كاتب الموضوع :
عزيزه 1
المنتدى :
القصص المكتمله
الجــــــــــــــــــــــــــــــ التاسع عشرــــــــــــــــــــــــزء
في بداية الشتاء وبعد شهرين رجع نواف ومعاه اشهادة الدكتوراة ...
كانت فرحة كبيرة للكل ...اجتمعوا معا <<<< دائما هي الأفراح تجمع الأهل
كان بيت ابو فيصل مكان اجتماع العائلة ( البنات الجوهرة والعنود والعمة وسلمان وعياله وفهد ونوف ...كلهم اجتمعوا في تلك الليلة في بيت أبو فيصل
خاصة ان الجدة أصبحت متعبة ...ولا تستطيع الخروج من المنزل ...
بعد ليلة حافلة بالضحكات ...والأماني والتمنيات...وبما لذ وطاب من الماكولات والمشاوي ...
استقيظت نجمة في الساعة التاسعة مع أنها لم تنم إلا بعد أن صلت الفجر ....
رياح باردة ...وسماء غائمة .....وقلوب متعبة وحائرة ........
كانت نجمة واقفة أمام باب المطبخ الزجاجي المؤدي لحديقة المنزل الخليفة كانت تلف يدينها خول بطنها وكأنها تحضن صغيرها ...
كانت تتأمل الأشجار تتمايل مع الرياح ...وغيوم السماء التي تتجمع ثم ما تلبث أن تتفرق في تشكيلات فنية جميلة ... سبحان الله ما أجملها ...... اجواء رائعة نلف الرياض في بداية الشتاء ...ذكرتها بالجنوب عشقها الأبدي رمز الطبيعة الخلابة في نظرها ...
كان واقف في باب المطبخ الداخلي ينظر لها بعد أن استيقظ وبحث عنها ولم يجدها ..لم تشعر به ...
كان الهدوء يشوب علاقتهم في هذا الأسبوع بشكل كبير ....كل اللي بينهم كلام عادي أشبه ما يكون تقارير يومية بسيطة ...طلبات معتادة ....
كان فيصل يقول لنفسه ...الحمل خلاها أكثر جاذبية ...أو يمكن التعب اللي كانت تحس فيه خف عنها وأرتاحت فصار شكلها أحلى....
شافها تتحرك وتفتح الباب المؤدي للحديقة وتخرج ...
استوقفها بصوته : صباح الخير ...وين طالعة ؟
التفتت عليه بأبتسامة عذبة وهي نقول : صباح النور ...باطلع أستقبل المطر ...تعال شم ريحة رحمة ربي
مشى لين عندها ...كان رذاذ المطر يتساقط بشكل خفيف ..
فيصل : ادخلي الهوا بارد !!
نجمة : ما عليك نسيت أني بنت الجنوب ...احب البرد والمطر ..
رفعت راسها للسماء وهي تقول...شف شكل الغيوم يجنن وضحكت ههههههه
فيصل متعجب .....
نجمة كملت كلامها ... تصدق كنا واحنا صغار كل واحد فينا يحجز له غيمة ويسميها بأسمه ويجلس يتابعها .....00
ليتنا نرجع صغار ....ونلاحق الغيوم ....
نظرت له ...ما كان على وجهه أي أثر لكلامها ...سبحان الله أنسان غريب ...صعب التعايش مع أنسان تكون مشاعره وردود افعاله دائما عند الصفر ....
أشرت له على الطاولة : تعال أجلس هنا وانا بأروح أجيب الفطور هنا
فيصل : خلينا ندخل أحسن ...هنا برد
نجمة : يعني أنت بردان ...الجو مو برد كثير ...
فيصل ...استسلم وجلس ...وهي راحت للمطبخ بسرعة ..
كان يفكر ...ليه هو ما قال أنه خايف عليها من البرد أو ليه ما قالها علشانك أخاف الهواء يتعبك .... رفع راسه للسماء وشاف الغيوم وابتسم ....كم هي طفولية التفكير ...
رجعت بصينية عليها كوبين واحد شاي له وواحد نسكافة لها وسندويتشات منوعة ...
فيصل : أنت اللحين ما بتخففين من شرب هالقهوة ...طول النهار تشربينها بكل أنواعها
نجمة وهي تضحك : مستحيل ...القهوة وحب الجنوب بدمي ...ههههههههه
فيصل ما يدري ليه كل ما قالت الجنوب يحس بالغيرة والقهر .....
نجمة : على فكرة وش رايك نروح يومين لجدة ومكة ...
فيصل : وش طراك ؟
نجمة : ابد منها ناخذ عمرة قبل ما اثقل أكثر ...ومنها أسلم على خالي وعياله وأبارك لغالية بملكتها على عبد الرحمن
فيصل : أشوف ظروفنا بالشركة أول ....وأنت اسألي الطبيبة عن السفر
نجمة تضحك وهي تقول ما فيه داعي .....اللحين انا طيبة وصلت تقريبا لنهاية الشهر الرابع
فيصل : متى رحتي للطبيبة آخر مرة ؟
نجمة : من أول مرة رحنا سوى ما عاد رحت لها
فيصل بحدة: ليه ...وش هالأهمال
نجمة : هو الموضوع يهمك ...أنت ما سألت عني ...او عن صحتي ...هاللحين تجي تقول ليه ما رحتي
فيصل : أنا مشغول ..وأنت عارفة ..وبعدين عندك السواق والسيارة ...وانت مو بجاهلة وإلا صغيرة علشان أذكرك وإلا أروح معاك .....
