لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


سلسلة القناع الأحمر...( غير ممكتمله)

بسم الله الرحمن الرحيم كنت قد وعدتكم أن أضع هنا سلسلة القناع الأحمر ، وأعتقد أن الآوان قد حان ، سوف أضع بين أيديكم العدد الأول وهو بعنوان الأسطورة ،

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-07, 03:07 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18432
المشاركات: 17
الجنس ذكر
معدل التقييم: القناع الأحمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
القناع الأحمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي سلسلة القناع الأحمر...( غير ممكتمله)

 

بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد وعدتكم أن أضع هنا سلسلة القناع الأحمر ، وأعتقد أن الآوان قد حان ، سوف أضع بين أيديكم العدد الأول وهو بعنوان الأسطورة ، واتمنى أن ينال إعجابكم ، مثلما نالت إعجابكم ( أسطورة القلائد السحرية) ، وأهم شيئ هو النقد البناء من أجل الاستمرار في هذه السلسلة ، وهل أعجبتك أم لا .. لأن أرآؤكم هي التي سوف تواصل هذه السلسلة الجديدة .. وفي النهاية أنا أكتب بناء على تشجيع منكم ..
والآن لونقف محطة القطار ، فقد حاون الآوان لزيارة عالم مختلف هذه المرة .. عالم القناع الأحمر بكل قوته ..
هذه السلسلة ، مزيج من الخيال والأسطورة ، والوهم والحقيقة ، ولكنها مع ذلك فهي تحمل بصمة عربية ، هذا ولأن الأحداث التي تدور ، ليست في بلد ، أو مدينة محددة ، وإنما مزيج من الوطن العربي ، فموطن الأحداث ، والذي وضعت له اسماً وهو (وطن )،يعبر عن جميع الوطن العربي ، فالشخصيات الموجودة في هذه السلسلة ، قد يحملون أي جنسية عربية ، ولكن الأهم أنهم عرب يمثلون أي قارئ عربي ، لهذا كان لابد من ( وطن ) .. وطن .. كيان كبير عربي أصيل .. مدن كثيرة وعريقة وأصيلة .. من مدينة المغرب إلى مدينة مصر ، ومدينة السودان إلى مدينة فلسطين ، ومدينة سوريا إلى تونس والجزائر وليبيا والأردن و السعودية ..
قد تتساءلون لماذا اخترت هذه السلسلة لكي تكون بهذا الشكل .. الجواب هو : أن هذه السلسلة سيقرؤها العديد من كافة الوطن العربي ، أردت أن أضع ولو لمسة بسيطة عن الوحدة العربية .. لا تفرقها حدود أو جسور ، وأخيراً أقول : أتمنى من كل قلبي أن يتحقق حلم كل عربي بالوحدة الوطنية ليخرج الكيان العربي الكبير إلى العالم ،شامخاً مرفوع الرأس ..
***
القناع الأحمر .. من بين الأساطير المعروفة والغير معروفة .. من بين عالم الخيال الواسع والضيق .. من بين ثنايا العقول المفكرة .. من بين اللهفة على كشف ستار الحقيقة الغامض ، بأي ثمن كان ، من بين عالم عجيب يكتنفه الغموض والألغاز التي ليس لها حل .. كان القناع الأحمر أحدها .. مع بطلا هذه السلسلة (عادل ) ، و ( ياسمين ) .. يخوضا في عالم متشابك ، غامض ، مرعب ..
العدد الأول
الأسطورة
سمعت ذلك النداء من بعيد ، كان يناديها بصوت خافت ، تطلعت في وجه أبيها ، وسألته في قلق وخوف :
- أبي !! هل تسمع هذا الصوت ؟..
التفت إليها وهو يبتسم في حنان ، ويربت على رأسها ، المزين بشلال من الشعر الأحمر الناعم قائلاً :
- اهدئي يا (ياسمين ) .. هذا لأننا نقترب من اكتشاف هذا الكهف لأول مرة .. أنت في هذا اليوم سوف تتمين العشرة أعوام ..
استمعت له في تردد .. لم تستطع أن تكذب أذنيها ، ذلك الصوت ما زال يتردد بندائه الخافت ..
كان أحد العمال قد اقترب من فتحة الكهف ، ونظر من ثقب صغير ، ثم نظر إلى رجل في الثلاثين من عمره ، ترك ابنته الصغيرة التي شعرت برجفة عميقة تتحرك في أعماق صدرها الصغير .. نظرت إلى أبيها الذي اقترب من العامل ، لم تستطع أن تسمع ما الذي قاله العامل لأبيها ..
لكن يبدو أنّ أباها قد قرر أن إزاحة هذا الجدار مهما كان الثمن ..
بعد نصف الساعة تمّ كل شيء .. تم توزيع المتفجرات في الأماكن المخصصة ..
جذبها والدها بعيداً، وراقبا المكان الهادئ للحظات ، ثم دوي انفجار قوي تطلعت الفتاة في خوف إلى فتحة الكهف التي ظهرت الآن .. في نفس الوقت أصبح الصوت أكثر وضوحاً ..
- (ياسمين) .. القناع الأحمر ..
كان الصوت يردد اسمها واسم القناع الأحمر .. لم تفهم ما يحدث .. لكنها بعد نصف ساعة كانت تنظر مع والدها إلى أغرب شيء رأته في حياتها .. عشرة أقنعة بعشرة ألوان مختلفة ، توزعت مناصفة على الجدارين المقابلين .. بدا كأن فنان أكثر من محترف ، قد جسّد بريشته هذه الأقنعة .. لكن أكثر ما جذب انتباهها القناع ذي اللون الأحمر .. كان مرسوما مرة أخرى على جدار بأكلمة ..
نظرت إلى الجدار في استغراب .. كان الصوت يتردد أكثر وأكثر .. شعرت بخدر يسري في جميع أجزاء جسدها ، وترنحت ثم سقطت على الأرض ..
نظر إليها ولدها في قلق متسائلاً :
- ( ياسمين) .. ماذا بك ؟..
لم تستطع أن تجيبه مع تردد الصوت ، وذلك الخدر الذي تشعر به .. وفجأة رأت خيالا يبرز من الجدار يقترب منها في هدوء .. نظرت إلى الخيال وصرخت بصوت عالٍ جداً ، جعل والدها ، يحمل ابنته في قلق ، وهو يقول :
- لن تعودي إلى المكان على الإطلاق .. سوف نعود إلى العاصمة (وطن) الآن ..
نظرت إلى الكهف نظرة خاوية ، وذلك الصوت يبتعد أكثر وأكثر .. ترى ما الذي يريده منها هذا الصوت ؟.. وما الذي رأته بالضبط ..
***
1- هذه الفتاة الغامضة …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عادل)
مرحباً، كيف حالكم جميعاً ؟ هل انتهيتم من قراءة آخر مجلة، صادرة لأبطال الفضاء، لا بأس لأنني أنا أيضاً قد قرأتها، وكانت نصف مرعبة، فليس من السهل أن أصاب بالرعب بسرعة، لابد من شيء رهيب، أو كارثة فظيعة حتى تشعرني بالرعب، قد تعتقدون أنني جامد المشاعر أو رجل له قلب من حجر، لا، أنا شاب لديه مشاعر مرهفة، حالمة، مثل أي شاب في عمري، ماذا ألم أخبركم كم أبلغ من العمر ؟ أنا آسف، رؤيتكم أنستني أن أقدم نفسي في البداية، حسن، أنا شاب عادي جداً، ليست لديه صفات مميزة في ملامحه يمكن أن تجذب أي فتاة إليّ، شعر أسود، وربما أبالغ قليلاً، لو قلت أنني طويل القامة نوعاً ما.
