كاتب الموضوع :
منى توفيق
المنتدى :
البحوث العلمية
المغازلة :
كثير من الحيوانات تتزاوج فقط في أوقات معينة مـن السنة حينما تجتمع وفي أحيان كثيرة تتبع الحيوانات طرقًا معقدة في المغازلة . الذكور عادة تتنافس علـى الإناث ، وكثيرًا ما تكون الذكور أكـبر حجمًا وأكثر ألوانًا مـن الإناث ، فالطاووس الذكر يجر ذنبًا طويلاً من الريش الملون ، يفتحه بشكل مروحة جذابة عندما يريد أن يلفت نظر الأنثى ، التـي تكون أقل بهرجة منـه . وتستعمل الحيوانات كذلك أصـواتًا مختلفة لاستمالة أزواجها . فالضفادع تنـق والعصافير تغرد . وبعض الحيوانات تلجأ أحيانا إلى إطلاق روائح خاصة لاجتذاب أزواج فالروائح التي تطلقها بعض الحشرات تصل إلى مسافات بعيدة حيث تستنشقها الأزواج العتيدة وتسارع إلى تلبية النداء . كذلك العديد من الثدييات تصدر عنها روائح خاصة فـي مواسم التلقيح والتزاوج وهـذه الروائح تصدر عـن الذكور وعن الإناث ، وتعني غالبًا أن الحيوانات حاضرة للتزاوج . أكثر الحيوانات تلجأ إلى أساليب خاصة للتزاوج ، مـع تغيير ألوانها أو إصدار روائـح خاصة ، مقرونة بسلوك خاص لهذه المناسبات قـد يكون هناك (( مشية )) أو رقصة ، أو مبارزة بين ذكرين تكون فيها الإناث من حظ الفائز . وثمة أسباب عديدة للمغازلة فهـي تبين أيًا من الحيوانات قد بلغ أشده وأصبح مستعدًا للتزاوج ، كما تبين قدرته الجسدية علـى ذلك وأكبر فوائد المغازلة ربما كانت لتشجيع التزاوج والتناسل . ولدى العناكب و مـن الضروري جدًا أن يتبع الذكر أساليب المغازلة الصحيحة ، وإلا فقد تخطيء الأنثى وتظن أنه إحدى فرائسها وتأكله !
العناية بالصغار :
السبب في عناية الأهل بالصغار هو للتأكيد من أن بعض المواليد تعيش حتى تبلغ سن النضوج ، ولا تكرس كل الحيوانات نفس الجهد والعناية لصغارها ، إذ أن ذلك يتوقف علـى عوامل عديدة . فالحيوانات القصيرة العمـر قـد لا تكرس أي وقت لهذا الأمر ، كذلك عدد المواليد قـد يؤثر علـى مقدار العناية ونـوعيتها . فالحيوانات التـي تضع أعدادًا كبيرة مـن المواليد كـل سنة تصـرف وقتًا أقل بكثير للعناية بمـواليدها .
القليل أو الكثير :
قد تترك الحيوانات بيوضها في أوقات مختلفة من التطور . فبيض العديد من حيوانات البحر والماء العذب تترك لتفقس بدون أي اهتمام أو عناية من الأهل . وقد تضع الأنثى آلاف البيوض فـي كل موسم تزاوج . وأكثر هذه البيوض تذهب غذاءً لحيوانات تقتات بها وما يتبقى عليها أن تتنافس لكي تظل علـى قيد الحياة ولكن إنتاج هذه الآلاف من البيوض يؤمن وصول بعضها على الأقل إلـى سن البلوغ . وكلما زاد وتحسن تطور المخلوق الجديد عند ولادته زادت إمكانيات بقائه وقدرته علـى بلوغ سـن النضج . فالأهل قادرون على تأمين قدر معين من الغذاء ، وإذا قل عدد الصغار زادت كمية الغذاء لكل منها . والعناية الطويلة تعني عادةً إقلالاً في عدد المواليد ولكن إمكانية بلوغ هذه المواليد عمـر النضوج تكون أكبر وأفضل . والبيئـة كذلك قد تؤثر على عدد المواليد ففي المناطق الباردة حيث ظروف الحياة صعبة والغذاء غير متوفر بسهولة نجد أن الحيوانات تضع أعدادًا قليلة من المواليد وغالبًا ما تكتفي بواحد فقط كل موسم . فهـي تحتاج إلى الكثير مـن العناية ، إلا أنها تنمـو بسرعة وفـي بعض أجناس السمك يلعب الذكر