كاتب الموضوع :
wrood
المنتدى :
القصص المكتمله
تابع
درس خصوصي جداً
ضيف الحلقة جلال شموط .
ملاحظة :- إنّ جميل يعمل مدير مدرسة وفايز يعمل مدرس عنده في المدرسة .
جلس جميل وصديقه العزيز فايز في أحد المقاهي يشربون القهوة ، ضرب جميل قبضة يده على الطاولة وقال في غضب قلت لك لا ، لا أريد أن أدرس دروساً خصوصية ، قال له فايز لا يجب أن تفعل ذلك هذا درس خصوصي جداً سوف أظل وراءك حتى أقنعك ، قال جميل في غضب أنت تعرف أنني في حياتي كلها لا أدرس خصوصي ولن أفعل ذلك أبداً لماذا تفعل ذلك معي وليس مع غيري ، قال فايز أنا الذي أريد أن أعرف لماذا لا تريد أن تعطي دروساً خصوصية ، قال جميل في غضب أقل لأن كل طالب يستطيع أن يذهب إلى المدرسة ويجتهد في دروسه دون أن يحتاج لدفع المال في الدروس الخصوصية ، رد عليه فايز محاولاً إقناعه ولكن هذا الطالب يختلف عن بقية الطلاب حين تراه تحكم بنفسك ، قال جميل في غضب ولماذا لا تقل له أن يأتي إلى المدرسة وأدرسه مع الطلاب ، قال فايز قلت لك حين تراه تحكم بنفسك جربه ليوم واحد فقط وإن لم تقتنع به وبكلامي أتركه وأنا واثق بأنك ستغير رأيك موافق ، قال جميل حسناً موافق ، ولكن أنا مستغرب لماذا لم يطلب منك أن تدرسه ، قال فايز لقد سألته هذا السؤال وقال لي لسببان الأول لأنك قريبي وأنا متأكد أنك ستساعدني والثاني أريد مدرساً ليس قريبي ولن أعرفه من قبل ولن يدرس طالباً خصوصياً ن قبل ، وضع جميل يده على ذقنه وقال في شرود ، غريب لقد أثرت فضولي ، قال فايز وأسمه غريب أيضاً ، فضحك جميل .
دخل جميل إلى بيته ورأى الفوضى في البيت كانوا شكيب وريم وسامي يصرخون بصوت عالي ، ولكن لم يأبه لهم ثم ذهب إلى غرفته غاضباً فدخلت فدوى خلفه وقالت له لماذا أنت غاضب ، قال غاضباً وأنت أيضاً أين كنت طول المدة في البيت لماذا لم تحاولي إسكات أولادك ، قالت كالعادة كنت في المطبخ أحضر الغذاء لكم ولا أريد أن أتأخر في تحضيرها لكي يكون الغذاء جاهز عندما تأتي من العمل ، ثم أكملت ، ولكن لماذا أنت غاضب من أغضبك وأنت في العمل هذا ليس من عادتك ، قال جميل في شرود حزين لقد دبّر لي صديقي فايز طالباً أعلمه درساً خصوصياً ، قالت فدوى عظيم لقد جاءت لنا الرزقة ، قال ولكن أنت تعرفينني يا فدوى أنا لا أحب أن أدرس دروساً خصوصية ، قالت فدوى جرب ليوم واحد فقط ثم أحكم بنفسك ، قال لقد قال لي فايز هذا الكلام ولكنني لست مقتنع فمهما كان وضع الطالب المادي يستطع أن يذهب إلى المدرسة وينجح دون الحاجة لدروس خصوصية ، قالت فدوى لقد حيرتني لا أدري ما الذي أقوله لك ولكن أخاف أن تذهب وتعجب بفتاة هناك وتخطفك مني ، نظر إليها جميل في غضب وقال لها إذهبي وجهزي الغذاء .