لي شارب رفيع ، أحاول أن أثبت به رجولتي ، وسط هذا العالم المتناغم المفعم بالموضة ، والأجهزة الإلكترونية الحديثة .
أما عن اسمي ، فهو عادي جداً ، ( عادل فهمي ) ، ربما له نفس رنين اسم ممثل عربي مشهور ، ولكن هذا اسمي ولا أحد يشاركني فيه .
أدرس بالجامعة ، هذا صحيح ، فأنا في السنة الرابعة ، قسم آثار ، هل راقكم هذا القسم ؟ ربما ؟ لست متأكداً من ذلك ؟ فقد عارضني أبي في هذا التخصص ، وبعد معاناة طويلة وافق.
لست أعلم لماذا اخترت هذا التخصص ، هل هو بسبب الآثار المصرية الغامضة ؟ ، أم بسبب كهوف تاسيلي العجيبة ؟ ، أم بسبب نهمي الشديد ، إلى كشف الغموض ، عن تلك الآثار التي تملأ العالم ، محاولة طفيفة من شاب بسيط .
نهار صحو جميل ، هذا الشعور ليس فيه مبالغة ، بالفعل النهار صحو وجميل .
مهرولاً إلى قاعة المحاضرات بسرعة ، لأنه لم يبق الكثير على بدئها ، وهنا لمحتها إنها ( ياسمين ) ، نظراتها الباردة ؛ التي دائماً ما ترمقني بهما ، كلما نظرت إليها ، كأنما هناك ثأر قديم بيني وبينها ، وللحقيقة ، أنا لست الوحيد الذي تنظر إليه هذه النظرات المتفائلة ، أكثر ما كان يجذبني إليها هو ..
هل حقاً تريدون معرفة ذلك الأمر ؟ حسن ، إنه شعرها الأحمر الناري ، طبيعي بلا أي أصباغ أو ألوان ، لهذا أشعر من نظراتها الباردة أنها نارية حمراء ، معذرة يبدو أن كل شيء عندي اختلط باللون الأحمر ، وجهها له مسحة ملائكية ، فيه صرامة تشي بقوة الشخصية ، لم أسمعها يوما ، لذا لا أستطيع أن أصف لكم صوتها .
المحاضرة بدأت ..
يقول الدكتور ( شامل ): أنّ لكل لغز ، تفسير مهما كان غامضاً أو عجيباً ، علينا أن نفتح عقولنا لكي تتسع مداركه ، ويستوعب كل جديد ، وألا نقف عند حقائق ، جامدة ، راسخة في عقولنا منذ الأزل.
هل تعلمون ؟. أنا أستمتع كثيراً ، عندما أستمع إلى الدكتور ( شامل ) ، فهو يشرف على مشروع التخرج ، الذي أعده حول الكهف الغريب ، الذي تمّ اكتشافه في مدينة سوريا قبل عشرة سنوات ، دائماً ألجأ إليه في ملاحظة ما ، كل ما أستطيع قوله هو ، النقوش العجيبة ، التي رأيتها على جدران الكهف ، غير ذلك لا يوجد سوى جدار، عليه نقش ، هائل لقناع أحمر اللون ، يشع بلون رهيب.
انتهت المحاضرة بسرعة ، لست أعلم لماذا ؟ ها أنا أرى صديقي (مراد ) ، يمشي بخطوات مسرعة نحوي ، فابتسمت في وجهه ، وأنا أسأله :
- ماذا فعلت البارحة أيها المشاكس ؟ هل ذاكرت جيداً لامتحان الغد ؟
ابتسم ( مراد ) ، وهو يلوح بيده في جدية :
- بالتأكيد جهزت نفسي جيداً ، لكن دعنا من هذا الآن ، وقل لي : ما هي أخبار مشروعك ، حول ذلك الكهف الغامض ؟
أجبته في جدية :
- إنني محتار يا صديقي ؛ إذ لم أجد بعد تفسيرا لتلك النقوش ، أو ذلك النقش ، الذي يمثل قناعا أحمر اللون ، حتى بمساعدة الدكتور ( شامل )، ما زال الأمر صعباً علينا.
نظر ( مراد ) إليّ قليلاً ، ثم سألني :
- هل تعرف ( ياسمين ) ؟
) ياسمين ) ، ومن ذا الذي لا يعرف ( ياسمين ) ، في هذه الجامعة ! ، ذلك السر الغامض . دائماً تجلس وحدها ؛ حتى أنني لم ألمحها ، ولو لمرة واحدة تجلس مع فتاة ، أو زميلة لها ، دائما تجلس وحيدة ، تقرأ في كتاب ما.
- نعم أعرفها ، ماذا بشأنها ؟
- عندما كنت ماراً بالقرب منها اليوم ، رأيت في يدها كتابا ، لا أتذكر اسمه ، ولكنها كانت منهمكة في قراءته ، ولم تلحظ الورقة ؛ التي سقطت من الكتاب ، ووقعت على الأرض ، فأسرعت بالتقاطها ، هل تعلم ماذا كانت تحويه هذه الورقة ؟
" حقيقة تملكني الفضول ؛ لمعرفة فحوى هذه الورقة ، ولكني لم أبدِ هذا له ؛ حتى لا أبدو له بمشهد الشاب المتطفل ، وعلى الرغم من ذلك ، رسمت على وجهي ، ملامح الدهشة ، وأنا أسأله :
- وماذا وجدت ؟
- خريطة لهذا الكهف الغامض ، الذي تقوم بإعداد مشروع التخرج حوله ، وهناك بعض النقاط الحمراء ، موزعة في نقاط معينة ، كأنها مناطق بحث.
- يا لها من مفاجأة ، لو أنّ ما تقوله صحيح ، فأستطيع أن أقول: أنني وجدت من سيساعدني ، في مشروع التخرج ، إنها ( ياسمين)
نظر ( مراد ) إليّ في دهشة متسائلاً :
- هل أنت تمازحني ؟، ألم تجد سوى ( ياسمين ) ؟ ، عزيزي ، يبدو أنك ستواجه خيبة أمل كبيرة.
- أنا أعلم ذلك ، ولكن ما باليد حيلة ، لابد أن أسعى إليها ؛ قد تمنحني المعلومات التي أحتاجها.
- أنت حر يا ( عادل ) ، ولكنك ستنتظر إلى الغد ، فلابد أنها غادرت الآن ، بالمناسبة ، لقد شوقتني لمعرفة سر الكهف ، لهذا سوف أتابع الموضوع معك؛ لعلنا نصل إلى تفسير نهائي .
نظرت إليه في هدوء ، ثم سألته :
- ما رأيك لو ذهبت معي الآن ، إلى منزلي لأطلعك على كافة المعلومات ، التي جمعتها عن الكهف الغامض ؟
- وهل هذا سؤال ؟ بالطبع سآتي معك.
غادرنا الجامعة ووقفت لحظة ، ثم ألقيت نظرة سريعة ، على اسم الجامعة المضاء ، باللون الأحمر المتألق ، ( جامعة وطن ) .
دقائق ووصلنا إلى منزلي ، والدي لا يزال في العمل ، ووالدتي وحيدة في البيت ، نسيت أن أقول لكم ، أنني وحيد والدي.
- أمي .. أمي ..
فتحت الباب ، وأنا أنادي بصوت عال ضاحك ، على أمي التي سمعت ندائي ، فقالت في عتاب رقيق :
- ( عادل ) ، كل يوم تفتعل هذه الضجة التي لا لزوم لها ، أنت على وشك التخرج ، وما زلت تتصرف ، بهذا الشكل الطفولي ، لا أعلم متى ستنضج يا بني.
- أمي ! ما كل هذا العتاب ، على أية حال معي ضيف تعرفينه جيداً ، إنه صديقي ( مراد ) ، أرجو أن تتركي بقية عتابك ، إكراماً لهذا الضيف.
ابتسمت والدتي في حنان ، وهي ترحب بـ( مراد ) قائلة :
- تفضل يا بني ، من الواجب عليك ، أن تعطي ولدي بعض النصائح ، لعله يسمع منك .
ابتسم ( مراد ) ثم قال :
- لا تقلقي يا خالتي ، ( عادل ) شاب ناضج ، لكنه يفتعل هذه الضجة ؛ لأنه يحبك كثيراً .
نظرت والدتي إلينا لحظة ، ثم قالت :
- لا بأس.