دورًا هامًا فـي العناية بالبيض وحمايته . فالذكر فـي بعض الأنواع يبني عشًا تضع فيـه الأنثى بيوضها ، وبعد إخصابها يتولى الذكر حمايتها ، وحصان البحر الذكر يعتني بالصغار والأنثى تضع البيض في (( حقيبة )) خاصة بذلك لدى الزوج فيتلوى هو حمل البيوض . وعندما (( يفقس )) البيض تنفتح (( الحقيبة )) ويخرج الصغار سابحين . والحيوانات التـي طورت أساليبها المعيشية الاجتماعية تعتني عناية كبيرة بتربية صغارها . فأنثى تمساح النيل تضع بيوضها فـي حفرة في رمال الشاطئ ، فوق مستوى ماء النهر ، فتتطور البيوض على حرارة مستقرة إلـى حـد ما بسبب كونها مطمورة بالرمل . وعندما توشك أن تفقس تصرخ التماسيح الصغيرة منادية من داخل البيضة وصراخها يسمعه الوالدان على بعد بضعة أمتار فتحفر الأم الرمل وتنبش البيض فيخرج الصغار منه فيحمل الوالدان الصغار فـي شدقيهما الواسعين وينقلانهما إلـى منطقة الحضانة قرب النهر وقد تظل عائلة تمساح النيل معًا لحوالي سنة كاملة والطريقة التي يتصرف فيها الصغار تجعل الأهل يؤمنون الطعام والعناية .
البقاء على قيد الحياة :
بعـض الحيوانات تقتات بالنباتات ، وبعضها باللحوم ، والبعض الآخر يأكل الاثنين والحيوانات التـي تأكل الجيف والفضلات تسمى حيوانات القمامة . ويمر الغذاء عبر الفم إلـى مجرى الطعام حيث يطحن ويهضم وينتشر فـي الجسم بواسطة الدورة الدموية ويخزن الطعام فـي جسم الحيوان كي ينمو يقوم باحتياجاته . والقوة التـي تتطلبها أسباب العيش والحركة تأتي مـن الغذاء ، وتحرق فـي الجسم بواسطة الأكسجين . والأكسجين غاز موجود فـي الماء والهواء ، يدخل إلى رئات الحيوانات بواسطة التنفس أو تأخذه الأسماك بطريق خياشيمها . وأهم عمل يقوم به الحيوان هـو التوالد ، وحياة كـل حيوان تبلغ نهايتها ونتيجة لذلك فمن الواجب عليه أن يتوالد وإلا انقرض جنسه .
الهجرة والانتقال :
الهجرة هـي الحركة التنقلية للحيوانات ، أحيانًا لمسافات بعيدة ، وتقوم بـها بعـض الحيوانات كـل سنة بانتظام . وهي رحلة إلـى مكان تستطيع فيه الحيوانات أن تتوالد ، وحيث يوجد غذاء يكفـي للقيام بأود العائلة . ويتزامن ذلك عادة مـع التغييرات في المواسم . وبعد التوالد تعود الحيوانات أدراجها إلى موطنها الأصلي بانتظار قدوم الموسم الجديد للهجرة .
هجرة الطيور :
لقد درست هذه الظاهرة بعناية ودقة فالسنونو تبني أعشاشها فـي أوروبا في فصل الصيف ، وعند اقتراب الشتاء تصبح الفراخ قادرة على الطيران وترحل أسراب السنونو بأجمعها إلى أفريقيا حيث تبقى إلى حلول الربيع وقد تعود بعض السنونو إلى أعشاشها التي تركتها في الصيف السابق. وفـي النصف الشمالي من الكرة الأرضية تسمى طيور الـوقواق والمغرد والبلابل (( زوار الصيف )) وهناك أيضًا (( زوار الشتاء )) أمثال البط والإوز التي تمضي فصل الصيف فـي المناطق القطبية حيـث تبني أعشاشها . أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فالأمر مماثل إلا أنه يتـم بالعكس فالطيور تتجه جنوبًا لتتوالد ، وترجع شمالاً كـم .17600 للاستراحة . وبعض رحلات الطيور مدهشة ، وأطـول مسافة سجلت لهجرة طائر هـي
وتهاجر الطيور عادةً أسرابًا والسنونو تتجمع لتهاجر سوية إلى أفريقيا ، والإوز يصل إلى المناطق القطبية .7بأعداد كبيرة وهو يطير بتشكيلة مثل الرقم
|