دق جميل جرس باب طالبه وفتحت له أمه ، وقالت له أنت جميل قال لها نعم فقالت له أدخل فدخل ، إن هذا البيت ليس بيتاً عادياً إنه فيلا وعندما دخل أجلسته في الصالون وجلست بجانبه وكان صالوناً فخماً وكبيراً وجملاً وكان ينظر في إنبهار فقالت أم غريب إنّ صديقك فايز مدحك كثيراً وقال أنك من أعز أصحابه وأنك مدرس جيد ، قال جميل هذا من لطفك لقد بالغ كثيراً أنا لست إلا مدرساً عادياً ولكن أريد أن أسألك سؤال محرج ، قالت إسأل ، قال في هدوء أنت تملكون فيلا وهذا يعني أن حالتكم المادية جيدة فلماذا لا يأتي إبنك إلى مدرستي وأدرسه مع الطلاب بدلاً من الدروس الخصوصية ، قالت في حزن لا تقول هذا الكلام مرة أخرى قبل أن تراه واحكم بنفسك ، قال جميل عفواً هل أزعجك كلامي يا مدام .
لا لن تنزعجها نظر جميل إلى مصدر الصوت وصعق من المفاجئة لقد أحس بخطئه وأدرك أن كلام صديقه وزوجته وأم غريب صحيح وهو أن يرى ثم يحكم بنفسه لقد رأى أمامه طالبه غريب إنه .. إنه مقعد نعم مقعد وجالس على كرسي متحرك ، فقال غريب أنا غريب يا أستاذي طالبك فرفع غريب يده لكي يصافحه فصافحه جميل وفي هذه اللحظة بالذات أحس جميل بأنه تغير وكأنه قد سحر ، وأشار غريب إلى غرفة المكتبة وقال تفضل لنبدء الدرس ، فقال جميل حسناً ، فدخلا إلى المكتبة فقال غريب لنبدأ الآن ، قال جميل بهذه السرعة أنا أول مرة أرى طالب متحمس لهذه الدراسة ، قال غريب أنا طلبت مدرساً لكي أدرس ليس لأتهرب منه ثم تابع ، لقد كلمني صديقك فايز بأنك أغز صديق له وأنك مدرس ممتاز ونبيل ، قال جميل هذا كثير لم أتوقع أن يقول هذا عني ويمدحني إلى هذه الدرجة ولقد بالغ في مدحه ، قال غريب لا لن يبالغ إنها الحقيقة وقد أحسست بذلك وإحساسي لا يخيب وقال لي أيضاً أنك لم تدرس خصوصي من قبل لهذا السبب إخترتك ، قال جميل عفوا للذي سأقوله لو كنت أعرف بأنك مقعد لما ترددت في تدريسك وهو يعرف ذلك ولكني طلبت منه أن يقول لي سبب إصراره ولكنه لم يفعل ، قال غريب أنا طلبت منه أن لا يخبرك ، قال جميل لماذا ؟ قال غريب لأنني أريد أنا شخصياً أن أحس ردة فعلك هل هي صادقة أم لا ، قال جميل وماذا رأيت ؟ قال غريب لم أرى أستاذ أعظم منك من قبل ، فأحس جميل بأنّ دموعه ستنزل فحبسها ، فقال غريب هل نبدأ الدرس الآن ، قال جميل نعم .
ماذا هل هو أعمى أيضاً قالها جميل وهو يمشي بالشارع مع صديقه فايز ، قال فايز نعم ، قال جميل عجيب لماذا لم أنتبه لذلك آه لقد عرفت الآن لماذا يستعمل عبارة أحس بلد من عبارة أرى كيف لم أنتبه لهذا كيف ؟ لأنه قريبي أنا أعرفه جيداً إنه ذكي جداً ولا يريد أن يحسس الذين حوله أنه أعمى حتى ولو كانت أمه فهي تعرف بأنه أعمى ولكنها لا تحس بذلك لأنه يتصرف كالمبصرين ، قال جميل والله لقد أحببت هذا الرجل ، قال فايز ألم أقل لك بأنك ستحبه ، قال جميل أصبت لقد أحسست بصحة كلامك بعد أن رأيته أمامي فعرفت معنى قولك جرب بنفسك ثم أحكم أنت أعز صديق لي ولكن عتابي عليك أنك قد بالغت في مدحي أمامه ، قال فايز أنت تستحق هذا بالفعل ، قال جميل الغريب أنه قال لي نفس الكلام فضحك الإثنان .