قلت في سرعة ، وأنا أمسك ( مراد ) من يده ، ذاهباً إلى حجرتي :
- حسن يا أمي ، أرجو أن تقدمي لنا العصير البارد ؛ لأننا بحاجة إليه.
أغلقت الباب ، ثمّ أشعلت جهاز الكمبيوتر ، أضغط على مستندات ، ثم ملف ( كهف سوريا الغامض .
- لقد تم اكتشاف هذا الكهف ، على يد عالم من مدينتنا ، منذ عشرة سنوات، بطريق المصادفة، لقد اختلقت الحكايات والروايات حول هذا الكهف ، هناك من دخلوه ، ثم اختفوا ، ولم يعودوا حتى الآن ، وهناك من يقول: أنه أصبح مرتعاً ، للمجرمين ، واللصوص ، لهذا قامت الحكومة ، بمنع زيارة هذا الكهف ، منذ خمس سنوات ، أي في عام ألفين ، ولكن بفضل الدكتور ( شامل ) ، وسيرته الحسنة ، فقد تمكنت من زيارة الكهف ، وقد أدهشتني النقوش الغريبة .
صمت لحظة ، وأنا أخرج ألبوم صور من المكتبة مضيفاً :
- هذه الصور ، التي التقطها للكهف من الخارج ، والداخل ، والنقوش ، ونقش القناع الأحمر .
تناول ( مراد ) الصور ، وهو يتأملها في انبهار ، ثم توقف طويلاً ، عند صورة القناع الأحمر ، قائلاً في خفوت :
- هذا النقش رهيب ، أشعر أنّ النقش تدب فيه الحياة.
-يبدو أنّ هذا من تأثير الضوء في التصوير ، فهو مجرد نقش ، لقناع أحمر عادي.
في هذه اللحظة ، دخلت والدتي ، وهي تحمل العصير البارد ، وتضعه على منضدة صغيرة ، ثم تغادر الحجرة في هدوء.
تناولت العصير ، ورشفته في هدوء ، وأنا أتأمل الصور مرة أخرى.
- سوف أغادر الآن.
نظرت إلى ( مراد ) ، الذي انتهى من تناول عصيره البارد ، وهو يستعد للخروج ، فقلت له في سرعة :
- حسن .. سوف نلتقي غداً في الجامعة.
مرت نصف ساعة على مغادرة ( مراد ) ، ثم أتى والدي ، فتناولنا الطعام ، ثم عدت إلى حجرتي ، وبدأت أذاكر وأذاكر.
***
صباح يوم الاثنين.
أبحث عن ( ياسمين ) ، بنظرات متفحصة ، هنا وهناك ، ثم شاهدتها تجلس في انتظار بدء المحاضرة الأولى ، فأسرعت إليها ، وقلبي يدق من شدة التوتر ، والقلق ، والخجل ، ووقفت أمامها ، لا أعلم ماذا أقول .
نظرت إليّ في استغراب ، ثم تساءلت في هدوء :
- أي خدمة ؟
يبدو أنني شاب سريع ، لا يحب التذويق ، أو المجاملات ؛ التي تضيع الكثير من الوقت ، فقد قلت لها على الفور:
- ماذا تعرفين عن القناع الأحمر ؟..
***
2- هذا الشاب الفضولي …
ـــــــــــــــــــــــــــ
(ياسمين)
يقولون أنني عنيدة جداً ، أنا لا أهتم لمَ يقولون ، هل دخلوا إلى أعماقي، لكي يشعروا بما أشعر به ، من مشاعر تؤرقني ، تخنقني ، تؤلمني .
منذ أن ولدت ، والجميع يقول أنني مختلفة ، بالشعر الأحمر الطويل ، صحيح أنه ناعم ، ولكن هذا لا ينفي ، كونه اللون الوحيد في المنطقة ، التي أعيش فيها ، حتى في المدرسة ، لم أجد أي فتاة لها نفس لون شعري .
ثم انتقالي إلى الجامعة ، في هذه المرحلة ، وضعت أسواراً على مشاعري ، فلم أسمح بأي صداقة ، سواء شاب ، أو فتاة .
هكذا ثلاث سنوات من الدراسة ، وأنا على هذا الحال ؛ بسبب هذه العزلة ، أصبحت لي هوايات متعددة ، منها، القراءة بنهم شديد ، أشعر أنها تعوضني عن حاجتي الماسة إلى الصداقة ، التي أحلم بها كل يوم ، ولكن في الواقع ، تقف الأسوار التي بنيتها في أعماقي ،لتشكل حاجزاً كبيراً ، كلما نظر إلىّ فتاة أو شاب ، بادلته بنظرات باردة لا تعني أي شيء ، حتى أن الغالبية من الطلاب ، في الجامعة ، قد قالوا: أنني صاحبة النظرات الباردة .
(ياسمين ) ، نعم هذا اسمي ، وهل غير هذا الاسم الجميل ، الذي يخفف قليلا من معاناتي .
منذ صغري اهتممت بالآثار ، ربما لأنَ والدي ، أحد باحثي الآثار المعدودين في هذه المدينة ، ووالدتي طبيبة مشهورة ، وأنا مشهورة بالشعر الأحمر ، أنا آسفة جداً ؛ لكني كلما تحدثت لا أنسى هذه الملاحظة الصغيرة ، على الرغم من أنّ والديّ ، لم يشعراني أي وقت أنني مختلفة ، لقد أحاطوني برعايتهم وحنانهم ، ولكن ماذا عني أنا ، هذه المشكلة! ، لقد أخفيت كل معاناتي ، ومشاعري في أعماقي ، حتى أنهما لم يلحظا ذلك ، وبسبب غيباهما الكثير عن البيت ، لم يلاحظا قط ، أنه ليس لدي أصدقاء ، وهذا قد أراحني ، فقد احترت في اختيار السبب لعدم وجود أصدقاء لي ؛ إذ لاحظا ذلك .
أعود إلى استكمال حديثي عن اهتمامي بالآثار ، الاكتشافات الكثيرة التي حدثني أبي عنها ، فتحت في أعماقي شغفاً كبيراً بالآثار ، لهذا دخلت الجامعة قسم آثار ، وكانت آخر اكتشافات أبي المذهلة ، إلى حد كبير ، الكهف الغامض في مدينة سوريا ، وقد أطلق أبي هذا عليه ؛ لأنه حتى الآن لم تحل ألغازه ، لهذا طلبت من أبي أن أزور هذا الكهف ؛ لأشبع فضولي ، لم يمض يوم حتى كنت في أعماق هذا الكهف ، الرهبة تملكتني ، والخوف تسلل إلى قلبي ، ونظرات عيني تلتفت هنا ، وهناك إلى تلك النقوش الغريبة .
أقنعة كثيرة متعددة كل قناع ذو لون معين ، فهناك القناع الأخضر ، والأزرق ، والأصفر ، والأسود ، البني ، وغير ذلك ، ولكن ما جمدني في مكاني ، نقش كبير جداً لقناع أحمر يحتل جداراً بأكمله .
لربع ساعة كاملة ظللت أتأمله في عمق ، وأحفظ تفاصيله في عقلي ، هل تذكرون القناع الأخضر ، في الفيلم الذي مثله ( جيم كيري ) ؟ ، يشبهه إلى حد كبير ، إلاّ أنّ هذا القناع ، يمتاز عنه أن لونه أحمر ، عكس القناع الذي يضعه ، ( ستانلي إبكس ) ، يكون لونه بني خشبي ، وعندما يضعه ، يأخذ اللون الأخضر ، أخرجت كراسة من حقيبتي التي أضعها على كتفي ، وقلم رصاص ، ورسمت خريطة للمكان ، وللنقوش ، بدقة ، لم أترك أي شيء إلا ورسمته بالتفصيل ..
- ماذا تفعلين يا بنيتي ؟.
التفت إلى أبي ، وهو يلقي نظرة على الخريطة التي رسمتها ، وهو يتساءل في مرح ، ويمد يده نحو الخريطة ويلقي عليها نظرة متعمقة مضيفاً :
- يا لكي من فنانة يا (ياسمين ) ! ، لقد رسمت كل شيء بالتفصيل ، ألم يكن من الأفضل ، أن تدخلي قسم الفنون الجميلة ؟ ، كان سيكون لكي مستقبل باهر ..
أطلقت ضحكة صافية ، وأنا أقول متصنعة الجدية :
