروج :
- اريد نقل سريري من منزل خالتي الى هنا هل يمكنك مساعدتي.
- تدبري هذا الامر بمفردك...هذا سريرك اليس كذلك؟
- طبعا...انه سريري...لكن هذا لا يعني انه بمقدوري حمله بنفسي!
لم هذا البرود وهذه النظرات القاسية؟ لم تفهم ليزا معنى تصرفه المفاجئ هذا....وتساءلت اين هو الرجل الذي قدم اليها باقة من البنفسج منذ ايام؟ وسمعته يقول بغضب :
- اذا كنت بحاجة لمساعدة فاطلبي العون من احد عمالي لكنهم لن يتمكنوا من تلبية طلبك قبل الاسبوع المقبل فلدينا عمل كثير .

وخرج بخطى واسعة محدثا صوتا قويا وهو يغلق الباب خلفه. مكثت ليزا في فراغ المنزل تحاور نفسها وحيرتها طبعه الحاد وتصرفاته الشاذه التي لم تجد لها تفسير بعد. الا يحق لها ان تطلب مساعدته في امر ما؟ ام هي هنا فقط للاعتناء بجوني ؟ وامضت طوال النهار وهي تعد نفسها بالصبر, وفي المساء لم يتغير شيئ بل حافظ على برودته المعهوده واكتفى بتناول طعام العشاء ولم يفتح فمه الا ليطلعها على موعد الحفلة التي يقيمها آل شيزهولم على مركبهم ثم توارى في مكتبه طيلة السهره بينما مكثت هي وحدها تسأل نفسها عن سبب بعده هذا .

في اليوم التالي كان البحر هادئا فارتاحت لتحسن الطقس واستبشرت خيرا وتوجهت مع جوني وفرايزر الى المركب حيث كانت بانتظارهم عائلة شيزهولم. اسعدتها رؤية ساره وماغي وهاري فانظمت اليهم كانها تحتمي بهم وتجد الامان الى جانبهم بينما انشغل فرايزر في امر توصيل المدعوين الى المركب بواسطة زورق صغير وبعد وقت قليل اجتمع اكثر من اربعين شخصا على المركب. وسرت ليزا كثيرا لمشاهدتها ساره برفقة بيار وشاب اخر عرفت انه احد الاقرباء واضافت ببسمة رقيقه :
-ابن عمي جورج اضعه بين يديك للاعتناء به فهو غريب عن اردمونت ويشعر بالغرابة بيننا .

كانت ليزا تراقب بدهشة تحركات الجموع على متن المركب وسط البحر وقد ادار الجميع المحركات نظرا لهبوب العاصفه وطوال هذه الفتره لم يفارقها ابن عم ساره لحظه بل كان يقف الى جانبها يشاطرها بهجة الرحلة وروعة المناظر التي تحيط بهم من كل صوب خاصة وان الشاطئ الصخري يزيد المنظر رهبة وجمالا . تقدم منها جورج وهي سارحة في الافق البعيد وقال بثقة :
- تعلمت قيادة المراب على متن مركب شراعي يخص والد ساره.... واكمل جورج حديثه معها متنقلا من موضوع الى اخر دون توقف واستفسر عن مسقط رأسها والمكان الذي امضت فيه مرحلة المراهقة وزاده الحديث معها حماسا لدى اكتشافه ان ليزا من المنطقه نفسها التي ينتمي اليها ولم يتركها لحظه بل كان يرافقها اينما اتجهت على متن لمركب ابدا جوني استياءه من هذا الوضع بحركات صبيانيه سببت له متاعب من قبل والده الذي لم يفارقه بنظراته العاتبه محاولا ردعه عن هذه التصرفات الغير لائقه وكأنه كان يؤنب ليزا ويلقي اللوم عليها لانصرافها عن مراقبة جوني واهتمامها برفقة جورج .

 
 

 

عرض البوم صور وداد التميمي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انقذني الغرق, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the taming of lisa, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t79303.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-09-17 10:26 PM


الساعة الآن 07:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية