كاتب الموضوع :
Malame7
المنتدى :
الارشيف
تــابع الفصــل الثاني عشــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
~ محمد ~
فتحت عيوني أستوعب وين أنا .. كل شي أبيض ،،
درت بعيوني في الغرفة .. شكلها مستشفى !
وتدريجياً تذكرت كل اللي صار ... حاولت أقوم لكن حسيت برجلي ثقيلة ، غير عن الآلام اللي فاجئتني بقوتها ..
تأوهت وأنا أتحسس رجلي اللي ملفوفة بجبيرة ،، وأتذكر جرح بطني ..
كان ملفوف بلفة طبية محكمة .. شفت زر الاستدعاء الصغير وضغطت عليه .. ايش صار لي بهذاك الوقت ؟؟ وكيف جيت هنا ؟؟! وايش هالآلام اللي احس فيها ؟؟ رجلي مكسورة ولا مجروحة ..؟!!
دخلت ممرضة باستعجال وهي تقول : ( finally you're awake! )
" وأخيراً قمت ! "
قلت بدهشة : (من متى وأنا نايم ؟)
قالت : ( هذا اليوم الثالث .. كان مغمى عليك ..)
رفعت حواجبي بدهشة وعدم استيعاب ..
قالت : ( انت محمد صح؟)
قلت : ( كيف عرفتي....؟؟ )
قاطعني دخول دكتور للغرفة ..
قرب مني وقال : ( كيفك الحين ؟؟ تحس بألم ؟؟)
قلت : ( ايه برجلي والجرح بجنبي.. وبعد راسي يألمني شوي)
قال : ( رجلك لازم تجلس بالجبس لمدة 3 أشهر ، اكيد الحين توها تألمك.. أما الجرح رح يتعافي في خلال شهر واحد على الاقل .. و راسك .. هذا صداع من أثر الاغماءة ، ويمكن الضربة اللي تلقيتها .. لكنه طبيعي وما فيه خطورة..)
قلت : ( اهاا .. بس كيف جيت هنا دكتور ؟؟)
قال : ( أصدقائك .. كانوا هنا أمس يسألون عنك .. لكنك كنت في إغماءة )
قلت : ( أه .. أصدقائي ؟؟)
قال : ( على العموم ، الشرطة يبون يسألونك عن الحادثة عشان يتوصلون للفاعل .. لما تحس انك جاهز قولي عشان اكلمهم ..)
قلت بامتنان : ( شكراً دكتور .. ممكن تليفون ؟؟)
قال : ( هذي الممرضة في خدمتك .. اذا احتجت شي ناديني وانا بمر اكشف على جرحك كل يوم ..)
قلت : ( وكم لازم اقيم بالمستشفى ؟ )
قال : ( ثلاث اسابيع على الاكثر .. إلى ما حالتك تستقر وجرحك يشفى وما يرجع النزيف ..)
لغته صارمة ومباشرة .. ثلاث اسابيع مدة طويلة !!!
تركني وانا في حالة من الدهشة .. كل هذا صار بوقت قصير وصعب علي اني استوعبه !!
اصدقائي ؟؟ قصده ستيفن والباقين ؟؟ أكيد هم اللي انقذوني ..
رجعت الممرضة معها التليفون ،،وناولتني اياه بابتسامة ..
قلت : ( شكراً ..)
لكني اكتشفت إني مو حافظ رقم أحد هنا ،، والتليفون ما كان فيه غير الخط المحلي ..
رجعته لها بإحباط .. وانا احس اني علقت بالمستشفى ،، ماينفع اطلع ولا ينفع اتصل بأحد .. يعني رح استنى ستيفن يسأل عني .. أو أستنى الشرطة هم يساعدوني اذا جوا !
انتبهت للمرضة وهي تراقبني بتردد ،، قالت : ( أه .. صديقك ترك رقمه هنا عشان اذا قمت نبلغه ..)
طالعت فيها بأمل وقلت : ( أعطيني اياه لو سمحتي ..)
راحت تجيب الرقم وانا احس بالامتنان لستيفن ..
~~~~~~
صافحني ستيفن اللي جا على طول بعد ما كلمته ،،
قال : ( انت محظوظ ،، لو ان صاحبنا في صالة البلياردو ما شافك وجا علمنا ، كان ممكن الحين تكون في عداد الموتى ! )
حمدت ربي وانا احس انه فعلاً نجاني من خطر عظيم ..الحمد لله !