نجمة والدموع تتجمع بعيونها... تسمع صوت جاي من الحديقة : ما أدري مين اللي جاي ...
أبو فيصل : السلام عليكم
فيصل ونجمة : وعليكم السلام
نجمة : هلا عمي ...تعال حياك
أبو فيصل : ايه والله الجلسة هنا توسع الصدر
تقوم نجمة للمطبخ علشان تجيب قهوة عمها ... اللي جيته أنقذتها وتسمع صوت نواف بالصالة
نواف : يا أهل البيت وينكم ؟
نجمة : نواف... عمي وفيصل بالحديقة الخلفية ....
طلع لهم نواف ..وجلس معاهم
طلعت نجمة صينية القهوة ودلة الحليب بالجنزبيل وتركتهم لأنها بتروح تشوف جدتها وعمتها نورة ...
فيصل : تذكرت يبه يمكن هاليومين أسافر ...
أبو فيصل : على وين ؟
فيصل : للآن ما قررت ...أنا كان في نيتي ...لندن ....تعرفني أحب شتاها ...يمكن أودي نجمة لجدة وأنا اروح لندن
نواف مستغرب ويستهزء : هي لندن ناقصها برودة !!
فيصل : وش قصدك ؟
نواف : ابد سلامتك ....بس البرودة اللي في لندن تكفي ...ما فيه داعي تضيف لها برودتك ...يا اخي كانك شايب عمرك 80 سنة ...أنا بعمري ما شفت أحد يعامل زوجته بها الرسميات ..والبرود
فيصل بحدة : نواف !! اسكت
نواف : اسمع ...مني أحسن تسمع من غيري .....الكل ملاحظ عليكم بس ما فيه أحد تكلم ...بيشوفون نهاية هالشئ !!
فيصل : كيف يعني وش ملاحظين ؟مضاربة ...وهواش ...وإلا طردتها من البيت ..إلا داشر أنا طول الليل والنهار برى البيت
نواف : مو شرط هذا كله يصير البرود والإحمال أحيانا أكثر تدمير للزواج من الهواش والمضاربة ...
يعني أنت ما قد اخذتها وطلعتوا تتمشون ...تتعشون ..وين ضحككم ...كلامكم ...واللحين تبي توديها جدة وأنت تروح لندن ...ليه ما تسافرون سوا ..لمكان واحد على القليلة تعوضها عن شهر العسل اللي ما شافته
يا اخي كانك عايش مع مدبرة منزل من الدرجة الأولى ...مو زوجتك ....ولا تقول هذا شئ خاص بينكم ...
ترى واضح وباين لنا ..
فيصل قام وهو متضايق : أنا عندي موعد مهم عن أذنكم
نواف : فيصل ..لا تزعل تدري أنك ونجمة أخواني ...واتمنى لكم السعادة
أبو فيصل : الله يهديكم يا عيالي ...ليه تكلمت كذا ويا أخوك
نواف : يبه أنت شايف حال فيصل ومرته ...يرضيك ..
أبو فيصل : الله يهديهم
في هاللحظة جات نجمة وهي تركض ....عمي تعال شوف جدتي ...ما ادري وش فيها
قاموا للجدة ....كانت فاقدة الوعي ....
نجمة وهي تبكي : دخلت عندها ...عمتي نورة كانت بالحمام ...وهي بهالشكل ظنيتها نايمة ..يوم قربت منها وناديتها ما ردت ...
نواف كان يتصل بالأسعاف ...
في المستشفى ...كان أبو فيصل وابو سلمان ...والعمة ...وأم سلمان ...والعيال ( فيصل وفهد ونواف ومشاري وخالد )
الطبيب :جلطة اصابت الدماغ ....وستبقى أم عبد الله عندنا بالعناية ..وأطلبوا من ربنا يشافيها
ودخلت الجدة العناية .....كان الجميع يتناوب على المستشفى ...والقلوب قبل الألسنة تلهج بالدعاء للجدة الغالية الطيبة الحنون ....الأمل متعلق بالله عز وجل انه يشفيها ويعيدها شمعة تنير البيت ...وريحانة تعطر أركانه ...الأم الحنون والصدر الرحيم للجميع ...تسمع من الحاضر و تستفقد الغايب .. تذكر البعيد قبل القريب ...توجه وتنصح ...تشارك وتواسي
كانت نجمة تقضي معظم النهار بالمستشفى ....وبالمساء ترجع البيت وتكون أم سليمان بالمستشفى ...اصروا أنهم ما يتركوها لوحدها .....خاصة أنهم بعد ثلاثة أيام نقلوها لغرفة خاصة بعد ما استقر وضعها بس ما زالت فاقدة الوعي تقريبا ...
بعد أسبوع رجعت نجمة للبيت كانت هي وسارة راجعين مع بعض الوقت متأخر وهم تعبانين ...
راحت نامت على طول ....ما حست بفيصل لما دخل لأنه اكيد جاء متأخر لأنه بالعادة بعد ما يخلص شغل بالمكتب يمر المستشفى يجلس عند جدته أطول وقت ممكن....
سمعت صوت الساعة توقظها وقت صلاة الفجر وقامت تصلي بتاقل ما شافته ما تدري هو رجع وقام قبلها وإلا نام بالمستشفى ....صلت وجلست على سجادتها بعد الصلاة والتسبيح تدعي لجدتها ........
بعد ما خلصت رجعت تنام ...بعد ساعة صحيت على صوت يناديها ...فتحت عيونها بتثاقل....
كان فيصل واقف في باب الغرفة ...منظره كان غريب لاف الشماغ على وجهه وصوته فيه ضعف وحزن ما أعتادته ...
فيصل : نجمة ...نجمة ..قومي ..يوم شافها ترفع راسها وتعدل نفسها بالسرير ....
فيصل : نجمة ...عظم الله أجرك في جدتنا ...توفت قبل ساعة ...
قال هالجملة وطلع وتركها....كانت جالسة بسريرها متبلدة الإحساس ...... حاسة أن قلبها توقفت نبضاته ... ماهي قادرة تتنفس ...الدموع متحجرة بعيونها ...والغصة خانقتها ....لمت نفسها بيدينها ....لثواني ....وتمت الله يرحمك يا جدتي ...الله يرحمك ..
تحاملت على نفسها ...وسحبت رجولها ....غيرت ملابسها ...نزلت تحت ...لقيت عمتها ...وأمها وسارة متجمعات يبكين الغالية بهدؤ ....أول ما دخلت إليهن ....مدت أمها يدها لها فغاصت في حضنها ....ساعتها بس قدرت أنها تبكي ...تنفس عن الحزن اللي بداخلها بدموع حارة ...
نجمة : راحت الغالية وماعاد بنشوفها ولا بنسمع صوتها ؟
أم سلمان : الله يرحمها ...أطلبي لها يا بنتي الرحمة ...
العمة نورة وهي تبكي : الله يرحمك يمه كنت نور هالبيت ....
نجمة : يمه مين كان مع جدتي ...ومتى توفت ؟
أم سلمان : كنت أنا ..وفيصل ...ويم حسينا أ،ها بدأت تتعب كلمنا أبوك وعمك وعمتك وجوا ...على الفجر
واللحين بيخلصون أوراقها وبيجيبها الأسعاف للمغسلة ...مين بيروح معي أنا وعمتكم ....
سارة اللي كانت بحضن عمتها : انا ما أقدر أروح ....
نجمة : ولا أنا أقدر ..يمه
في هالوقت دخلت نوف وهي تبكي ووراها فهد ....
نوف :وش صار وشفيها جدتي
حضنتها عمتها وخبرتها بوفاة جدتها ...
كانت نوف تبكي بحرقة على جدتها ...
فهد من باب الصالة : اذكروا الله وأدعوا لجدتي ...
العمة : فهد تعال ...سارة قامت داخل
دخل فهد وحب راس عمته ..وامه واخته وعزاهم في جدته ...
جلس جنب نوف وعزاها بكلمات حنونة وهو ...كان يتكلم والدموع في عيونه ...
نوف حبيبتي اذكري الله ..واطلبي لها الثبات والرحمة ...هذا اللي تحتاجه منا اللحين ....احنا مؤمنين ونعرف ان هذه طريقنا كلنا ...وقومي شوفي سارة هي اللحين تحتاجك ...
وأنت يا نجمة ...اذكري ربك وادعي للغالية ...
طلع عنهم ...ما كان مستحمل شكلهم وبكاهم ...
شوي جاهم صوت فهد : يالله يمه مين بيروح منكم للمغسلة ( مكان تغسيل الأموات )
أنا أستناكم بالسيارة الأستعاف بطريقها لهناك
العمة : يا لله يا أم سلمان ..أنا رايحة اجيب أغراض امي ...الله يرحمها من سنين وهي مجهزتها ( كفنها وحنوطها )
أم سلمان : يا بناتي لازم توقفون معانا في غسيل جدتكم ...هذا فيه أجر كبير لكم ..وتتعلمون مثل هذه الأشياء .... لأنكم لازم تحتاجون هذه الأمور بحياتكم ...ولازم ما نعتمد فيها على الغرب ...
قامت نوف وراحت مع أمها وعمتها ...
وبقت نجمة وسارة وكان الحزن والألم يغمر البيت ....خاصة بعد ما رجعوا من الدفن ..ودخل أبو فيصل وأبو سلمان وقاموا البنات يعزون الشياب .....كان الموقف صعب عليهم كلهم ...دموع الرجال الكبار غالية وتنزل إلا لغالي ...ومافيه أعلى من الأم ..
كان التأثير على أبو فيصل كبير ...كانت أمه ..وصديقته ..وسنده بالحياة ...وقفت معاه في أصعب مواقف حياته ...ما يتخيل البيت بدونها ..ولا حياته من غير وجودها....
وجود البنات حوله خلاه يتماسك ...ويقوم يروح للرجال بالمجلس..
وبدأ الأهل والجيران والمعارف يتجمعون للعزاء ...وامتلأ البيت ....
نجمة ما شافت فيصل طول اليوم ....وآخر الليل كان الجميع هلكانين ...الحزن والسهر ...انهك قلوبهم وأجسامهم ...
طلعت نجمة مع البنات غرفتهم ...جلست شوي معاهم ...
قامت راحت لغرفتها ...وهناك لقيته في الصالة ...متمدد على الكنبة ...كان راسه على طرف الكنبة و حاط يده على عيونه ...كأنه نايم
وقفت بطرف الصالة...تعرف كم هو يحب جدته ويغليها ...واكيد هو متأثر لموتها ...
بس هي مجروحة من طريقته في تبليغها لخبر موتها ...ما هان عليه يجي جنبها ...ويقول لها الخبر بطريقة فيها شئ من الرحمة أو الود ....ادري مش ممكن يفكر وإلا يتصرف بطريقة المحب مثل فهد ...بس على القليل يعرف انها جدتي أنا كمان ويؤلمني موتها ....
مسحت دمعها بيدها ...وتعوذت من الشيطان ...ومشت لين عنده ....
جلست على ركبتها قدام الكنبه وحطت يدها على راسه وهي تقول : فيصل ..فيصل
رفع يده من على وجهه ...وناظرها بعيون حمرا مليانه دموع ...
انحنت عليه ..,حبته على راسه وهي تقول : عظم الله أجرك وأجرنا في جدتي ....
حركتها هزته ...أثارت مشاعره ...جلس وحط راسه بين ايدينه وبدأ يبكي مثل الطفل .....
قامت وجلست جنبه ....وأخذت تربت على ظهره ...وتهدي عليه وهي تقول : الله يرحمها هي تبي منا الآن الدعوة الصادقة أن الله يثبتها ويغفر لها ويوسع مدخلها ... يالله قم خلك ترتاح ...أنت اكيد من الصبح ما أرتحت ...وبكرة وراكم يوم طويل ...
قام ودخل الحمام توضأ ...وصلى ركعتين وأوتر وراح ينام ....لقيها سبقته في الفراش ونايمة من التعب
كان يتقلب في الفراش .....هو ما حس بالخطأ اللي سواه الصبح إلا يوم شافها هي كيف واسته اللحين
قال لنفسه ...كيف أنا في الصبح قومتها من النوم وبلغتها بوفاة جدتي ...وأنا واقف بعيد عنها ...
وهي اللحين جات لين عندي وعزتني بوفاة جدتنا ....وواستني ...
لا حول ولا قوة إلا بالله ....بس والله ما كان قصدي كنت حزين ..وخفت أنهار قدامها ..مثل ما صار الحين
بعد فترة من التفكير ...نام من التعب
مرت أيام العزا على الكل ثقيلة وبطيئة ومتعبة ....
وبعد ما هدأ البيت ....وبدأت حياتهم ترجع مثل ما كانت ...
بدأوا كلهم يستفقدوا الجدة ... و يحسوا بأن شئ مهم ينقصهم ...
خاصة نجمة اللي تعودت تقضي فترة الضحى معاها ...وكل ما حست بضيق أو ملل تدخل غرفتها
وأبو فيصل الي كان أكثر الوقت هو وإياها سواليف ...
حتى فيصل صار أكثر انطواء ...وأكثر صمتا ..وصار يجلس أكثر وقته بالمكتب أو بالمجلس لوحده ..وأحيانا بغرفة جدته اللي خلوها مثل ماهي ...
مر شهر على وفاة الجدة ...
قرر أبو سلمان وأم سلمان يروحون المدينة لزيارة مسجد الحبيب وبعد إلحاح من سلمان وعياله يوم جوهم بالعزا ...
وبعدها بكم يوم جات الجوهرة لزيارة ابوها هي وعيالها ...وكان عندها خبر حلو لسارة ...
واحد من أهل زوجها ...رجل ما عليه كلام يبي يخطبها ....
بس هي كالعادة رفضت ....
وفي الليل كانت نجمة والجوهرة بالصالة يحاولون يقنعون سارة ...
الجوهرة : اللحين ما تقولين بن متى بتمين ترفضين اللي يتقدمون لك بدون سبب؟أنت مو صغيرة
سارة : صغيرة و إلا كبيرة أنا ما أبي أتزوج وبس
نجمة : بس ما يصير يا سارة هذه سنة الحياة ...والزواج لابد منه لكل بنت وشاب
سارة : وش استفدتم من الزواج ؟
الجوهرة : طالع هذه وش تقول ...الزواج استقرار ..اسرة ..عيال ...حب ...ود ...حياة كاملة تتقاسمينها مع شريك حياتك
نجمة : صدقت أختك
سارة : أنت بالذات يا نجمة لا تتكلمين
نجمة : ليه إن شاء الله
سارة : يعني تبين تفهميني أنك أنت وفيصل تتشاركون ووتقاسمون الحياة ...بينكم حب ...واللي بينكم أصلا زواج ....اذا كان هذا هو الزواج ...انا ما أبيه
نجمة : وليه تاخذيني أنا وفيصل مثال ...أنا وفيصل حالة خاصة ....ليه ما تاخذين نوف وفهد ...وإلا أمي وأبوي ...وإلا الجوهرة وزوجها ...كلهم حياتهم طبيعية ..
