المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
مجموعة قصائد للعبقري د.أحمد خالد توفيق
السلام عليكم
أقدم لكم اليوم مجموعة قصائد للكاتب الكبير د.أحمد خالد توفيق مؤلف سلاسل ما وراء الطبيعة
و فانتازيا و غيرها
أغنية المباحث
ذكر المخبرْ ..
في صدر التقرير الثاني من اوراق ملفي الأغبرْ..
أني أعشق !
ذكر المخبرْ
أني أتنهد أحيانًا
وأكفكف دمعي أحيانا ..
وبأني (في الشهر الجاري)..
أتلاشى في جوف الظلمة.. وأدندن أحلى أشعاري ...
وبأني إذ أرجع ليلاً
لا تغفو ليلاً أنواري !
قال المخبر..
إن المذكور يحيرنا ..
صاحبة الشرفة لا تعرف أية أنشطة مشبوهة..
لكنا (قمنا باللازم) ..
وعرفنا لون وسادتها ..
وبأي عبير تتعطر ..
(نرفق طيًا صورتها وملفًا عنها)..
قولي لي يا توءم روحي ..
يا من في عينيك صبوحي ..
أنى تتلاقى عينانا
وأمامي وورائي مخبر ؟
قال المخبر
في صدر التقرير الثالث من أوراق ملفي الأغبر..
إني أعطيها أوراقًا تخفيها عن كل الأعين ..
أوراقًا تكسوها أسطر !
(يبدو منشورًا موبوءًا يتلاعب بنظام الدولة ..
أركان اللعبة تتبلور)..
ذكر المخبر ..
أني أسهر ..
والسر الهامس في قلبي قد أسى إعصارًا يجأر ....
أوصى المخبر ..
في ذيل التقرير الخامس:
لن يخدعني ما يحسبه غيري عشقًا ..
إني أبصر ..
شيئًا يترصد في الظلمة ..
يتلاعب بنظام الدولة ..
إن المذكور يناجيها ..
ولهذا أوصي أن تبقى كوسيلة ضغط فعالة ..
كي نضمن أن يعمل معنا ..
كتب المخبر ..
تلك الأسطر ..
واختار لها لونًا أحمر ..!
وملفك يغفو فاتنتي بجوار ملفي
نتناجى ..
من بعد عذابات الرحلة ..
قد جمعّنا أمن الدولة ..
قولي لي يا توءم روحي ..
يا من في عينيك صبوحي ..
أنى تتلاقى عينانا
وأمامي وورائي مخبر ..
.................................................. .............................................
أغنية الشيطان الأبله
قد كان – صغاري – شيطانًا
لا يملك سحر الشيطان ...
أعرفتم شيطانًا أبله ؟
قد يوجد شيطان يلهو ..
يغريك بأحلام سهلة ..
قد يوجد شيطان يعبث ببقايا جلباب أبيض ..
لكني – أحبابي – أعرف
أسطورة شيطان أبله ..
قد جاء الدنيا مأفونًا
يحسبنا أطفال اللحظة .
تغوينا مشية غانية ..
أو جرعة خمر معسولة ..
أو حتى تخدعنا لفظة ..
ذاك الأبله !..
يحسبنا ما زلنا نحيا
عصر التفاحة والأفعى ...
في عصر البيتلز والهيبز
وزواج رجال برجال ..
في عصر الإلحاد المطلقْ ..
لن يخدعنا ..
إلا شيطان يتأنقْ..
يتخير لون جواربه .
في العين نجوم تتألقْ ...
ما معنى أن يأتي فينا
شيطان ملتاث منهك ؟
الشر كئيب يا سادة .
والفقر كريه يا سادة .
ما أقبح شرًا لا يملك !
قد يصرخ
إني شيطان !
لكن الفاقة تمنعني أن أبدو مثل الشيطان !
قولوا:
في عالمنا المترف .
الفاقة إلحاد سافر ..
أن يظهر فينا شيطان
ذو لحية تيس وحوافر ..
هذي سخرية نمقتها ..
هذا تجديف بالباطل ..
قد كان صغاري شيطانًا
لا يبدو مثل الشيطان .
ولهذا لم يقنع أحدًا ..
ولهذا لم يخدع أحدًا ..
ولهذا نرجمه الليلة !!
.................................................. ............................
شرايين تاجية
قد شاب صغيرك يا أمي ..
ما عاد بريئًا يا أمي..
ولكم قد هادن وتراخى
ولكم قد نافق وتنازل ..
ولكم داهن !
صدأ الأعوام يغلفني
وغبار الرحلة يعميني ..
أبخرة التبغ مع الحسرة
تتسرب من صدري الفاني ..
حقًا
قد واجهت الدنيا ..
حقًا
قد حاربت الدنيا ..
هزمتني ..
لم أفهم هذا ..
ومضيت أغني ألحاني ..
سحقتني الدنيا لكني
لم أعلن هذا يا أمي !
قد شاخ صغيرك يا أمي ..
ما عاد صغيرًا يا أمي ..
قد غادر مهدك كي يعرفْ
لكني حقًا لم أعرفْ
ابتعت فراء الحملانِ..
جربت مسوح الرهبانِ..
ولبست دروع الفرسانِ ..
لكني
ـ أقسم يا أمي _
لم أخدع إلا مرآتي ..
حتى في ثوب الشيطانِ
لم أدرك معنى لحياتي ..
ولعمري هذي مأساتي ..
سيموت صغيرك يا أمي ..
أحلام شبابي أضنته
وقروح الماضي أدمته ..
أجتاز مدينة إحباطي
إكليل العار على رأسي !
إني أحيا
حقًا أحيا !
وبرغم تخاريفي أحيا
وبكل أكاذيبي أحيا ..
وبدون طموحاتي أحيا ..
والناس جميعًا إن كانوا
قد هزموا في الدنيا مثلي .
إن كانوا قد كذبوا مثلي ..
فبأية معجزة ننسى ؟
وبأية معجزة نحيا ؟
أجيال
قد هُزمت قبلي ..
وستُهزم أجيال بعدي ..
فلماذا
ـ عفوًا يا أمي ـ
يكسوني العار أنا وحدي ؟
كي أكمل هذي الأغنية
لا يوجد عمر يكفيني ..
أنواء الليل تحاصرني ..
وتضيق
تضيق
شراييني !
|