قلت : ( شكراً ستييف .. انا مدين لك بالكثيير ..)
قال بمزح : ( لا يهمك .. احنا اصدقااء بعد كل شي)
ابتسمت له ..
قال : ( كيف هاجموك هذول الاوغاااد ؟)
قلت : ( اخذوا تليفوني وفلوسي .. )
قال : ( المهم انك بخير .. انا متأكد ان الشرطة مارح تعرف تسوي شي ،،)
قلت : ( مو مهم الاشياء اللي انسرقت .. بس مهم انهم يعرفون ،، عالاقل يحطون سيارات شرطة في مثل هالاماكن الخطيرة )
قال : ( انت ما شفت شي .. هنا في اماكن اخطر من هذي ، حتى اخطر من اللي تشوفه في الافلام .. اماكن الشرطة نفسها تخاف تدخلها !!)
قلت: ( اوووه !! )
قال ستيف : ( صحيح .. كلمني قبل شوي واحد وسأل عنك ،، قلت له عن اللي صار وعن مكان هذا المستشفى )
سألته بدهشة : ( مين ؟؟ )
قال : ( اسمه داني .. يقول انه صديق ابوك .. واخذ رقمي من الجامعة لأنهم قالوا له اني صديقك .. )
قلت : ( آآآآه الحمد لله !! كنت محتار شلون بتصل فيه )
قال : ( اوكي انا بروح الحين ،، اشوفك بعدين ،، لما تطلع قريب ..)
قلت : ( شكرا ستيف .. بااي )
طلع من الغرفة وتركني ،،
وجلست انتظر داني اللي اكيد رح يجي بأي لحظة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ منيرة ~
لحقت بخالد اللي اشر لي وأنا جالسة بالصالة مع أمي ،،
كان توه داخل من الباب ، ويأشر لي من ورا ظهر أمي عشان ما تشوفه ..
قمت بسرعة اشوفه وانا مستغربة جيته بهالوقت فجأة ..
قال : اشوااا ما حست فيك!
قلت بقلق وانا المح ضيقه: خير يا خالد ؟؟ حاسة في شي ..ايش صار ؟
قال بجدية : تعالي عالمطبخ مابي امي تسمعنا ..
رحت معه ووقفت بالمطبخ استناه يتكلم ..
قال : لا تسوين ردة فعل غبية .. اسمعيني للآخر
قلت : طيب .. قول لا تخوفني
قال : محمد استوى معه حادث ...
شهقت بقوة وانا اصارخ : ايييييييييييييييييش ؟؟!!
قال بتأنيب : منيرة شقلت لك ؟؟؟؟؟؟؟ الله يهديك كل العالم سمعوك!!
قلت بهلع وخوف : ايش صااااار له ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال بعصبية : يوووه ليتني ما قلت لك !!!
قلت : خااااااااااالد قول الله يخليك .. دريت وخلاص !!
قال : الحمد لله هو بخير وكلمني بنفسه ،، اثنين حاولوا يهاجمونه ورجله انكسرت ... وانجرح جروح بسيطة ..
ما قدرت اتحمل .. عيوني دمعت وانا اقول له :كيف .. وهو الحين كيفه ؟؟
قال : اقول لك كلمني بنفسه ،، بس المفروض يجلس بالمستشفى ثلاث اسابيع !..
قلت وانا احس بقلبي ينقبض بحزن: ابوي يدري ؟؟
قال : لا توني جاي عشان اكلمه بالموضوع ..
قلت : طيب لا تعلّم أمي ..
قال : ما رح أقول لها ..
" ايش اللي مارح تقوله لي !!!!!"
تفاجئت بصوت أمي من ورانا وهي معصبة .. موقف لا نحسد عليه !
وقفت أنا وخالد نطالع فيها من غير ولا كلمة .. ما تقوم إلا بوقت... !!!!!!!
عادت كلامها لخالد : ايش صاير ؟؟ بتقول لي ولا لأ ؟؟
خالد بتردد : يما طيب تعالي اجلسي وبقول لك ..
قالت بعصبية : لا .. والله ما اتحرك من مكاني غير لما تقول لي !
طالعت في خالد انتظر ردة فعله ،، وفي أمي اللي وقفت بعناد واصرار ..
أمي قالت : ايش تبغى تسوي بعد من وراي ؟؟ هااااه ؟؟
خالد ناظرها بصدمة وقال : يما لا .. مو كذا السالفة !!
حسيت ان الموقف تكهرب !!
قلت لها بسرعة : يما محمد مسوي حادث ..
لفت علي بقوة وبصدمة ،،
خالد : منيييرة !!!
طالعت امي اشوف وقع الصدمة عليها ..
امي بتلعثم : أيـش؟؟
قال خالد : يما ماصار له شي .. حادث بسيط!
مسكت كتف خالد بقوة وهزته بعنف : كيف .. كيف بسيط وانت ما تبي ..تقول لي ؟؟ تبي تخبي علي ليه ؟؟
قال وهو يمسك يدها : يما جروح بسيطة بس
صاحت فيه : ايش اللي صار له ؟؟
حسيت اني ورطت خالد !! أمي قلبها ضعيف اخاف فجأة يصير لها شي ..
لحالي انا متوترة وموعارفة ايش صاير بالظبط !!
قلت لها بمحاولة : يما طيب تعالي اجلسي اهدي واشربي موية .. بعدين يقول لك السالفة كلها ..
صارخت علي : انتي اسكتي ،، والله ما اتحرك غير لما تقول لي
خالد رفع جواله وقال : بتصل لك عليه الحين تكلمينه وتتطمنين عليه بنفسك ..
شفت الخدامات واقفين يطالعون فينا ،، اشرت لهم يجيبون كرسي ..
جلست على الكرسي وجبت لها موية .. ما طالعت فيني ولا اخذت الكاسة من يدي ..
خالد قال لأمي بعد ما تكلم في التليفون : هذا جوال اللبناني اللي يساعده هناك .. بس طلع من المستشفى ،، الحين مب عند محمد ..
قالت : ايش يعني ؟؟
قال : بيرسل لي رقم المستشفى الحين .. تطمنتي ؟؟
قالت : محمد في المستشفى ؟؟ مو قلت لي بسيطة ؟؟ وليه من ثلاث ايام ما يرد ؟؟ وليه ما يتصل علينا من تليفونه
سكت خالد بتردد ،، مادريت كيف رح يقول لها ويشرح لها !!
أمي قالت بانفعال بعد ما شافت تردده : .. لو ما قلت لي الحين اللي صار بالظبظ .. والله لازعل عليك طول عمري ..
تنهدت بملل وانا اشوف امي تعيد كلماتها المعتادة على خالد ..كل ما بغت منه شي تقول هالكلمتين .. !
خالد قال بشبه انفعال : تبين تعرفين السالفة كلها .. اثنين هاجموه من يومين وسرقوا منه جواله ومحفظته ، ما اعرف اللي صار بالظبط بس رجله انكسرت وانجرح جرح بسيط .. ومن يومها وهو بالمستشفى مغمى عليه،، وتوه اليوم يصحى !
على آخر كلامه قربت منه وضغطت على ذراعه اهديه وأنبهه إنه فقد أعصابه ..
قلت : خالد ! خالد بس !!
ما لف ، وكمّل : هذا كل اللي صار .. خليها تعرف وتشوف اني ما أبي غير مصلحتها !! بعدين اللي تبينه يما هو اللي بيصير ..خلاص؟؟ .. في شي ثاني تبينه زيادة عن كذا ؟؟
أمي طالعت فيه بصدمة ودموعها تنزل .. حسيتها مخنوقة وموعارفة تتكلم ،، خفت عليها كثثير وقربت منها وانا أناولها كاس الموية من جديد .. ضربت الكاس بيدها ،، وطاح وانكسر !!
مسكتها من ذراعها وقلت : يما قومي خلاص.. محمد مافيه الا العافية ..
نزلت يدي من على ذراعها وقالت لخالد برجاء : خالد .. وديني له ..
خالد اللي واقف يطالعها بحزن .. قال : كيف اوديك له ؟؟
قالت : ابي اشوفه .. ما يهمني ايش يصير . جيبوه لي .. ابي اروح له !!!
خالد : يما كلها كم ساعة ويتصل فيك .. وتسمعين صوته وتطمنين عليه
قالت : ادري انكم .. تخبون عني شي .. قلت لك ابي اشوفه !!!!
خالد قال لي : منيرة خذي أمي لغرفتها ترتاح وانا بروح اخبر ابوي بالسالفة ..
صاحت فيه : قلت لك ابي اشوفه ..
نفضت يدي اللي عورتني من مقاومتها ... اكره لما تكون بذي الحالة ،،
قلت : يما سمي .. الحمد لله ما صار له شي .. وخالد ما رح يكذب عليك
قالت لخالد اللي كان بيطلع: لو تبيني اسامحك .. جيبه لي !
خالد تركنا وطلع من المطبخ ،، وانا لفيت على امي اللي تصيح بصوت عالي ..
قلت : يما خالد لحاله ضايق وتعبان .. تعرفين انه لو يقدر يجيبه كان جابه ..
ما ردت ..حاولت معها تقوم مرة ثانية ..
قالت : انا الغلطانة اني سمحت له يسافر ،، انا الغلطانة اني ما تكلمت ولا عارضت!!
قلت بملل : لا إله إلا الله !!!
قالت بانفعال : شايفتني مجنونة قدامك !!!!!! روحي .. روحي عني !!
تركت يدها ومشيت وراها وهي رايحة لغرفتها ، لكنها لفت لمكتب أبوي وفتحته بقوة ..
أبوي كان واقف بحدة وهو ماسك التليفون ويكلم خالد ..و شكله متضايق ..
صاحت فيه أمي : الحين تقول لهم يرجعونه هنا !!
أشر لي أبوي اني أهديها .. هزيت كتفي بيأس ..
خالد قرب منها يحاول معها : يما اهدي الحين أبوي يكلم المستشفى وبيكلم محمد ..
كلنا طالعنا في أبوي اللي يتكلم في التليفون : هلا محمد ... كيفك الحين ؟؟ ...... طيب ايش قالك الدكتور ؟؟ ...........متى بتطلع من المستشفى ؟؟ .......... طيب خذ كلم أمك وطمنها ..
اعطاها التليفون ،، مسكته بيدها اللي ترتجف ، قالت : محمد ؟؟؟؟؟ ابي اشوفك حبيبي لا تجلس عندك زيادة........ ما رح ارتاح غير لما اشوفك ......... خالد بيجيك ......... ا..
جلست أمي على الأرض وهي تصيح والتليفون طاح من يدها ..
رحت لعندها بسرعة وخالد مسكها من يدها ،، أبوي قرب وهو يناديها : سارة ؟؟ سارة ؟؟ خلاص كلمتيه وتطمنتي عليه ،،
قالت من بين صياحها : خالد روح لأخوك وجيبه .. فاهم ...؟؟
أبوي قال بضيق : مافي داعي لكل هذا يصير .. عنده هناك ناس يساعدونه و.....
قاطعته أمي : كاااافي .. سفرته وما قلت لك شي .. الحين لااا .. ولدي بيرجع غصبن عنك .. ما بيجلس هناك زيادة يوم واحد ..
أبوي انصدم منها ،، وكلنا انصدمنا ،، ما توقعت ردة الفعل القوية هذي ،،ولا لهجتها هذي مع ابوي .. يمكن عشان كانت افتقادها لمحمد بدرجة كبيرة الايام اللي فاتت زادت من ردة فعلها ،،
خالد قال : بروح له يما خلاص بروح له بس اهدي ..
وناظر في أبوي بحيرة واستفسار ،، كأنه يستأذنه في اللي تقوله أمي ..
ابوي قال : اللي تبونه سووه .. بس كلموه اول وعلموه ،، وشوفوا ايش هو يبي ..
وتركنا وطلع من المكتب ..
قومت أمي بمساعدة خالد .. وجلسناها على الصوفا .. سدحتها وانا اطالع في خالد بحزن ..
قلت : من جدك بتروح ؟؟
قال : بسأل محمد و....
قاطعته أمي : روح يللا احجز .. ايش جالس تسوي هنا !َ!!
قام خالد بعد ما استوعب الموضوع .. وتركني معها ..
ضغطت على يدها وانا اسمي عليها ..
واحاول استوعب اللي قاعد يصير !!
بس بداخلي كانت فرحة خفية ،، يمكن هذا صار عشان يرجع محمد لنا ..
وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم !
ان شاء الله كله خير ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ مريم ~
أول ما دخلت بيتنا أخذتني صالحة بالأحضان وهي تسألني عن أحوالي..
كان موقف صعب علي كثير اني أستمر كاتمة دموعي فيه ،،،
في لحظة تمنيت الزمن يرجع لورا ويتوقف وما يتقدم !!
طلعت لغرفتي مع عهد اللي تراقبني بصمت ..
قلت : اول ما أمي ترجع ان شاء الله تجين تجلسين معي مثل ما جلست معك ..
قالت : ان شاء الله ..
حاولت أوريها انه مازال عندي أمل كبيير ..