سارة : واذا صارت حياتي مثلك أنت وفيصل( جليد) ...وإلا مثل أمي وابوي (بركان)..
نجمة : استخيري الله ...وربنا بييسر أمرك ..
قامت عنهم سارة وهي زعلانة ..
الجوهرة : نجمة ممكن اسألك بس ما تزعلين مني ...أنا ما أحب اتدخل بحياتكم ...بس ايش المشكلة بينك وبين فيصل
نجمة وهي تغتصب البسمة : تصدقين ...ما أدري .....والله ما فيه شئ واضح ...ما فيه مشكلة معينة ..
بس ما عليك من سارة تراها مضخمة الأمور ...يالله قومي نامي تأخرنا ...
الجوهرة وهي تضحك : إلا قولي ودك تهربين مني ...بس الله يوفقكم ويهدي سركم ...
اللي ما كانوا منتبهين له هو فيصل اللي كان جاي من برى وما سمعوا حسه وهو داخل ...يس هو سمعهم ...
كان مقهور من كلامهم ...خاصة يوم قالت نجمة (( انا وفيصل حالة خاصة ))
طلع لقيها تستعد للنوم ...وجالسة بفراشها صندوقها قدامها ودفترها بين أيدينها
ما قال لها شئ ....بس من طريقة فتحه للباب ...وللأدراج ...
ونومه ...عرفت أنه معصب <<<<صارت تعرف نفسيته من حركاته..
ثاني يوم ومن الصباح ما عاد شافته ....و بالليل ...
كان فهد ونوف عندهم ...
نوف : نجمة يمكن الأسبوع الجاي تخاوينا أنا وفهد بنروح المدينة
نجمة : ايه والله ودي ...بشوف فيصل وعمي ونروح سوا ...
والله أني اشتقت لأبوي وأمي ....
رن جوال نوف ...وقامت وهي تقول ...يالله بروح أنا وفهد
نجمة : وين تعشوا معانا ..سارة مسوية بيتزا تهبل ..
نوف : لا فهد صار بالسيارة يقول تعبان
نجمة : أجل اصبري بأحط لكم قطعة
وراحت نجمة للمطبخ ...وكانت سارة فيه
نجمة : هاتي بنحط قطعة بيتزا لفهد ونوف ...بيروحون
سارة وهي تفقل باب الفرن ...خذي من الصينية اللي على الطاولة ...خلصت من أول ...وأنا طالعة استحم وانتبهي للصينية الثانية ....
كانت الشغالة تجهيز السلطة والصحون والملاعق على الطاولة قرب الفرن.. ونجمة على الناحية الثانية من الطاولة تقطع البيتزا....
سارة طلعت من المطبخ وهي مارة بالصالة تقول لخواتها : استعدوا لأكل أحلى بيتزا من يدين أحلى طباخة بالعالم
الجوهرة : قصدك من يدين أحلى عروس بالعالم ...
طنشتها سارة وكملت طريقها ...
وفجأة هز البيت صوت أنفجار وصراخ جاي من المطبخ .................
الــــــــجـــــــ20ـــــــــــــــــزء
كانت نجمة واقفة تجهز صحن البيتزا ؟؟؟طلبت من فلورا أنها تجيب لها قصدير تغلف الصحن ... تحركت فلورا للجهة الثانية من المطبخ تجيب القصير بعد ما ولعت النار تحت إبريق الشاي...
بعد ثانية واحدة من تحركها سمعت نجمة صوت إنفجار عالي ...كان الفرن قد أنطفأت شعلته فتسرب الغاز منه بعد أن أمتلأ داخله بكمية كبيرة من الغاز
لثواني فقدت الإحساس بكل شئ حولها .. أسودت الدنيا بعينها ...وفقدت السمع ...
قوة الإنفجار دفعت الطاولة اللي أمامها نحوها فدفعتها بقوة للخلف لتصطدم بالجدار وتقع على الأرض ...ولتسقط عليها بعض شظايا الزجاج المتناثرة من الأبواب المتحطمة والشبابيك وبعض الأواني .....
صرخة واحدة قوية أطلقتها وهي تسقط على الأرض ...وتغطي وجهها بكفيها...
أما فلورا فدفعها قوة الإنفجار نحو باب المطبخ المطل على الحديقة ....سقطت على الأرض وكانت تصرخ وهي تغطي وجهها بيديها ....خرجت الخادمة الثانية ( زينب ) من غرفة الغسيل الملحقة بالمطبخ لتجد أمامها المنظر المرعب نجمة على الأرض والزجاج المتساقط حولها ...وبالجهة الثانية صديقتها بنفس المنظر والمطبخ معفوس أبواب الدواليب متساقطة الأواني ...أخذت تصرخ وتبكي ...وتحاول أن تتقدم إلى مكان نجمة متحاشية الزجاج ...
في لحظات كانت سارة والجوهرة ونوف يركضن ناحية المطبخ ....منظر المطبخ واللي فيه...جمدهن لثواني
قبل ما يتحركن بسرعة ناحية نجمة .....
فهد وفيصل كانوا بالخارج ...سمعوا صوت الأنفجار ...ركض فهد لداخل البيت وهو يصرخ ...نوف ...نجمة وش صار ........