- لا ، أنا ابنة أكبر عالم في الآثار ، ويجب على هذه الابنة ، أن تحذو خطا أبيها ، وتقتدي بها ، حتى يكون لها ، نفس المكانة التي هو عليها الآن ، فيشير علىّ الناس قائلين : ( هذه ياسمين .. عالمة الآثار ، ابنة عالم الآثار خليل أحمد )
ابتسم أبي في صفاء ، وهو يقول :
- أيتها المشاكسة ، دائماً تتفوقين عليّ بأسلوبك الآسر .
أجبته في سرعة :
- بعض ما عندكم أيها العالم الكبير ..
نظر والدي في ساعته ، ثم قال ، وهو يغادر الكهف :
- حسنا ، لنذهب الآن ، لقد تأخرنا على والدتك.
***
في تلك اللحظة ، تذكرت الخريطة فأخرجتها ، وتأملتها بدقة .
عمق الكهف عشرة أمتار تقريبا ، الأقنعة الصغيرة ذات الألوان ، على كلا الجدارين المقابلين ، أما نقش القناع الأحمر ، فهو في الجدار المقابل ، في الزاوية .
من المدهش أن الأقنعة ذات الألوان ، نفس عدد الأقنعة الأخرى ، على الجدار المقابل له . لكن الترتيب مختلف ، مثلاً القناع الأزرق ، يقابله القناع الأسود ، والقناع الأبيض ، يقابله القناع الأخضر ، وهكذا ، مع الاحتفاظ بعدد الأقنعة ، عشرة أقنعة في كل جدار.
حقيقة أنه أمر محير ، ما العلاقة التي تربط الأقنعة ، بالقناع الأحمر ؟ ، ولماذا هو في جدار لوحده ؟
تنهدت في حيرة ، وغصت بأفكاري حول الأقنعة ، التي قرأت عنها في الروايات ، أو التي شاهدتها في الأفلام ، دائماً هناك قناع ، إما لكي يعطي قوة رهيبة ، مثل فيلم ( القناع ) ، أو قناع ليكون شخصية رمزية مثل ، ( الرجل الوطواط ، وسر المقنع ) ، أو بطل تعرض لتجربة ، فاكتسب قوة خارقة ، فيرتدي قناع لا يكشف هويته الحقيقية ، حتى لا يهدد الأشرار أصدقائه ، أو عائلته.
نظرت إلى الخريطة مرة أخرى ، وأخرجت قلم الرصاص ، وورقة أخرى ، وبدأت برسم الجدارين المقابلين مرة ثانية ، ولكن هذه المرة بالترتيب الصحيح .
الأخضر مقابل الأخضر ، وهكذا ، وبعد أن انتهيت ، نظرت إلى الخريطة ، ثم وضعت بعض الدوائر الصغيرة ، حول الأقنعة ، وتساءلت في أعماقي : ماذا يحدث لو كانت هناك ، طريقة لترتيب الأقنعة ؟
) عادل فهمي ) ، لست أعلم ، لماذا تذكرت هذا الاسم الآن ؟ هل لأنه دائماً ، يلاحقني بنظراته؟ أم بسبب مشروع التخرج ، الذي يعده ، حول الكهف الغامض ، ربما ، لست متأكدة.
***
ذهبت إلى الجامعة ، حاملة معي الخريطة ، ليس هناك سبب محدد لحملها ، كلما ذهبت إلى الجامعة ، هل لأنني قد أحتاجها في لحظة ما ؟ ، ربما .
اتخذت لي مقعداً ، ووضعت حقيبتي على الطاولة المستديرة ، في انتظار بدء المحاضرة الأولى .
ومن بعيد ظهر ، نفس النظرات ، التي يرمقني بها دائما ، ( عادل فهمي )، يا له من فضولي ! ، ماذا يريد ؟ ، إنه يتجه إليّ مباشرة ، ويقف أمامي صامتاً ، فقلت له في هدوء :
- أي خدمة.
نظر إليّ لحظات صامتاً ، بدا من خلالها أنه يستجمع أفكاره ، ثم قال :
- ماذا تعرفين عن القناع الأحمر ؟
***
ما هذه الرجفة التي أصابتني ؟ ، والتوتر الذي انتابني بسرعة ، عندما سمعت سؤاله الغريب ، وتساءلت في نفسي ، هل يعرف عن القناع الأحمر ، ما لا أعرفه ؟
سوف أحاول أن أستدرجه في الحديث.
- عفواً .. أي قناع أحمر تقصد ؟..
قلت هذا دون تفكير ، وأنا أنظر إلى ( عادل ) في برود شديد ، لا أعلم لماذا أصر عليه ؟
- أنا أعد مشروع التخرج حول الكهف الغامض ، وقد قمت بزيارته ، ولفت انتباهي نقش القناع الأحمر ،لهذا سألتك هذا السؤال ؟
قال هذا ، وهو يلوح بيده بطريقة اعتيادية ، ثم أضاف في سرعة :
- لقد سقطت منك البارحة ، خريطة للكهف الغامض ، عليها دوائر محددة ، لمحها صديقي ( مراد )، الذي التقط الخريطة وقام بإعطائها لكي.
إذاً هكذا الأمر ، صديقه ( مراد ) أخبره بأمر الخريطة ، لابد أنه لم يكوِّن أي معلومات بعد ، إذاً لن أستفيد منه أبداً.
- ماذا قلت يا آنسة ( ياسمين ) ؟
قال آنسة ( ياسمين ) بكل بساطة ، كأنه يعرفني منذ زمن ، يا للسخافة ، هل أنا أصبحت من المشاهير؟
- كيف عرفت اسمي يا ..
- (عادل فهمي ) يا آنسة .
هكذا أفضل ، فليس من المستحب ، أن أقول له اسمه دون أن يقوله لي .
- حسن يا أستاذ ( عادل ) ، لم تجب سؤالي بعد.
بدت ملامح الإحراج ، على وجهه ، وهو يقول بصوت خجول :
- الحقيقة أنّ الكل في الجامعة يعرف اسمك ، بسبب تجاهلك الآخرين ، وعدم تكوين صداقة ،من كلا الجنسين ، دون أن نعرف سبباً لهذا .
غريب ! لم يبد أي ملاحظة ، على لون شعري الأحمر.
- هناك ظروف شخصية تمنعني من ذلك ، وبالنسبة لسؤالك حول القناع الأحمر ، فأنا لا أعلم عنه ، أكثر مما تعرف أنت ، لهذا لن تجد لدي أي معلومات قد تفيدك ،وسأنصحك نصيحة . ابحث لك عن موضوع آخر ، لن تجد أي شيء مثير يفيد مشروعك في الكهف الغامض.
لا أعلم لماذا قلت هذا ؟ ، أعتقد أنني تسرعت بعض الشيء.
- أشكرك على النصيحة ، يا آنسة ، ولكن للأسف لن آخذ بها ، أنا أهتم كثيراً بهذا الموضوع.
قال هذا بلهجة جدية ، ثم أدار ظهره واتجه إلى مدرج الجامعة ، دون أن يلقي أي نظرة على وجهي ، الذي احمر من كثرة الخجل.
***
الليل الحالك ، والظلمة ، التي تغطي كل شيء ، القمر مختف هذه الليلة ، وأنا وحيدة ، أتطلع بنظرات ساهمة شاردة ، بعيداً ، أحاول أن أخترق بتفكيري المكان والزمان ، لأتخيل الكهف الغامض ، كنت أبلغ من العمر اثنا عشر عاماً ، ربما كان هذا أحد الأسباب ، الذي جعلني أدخل قسم الآثار ، عشرة سنوات ، وأنا أحلم بهذا الكهف ، الذي حدثني أبي عنه ، عشرة سنوات ، وأنا أتخيل نفسي أكتشف أسراره، وأحل ألغازه ، وأسبر أغواره ، وعندما حانت اللحظة ، بدون أي تردد ذهبت ، ورأيت ، وانبهرت ، وتعجبت ، وألف سؤال يدق أبواب عقلي ، ما سر هذا الكهف ، ولماذا هذه الأقنعة ؟ ، هل هي أقنعة لقبيلة ما ؟ وانقرضت في زمن ما ، أم أنها فن متميز ، لفنان لم نسمع عنه أبداً ، أو هي لغز حائر ، ينتظر من يكتشفه.
تنهدت في حرارة ، وجلست على سريري في بطء ، أنظر إلى سقف حجرتي ، وبعد لحظات ، فكرت في قرار حاسم ، أخرجت الخريطة بسرعة من حقيبتي ، ونظرت إليها بعمق ، والتمعت في عقلي فكرة ، فكرة قد تؤدي دوراً فعالاً في حل هذا اللغز الغامض.
***