وأنا عندي أمل .. ،، والحزن والألم ما يعني دايما اليأس ..
مسكت جهازي اللاب توب وقلت لها : من زمااان عنه ..
قالت : ما أدري كيف تقدرين تبعدين عنه
قلت : الحمدلله ما عندي إدمان ..
قالت فجأة : مريم بصراحة ليش جيتي هنا ؟؟
قلت بصدق : افتقدت البيت ..
سكتت وهي تطالعني .. نظرات فهمت منها انها متضايقة من حالي ..
بس عهد تبي الكل مستانس ومرتاح حتى في أحلك الظروف ..
لازم تقدر تأثري بحالة أمي ..
مهما كان ما هان علي زعلها وضيقها .. رحت لعندها ومسكتها من يدها
وقلت : تعالي تحت نروح للحديقة اخذ ورود منها
قالت بدهشة : ورود ؟؟
نزلت ويدي بيدها ،، قلت : ايه ورود .. تعرفيني مرة احبها
اخذت 5 ازهار صفرا بيدي .. وانا اشجعها تسوي مثلي ..
قالت : مريم في محلات للورود عادي نمر عليهم ونجيب لك .. خلي ازهاركم في حالها من كثرها يعني ..
قلت لها وأنا احس بطاقة من الامل : لأ .. هذي الأزهار مو لي ..
قالت : أجل لمين ؟؟
قلت : لأمي ..
وقفت أطالع فيها وهي رافعة حواجبها بدهشة .. ابتسمت ..
قالت : يعني بنروح لها .. ؟؟
قلت : ايه .. قررت .. معاك حق لازم أحاول ،، ما ينفع اجلس بمكاني واستنا بس ..
قالت : مريم لا تضغطين على نفسك بسببي
قلت : لا .. انا عندي أمل ان شاء الله بتتحسن ..
ابتسمت عهد وحسيتها رجعت لطبيعتها واطمنت ..
طلعنا من البيت بعد ما ودعنا صالحة اللي كانت متأثرة بالوضع كثييير ..
وتوجهنا للمستشفى ،، وطول الطريق وأنا أستعد لمقابلة أمي
ومهما صار منها ، ومهما كان الحال اللي رح اشوفها عليه
رح أتحمل .. وأصبر ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ عهد ~
جانا الدكتور واحنا واقفين عند حجرة خالتي بعد ما نقلوها لغرفة عادية ،،
وسمح لنا ندخل بعد ما قال لنا انها مازالت على نفس وضعها ،، وحذرنا من اننا نضغط عليها بالكلام!
دخلت وانا ماسكة يد مريم المتوترة ..
شفت خالتي اللي من زماااااان ما شفتها .. كانت نايمة على السرير الأبيض ،، ووجهها الصافي البشوش كان شاحب وضعفاان .. مريم قربت منها بشويش وهي تتأملها ..
حطت الأزهار على الطاولة الصغيرة جنب سريرها .. وبااست راسها ويدينها ببطىء..
لفت علي وبعيونها شبه الدموع تجمعت ..
قالت : يللا عهد .. خليها نايمة ومرتاحة ..
قلت بتأثر : ايه .. مرة ثانية ان شاء الله نجي وتكون صاحية ..
طلعنا وشكرنا الدكتور اللي عطانا هذي الفرصة .. وأكدنا عليه يبلغنا بأي تطورات ..
مريم راحت لاستقبال المستشفى وقالت لي : نسيت أسألهم عن تكاليف العلاج .. المفروض انهم يقولون لي عنها بعد ما نقلوها لغرفة عادية ..
قلت : يمكن يقولون لك عنها بعدين اذا طلعت من المستشفى ..
قالت : ما أدري .. خليني أسأل عشان أشوف اذا لازم أروح للبنك أو لا ..بالمرة واحنا طالعين ..
تمنيت لو أمي معنا الحين ،، كيف أمي ما تكفلت بعلاج خالتي للحين؟؟
يارب يقولون لها بعدين عشان ندفع لها احنا !!
ما يصير مريم تدفع مايصيييير !!! حسيت بتأنيب كبير في نفسي !!
قلت : مريم مو المفروض انتي تدفعين .. احنا المفروض ندفع .. خلك الحين من هالدفع ..
قالت : لاااا .. مستحيل أمي إذا درت بعدين بتزعل .. لا شدعوة اصلا امي معطيتني الحساب حقها في البنك وفاتحته لي من زمان ..