أما فيصل فركض بسرعة ناحية ( عداد الكهرباء) وفصل الكهرباء عن البيت ودار ناحية المطبخ ...وقفل محابس الغاز الرئيسية ...وبلحظة كان لاحقهم للمطبخ ...
لقي البنات يسندون نجمة ويجلسونها ...
الجوهرة : نجمة تسمعين ...نجمة وش تحسين ؟
فتحت عيونها وهي تحس بطنين براسها ..شافت الخوف بعيون اللي حولها ....مدت يدها تلقائيا ناحية بطنها ...كأنها بتطمن على اللي فيه ....
قالت بصوت ضعيف وكأنها تطمن نفسها : أنا بخير
فهد وهو يقرب منهم : بعدوا شوي خليني أشيلها ...نوف هاتي قطن ولصق
فيصل كان واقف مصدوم من المنظر ...يوم دخل وشافها مرمية على الأرض تيبس مكانه ...
كان قلبه ينبض بسرعة وقوة ...حس أنه بينفجر من الخوف والقلق اللي ما قدر يعبر عنه إلا بشدة يده على طرف الطاولة المقلوبة أمامه ...
ما كان يسمع شئ من كلامهم عيونه عليها بصمت ....
هو ماكان يدري مين اللي بالمطبخ ...بس تصرفه الأولي كان عن خبرة وتدريب .......
سارة بصوت باكي تسأل زينب : وش صار ؟
زينب وهي تساعد فلورا : ما أدري ...أنا كنت عند الغسالة ؟
فلورا بصوت ضعيف : هذا يمكن غاز الفرن سكر من الهوا ...وبعدين أنا شغل البوتجاز أسوي شاي ...
في هذه اللحظة يجي زوج فلورا ( السواق ) وهو يصيح ويبكي ...وبدون وعيه يدخل ويلمها ....كانت بتكلم بكلمات ماهو واضح معناها ...بس كان صوته كله أهتمام وحب
كانت نجمة تتساند واقفة بين ايدين فهد .....شافت منظر السواق وزوجته .....دارت رأسها عنهم..وطلعت مع فهد للصالة ومددها على الكنبة ....
فهد : نوف هاتي عباة نجمة ...نوديها للمستشفى
نجمة : ما يحتاج ..انا بخير
الجوهرة : وش تقولين ...لازم تروحين تطمنين على نفسك ...انت اللحين من الروعة مو حاسة بشئ بس بعدين بتحسن بالألم ...
نجمة وهي تهز راسها : ما بروح اللحين يوم أحس بالتعب بأروح
التفتواكلهم على فيصل اللي طالع من المطبخ يهاوش سارة اللي كانت وراه ويقول : هذا إهمال ...مو كأنكم أربع حريم بالمطبخ ...وشلون ما تنتبهون للغاز ....أستهتار..
كان هذا متنفس طبيعي له عن الخوف والقلق اللي حس به ....هذا هو التعبير اللي يقدر يعبر به عن خوفه من اللي صار لنجمة ....
طلعت سارة لغرفتها وهي تبكي
الجوهرة : فيصل تعال شف حرمتك ما تبي تروح المستشفى
فيصل يناظرها ونوف تنظف بعض الجروح اللي بجبهتها وبيديها : قومي أنا أوديك للمستشفى
نجمة وهي ما تعرف كيف تفسر نظرته: ما فيه داعي <<<< ياترى هو زعلان على اللي صار ...وإلا زعلان علي وإلا مني ؟!!
في هاللحظة دخل عمها أبو فيصل وهو متروع ...كان يزور واحد من اصدقائه : وش صار ؟
الجوهرة تخبره ...وهو جالس جنب نجمة وهي بحضنه يسمي عليها : أسم الله يبه ...كيفك اللحين وش تحسين ؟ليه ما وديتوها للمستشفى
نجمة : الحمد لله يا عمي أنا بخير ....ما يحتاج أنا طيبة مافيه شئ ...بس ودي أرتاح ...
بروح أرتاح بغرفة جدتي ....
التفتت على البنات وهي تسأل :كيفها فلورا ؟وش صار عليها ؟
نوف : بخير ...ما صار لها شئ بس شوية جروح مثل جروحك ؟
نجمة تقول لنغسها ...لا والله ما فيه مثل جروحي ..
قامت بس كانت تحس بجسمها كله يرجف ...أكيد من الروعة اللي صابتها
الجوهرة ونوف حسوا بها قاموا وراحوا معاها للغرفة وهم يساندونها ....وابو فيصل راح لغرفته بعد ما مر على المطبخ وشاف اللي صار ...وحمد الله على سلامة أهل بيته
فهد كان واقف بطرف الصالة مو عاجبه ردة فعل فيصل وبروده ...اللي كان واقف متساند على دربزين ( حاجز ) الدرج ...مو حاس بعمره ولا باللي حوله...من الداخل كان مرعوب من اللي صار...يتخيل منظرها وهي طايحة ....ولو كانت قريبة من الفرن شوي وش كان بيصير ؟؟
طلعت نوف من الغرفة وجلست على الكنبة وهي تبكي ....
