كاتب الموضوع :
نونو
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
20_ دعـاءٌ يذيب صفائح الحديـد و يُسكن المـاء الجاري ..
حديـثٌ مختـلقٌ موضـوعٌ
إليكم بيانٌ لحال أحد الأحاديث الإنترنتية المشهورة :
أولاً: (نص الحديــث) :
رُوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال :
(من دعا بهذه الأسماء استجاب اللّه له اللّهم أنت حي لا تموت وأنت خالق لا تغلب وبصير لا ترتاب وسميع لا تشك وصادق لا تكذب وغالب لا تغلب وأبدي لا تنفذ وقريب لا تبعد وغافر لا تظلم وصمد لا تطعم وقيوم لا تنام ومجيب لا تسام وجبار لا تقهر وعظيم لا ترام وعالم لا تعلم وقوي لا تضعف وعلي لا توصف ووفي لا تخلف وعدل لا تحيف وغني لا تفتقر وحليم لا تجور ومنيع لا تقهر ومعروف لا تنكر ووكيل لا تحقر وقدير لا تستأمر وفرد لا تستشير ووهاب لا تمل وسريع لا تذهل وجواد لا تبخل وعزيز لا تذل وخافظ لا تغفل وقائم لا تنام ومحتجب لا ترى ودائم لا تفنى وباق لا تبلى وواحد لا تشبه ومقتدر لا تنازع)
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم :
(والذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد لذابت ولو دعى بها على ماء جار لسكن ومن بلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا ربه أطعمه وسقاه ولو أن بينه وبين موضع يريد جبل لاتسعت له الحيل حتى يسلكه إلى الموضع ولو دعى على مجنون لأفاق ولو دعا على امرأة قد عسر عليها ولدها لهون عليها ولدها ولو دعا بها والمدينة تحترق وفيها منزله لنجا ولم يحترق ولو دعا بها أربعين ليلة من ليالي الجمعة غفر اللّه له كل ذنب بينه وبين اللّه عز وجل ولو أنه دخل على سلطان جائر ثم دعابها قبل أن ينظر السلطان إليه لخلصه اللّه من شره ولو دعا بها عند منامه بعث اللّه بكل حرف منها سبعمائة ألف ملك من الروحانين وجوههم أحسن من الشمس والقمر يسبحون له ويستغفرن له ويدعون ويكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات)
فقال سلمان : يا رسول اللّه أيعطي اللّه بهذه الأسماء كل هذا الخير ؟
فقال : (لا تخبره للناس حتى أخبرك بأعظم منها فإني أخشى أن يدعوا العمل ويقتصر على هذا)
ثم قال : (من نام وقد دعا فإن مات مات شهيداً وإن عمل الكبائر وغفر لأهل بيته ومن دعا بها قضى اللّه له ألف ألف حاجة) .
ثانياً: (درجة الحديث ومقالات العلماء فيه) :
هذا الحديث كذبٌ مفترى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يخلو سندٌ من أسانيده من كذّاب أو وضّاع ، وفي متنه كلماتٌ ركيكةٌ يتنزه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن مثلها .
وإليكم أقوال العلماء ممن وقفت عليهم :
1-قال الإمام أبو نعيم الأصفهاني في الحلية (8/55-56) :
" هذا حديث لا يُعرف إلا من هذا الوجه وموسى بن يزيد ومن دون إبراهيم وسفيان فيهم جهالة ومن دعا الله بدون هذه الأسماء بخالص من قلبه وثابت معرفته ويقينه يسرع له الإجابة فيما دعا به من عظيم حوائجه" .
2-وقال الإمام ابن الجوزي في الموضوعات (3/175-177) :
"موضوع" .
3-وقال الإمام الذهبي في تلخيص الموضوعات (861) :
"وهو مما تشهد قلوب الجهال بوضعه، فضلاً عن الفضلاء".
4-وقال الإمام ابن القيم الجوزية في المنار المنيف (ص45) :
"وهذا وأمثاله مما لا يرتاب من له أدنى معرفة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكلامه أنه موضوع مختلق وإفك مفترى عليه".
5-وذكره الإمام السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/350-352) ونقل كلام ابن الجوزي نقل إقرار من غير إنكار .
6-وذكره الإمام ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (2/320-321) .
7-ونقل الإمام الملا علي القاري كلام ابن القيم في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص400) نقل إقرار من غير إنكار .
8-وقال الإمام العجلوني في كشف الخفاء :
" موضوع ومختلق مصنوع".
9-وقال الإمام القاوقجي الطرابلسي في اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع (ص121) :
"موضوع" ثم نقل كلام ابن القيم .
10-وقال محدث العصر الألباني في السلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (780) :
"موضوع" .
وبعد هذا البيان لحال الحديث فإنه لا يجوز ذكره أو نشره إلا مقروناً بأنه موضوع وكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وينبغي علينا أن نُقبل كل الإقبال على الأدعية الصحيحة الثابتة وما أكثرها ، ونعرض تمام الإعراض عن أمثال هذه الأدعية الركيكة المفتراة .
والله تعالى أعلى وأعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
|