مَشْهَد , 4, /..
شكرا لحبك..
فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء
وهو الذي يبكي على صدري..
إذا بكت السماء
شكرا لحبك فهو مروحه..
وطاووس .. ونعناع .. وماء
شكرا لشعرك .. شاغل الدنيا ..
وسارق كل غابات النخيل
شكرا لكل دقيقه..
سمحت بها عيناك في العمر البخيل
شكرا لساعات التهور، والتحدي،
واقتطاف المستحيل..
شكرا على سنوات حبك كلها..
بخريفها، وشتائها
وبغيمها، وبصحوها،
وتناقضات سمائها..
شكرا على زمن البكاء ، ومواسم السهر الطويل
شكرا على الحزن الجميل ..
شكرا على الحزن الجميل ..
الزمن: بعد مضي خمسة أشهر
المكآن:تحت ملآئات بيضآء .. وبين نيرآن الوآقع
الوقت:الوآحده مسآءً
بضع آهتزآزت .. أدت لِ سحب تلك ملاءه بيضآء من فوقها .. تلتها كلمآت تتشبع غيضاً
:آنتي مستوعبه آن الليله عرسك؟
لآ رد يصل .. لم تستطع النطق .. بل لم ترده ..
زآد ذلك صوت مخملي آنثوي حده .. وأردف بِ
:ترى تعبنآ معآك .. متى تنتبهين لعمرك بفهم ....
آخوك خسر وظيفته والسبه انتي
السيوله اللي كآنت تجينآ قبل آنقطعت والسبه آنتي
آخوك كل يوم والثآني طآلعن يدور بيت أصغر .. لان هالبيت مآعاد نحتمل مصاريفه ..
ومن السبب بكل هذآ .. آنتي ؟
قضآيا وسمعه وقيل وقال والسبب انتي
منيب قآدره اتحمل اكثر
متى تكبرين وتصيرين قد تصرفاتك
واللحين حمد .. جزآه الله خير بيتمم هالعرس عشآن اخوك
واخرتها لحد اللحين ماتحركتي من سريرك
لمتى واحنا نرررررركض لمصلحتك ووراك
قنآبل .. ليست بِ الكلمات ابداً .. تلتها تلك خطوآت غآضبه لخارج الحجره ..
لم تستطع البكآء .. بل أكثر لم تستطع أن تجيب ...
حآولت جآهده أن تنهض من سريرها الكبير .. والذي تعتليه مئآت الأشياء المبعثره ..
وقفت آمام المرآءه تتآمل حالها ... ي الله
تغيرت كثيراً ...
وخسرت الكثير من الوزن ...
نظرت لِ حآلها بِ شفقه .. آمضت طوال تلك الاشهر الماضيه وهي تنتظر أي بادره له أن يعود
أن يتصل
أن يتطمن عليها وعلى حآلها الكئيب
دخلت بِ دوآمة اكتئاب حاد .. من بعده
آغلى قلب ..لديها ... وأكثر شخص أحبته حتى الثماله
هجرها .. بل وأكثر .. آمسى يكرهها
لآيطيقها
تذكر جيداً تلك الليله المشؤومه قبل رحيله ...
وتتذكر فصولها جيداً ..
بدأت تعود إليها الذكرى كريمه ..
خطوآت غآضبه تتقدم إليهم .. تلاها صوت أجش يقول
:كريّم .. كررريّم ... بدخل .. قل للحريم يتغطون
على وجه السرعه .. آخذت تلك طرحه خفيفه ورمتها بِ إهمآل على محيآها .. كآنت تتأرجح بين الخوف والرهبه .. وبين العشق المذموم واللهفه .. آتراه سـ يوبخها؟
آم سـ يعمد لـ تهدئتها .. والأخذ بِ خآطرها بعد تلك محآوله كآنت سـ تودي بِ حيآتها
كآنت مستعده أن تتأسف منه .. ومن زوجته الحربآء ومن طفله القبيح حتى يرضى عنهآ
نعم هكذآ كآنت تحدث نفسهآ وكلها امل آن يعود إليهآآ
وفِ عز تأملاتها وتلاواتها وأمنياتها . وجدته يدخل الحجره بِ قوه .. يقف قريباً من الباب ..يرميها بِ نظرآت حديديه محمله بِ الكره والحقد .. والكثير من التحدي
آخاها بآدره بِ
:حيآ الله مشعل ... تفضل تعال ..
آبشرك (إسترسل اخاها ك محآوله لـ إمتصآص غضب مشعل المآثل آمامه) الامور زينه .. والقضيه أبشرك تقفلت .. وبنتنا بترجع معنآ بكره آو بعده بِ الكثير
لآ رد يصل ..