فهد جاء وجلس جنبها وحط يده على ظهرها وبصوت حنون: وش فيه وش صار ؟
نوف : ولا شئ بس والله أحس أني للحين متروعة من المنظر ...كنت بأموت لو صار شئ لها
فهد : الحمد لله ربنا قدر ولطف ....أنا بأروح البيت ...وأنت باتي هنا ...خليك معاها
طلعت الجوهرة وهي متلثمة ورمت نفسها على الكنبة ....الحمد لله
فهد : شلونها اللحين ؟
الجوهرة : ما أدري ...كان لازم تروح المستشفى ...عادة في مثل هذه الحالات ما يحس الإنسان بأي ألم في البداية...لأن الخوف والرعب ينسوه كل الألم ....بس بعدين يبدأ يحس بالألم ...بس هي عنيدة الله يهديها
فهد وهو يطالع فيصل بعتاب : ما أدري ليه هي تعاند ؟ ومين تعاند ؟
تحرك فيصل ...وطلع لغرفته فوق ....
فهد وهو يطالع نوف وجوهرة : لا والله أخوكم هذا مو صاحي ...ما كانها حرمته ...طيب هي بنت عمه ...على القليلة يتطمن عليها !! و قام فهد وطلع وهو معصب ......
دخل فيصل الغرفة ...ورمى نفسه على الكنبة وحط راسه بين ايدينه كانت دموعه تنزل بصمت ....ما يدري كم جلس على هالحالة ؟!!!!!
سمع صوت حد يدق الباب ....وانفتح الباب كانت الجوهرة ....
شافته على حالته هذيك جالس ويدينه مرتكزة على ركبه وكفوفه حاضنه وجهه ...بسرعة مسح وجهه ..وطالع فيها وقال : فيه شئ الجوهرة ؟
الجوهرة وهي تجلس جنبه : ايه جاية أخذ شوي أغراض تبيها نجمة ...
فيصل بأهتمام : كيفها اللحين ؟
الجوهرة بحنان : بخير ...إن شاء الله أنها بخير ....بس أنت ليه ما دخلت تطمن عليها ؟ ما يصير كذا يا فيصل !! أدري والله أنك مهتم فيها ..وأدري أنك خفت عليها...
محد كثري يعرفك ويعرف حنانك وحبك لأهلك ...عاد شلون زوجتك وولدك ....بس انت الله يهديك تيبست مكانك ...
فيصل : .............
ما قدر يرد عليها ....وقام عنها ودخل الحمام يتوضأ ...بيصلي ركعتين لله شكر اللي حفظ زوجته وولده من الشر......
أخذت الجوهرة الأشياء اللي تبيها نجمة ... وطلعت ..........
وعند سارة اللي كانت ميتة من البكا ...وتدعي على نفسها لأنها تعتقد أنها السبب في الي صار كانت نوف جالسة معاها تهديها ...
نوف : يا بنت الحلال أنت ما تفهمين ...هذا قضاء الله وقدره ..
سارة : صدق فيصل أنا مهملة ..ما أنتبهت للفرن وأنا أحط الصينية الثانية أن الشعلة أنطفت ...
نوف : فيصل ما كان يقصد وكلنا نعرف فيصل يوم يعصب يقول كلام ماله معنى ...
سارة : بس .....
نوف : بلا سخافة قومي توضي وصلي ركعتين أحمدي الله على سلامة الجميع وأدعي ربك يشفي نجمة ... أنا نازلة تحت والحقيني لما تخلصين ..
كانت الجوهرة بالصالة ...بعد ما حطت أغراض نجمة بالحجرة ..ظنتها نايمة ...وجلست معاها نوف ..وبعدين لحقتهم سارة ..
في غرفة نجمة كانت متمددة على السرير يدها على بطنها ...الخوف والقلق يذبحها ...والحسرة تخنقها ...وألم بدأ يغزو جسمها ...
خوف وقلق على اللي ببطنها ...كانت حاسه أنه تضرر ..فيه شئ مو طبيعي صار
الحسرة على حالها وحظها ...الكل أهتم فيها وعبر عن خوفه وقلقه إلا هو أعز الناس على قلبها ..اللي تتمنى منه نظرة وإلا لمسه وإلا كلمة ......يا الله ما اقسى قلبك يا فيصل ....هنت عليك ما سالت عني
يا حظك يا فلورا بحب زوجك لك الله يهنيك ...
ألم بدأ يضرب بظهرها وأرجولها ....يروح ويجي ...متقطع ..وينتقل لين أسفل بطنها ...
ما ابغى اروح للمستشفى بيخوفوني أكثر ...تحاليل وتصوير ...يا ربي ما أبغى أفقد هالأمل اللي أنتظره ...
يا ربي ابغاه يعوضني عن حب فيصل ...وينسيني جفاه وقسوته .....وانشغل فيه عن فيصل والدنيا ...
وأعطيه كل الحب اللي بقلبي ...
زاد الألم عليها ....تقلبت بسريرها ....حاولت تجلس فيه ..تأوهت آآآآآآآآآآآآآآه
في الصالة نزل فيصل لخواته ...مر ووقف عندهم : كيفها ...نايمة ؟
الجوهرة : ما أدري ..يمكن نامت ..أدخل شوفها !!!
راح للغرفة ...فنح الباب بشويش وقف على الباب ...حس بآآآآآآه طالعة منها ..