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور القناع الأحمر  

قديم 10-04-07, 04:31 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26856
المشاركات: 6
الجنس ذكر
معدل التقييم: wifi2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
wifi2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : القناع الأحمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

موضوع جميل ياريت تستمر شوقتنا للباقي بس انت كل حاجه في الحياه عندك لونها احمر؟؟؟

القناع لونه احمر
وياسمين شعرها احمر
ويافظة الجامعه لونها احمر
والخط اللي انت كاتب بيه لونه احمر
وبجد كنت خايف العصير اللي عادل شربه عصير فراوله

مستني البقيه

سلام

 
 

 

عرض البوم صور wifi2010  
قديم 10-04-07, 05:20 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متقدم


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4603
المشاركات: 180
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : القناع الأحمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

خيال واسع حقا
ورواية بدايتها مثيرة للاهتمام
يمكنك الاكمال دون وجل

 
 

 

عرض البوم صور زهرة  
قديم 12-04-07, 07:26 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18432
المشاركات: 17
الجنس ذكر
معدل التقييم: القناع الأحمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
القناع الأحمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : القناع الأحمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أشكرك كثيرا أخي wifi2010 بجد ملاحظتك فيها روح الدعابة المحببة ، إن شاء الله تعجبك هذه السلسلة ، وأتمنى من الله العلي القدير ، أن تكون بالمستوى الذي يرضي جميع الأذواق ، أما بالنسبة للمشرفة زهرة ، سوف أحرص على إكمال هذا العدد ، حتى تكونوا على إطلاع كامل بموضوع السلسلة وفكرتها ، وإن شاء الله تنال إعجابكم ..

 
 

 

عرض البوم صور القناع الأحمر  
قديم 12-04-07, 07:29 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18432
المشاركات: 17
الجنس ذكر
معدل التقييم: القناع الأحمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
القناع الأحمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : القناع الأحمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

هذان فصلان آخران ، أتمنى أن تجدوا المتعة والإثارة فيهما .. والآن تفضلوا وقرأوا ............................

3- اللغز في طريقه إلى الحل ( فصل متعدد ، هناك أجزاء يرويها ( عادل ) ، وأجزاء ترويها ( ياسمين ) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عادل)
القناع الأحمر التهم كل الأقنعة ، وتحول إلى كيان رهيب ، وانطلق خلفي وهو يزمجر في شراسة ،ووحشية ، والزبد يتساقط من بين شدقيه ، وأنا أحاول الهرب ، والرعب يسيطر على جسدي ، ويمنعه من الحركة ، لا أعلم ما الذي سأفعله ؟ ، وفجأة صرخت من فرط الخوف والرعب ، وصوت والدتي يأتي من بعيد :
) - عادل ) .. (عادل ) استيقظ ، استيقظ يا بني.
فتحت عيني في بطء ، مبصراًً والدتي ، التي وضعت يدها على جبيني ، قائلة في عتاب :
- ما كان عليك أن تنام بعد الغداء ، من المؤكد أنّ الكوابيس قد لاحقتك.
- لا عليك يا أمي.
- يجب أن تحافظ علي صحتك يا بني.
- أرجوك يا أمي ، أنا بخير ، إنه مجرد كابوس.
- على راحتك يا ( عادل ) ، ولكني أريد أن أقول لك ، أن صديقك (مراد) قد اتصل بك.
) - مراد ) اتصل بي ، ألم يخبرك ماذا يريد ؟
- لا ، فقط قال أن تعاود الاتصال به.
- حسن يا أمي ، سوف أتصل به.
نهضت ، ثم قمت وغسلت وجهي ، ورفعت سماعة الهاتف ،طلبت رقم بيت ( مراد)
-ألو ..
- ألو ..
)- مراد ) ، هذا أنا ( عادل ) ، لقد أخبرتني والدتي ، أنك اتصلت منذ قليل ،هل يوجد جديد ؟
- نعم ، لقد علمت من مصادر موثقة ، أنّ ( ياسمين ) ، قررت مرة أخرى ، زيارة الكهف في الصباح الباكر.
- وهل أستطيع أن أعلم من أين لك هذا المصدر الموثوق ؟
- نعم ، كل ما في الأمر أنّ والدي ، صديق لوالدها ، وقد تحدث والدها مع والدي في هذا الموضوع ، حتى يسمح لها بالسفر ، إلى مدينة سوريا.
- حسنا يا ( مراد ) ، أشكرك كثيراً ، سوف أفكر ماذا سأفعل ؟
- هل ستذهب إلى مدينة سوريا ؟
- يبدو أنّ هذا سيحدث ، فلا أستطيع أن أفوت أمراً مثل هذا ، كنت أشعر أن ( ياسمين ) ، تخفي الكثير من المعلومات.
- حسنا يا ( مراد ) ، سلام.
- سلام .
هكذا إذن ، يجب أن أفكر جيداً ، لماذا تريد ( ياسمين ) ، الذهاب إلى الكهف مرة أخرى ؟ ولماذا أشعر ، أنّ هناك جديد ؟ حسن ، لا مفر ، سوف أجهز نفسي للسفر غداً ، هذه فرصة لن تعوض.
***