دخل جميل إلى بيته ورأى الفوضى في البيت كانوا شكيب وريم وسامي يصرخون بصوت عالي ، قالت ريم أنت الطفل المدلل عند أمك لا نريد أن تجلس معنا ، قال سامي وأنا أريد أن أجلس معكم فأنا أخوكم وأنا أيضاً أذكى منكم فأي مشكلة تقعون بها دائماً أساعدكم وتشكرونني وأريد أن أجلس معكم الآن لأرى ما هي مشكلتكم وأساعدكم في حلها ، قال شكيب إذهب من هنا فنحن لسنا في حاجة إليك نستطيع أن نحل مشكلتنا بأنفسنا .
كفى قالها جميل في غضب وعم الصمت في البيت ثم تابع أنا أعمل لأجلكم كل يوم وأريد أن أدخل إلى البيت كي أرتاح وأرى الفوضى أمامي لأشياء تافهة ، قالت ريم في دلال هذه مشكلتنا تخصنا نحن الإثنين ونحن كبار ولا نريد للصغار أن يتدخلوا في ذلك ، قال جميل وأنتم تتشاجورن في أمور تافهة وأحس عقولكم كعقول الصغار ، فحزنت ريم على الكلام التي وجهت لها وأيضاً شكيب ، فضحك سامي وقال لهم هذا جزائكم ، فقال جميل وأنت مذنب أيضاً كان عليك أن تتركهم إذا لم يريدوك ليس أن تقلل من شأنك وتحاول أن تجلس معهم ، فحزن سامي أيضاً .
دخل جميل إلى غرفته غاضباً فدخلت فدوى خلفه وقالت له لماذا أنت غاضب ، قال غاضباً وأنت أيضاً أين كنت طول المدة في البيت لماذا لم تحاولي إسكات أولادك ، قالت فدوى كالعادة كنت في المطبخ أحضر الغذاء لكم ولا أريد أن أتأخر في تحضيرها لكي يكون الغذاء جاهز عندما تأتي من العمل ، ثم أكملت ، هل كنت مرتاحاً في الدرس الخصوصي ، قال جميل في هدوء نعم كنت في منتهى الفرحة ، قالت فدوى هذا واضح لقد تغيرت أنت لم تعارض الدرس الخصوصي كما في الأول ، ثم أكملت ، هل هي جميلة ، قال جميل نعم ، قالت فدوى في غضب أرئيت لقد كنت محقة بأن تكون هناك إمرأة تخطفك مني ، نظر إليها جميل في إستهزاء وقال لها جميل أنت وأولادك دائماً تحبون الشجار بأموراً تافهة إذهبي وجهزي الغذاء هيّا ، وبعد أن ذهبت قال لنفسه لقد حسبتها تقول هل هي جميلة عن الجلسة بيني وبينه وبالأخير إكتشفت أنها تفكر بأمور تافهة بصراحة بعد أن تعرفت على هذا الرجل إكتشفت أن حياة زوجتي وأولادي تافهة حتى أنا أحس نفسي تافه وحياتي تافهة ، لقد فتح لي غريب عيني بأشياء كنت أجهلها يجب أن نغير أسلوب حياتنا .
دق جميل جرس الباب في اليوم التالي وكان متحمسا لظهور يوم جديد للقاء غريب ففتحت أم غريب الباب وأدخلت جميل في الصالون ، فقالت له إجلس ، قال لها أريد أن أجلس في المكتب ، قالت مثلما تريد تفضل ، وبعد دخوله بثواني دخل غريب وسلم على جميل وقال له نعيماً ، فصعق جميل من قوة المفاجئة وقال له الله ينعم عليك ولكن كيف عرفت أنني حالق وأنت أعمى عفواً لهذا السؤال ؟!! قال غريب لا بأس لقد شممت رائحة رغوة الحلاقة ، ثم أكمل وعلى فكرة عندما كنت عندي أمس كنت لم تعرف بأنني أعمى ولقد أخبرك فايز بذلك أليس كذلك ؟ فصعق جميل مرة أخرى من المفاجئة وقال له وهو يتمتم و و لكن كيف عرفت بكل هذا ؟!! قال أمس لم أشعرك بأنني أعمى واليوم نفس الشيء كنت سأفعل ولكن بما أنّ فايز يعرفني ويعرفك إذن هو الذي أخبرك وأيضاً أحسست بردة فعلك أمس بأنني مقعد فقط وليس بأنني أعمى ، قال جميل هل ممكن أن أسألك سؤال خاص ؟ قال غريب نعم تفضل ، قال جميل هل العمى والشلل من الولادة أم هو حادث للأسف أنه حادث لقد كنت مع أبي وأمي في السيارة عندما كان عمري سنتين ووقع الحادث المشؤوم مات أبي وكسرت ساق أمي وأصبت بعاهة مستديمة ولقد سألت الكثير من الأطباء وأشهرهم وعملت تحاليل وكلهم أجمعوا بأن لا أمل لي بالشفاء ، قال جميل في حزن وندم شديدين أنا آسف لسؤالي هذا ، قال غريب لا بأس أنت لم تعد غريب بالنسبة لي ، قال جميل هل نبدأ درس الرياضيات ، قال غريب نعم وبعد مدة من دراسة الرياضيات سأله جميل في إستغراب ، أنت ذكي جداً في الرياضيات ربما في أي مادة أدرسك بها وإذا دخلت المدرسة ستأخذ الأول في الثانوية العامة وأيضاً إذا دخلت أي كلية لنجحت بامتياز ، قال غريب أنا أعرف كل ذلك ، قال جميل إذن إذا أنت ذكي كل هذا الدرسة فلماذا تطلب العلم ، قال غريب لأنني أحس بالملل وأريد أن أملي وقت فراغي بالكتب والعلم ، قال جميل إذا أحسست بالملل بكل هذه الدرجة فلماذا لا تذهب إلى المدرسة ، قال غريب الجواب بسيط جداً لأنه يوجد في الشارع رصيف يعيق الكرسي المتحرك عن الصعود ، سكت جميل ونظر إلى غريب في إعجاب ثم قال هل من الممكن أن أطلب منك طلب ؟ قال غريب أطلب ، قال جميل هل من الممكن أن آتي بزوجتي وأولادي وأعرفهم عليك ؟ قال غريب هذا يشرفني يا أستاذي أن أتعرف على عائلتك فأكاد أن أحس بالملل ، قال جميل شكراً لك ، قال غريب كم عدد أولاد وما أسماءهم ، قال جميل ثلاثة ولدان وبنت الولدان شكيب وسامي والبنت ريم ، قال غريب وما أسم زوجتك ، قال جميل فدوى ، قال غريب ومتى ستأتون ، قال جميل هل يناسبك غداً بنفس الوقت ، قال غريب ممتاز .
وفي البيت كانت عائلة جميل على مائدة الغذاء فقالت فدوى وهي تنظر إلى زوجها وهو يأكل بنهم ، أراك تأكل بنهم هذا يعني أنك فرح أليس كذلك ، قال نعم أنا فرح جداً ، قالت فدوى هذا واضح فقد كنت معها وأكيد إتفقتم على ميعاد ، إبتسم الأولاد ونظروا لأنفسهم ثم إلى والديهم ، وتوقف جميل عن الأكل فجئة بعد كلام زوجته فنظر جميل إلى فدوى ثم إلى أولاده وقال لهم جميعاً ، وأنتم مدعوّن أيضاً ولكن مع طالبي وليس مع إمرأة وأريدكم أن تذهبوا معي جميعاً غداً بعد الظهر وبدون أي نقاش مفهوم .