قلت : طيب تعالي نسأل الحين وبس.. شوفي هناك موظفة فاضية
راحت لها تسألها ورجعت بعد شوي تمشي ببطىء ..
قلت : ايش قالت لك ؟؟
قالت بدهشة : تقول لي تكاليف العلاج مدفوعة كلها ..!!!!!!!
قلت : ؟؟؟؟ يمكن أمي ....؟؟
قاالت : ما أدري .. إذا رحنا البيت نٍسألها .. مو عارفة ايش اسوي ؟؟ المبلغ كبييييير ،،،
قلت : لا تشيلين هم .. الحين نروح البيت ونسأل أمي
شهقت فجأة وقالت : اااه تذكرت .. لاااااااه ..
سألتها بتأنيب : خوفتيييني ... أيش ؟؟
قالت : شكله عمي هو اللي دفع !! ياربي احراااج !
قلت : مريم بالله عليك الحين نروح البيت ونتأكد أول .. واذا عمك يعني عاادي ما فيها شي ،،مثل أبوك ..واذا امي فمثل أمك ... يعني ماله دااعي !
قالت : أدري بس ....
قلت : لا بس ولا شي .. ما صدقت انك رجعتي لمودك المتفائل ..
وصلنا للبيت وانا فرحانة بهدوئها والأمل اللي تجدد في نفسها
كذا انا مرتاحة .. ولا في شي يأرق بالي !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~وائــل ~
جلست ورا مكتبي بالشركة أراجع للمرة الاخير في ملفات المفروض اسلمها سيف لليوم ،،
سمعت دق على الباب .. وتفاجأت بدخول سيف ..
قال : صباح الخير
رديت بابتسامة: صباح النور ..
سأل : الملفات جاهزة وائل ؟؟
أعطيته الملفات وأنا أبتسم : ايه كلها تمام ... توني مخلص مراجعتها ..
قال : وكيف حالك ؟؟ رحت للمستشفى ؟؟
قلت : ايه رحت للدكتور .. قال لي قرحة بالمعدة
قال : يوووه قرحة !! من ايش ؟؟
نزلت عيوني وانا اتسائل في نفسي .. اكيد يعرف السبب ..
كله من اللي كنت أدمن عليه !!
قلت : قال في اسباب كثيرة ممكن تسبب القرحة ..
قال : طيب اهم شي كتب لك علاج ؟؟
قلت : ايه بس معقد .. في اكلات ممنوعة ونظام كامل .. الله يعينني!
قال : الله يشافيك منها ان شاء الله ..
ابتسمت له وأنا أشوف العلاقة بيننا رجعت عادية وأفضل من قبل ..
قال : صحيح اليوم جاي موظف جديد لقسم الحسابات .. أبيك تقابله قبل وتسأله على مؤهلاته ..
قلت : طيب خليه يجي عندي ..
قال : ايوة بعدين اعطيني تقرير عنه .. هذي سيرته الذاتية
ناولني الملف وتركني اتصفحه لحالي ..
وكأن دخلة سيف كانت مفتاح رجع يفتح باب أفكاري اللي نجحت في الهروب منها لأيام معدودة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ عبد الرحمن ~
فاجأني اتصال خالد وأنا في دوامي ..
خفت انه بيسألني عن نور وجوابها .. وأنا توني مااستعديت أسألها أصلاً !
رديت عليه : السلاااااام عليكم
قال : وعليكم السلام .. اهلاً عبد الرحمن شخبااارك ؟؟
قلت : الحمد لله بخير ياهلا فيك .. انت كيفك ؟؟
قال : الحمد لله ... وكيف الاهل طيبين ؟؟
قلت : الحمد لله بخير ..
قال : عبد الرحمن أنا بعتذر منك هالاسبوع نأجل موعدنا
قلت : لا عادي خذ راحتك .. أنا للحين ما سألتها عن جوابها
قال : اعذرني بس أخوي مسافر يدرس براا واستوا معه حادث لازم اسافر له اشوفه واطمن واطمن الوالدة عليه .. ان شاء الله ايام ولاجيت اكلمك وتعلمني وقتها بالجواب..
قلت : الله يشفيه لكم ويرجعك بالسلامة ان شاء الله ..
قال : تسلم الله يجزيك الخير .. يللا في أمان الله
قلت : الله يحفظك ... مع السلامة
سكرت وانا اتنهد براحة .. مهما كان التأجيل بث فيني راحة ،،
(كل تأخيره وفيها خيرة )
وهذا اللي تأملته !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
|