(ياسمين)
لقد تم تجهيز كل شيء ، أبي وافق مرة أخرى ، على سفري إلى مدينة سوريا ، الخريطة معي في الحقيبة ، وبعض الإضافات القليلة ، التي قد أحتاجها .
أتلمس شعري الأحمر في هدوء ، ودقات قلبي تدق أكثر ، وأكثر ، وأنا أنتظر السائق ، الذي سوف يرسله أبي ، لكي يقلني إلى الكهف .
لقد سألني أبي مباشرة ، عندما أخبرته ، أنني أود الذهاب إلى الكهف مرة أخرى :
- ولماذا تريدين الذهاب ؟ ألم تذهبي المرة السابقة ؟
بهدوء شديد ، وبنفس عميق ، أحاول أن ألتقط به أنفاسي ، أجبته :
- أبي ، عشرة سنوات ، ولغز الكهف لم يحل ، وأعتقد أنك تتمنى مثلي ، أن يحل هذا اللغز ، فدعني أحاول ، لعلي أصل إلى نتائج جديدة ، تفيدنا في البحث.
رفع أبي حاجبيه ، وتأملني لحظات ، ثم قال في حزم :
- هل أنت مصرة على البحث ، مهما كانت النتائج ، والمخاطر ؟..
- نعم يا أبي ، أنا سوف أتحمل مسؤولية قراري هذا ، مهما كانت النتائج.
- حسن يا بنيتي ، أنت ناضجة بما فيه الكفاية ،ولن أحرمك من متعة الكشف ، والبحث ، ولكني أتمنى من الله أن يحميك ، فأنا أشعر بقلق لا أعلم مصدره ، يجعلني خائفاً عليك من هذه الرحلة.
- لا تقلق يا أبي ، وكن واثقاً ، أنني سأكون متيقظة جداً ، لأي شيء.
- على بركة الله يا بنيتي .. سوف أرسل في طلب السائق لكي يقودك إلى هناك …
***
(عادل)
منذ الصباح ، استأجرت سيارة حديثة ، لكي أقودها بنفسي ، ولم تمض نصف الساعة ، حتى كنت في طريقي ، إلى مدينة سوريا .
الجو صحو ، والشمس دافئة ، مع آذان الظهر وصلت ، وهنا لمحتها ، نعم كانت ( ياسمين ) ، تمسك الخريطة ، التي حدثني عنها ( مراد ) ، تنظر إليها في دقة ، وبعد لحظات ، رأيتها تلقي نظرة عميقة إلى الكهف ، وتمشي بخطوات سريعة صوبه ، وتدخله .
أسرعت من خطواتي ، ووقفت عند مدخل الكهف ، برهة من الوقت ، ثم قررت أن أدخل ، وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان ، لقد انهار مدخل الكهف ، وانتشرت سحابة من الغبار ، جعلتني أصرخ من الخوف ، على مصير ( ياسمين):
) - ياسمين ) ، النجدة ، لقد انهار المدخل ، و(ياسمين ) في الداخل.
ظللت أصرخ ، وأنا أحاول بلا فائدة ، أن ألتقط الحجارة ، وأرميها هنا ، وهناك ، ولكن يبدو أنه ، كلما رفعت حجرا ، تتساقط مجموعة أخرى من الحجارة ، حتى أن أحدها ، ارتطم في جبهتي وأدماها ، وقعت على الأرض ، خائر القوى ، وأنا أسمع صوت خطوات ، يأتي من بعيد ، فأدرت رأسي بصعوبة ، لألمح رجل متوسط القامة ، يسرع نحوي في قلق ، ويسألني في جزع :
- أين ( ياسمين ) ؟
أجبته وأنا أشير إلى داخل الكهف ، في تخاذل ، ودوار رهيب يهاجم رأسي في عنف ، لأستسلم لدوامة عميقة جداً.
***
(ياسمين)
أخيراً وصلنا ، ها هو الكهف أمامي ،غادرت السيارة ، وتأملت الكهف لحظات ، ثم أخرجت الخريطة ، وتأملتها مرة أخرى ، وأنا أعلم ماذا سأفعل هذه المرة.
تقدمت إلى داخل الكهف في هدوء ، وأنا أشعر أنّ أحدا ما يراقبني ، لكني لم أهتم لهذا ، دخلت الكهف أخيراً ، وأنا أهتف في راحة:
- أخيراً.
قلت هذا ، وعلى الفور اتجهت ، إلى الأقنعة على الجانبين ، قمت بلمس القناع الأسود ، على الجدار المقابل ، وأيضا نفس القناع ، على الجدار الآخر ، وفجأة تألق كل من القناعين ، بلون أسود ، رهيب ، وسمعت صوت هدير تعالى من خلفي ، فأسرعت بسرعة ، إلى مدخل الكهف ؛ لأرى أنّ انهيار كبير أغلق مدخل الكهف ، ليغرق الكهف في ظلمة حالكة.
هل هذه هي النهاية ؟ الرعب والخوف ، حلا محل الشجاعة ، والثقة ، ماذا أفعل ؟ وكيف سأخرج ؟ لا ، يجب ألا أستسلم ، لقد وعدت أبي ، أنني سأتحمل مسؤولية ما أفعله ، مهما كانت النتائج.
فتحت حقيبتي بسرعة ، وأخرجت منها مصباحاً كهربائياًً ، كنت قد وضعته ، في الحقيبة تحسباً لمثل هذه الظروف .
أشعلت المصباح ،وقررت أن أكمل ، ما بدأت به .
اتجهت إلى القناع الأخضر ، ولمسته ، ثم إلى الجدار الآخر ولمست القناع الذي يجمل نفس لونه ، وكررت هذه الطريقة ، على باقي الأقنعة ، حتى وصلت إلى القناع العاشر ، والأخير ، القناع البني ، وعندما انتهيت ، تألقت جميع الأقنعة ، ببريق طغى على ضوء المصباح الكهربائي ، دام لمدة دقيقة كاملة ، وبعدها خبا الضوء ، حتى ضوء المصباح نفسه ، ما هذا الصوت الذي أسمعه ؟ ، نعم إنه صوت غريب ، يصدر من اتجاه ، نقش القناع الأحمر ، فتسمرت مكاني ، وأنا أنظر إلى مشهد لا يصدق .
النقش ينقسم إلى قسمين ، ليكشف عن حجرة كبيرة ، غريبة ، دخلتها ، والدهشة ، والحيرة ، والخوف من المجهول ، كل هذا جعلني أتقدم بحذر شديد ، نقوش وكتابات غريبة ، وصندوق نحاسي كبيرة ، في ركن الحجرة ، محاط بأربعة من الأقنعة البيضاء ، على الفور أخرجت كراستي ، والقلم الرصاص ، ودونت كل شيء موجود ، بكل التفاصيل ، النقوش والكتابات ، وعندما انتهيت ، اتجهت إلى الصندوق النحاسي ، وحاولت فتحه ، ولكني لم أفلح ، فوجهت ضوء المصباح إلى جوانبه ، حتى عثرت ، على فرز صغير ، أدخلت سبابتي دون تفكير ، وانتبهت إلى صوت تكة صغيرة ، فدفعت الصندوق ، وأخير فتح الصندوق ، ما هذا ؟