دق جميل جرس الباب وكانت عائلته معه فقالت فدوى إنها فيلا ضخمة لابد أنّ عائلتهم غنية ، قال لها جميل لا يهمك المظاهر ، قالت له فدوى ولماذا ، قال جميل لأنه مقعد وأعمى ، فوضعت فدوى يدها على فمها وقالت هه ، فتحت أم غريب باب الفيلا وقالت لهم أهلا وسهلا تفضلوا فأدخلتهم إلى الصالون وبعد أن جلسوا ، قالت فدوى لأم غريب لقد أحببتك منذ أن رأيتك فأنت طيبة جداً ، قالت أم غريب وأنا أيضاً لقد أحببتك ، فجاء غريب وقال لهم أهلا وسهلا آسف على التأخير ، قالت فدوى لا بأس ، تقدم غريب بكرسيه المتحرك إلى فدوى وسلم عليها وقال كيف حالك يا فدوى ، قالت فدوى جيدة ، ثم سلم على جميل وقال له كيف حالك يا أستاذ جميل ، قال له جميل جيد ، ثم سلم إلى شكيب وقال له كيف حالك يا شكيب ، قال شكيب جيد ، ثم سلم إلى سامي وقال له كيف حالك يا سامي ، قال سامي جيد ، وأخيراً ذهب إلى ريم فنظرت إلى عينيه وكان الحب من النظرة الأولى لقد دق قلبها مجرد أن نظرت إلى عينيه ثم سلم عليها ومجرد لمس يده بيدها دق قلبه فنبّأه حدسه أنه يحبها هذا هو الحب يأتي فجأة ومن دون ميعاد متجاهلاً كل الظروف التي أمامهم وبعد أن سلم عليها قال لها كيف حالك قالت في إرتباك أنا جيدة ، ثم قال لهم ما رأيكم أم نذهب إلى حديقة الفيلا فالجو جميل جداً في الخارج ، قال جميل يا ريت والله ، وبعد خروجهم جلسوا أمام طاولة دائرية كبيرة ووضعوا أمامهم الكراسي على حسب عددهم فأتت أم غريب لهم بالطعام سندويشات همبرجر وكان يوجد بجانب الطاولة مسجل وعندما كانوا يأكلون قال لهم غريب ما رأيكم أن تسمعوا أغاني ، قال سامي نعم ، قال غريب وعن أي مطرب تريدوا أن تسمعوا ، قالت ريم أريد أن أسمع شريط عمرو دياب ، وسرّه كثيراً أن ريم تكلمت وهي قصدت ذلك حتى تلفت إنتباهه ، فبحث بين الأشرط ووضع شريط عمرو دياب ، فسأله سامي في إستغراب وبراءة كيف عرفت شرط عمرو دياب وأنت أعمى ، فقال جميل بسرعة سامي أسكت ، فضحك غريب وقال لا بأس لا بأس في الحقيقة أنا مرتب الأشرطة وحفظت ترتيبهم على حسب المطرب من الأعلى إلى الأسفل ، قال له جميل الظاهر أنك متكيف في حياتك في كل شيء ، قال غريب نعم في كل شيء حتى لا أشعر بالملل ، فشغّل غريب المسجل وغنى عمرو دياب أغنية نور العين فقام سامي ورقص فتشجعت ريم وقامت أيضاً ترقص بجانب غريب فأحس غريب أنها ترقص بجانبه وكانا فرحان وأحسا بأن هذا اليوم هو أجمل يوم في حياتهما ، وبعد نهاية الأغنية قال لهم غريب ما رأيكم أن نلعب معاً في كرة القدم ، قال له جميل وأيضاً هذه تعرفها ، قال غريب نعم فأنا أستطيب أن أصد الكرة مثل أي حارس محترف ليس أعمى هل تتحدونني ، قال له جميل نعم ، قال غريب إذاً أنا فقط لوحدي وأنتم جميعاً ضدي موافقون ، قال سامي موافقون ، وقال شكيب موافقون ، فلعب شكب وجميل وسامي في الكرة كل واحد ضد الآخر والذي يأخذ الكرة يسددها في المرمي الذي يجلس أمامها غريب وبدأت اللعب وكانت كل تسديدة يسددها أي واحد منهم يصدها هذا الأعمى غريب وبالفعل مثلما قال لم تدخل في مرماه ولا هدف .