أردف كريّم بِ تأتأه
: وطبعا هذآ ... هذآ كله من فضل الله ثم بفضل وقفتك معنآ .. و
قآطعه مشعل لِ ينطق بِ تلك كلمآت لآيمكن أن تنتسى ..كلمآت تآريخيه .. جآرحه مغلفه بِ الإحتقآر والهوآن
:القضيه تقفلت بسببي ..
زي مآكل مصيبه تجي من تحت روسكم آنا اتولاها ...
كلآم يآصلك ويتعداك .. وحآول تكون رجل لمرتن وحده بحيآتك وتفهم اللي اقوله ولاترسل لي اختك ولا غيرها ترى ماعاد يفيد هالكلآم
وظيفتك .. انساها
حقوقك بِ الشركه وغيرها .. بح(عينآن تتطآيران شرراً) مآعاد فيه شيء لك ب الشركه..
قضآيا اختك انتهت وقفلنا بابها بس لو صار هالشيء مرتن ثانيه(التفت اليها مزمجراً) ترى بتنرمي بالسجن وبياخذ التحقيق مجراه
رواتبكم آنت وعيالك وحرمتك الشهريه من الشركه .. كلها بتتوقف ..
والبيت اللي انتم فيه كانكم ماسددتوا ديونه .. ترى بينسحب منكم لا انت ولا اختك عندي لكم شيء...
أردف بِ حرقه ..
:ولدي ..ضناي مات .. (تقدم خطوتآن للامام وهو يعض نواجذه الما وعيناه تمتلئآن بِ دموع القهر) والسبب آنتي.. رحتي بيتي وذبحتي ولدي وشوهتي حرمتي
هددددمتي حيآتي .. (تقدم بِ غضب وقد آاعماه عن مآيفعله ..أراد أن تصلها يدآه .. أراد تأديبها .. يحترق ويتلظى بِ نيرآن الفقد .. موت ابنه ... فقد زوجته ..)
تدخل كريّم وقال
:آذكر ربك ي مشعل وش هـ الحكي .. (تقدم اليه وأمسك به ك محآولة تهدئته) غلطه غير مقصوده والقهوه طآحت من بين ايديها .. صآحي انت .. تحسب بنت عمك بتسوي شيء هـ العمآيل مهمآ كآن حنا اهل .. وش هـ الكلآم بسس
إلتفت بِ عنف ونفض ذرآعي كريّم عنه وزمجر قائلاً:
:اللي سمعته .. واختك هذي(اصبع يشير اليها بالاتهام) لوماتمسكها وتأدبها ..وتخليها ماتقرب لحرمتي ورب البيت مايكفيني لا دمها ولا دمك من وراها
التفت لـ
عبير وقال
:مالقيتي لك رجالن يربيك ولا ماكانت هذي تصرفاتك ي المجنونه
مجنونه
مجنونه
مجنونه
مجنونه
آخذت هذه الكلمه تتردد بدآخلها.. لآشعوريا بدأت تنطق بها وترددها
:مجنونه
مجنونه
مجنونه
أجهشت بالبكآء .. تتجآذب اطراف الالم مع هذه حآدثه ..
وهآهي .. الليله .. سـ تغدو ملك شخص آخر
رغماً عنهآآ ..
هل سـ ترآه قريباً ..!
هل سـ يظهر الليله لـ يختطفها من الجميع .. ويعلن أنها ملكه..!
أنها له .. كمآ كان يفعل دوماً .. !
هل سـ تسعد برؤيته الليله ..!
هل سـ يعتذر لهآ .. يرويها حباً ..يشبعها آعتذاراً عن غيآبه
:عبير
إلتفتت بِ أسى لـ مصدر الصوت ...فَ إذا هو كريم
:مشعل وصل
نظرت لـ أخيها ..تقدمت اليه غير آبهه بِ أي شيء آخر .. مسيرّه بِ فعل الصدمه
:مشعل رد ..؟ من برى ؟؟ متى
آخيها بِ لهجه ذآت معنى ..
:بيدك آنتي تعدلين كل شيء خربتيه ...
نظرت لـ عينآ اخيها .. لـ تستقي تلك رساله منه بِ الموافقه على أي فعل كآن
في سبيل استعادة امجادهم السابقه
فَ هي من وجهة نظره .. سبب رئيسي بِ إنتكاستهم
والحل الوحيد لِ تعديل وضعهم الحآلي .. استمالة مشعل من جديد
أومأت بِ رأسها .. تعلوهآ الابتسآمه ..
آنفرجت أساريرها .. ومئآت الافكآر الشيطآنيه حول رأسها
:آترك لولي علي ..(ابتسمت بِ نشوه)
:مشعل حآلياً بدون حرمه ... وأنا من وجهة نظري ودي ننتهي من هـ السالفه . ونضرب عصفورين بِ حجر
:و ..حمد
:أنا آعرف شلون أدبر له صرفه .. بس آنتي اضمني مشعل
وكأنما فتحت لها بآب القدر .. ونفثت ريآح التحقق على أمنياتها الشيطآنيه ..
..............................