هل تريدون ، معرفة محتويات الصندوق ؟ ، أخشى أن أقول ، لا حسن سأقول.
كتاب كبير عتيق ، وقناع أحمر حقيقي ، حجمه على مستوى الوجه ، وثلاث قلادات غريبة الشكل ، وضعت كل هذا في حقيبتي ، إلا القناع ، فقد راودتني فكرة غريبة بشأنه ، قربت القناع من وجهي ببطء ، وأنا أتذكر (ستانلي إبكس ) ، وهو يضع القناع على وجهه ليتحول إلى القناع الأخضر ، هل حقاً يمكن أن يكون هذا حقيقياً ؟ ، وأكتسب قوة خارقة ، ترددت لحظة ، ثم وضعت ، القناع على وجهي ، ولكن ..
للأسف لم يحدث شيء ، فتنهدت في حرارة ، وأنا أقول :
- هذا سخيف ، هل أتوقع من هذا القناع ، أن يحوي قوة خارقة ، كما في الأفلام ، وروايات الخيال العلمي.
وضعت القناع ، في الحقيبة ، وخرجت من الحجرة ، وحدث ما كنت أتوقعه في مثل هذه الأمور.
أنطبق قسما الجدار ، الذي يمثل القناع الأحمر الكبير ، وبدأ كل شيء ، يتساقط ، فأصبت بالجزع ، والرعب ، وأنا أسرع ، إلى مدخل الكهف ، وأنا أعلم ، أن المدخل مغلق ، ولكني لم أفكر ، في ذلك في تلك اللحظة ، تفاديت بصعوبة حجراً كاد أن يرتطم برأسي ، وأخيراً وصلت إلى المدخل ، وأنا أسمع بعض الأصوات ، فصرخت في جزع :
- النجدة ، النجدة ..
كمية الغبار تتكاثر أكثر ، وأكثر ، وقريبا ، - وهذا مؤكد - ، الكهف كله ، سوف يصبح أنقاضا .
وضعت الحقيبة على كتفي ، وبدأت في رفع الحجارة ، وأخيراً ، سمعت صوت بعض الرجال ، يهتف في اهتمام :
- دقيقة ، ونخرجك من هنا ، يا آنسة (ياسمين ) .
يا إلهي ! إنه السائق ، ولكن هل يستطيع ، أن يتمكن من إخراجي ، في الوقت المناسب ؟

كمية الغبار تتكاثف أكثر ، وأكثر ، حتى أنّ الرؤية ، باتت صعبة للغاية ، حتى مع وجود المصباح الكهربائي بدأت أشعر بالاختناق ، ووعيي يتسرب من داخلي ببطء ، وأنفاسي تتقطع

أشعر أنها النهاية ، ولكن على ، الأقل كشفت لغز الكهف ، صوت السائق ، يهتف في قلق :
- آنسة ( ياسمين ) ، أرجوك أن تتحملي ، لم يبق الكثير.
لم يبق الكثير ، فعلاً لم يبق الكثير للموت.
وقعت على الأرض ، وأغمضت عيني في ضعف ، وظلام حالك يغمرني ، وكل المؤشرات تؤكد أنني سوف أغادر هذا العالم ، أغادره بشكل نهائي.
***

4- الأسطورة ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
(عادل)
لم أتوقع ، أن يمر كل شيء بسلام ، إصابتي كانت سطحية ، وأنا الآن ،في المستشفى في مدينة سوريا ، أنظر إلى ياسمين ، مغمضة العينين ، ووالدها ينظر إليها ، في حنان ، وهو يمسح بكفه على جبينها.
- الحمد لله على كل شيء .
قالها والد ( ياسمين ) في راحة ، وهو ينظر إليّ ، بنظرات متسائلة .
- أنا (عادل ) يا دكتور ( خليل ) ، أدرس في قسم الآثار في جامعة وطن.
- هل أنت زميل ابنتي ؟
لم أرد أن أقول له ، أنّ ابنته ليس لها أصدقاء ؛ حتى لا يصاب بصدمة ثانية ، فأومأت برأسي بالإيجاب وأنا أجيب :
- نعم ، زميلها ، أنا في السنة الرابعة.
- هل يمكنك أن تشرح لي ، ما حدث بالضبط ؟
لقد كنت فاقد الوعي تقريباً ، عندما حدث ما حدث ، ولكن سائق السيارة أخبرني بكل شيء ، لهذا عندي فكرة واضحة عن الحادث.

- في حقيقة الأمر يا دكتور ، أنّ ابنتك دخلت الكهف الغامض ، ولم تمض لحظات ، حتى انهار مدخل الكهف ، فأصبت أنا ، وأسعفني سائق سيارة ( ياسمين ) بسرعة ، وأسرع هو ينادي ،على اثنين من الرجال ، يساعدوه ، في رفع الأنقاض ، وفتح ثغرة جديدة ، ولكن فجأة ، شاهدوا غباراً كثيفاً ، يملأ المكان ، وصوت (ياسمين ) ، يصرخ طالباً النجدة ، وفي آخر لحظة ، استطاعوا ، فتح الثغرة ، وانتشلوا ( ياسمين ) ، من بين الأنقاض ، وهي في حالة يرثى لها ، وفور ابتعادهم عن الكهف ، انهار كل شيء ، وأصبح الكهف مجرد أنقاض .

وبقية الأحداث ، تعرفها أنت يا دكتور ، فقد تم إسعاف ( ياسمين ) بسرعة ، والسائق قام بالاتصال بك ، لتأتي إلى المستشفى ، على الفور ، وحالتها الصحية أصبحت جيدة الآن ، بعد أن نجت من الموت اختناقاً .
- أنا المسئول ، أنا الذي وافقت على طلبها ، بالذهاب إلى الكهف ، كان من المفترض ، أن أذهب معها.
قال هذا بصوت حزين ، وهو ينظر إلى ابنته الراقدة على السرير الطبي.
- الحمد لله على كل شيء ، يا دكتور ، المهم أن ابنتك قد نجت.

قلت هذا في هدوء ، وأنا أخفي في داخلي ، حزني الكبير ، على ضياع المشروع ، فبعد انهيار الكهف ، سيفشل مشروعي فشلاً ذريعاً ، ويجب أن أبدأ في موضوع جديد.
- أبي ! ، ماذا حدث ؟
(ياسمين ) ، أخيراً استعادت وعيها.
- ابنتي ، حبيبتي ، حمداً لله على سلامتك ، لقد قلقت عليك كثيراً.
- لا تقلق يا أبي ، أنا بخير.
قالت هذا ، وهي تنظر إليّ في تمعن ، ثم تقول بلهجة متسائلة:
- (عادل ) ! أنت هنا !
نظرت إليها في حيرة ، ثم قلت :
- نعم ، أنا آسف لأنني تبعتك ، إلى مدينة سوريا ، ودخولك الكهف.
قالت في توتر :
- ورأيتني أيضاً أدخل الكهف , لكنك مصاب.

الشك بدأ يتسلل إلى داخلي ، لماذا هذا الحذر ، والتساؤل ، حول رؤيتي لها ، وهي تدخل الكهف ؟ ما الذي رأته في داخله ؟ ، وأحدث كل هذا الدمار فيه ؟ هل تحاول أن تخفي أمرا ما ؟
- إنها إصابة بسيطة ، لأنني عندما اقتربت من المدخل ، انهار فجأة ، وأصابني بعض حطامه.
- حسنا ، دعنا من كل هذا الآن ، سوف أجهز كل شيء ، لنعود إلى العاصمة.
قالها الدكتور ( خليل ) في سرعة ، وأنا أنظر إلى (ياسمين ) ، والشك يكبر في داخلي أكثر وأكثر.
***
(ياسمين)
أخيراً ، عدت إلى منزلي ، لقد أوصلني أبي ، واطمئن عليّ قليلاً ، ثم غادر إلى عمله ، والدتي استقبلتني بحنان كبير ، بعد أن رفض والدي ، اصطحابها معه إلى مدينة سوريا ؛ لكي تطمئن عليّ ، مؤكداً لها أنني بخير.
- حمداً لله على سلامتك ، يا بنيتي.
- أنا بخير الآن يا أمي ، لا تقلقي عليّ ، سوف أذهب الآن إلى حجرتي ؛ لكي آخذ قسطاً من الراحة.
قلت هذا ، وأنا ذاهبة إلى حجرتي ، وأغلق الباب خلفي جيداً.