تقرب من السرير شافها صاحية ...تتقلب
فيصل : نجمة تعبانة فيك شئ ؟
نجمة وهي تقاوم الألم : شوي تعبانة ...ممكن تنادي الجوهرة
راح بسرعة ورجع ومعاه الجوهرة ونوف وسارة ....
الجوهرة وهي تجلس جنبها : نجمة شكلك تعبان ...خلينا نوديك المستشفى ..
نجمة تمد يدها للجوهرة علشان تقرب منها وتقول لها بصوت واطي : أحس أني أنزف ماني قادرة أقوم
الجوهرة تشهق ...وتلتفت على فيصل ..رح البس وجهز السيارة ...
ساعدوا البنات نجمة تلبس وتاخذ عباتها ...وقربوا لها كرسي المكتب اللي بالعجلات ...يبون يحطونها فيه لين السيارة ..
جاهم فيصل : وش فيكم ؟
الجوهرة بصوت واطي : ماهي قادرة تمشي بنحطها على الكرسي
راح فيصل لين نجمة وانحنى عليها وشالها مثل الطفل الصغير بين ايدينه ....
شهقت نجمة ما توقعت هالحركة منه ...ويمكن خافت ...تعلقت بثوبه..وغمضت عيونها وهي تقول : لاتطيحني ماني ناقصة اليوم ....
طالعها فيصل وحست به يشدها لصدرها ...يوحي لها بالأمان بين يدينه :لاتخافين ..بس صرتي ثقيلة دبة !!
أسندت راسها عليه ....يمكن كان ودها هاللحظة على مافيها من ألم ووجع لو تطول ...عمره ما كان قريب منها زي هاللحظة ..ماقد حضنها ولمها لصدره ...كانت تبكي ...تبكي كل آلامها وأوجاعها
الجوهرة من وراهم : تو ما جاز لكم تنكتون أنت وإياها ...يالله
فتحت نوف السيارة وحط فيصل نجمة
نجمة من بين دموعها : تسلم
ساق السيارة بسرعة للمستشفى ...ووصلوا للطوارئ ....
بعد الفحص ...خرجت الطبيبة لهم ...
الطبيبة : أنت زوجها ؟
فيصل : خير
الطبيبة : أنا آسفة بس الجنين ميت ...وهي بتنزف ...لازم نحاول نولدها ...
فيصل حس بسكين تنغرز بقلبه ....
ما قدر يتكلم بس كان يردد : إنا لله وإنا له راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله ويده تنقبض بقوة
الجوهرة : أنت متأكدة يا دكتورة
الطبيبة :والله يا أختي أنا طلبت طبيب استشاري كمان ..وهو نفس الشئ أكد أن الجنين للأسف ميت
والمهم اللحين سلامة الأم ....بس أحنا لازم نقول لها على اللي حا نعمله معاها اللحين ...
لأننا بنعطيها شوية أدوية ...ونحاول نولدها طبيعي ...
وكملت وهي تأشر لفيصل ممكن حضرتك تجي معاي علشان نحاول نبلغها وبعدين فيه شوية اوراق لازم توقع عليها
فيصل : الجوهرة تعالي معي ..
دخلوا لنجمة اللي كانوا الممرضات حولها ...تحاولون يهدونها ويساعدونها ..
الطبيبة : نجمة اسمعي ...أنت مؤمنة بقضاء الله ..
نجمة وهي تطالعها بخوف وتبكي : لاتقولين أنه مات ....لا تقولين
الطبيبة : ربنا بيعوضك أنت صغيرة وزوجك الحمد لله شاب ..والأيام الجاية تعوضون اللي فاتكم المهم اللحين أننا نوقف النزيف ...نبغى نسوي لك طلق صناعي ...ونخرج الجنين
لفت راسها عنها ..وهي تبكي وتشهق : لا .... خلوني أموت معاه
الجوهرة وهي تقرب منها وتمسد على شعرها : حبيبتي نجمة استغفري ربك ...وش هالكلام ...الله يعوض عليكم ...
فيصل : يالله يا نجمة تقوي ... الله معاك ...دايم أنت تتخطين كل المواقف الصعبة ...
حس نفسه مو قادر يقول أي كلمة زيادة ... أصلا مو عارف وش يقول
وده يطلع ويهرب من دموعها ..وعذابها ...ومن عجزه أمامها
كانت دموعها نازلة من عيونها مثل الشلال ...ما وقفت ....
بدأت الطبيبة بتجهيزها وحقنها بالأدوية اللازمة ..وطلبت من الجوهرة تطلع ....
طلعت الجوهرة عند خواتها اللي كان يبكون بالممر على بنت عمهم واللي صابها ...
في هالوقت وصل فهد ....
فهد : ها وش صار ؟
قالت له نوف كل شئ ...
فهد : لا حول ولا قوة إلا بالله ...
الجوهرة : اللحين قرب الفجر يالله نتوضأ ونصلي ..وندعي لها ...ربنا يقومها بالسلامة ...
بعد الصلاة رجع فيصل وتجمعوا كلهم قدام غرفة الولادة والقلق يقتلهم ....
بعد ثلاث ساعات من الآلام والعذاب والمعاناة في غرفة الولادة .....
و الأنتظار والقلق المميت والدعاء أمام عرفة الولادة ...
|