وفي البيت مجرد دخولهم إليها أحس كل واحد منهم بأنهم يدخلونها لأول مرة وكأنهم قد خلقوا من جديد وأحسوا أيضاً بأنهم تغيروا ، قال جميل أرأيتم .. أرأيمتم كيف أنه ذكي جداً وفي كل شيء وأيضاً حين صد كل التسديدات ولم يسمح بدخول ولا هدف ، قال له سامي وكيف يصد كل هذا كأفضل حارس محترف ، قال جميل يا بني لأنه أعمى يتركز كل تفكيره إلى حاسة السمع ، قال سامي ياالله ، قال شكيب في ندم أنا آسف يا أبي لكل إزعاج سببته لك فأنا أحس كل هذه الإزعاجات تافهة بعد أن قمت بزيارة لغريب وأنا أعدك بأنني سأتغير ، قال سامي في ندم وأنا أيضاً آسف وأعدك بأنني سأتغير ، وقالت ريم في ندم وأنا أيضاً آسفة وأعدك بأنني سأتغير ، ثم قالت لسامي تعال معي ، فذهبت وهي تحبس دموعها وهي دموع الحب فلحق بهم شكيب وذهبوا إلى غرفة نومهم يتكلمون مع سامي ليصححوا خطأهم فنظر إليهم جميل وأيضاً فدوى نظرت إليهم أحس جميل بافتخار من أولاده لأنهم تغيروا واكتشف أنه لم يكن على خطأ حين عرفهم إليه حتى يبدؤا حياة جديدة وأفضل ، فنزلت دمعة من عيني جميل وأيضاً من عيني فدوى وهما ينظران إلى أولادهما فظرت فدوى إلى جميل وقالت جميل أنا أحبك ، فقال لها جميل وأنا أيضاً أحبك ، قالت فدوى في ندم أنا آسفة لأنني كنت أفكر في أمور تافهة وهي غيرتي الزائدة عليك فأم غريب بعمر أمي وأمك وبمقامهما أيضاً وهي طيبة جداً ، قال جميل ودمعته نازلة أشكر الله الذي غيركم نحو الأفضل ، ثم قالت له فدوى في خجل وكتفها تلامس كتفه ألم تذهب إلى النوم .
وفي اليوم التالي عندما جاؤا الأولاد من المدرسة ، كانوا يتغذون جميعاً وفرحين ويأكلون بنهم ما عدا ريم كانت تجلس تفكر في شرود دون أن ينتبه عليها أحد وبعد فترة بسيطة من كلامهم أحست قلب الأم بشيء غريب وقلب الأم لا يخطأ لقد نظرت إلى ريم ، وقالت لها ما بك يا حبيبتي ريم لماذا لا تأكلي يبدو لي وكأنك حزينة ، ثم قال جميل في هدوء ما بك يا بنتي ريم تكلمي ، وقفت ريم وقالت في حزن أبي بعد أن تكمل غذاءك تعال أنا في غرفتي ، وقف جميل عن الطعام وأحس من العيب أن يكمل طعامه وكأنها قالت له أترك طعامك الآن وبصراحة لقد سدت شهيته فقام وتبعها إلى غرفتها ولكن قلب الأم وحدسها لم يمنعاها من الإنتظار فلحقت بهم وفي نفس الوقت راعت مشاعر إبنتها ولم تدخل بل وقفت بجانب الباب للتنصت ، وفي داخل الغرفة قالت ريم أبي بصراحة بدون لف ولا دوران ولا مقدمات أنا أحب غريب وقررت أن أتزوجه ، قال لها جميل محاولاً حبس ضحكته لأسلوب كلامها أف أف أف ولماذا تتكلمين بهذا الأسلوب وكأنك داخلة على حرب ، فقالت ريم وعينيها مليئتين بالدموع أنا بالفعل سأدخل على حرب إذا وقفتم ضدي هل أنت أحسن مني حين تحديت كل من إعترضك عندما أحببت أمي ، وضع جميل كفيه على كتفي ريم وقال لها في جدية وهدوء يا بنتي ريم يجب أن تعرفي نحن لسنا مثل بعض العيل الذين تفكيرهم قديم يزوجون بناتهم بالغصب وبدون رضاهم ولكن فكري جيداً إنه مقعد وأعمى جاوبيني بصراحة هل تحبينه بالفعل أو تعطفين عليه ، قالت لا أنا أحبه بالفعل رغم مرضه المزمن ، قال جميل بعد أن نظر إلى عينيها جواب نهائي ، قالت ريم جواب نهائي ، قال جميل مبروك لقد وافقت ، وبنفس الثانية بعد نهاية كلامه رمت بنفسها على صدر أبوها ووضعت رأسها على صدره وهي تضحك ودموعها مليئين بالدموع وكانت دموع الفرح وأيضاً جميل أصبح يبكي من الفرح وهو يضمها وأيضاً فدوى أصبحت تبكي من الفرح وهي تقف بجانب الباب دون أن يلاحظها أحد ، ثم قالت ريم لأبيها هل تمانع أن أراه اليوم ، قال جميل نعم ولكن ماذا سنقول لأمك وأخوانك ، قالت ريم أنا ذاهبة إلى صديقتي وأنت توصلني وتذهب إلى صديقك فايز ، قال جميل هذه فكرة جيدة ، قال ريم وعيناها مليئتان بالدموع شكراً يا أبي ثم قبلته على خده ثم ذهبت وغيرت ملابسها وشغلت أغنية نور العين وهي تلبس ، هل سألتم أنفسكم لماذا طلبت ريم أن تكلم أباها ولم تلكم أمها رغم أننا جميعاً نعرف أنّ البنت تقول جميع أسرارها لأمها ، سأقول لكم لماذا إن هذا الجواب له وضع خاص فجميعنا نعرف أنّ دائما قلب الأم على أولادها وخاصة على بناتها فهي دائماً تجاهد بكل جوارحها من أجل تأمين مستقبل أفضل لأولادها فمثلاً ريم تحب غريب ولكنه مقعد وأعمى فلو كلّمت أمها بذلك فإنها بالتأكيد ستوافق لأنه إنسان حسن الخلق وغني وذكي ويستطيع أن يأمن مستقبلها وأصبحت تعرف أمه ولكنه يحمل مرض مزمن إذن سترفض حتى تأمن لها عريس ومستقبل أفضل ، وريم لأنها بنت تعرف كيف يفكرون النساء خاصة الأمهات وأنها بالمستقبل ستصبح أم وأيضاً فدوى بعد أن سمعت الحوار أدركت أن إبنتها ذكية وعرفت بأنها ستفكر بذلك لذلك إختارت أبوها لأن تفكيره يختلف عن تفكير أمها فنزلت دموع فدوى راضية بمصير إبنتها ممتزجة بدموع الفرح ، وبعد أن لبس كل من جميل وريم ، قال جميل لفدوى أنا ذاهب إلى صديقي فايز وسأوصل بطريقي ريم إلى صديقتها ، قالت فدوى الله معكم ، وبعد خروجهما من البيت نزلت دموع فدوى إلى خديها وهي تعرف في الحقيقة إلى أين هم ذاهبون وهي متفاجئة وكأنها مسحورة لأنها راضية بإرادتها بهذا الزواج وهذا الحب من جهة ولا تريد أن تمنع أي أحد من أولادها أن يغامر بالحب مثلما غامرت مع جميل في صباها من جهة أخرى.
ذهب جميل وريم إلى فيلا غريب وطلب من ريم أن تنتظره في السيارة ثم دق الجرس وطلب من غريب أن يجهز نفسه حتى يذهب معه إلى الحديقة للتنزه ولم يقل له أنّ ريم معه ، وحين ذهبوا إلى الحديقة قال لهما جميل سأترككم قليلاً لأشتري بوشار لنا ثم ذهب على حسب إتفاقه مع ريم بأن يتركهما بأيّة حجة ، قال غريب في تردد وأخيراً أصبحنا لوحدنا ، قالت ريم في تردد أيضاً وأنا أقول كذلك ، قال غريب لماذا ؟ قالت ريم لأنني أحس برتياح حين أقابلك وأسمع صوتك ، قال غريب وأنا أيضاً أحس بارتياح نحوك حين أقابلك وأسمع صوتك ، ثم صمت قليلاً وقال هل تلاحظي أنّ شعورنا هو نفسه ؟ قالت ريم نعم ، قال غريب حتى شريط عمرو دياب الذي اخترتيه أحببته وبالذات أغنية نور العين فرحت كثيراً عندما رقصت بجانبي وسمعت هذه الأغنية أكثر من مرّة ، قالت ريم وأنا كذلك فرحت كثيراً حين رقصت بجانبك وسمعت هذه الأغنية أكثر من مرة ،قال غريب إذن هذا الشعور هو بداية الحب ، نزلت دموع ريم وقالت وأخيراً قلتها ، قال غريب ولماذا تبكين ، قالت ريم وكيف عرفت ، قال غريب لقد رأيت أحسست ذلك من نبرة صوتك ، قالت ريم محاولة أن تضحك وهي تمسح دموعها بكفيها أنا أبكي من الفرح فهذا أسعد يوم في حياتي كلها ، قال غريب في حزن وأنا كذلك ولكني مقعد وأعمى فكيف تقبلين بي ؟ قالت ريم أنت ليس أول واحد ولا آخر واحد يتزوج وهو ضرير وأنا قبلت بك هكذا لأن قلبي أحبك ولا أستطيع منع قلبي من حبك أنا أحبك ، قال غريب وأنا أحبك ولكني سأسافر ، قاطعته ريم ولماذا ؟ قال غريب لأنني سأتعالج هناك في أمريكا لمدة سنتين فأنا لم أولد ضرير ويقولون الأطباء نسبة نجاح العملية 60 بالمائة ، قالت ريم ولماذا سنتين هذا كثير ، قال غريب لأن علاجي سيكون أكثر من عملية جراحية وبعدها سأقوم بمعالجات فيزيائية حتى أستطيع المشي ، قالت ريم في حزن شديد ولكن أخاف أن تفشل العملية و .. ثم وضعت وجهها على كتف غريب وأصبحت تبكي ولم تقدر هذه المرة من حبس دموعها ، قال غريب محاولاً إسكاتها وهو يبعد رأسها من على كتفه حبيبتي لن أموت فالأعمار بيد الله ونسبة نجاح العملية كبيرة ولن أنساك أبداً هناك وكل فترة سأكلمك هاتفياً وأعدك عندما أرجع أتزوجك فوراً ، قالت ريم وأنا أعدك بأني أنتظرك فأنت خطيبي منذ الآن ، قال غريب أحس بأنك وأبوك قد إتفتما لكي تأتيا إلى هنا ويتركنا وحدنا من أجل هذا الموضوع صحيح ، قالت ريم نعم صحيح ، جاء جميل ومعه كيس البوشار وهو يأكل منه ويقول لهم وأخيراً أتيت به فهناك إزدحام عليه ، قالت ريم أبي لا داعي للتمثيل أكثر من ذلك أنا وغريب تكلمنا واتفقنا على هذا الموضوع ، قال لهم جميل مبروك ثم قال لغريب أنا فخور بأن تكون نسيبي .
وفي البيت كانا ريم وجميل في غرفتها وهي تقول في فرح وفي عينيعها دموع الفرح بعد أن قابلته إقتنعت أكثر بأنني أرديه واتفقنا أنّ بعد سنتين سنتزوج ، قال جميل أهم شيء أن تكوني مقتنعة به وتحبيه وبعد سنتين تكونين قد تخرجت من الجامعة ، كانت فدوى كالعادة تسمع الكلام بالقرب من الباب وبعد إنتهاء حديث جميل دخلت فدوى ودموعها على وجهها وقالت أنا سمعت كل الكلام قبل أن تقابلي غريب وبعد أن قابلتيه مبروك يا ريم ولكن كان عليك أن تخبريني ويجب أن تعلمي أنّ رأيي مثل رأي أبوك أهم شيء أن تكوني مقتنعة به وتحبيه ، بعد أن سمع جميل كلام فدوى نزلت دموعه وبعدها ضمت ريم أمها وأبوها بذراعيها ثم إبتسموا جميعاً .
النـهايـة
ما رأيكم ، من أجمل ذلك الشتاء أم درس خصوصي جداً وأين فيها تضحية أكثر ، أنا أعتقد أنّ هذا فيها تضحية أكثر ولكن قوة الحب متساوية بين القصتين هذه القصة تثبت أنّ جمال الوجه ليس كل شيء بل جمال الروح وكما قرأتم بأن ريم بعد أن رأت عيوبه ضحت بمستقبلها وأحبته وربطت مستقبلها به أرأيتم أجمل من هذا الحب ، أتمنى أن تتذكروا هذا الحب واعتبروه درس خصوصي جداً في ذكرى الحب ، وبالنسبة لذكرى الحب ستكون القصة التالية ولكن هل سألتم أنفسكم كيف ستكون ، إنّ ذكرى الحب تشبه قصة درس خصوصي جداً في التضحية ولها علاقة في قصة ذلك الشتاء في الماضي وأيضاً فيها جزء من التشابه ، ترى هل هذا الحب في هذه القصة لها ميزة خاصة ؟ ترى هل أثيرت فضولكم لقراءة هذه القصة ؟ إذاً إقرؤوا قصة ذكرى الحب واحكموا بأنفسكم إلى اللقاء .
|