- الآن ، أريد أن أكتشف كل شيء.
هتفت بهذه الجملة ، في خفوت ، وأنا أخرج حقيبتي ، التي وضعتها والدتي ، بجانب السرير ، ثم أفتحها بترقب شديد ، وأخرج الرسومات ، والكتاب ، والقناع ، والقلادات الثلاث ..

أولاً: يجب تفسير النقوش ، التي على الجدار ، نظرت إلى الرسومات التي وضحت عليها ، كل شيء بالتفصيل ، لكني لم أفهم شيئاً ، ففتحت الكتاب ، ووجدت أنه مكتوب باللاتينية . الحمد لله أنني ، أتقن هذه اللغة قراءة كتابة.
الورقة الأولى ، بها رسم صغير للقناع الأحمر ، تحيط به ثلاث قلادات متوهجة ، وبعض الأسطر باللاتينية ، والترجمة هي كما يلي ..
" أسطورة القناع الأحمر ، من بين الأبعاد ، من بين النيران ، من بين أعمق نقطة ، في منطقة الموت ، استطاع شخص واحد فقط ، أن يحرر القناع ، و به امتلك قوة خارقة ، قوة كادت أن تدمر العوالم كلها ، ولكن عن طريق عشرة أقنعة ، ظهرت من كوكب بعيد ، اتحدت مع بعضها البعض ، لتأسر القناع ، وترسله بعيداً ، وبعد مئات السنين ، سيأتي شخص ذو شعر أحمر ، يحرر القناع ، ولكن عليه ، أخذ الحيطة والحذر في تحريره ، فخطأ واحد فقط ، سوف يؤدي إلى بعث طاقة الشر، كلها من جديد ، وحينها ، سيعمّ عهد من الفوضى والدمار.
- يا إلهي ! ما الذي أقرأه ؟ أية قوة ممكن أن تكون بهذا الشكل ، وكيف يمكن السيطرة عليها .

تصفحت باقي الكتاب ، ووجدت أنها تعليمات ، لكيفية تحرير القناع ، بالتأكيد ، للقلادات دور بارز ، قلادة حمراء ، قلادة خضراء ، قلادة صفراء.
ولكني حتى الآن ، لم أفهم النقوش التي رسمتها ، نقلاً عن الجدران ، ما هو تفسيرها ؟ ، وهل لها دور ، في تحرير القناع.
- ( ياسمين ) .. ( ياسمين).
من أين أتى هذا الصوت ، تلفت حولي في ذعر ، ولكني لم ألمح أحدا هنا ، أو هناك.
- (ياسمين ) ، سوف أرشدك إلى تحرير القناع.
الصوت مرة أخرى ، ما هذا الكابوس ، الذي وضعت نفسي فيه.
- من أنت ؟ ، وماذا تريد ؟
- لا تخافي ، قلت لك سوف أرشدك ، إلى تحرير القناع ، هيّا نفذي ما أقوله لك.
- خذي القلادات ، وضعيهم على شكل مثلث ، ثم ضعي القناع الأحمر ، في الوسط .

يا إلهي ! ، أشعر أن هناك قوة رهيبة ، تجعلني أتجه نحو القلادات ، وأضعهم على شكل مثلث ، ثم أضع القناع الأحمر ، في الوسط.
- جيد ، والآن دققي النظر في القلادات ، سوف ترين ، أيقونة سوداء صغيرة ، اضغطي هذه الأيقونة.
أردت أن أمتنع ، ولكن لا أعلم ما سر الحالة ، التي أصبحت عليها ، أشعر بكياني كله يستجيب ؛ لتنفيذ هذه الأوامر ، وأشعر بالخطر يحيط بي ، من كل جانب ، ولكني على الرغم من ذلك ، ضغطت الأيقونة السوداء ، في القلادة الصفراء ، والحمراء ، والخضراء ، وفجأة تألقت القلادات ، بلون أحمر قاني ، واتجهت ثلاث خيوط من الطاقة ، إلى أعلى ، لتكون كرة صغيرة من الطاقة المتوهجة ، فوق مستوى القناع ، وفجأة انقضت كرة الطاقة ، على القناع الأحمر.
- أخيراً ، أحسنت يا ( ياسمين ) ، لم تبق سوى خطوة أخيرة ، ويكتمل تحرير القناع.

يا إلهي ! خطوة واحدة ، ما الذي سيحدث بعدها ؟ ، الخوف ينتشر في جميع أجزاء جسدي ، مثل الوباء ، كيف ؟ ، وماذا أفعل ؟
-الآن عليك أن تتقدمي من القناع ، وتضعيه على وجهك.

أضع القناع على وجهي ! ، ما الذي سيحدث ، إذا وضعته على وجهي ؟
تقدمت من القناع ببطء ، وأتطلع بدهشة إلى الفراغ ، بجانب السرير الأيمن ، شيء ما يولد من العدم ، ولكني لم ألتفت إليه ، وأنا أمسك القناع بين يدي ، والشيء يكبر أكثر وأكثر ، حتى أصبحت فجوة صغيرة الحجم ، خرج منها قزم صغير ، في حجم طفل في العاشرة ، صرخ بأعلى صوته :
- توقفي ، لا تضعي القناع ..
توقفت بالفعل فور أن صرخ في وجهي ، ونظرت إلى القزم في حيرة ، وهو يتقدم ببطء ويقول :
- سوف تحررين طاقة الشر ، لو وضعت القناع.
- لا تستمعي له ، هيّا ضعي القناع ، وسينتهي كل شيء.
تقدم القزم بحذر مني ، وهو يقول :
- لا تستمعي لهذا الصوت ، إنه صادر من القناع ، إنها طاقة الشر ، التي تريد أن تتحرر، سوف يعم الدمار ، والفوضى ، في جميع أنحاء العالم.

استمعت إلى القزم ، وأنا شاردة الذهن ، أردت أن ألقي القناع جانباً ، ولكن الصوت انطلق هذه المرة بصرامة شديدة هاتفاً :
- هيّا ضعي القناع بدون تردد ، أنت الآن ، تحت سيطرتي التامة.
لا يوجد أمل إذاً ، قمت بوضع القناع على وجهي ، والقزم يصرخ في غضب:
- لا ، لقد تحرر الشر.
فور أن وضعت القناع ، انتقلت إلى عالم آخر ، عالم هو قطعة من الجحيم ، وحوش هنا وهناك ، والكل يقترب مني في شراسة ، والصوت ما زال يدوي في أذني قائلاً :
- لقد أحسنت يا ( ياسمين ) ، الآن نستطيع أن نتحرر.

صداع ، وألم رهيب ، وأنا أشعر بدوامة قوية تقترب مني في سرعة ، لم تلبث أن ، التهمت الدوامة جسدي ، وأصبحت في عالم ثان.
لست أعلم ماذا حدث ؟ ، ولكن ، نظرت حولي لأجد نفسي ، في مكان غريب ، ليس فيه حياة قط ، ولم تكد تمض لحظات قليلة ، حتى ظهرت الفجوة الصغيرة ، وخرج منها القزم الصغير ، وهو يقول في يأس :
- للأسف لقد تحررت طاقة الشر ، وتم نقلك إلى هذا البعد ، سوف تكون عودتك باهظة للغاية ، الشر سوف يعم عالمك.
نظرت إليه في جزع ، صارخة في وجهه من شدة التوتر، والقلق ، والذعر:
- ماذا تعني ؟ هل سأظل هنا إلى الأبد ؟ كيف سأعود إلى عالمي ؟ أجبني ..
- قلت لك سيكون الثمن باهظاً للغاية.
***

 
 

 

عرض البوم صور القناع الأحمر  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية