كاتب الموضوع :
وردة الصحاري
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الصحاري |
قصيده جدا رائعة للشاعر فاروق جويده
لكن تحملو هي طويلة بس تحملوا للأخر
أماه
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
سرقوا ثيابي في الطريق
أنا لم أعد طفلا
لألقي بعض عريي في يديك وتضحكين
أنا لم أعد طفلا
فأسبح بين أخطائي وأنت تسامحين
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
اخفي عن الطرقات عن نفسي
عن الأيام ما لا تعلمين
لا تخجلي مني فعريي بعض عريك
آه يا أماه ما أقسى زماني
صارت الأثواب من وحل وطين
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما فعام
آه لوتدين كم عصفت بأيامي محطات القطار
كم دارت الأيام يا أمي
وزيف الليل يحملنا إلى دجل النهار
أماه أتعبني الدوار
والآن جئتك والقطار يلمني بعض البقايا
وثيابنا سرقت وعدنا مثلما كنا عرايا
منذ افترقنا والقطار يدور بي عام فعام
عشر فعشر ثم عشر ضائعات
ما زلت اذكر عندما انطلقت وراء الأفق
أصوات تبشر عاد عهد المعجزات
قالوا وقالوا يومها
قالوا بأن الفقر يقتل في النفوس عفا فها
والناس تسجنها البطون
صاحت جموع الناس (فلتحيا البطون)
قالوا بأن الصبح حق لا يضيع
والأرض ملك للجميع
صاحت جموع الناس((فليحيا الجميع))
قالوا خراب ألا رض في أبنائها
والله وحد بيننا في الرزق في الأنساب
في صمت القبور
صاحت جموع الناس((( فلتحيا القبور))
قالوا لنا قالوا الكثير
بين الحدائق كانت الأشجار تعلو
مثل ضحكات الصغار
والحلم بين ملا عب الأطفال يلهو كالنهار
سألوا علينا في القطار
أعمارنا أخطاءنا
وصلاتنا وصيامنا
سألوا علينا الماء كيف يكون ملمس جلدنا؟
سألوا علينا الطين كيف يكون عمق قبورنا ؟
فحص مع الخبراء نبض عقولنا
سألوا علينا الليل كيف نهيم في أحلامنا؟
سألوا علينا الصمت كيف يكون دفء نسائنا؟
سألوا علينا كيف نبكي كيف نضحك ؟
كيف نصرخ كيف ننسى حزننا؟
لقدا استباحوا سرنا
لم يتركوا شيئا لنا
ومضى القطار
يوما فيوما والقطار يدور بي عاما فعام
وإذا نطقت همست شيئا أو عطست
يقال دعك من الكلام
فيكل يوم ألمح الأشلاء قبرا
تحت قضبان القطار
والبعض منا يختفي
وإذا سالت يقال مات
وليس في الموت اختيار
صوت القطار يدور في عجلاته
وصفيره يعلو ويعلو حولنا
من مات مات من مات مات
حملوا البنادق ذات يوم
خلف أستار الظلام
ورأيتهم كالنار تحرق كل أسراب لحمام
وذئابهم تعوي وأشلاء من ألا شجار
والأزهار تصرح كالحطام
أبراج قريتنا رأيت ترابها
يعلو ويعلو ثم يسقط في الزحام
وسألتهم ما ذنب أسراب الحمام
قالوا قضاء الله لا تسال
ولا تسمع ******************************** الشأن سفسطة العوام
ونظرت حولي في القطار
طارت عيون الناس خوفا
خلف أشلاء الحمام
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفيره يعلو ويعلو حولنا
من مات مات من مات مات
حملوا البنادق ذات يوم
خلف أطفال صغار
قطعوا أصابعهم وطارت في السماء ثيابهم
وهوت بقايا في التراب
يتساقط الأطفال في الأوحال
في البرك الصغيرة كالذباب
وسألتهم ماذنب أطفال صغار
فأتى إلي الصوت يصرخ بالجواب
هل ينجب الذئب ال******************************** سوى الذئاب
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفير ه يعلو ويعلو حولنا
من مات مات من مات مات
ومضى القطار
والعمر يدفن بعضه بغضا
عشر حيارى ثم عشر للأسى
وختامها عشر الأماني الضائعات
العمر أصبح بين أيدينا بقا من رفات
ونظرت حولي
لم أجد أحد يبادلني الكلام
فالناس ما توا أو أصيبوا بالجنون
وسالت نفسي أين نحن ومن نكون
ومضيت اصرخ في القطار
الحنة الخضراء والفقراء والجوعى
وحلم الأمس صيحات البطون
الناس حولي يضحكون
ورأيت أعينهم كبركان يحاصرني
ويكبر ثم يكبر يحتويني
ثم يحملني الدوار
وتداخلت في العين ألوان الصور
النمل يعبث في ثيابي
والدماء تسيل من راسي
وأفواج الذباب تحيطني
والناس حولي يضحكون
ألقيت نفسي فوق قضبان القطار
ومضيت اصرخ كيف ضاع العمر في هذا الدمار
جثث الضحايا والأماني الضائعات
على دروب الانتظار
والجنة لخضراء والأحلام والجوعى
وصيحات البطون
والناس حولي يضحكون
ومضيت أجمع أشلائي وأوقف في القطار
وتجمعوا حولي وصاحوا
ضل عن دين الفريق
خلعوا ثيابي احرقوها في الطريق
ورأيت نفسي عاريا
وأخذت أجمع بين ضحك الناس
أشلائي وهم يتساءلون
قد كان يوما عاقلا
ومضيت يا أماه أجري ثم أجري
ثم اصرخ في جنون
فلقد نسيت الاسم والعنوان يا أمي
تراني من أكون؟
سرقوا ثيابي أحرقوها
ثم راحوا يضحكون
ورجعت وحدي بالجنون
ورجعت وحدي بالجنون
|
ومضيت اصرخ كيف ضاع العمر في هذا الدمار
جثث الضحايا والأماني الضائعات
على دروب الانتظار
والجنة لخضراء والأحلام والجوعى
وصيحات البطون
والناس حولي يضحكون
ومضيت أجمع أشلائي وأوقف في القطار
رااااااااااائعة هذه القصيدة...يسلمووووو وردة الصحاري على هذا النقل المتألق برمزيته المعبرة عن واقع اصبح مرآة تعكس حالة الدمار المعرفي والخلقي والديني والفكري والاجتماعي ....حالة الشكوى والضياع الذي يعانيه العربي وسط ضوضاء التخلف وحتمية السقوط ..فلا يجد غير الصراخ مناديا الامة العربية في رمزية الام .....قمة من الروعة هذه الافكار والمقاصد التي تحفل بها هذه القصيدة ....
كنتي موفقة وردة الصحاري كعادتك في اختيار المتألق من الاشعار ...لكي مني التحية والاحترام في انتظار المزيد منك
|