كاتب الموضوع :
bluemay
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حكايات بلومى / بقلمي (3 مصباح علاء الدين)
جاء المساء فبدأت بلومى حكايتها رغم أن الوقت كان غير صباح
فقد وعدت متابعاتي ولن أشعر بعد أن أخلف وعدي بأي أرتياح
أصبحت آلة الزمن لا تفارق بلومى وكأنها قد طوبتها بإسمها :)
فكانت رحلتها التالية ،
في حكاية ليلى والذئب
دفعت بلومى العربة التي أعطتها إياه والدة ليلى ، بعد أن إدعت بأن ابنتها مريضة ولا تستطيع أن تذهب لزيارة جدتها >>> حماتها المصونة.
وما أن أختفت بلومى عن أنظار أم ليلى حتى فركت اﻷخيرة يديها بخبث وهي تقول (لن افرط في ابنتي الحبيبة من أجل أن تملأ حماتي كرشتها ، كيف أتركها تجول في الغابة وحيدة وذاك المتوحش يتربص بها ).
(أمي مع من كنت تتحدثين؟!) سألتها ليلى التي كانت تهف على أظافرها بعد أن طلتها بالمناكير .
(بائعة متجولة يا حبيبتي ، لا تشغلي بالك وأكملي جلسة البوديكير فحفل زفافك قد أقترب) وابتسمت لبنتها .
أما بلومى التي أنهكها التعب من دفش العربة الثقيلة والتي لم يخطر لها أن تسأل أم ليلى عن محتوياتها .
توقفت بعد أن سحرها منظر الزهور الرائع بجانب الطريق ، أقتربت من إحداها لتقطفها فجاءها صوت مجلجل من ورائها
( كُفَّ يدكِ عنها وإلاكسرتها لك وحملتك إياها).
إلتفتت لتجد الذئب يقف وهو يطقطق بجزمته على قارعة الطريق وعيناه تقدح شررا .
ردت عليه بلومى بحنق وهي تتخصر له (هيه أنت ! مالك ومالي . دعني أقطفها فلا هي لك ولا الغابة ملك ابوك).
(أنا نصبت نفسي حارس الغابة ثم أنت لم تقرأي اللوحة الموضوعة هناك).
ألتفتت بلومى إلى الإتجاه الذي أشار إليه الذئب فوجدت لوحة إعلانات طويلة عريضة مكتوب عليها :
ممنوع الدعس على العشب .
أبتلعت ريقها بصعوبة وقد وجدت نفسها في وسط الأعشاب وقد عاثت فيها فسادا بكعبها العالي.
إلتفتت ببطء بإتجاه الذئب الذي كان يغلي غضبا منها وهو ينظر إلي أعشابه المسكينة وقد فرت منه دمعة رغما عنه.
تراجعت بلومى بحزن وقالت (لم أكن انظر أعتذر عن ما افسدته) وأمسكت بعربتها و فرت بسرعة مخلفة ورائها غمامة من الغبار.
توجه إلى أعشابه المسكينة وقبض حفنة منها وقال بهمس (لن أكون ذأوب بن ذأبأب إن لم أجعلها تدفع الثمن غاليا).
وأخذ شورت كت >>> اختصار بلغة الكمبيوتر .
وألتف سريعا فوجدها تقترب وعلامات التعب بادية على وجهها .
أبتسم لها وقال (دعيني أساعدك بدفش هذه العربة) .
أتسعت عينا بلومى من الدهشة وألتفتت تنظر ورائها وتعود لتنظر إليه ، ضحك وقال (أنت تشبهين علي أم ماذا ؟! ، إلى أين أنت ذاهبة يا ليلى ؟!)
حكت بلومى رأسها بعدأن تشابه البقر عليها أقصد الذئاب، وقالت (أنا ذاهبة لجدة ليلى. سأوصل إليها هذه العربة).
قال لها وقد أضاءت عينيه عند نظره للعربة (حسنا . خذي هذا الطريق فهو مختصر وستصلين بسرعة ) وأشار للطريق الذي خلفه.
نظرت له بريبة وقالت (هل تعتقدني ليلى الغبية؟! لقد حفظت قصتك منذ نعومة أظفاري. لن تغشني يا هذا) وتوجهت نحو الطريق اﻵخر بعكس ما أشار .
فرك يداه بفرح (أنا محظوظ حقا. كم هي ساذجة هل أعتقدت أنني الذئب الغبي في القصص القديمة)
أطلق ضحكة مستهزأة (أنا حاصل على بكالوريس بدرجة إمتياز من كلية الزراعة والبيطرة ).
وأنطلق مسرعا ليسبق ليلى بعد أن غير أتجاه اﻷسهم ليوهمها بعكس ما قال .
وصلت بلومى إلى كوخ الجدة الذي في طرف الغابة بعد أن شارفت الشمس على المغيب فطرقت الباب .
جاءها صوت الجدة (ادخلي ، لماذا تأخرتي يا ليلى ؟!)
(أنظروا إلى هذه شحاذة وتتشرط ) تذمرت بلومى التي تورمت يداها وعضلت من كثر ما دفعت العربة .
دخلت من الباب فوجدت الذئب ملقا على اﻷرض لا من فمه ولا من كمه ، نظرت للجدة التي تبدو في أوائل الخمسينات .
(من هذا يا حجة ؟!) تسائلت بلومى.
(دعيه . لقي جزاءه لا أقامه الله من أرضه. كان يحسبني الجدة العجوز الضعيفة ولم يعرف بأنني حائزة على الحزام اﻷسود في التايكوندو).
تبسمت بلومى في وجه الجدة التي نظرت إلى العربة بإستغراب وقالت (أين السلة ؟!)
رفعت بلومى كتفيها وقالت (علمي علمك لقد طلبت مني زوجة ابنك أن أعطيك هذه العربة) .
قالت الجدة بنبرة مستهزأة (فلتنتظرني سأريها ، مستكثرة علي بعض الطعام الطازج لتبعث لي بمؤنة الشهر).
وما ان سمعت بلومى بسيرة الأكل حتى غردت عصافير بطنها عاليا . ضحكت منها الجدة ، فأحمرت بلومى خجلا .
(فليخسأ الجوع هيا فلنتاول العشاء ) قالت لها الجدة بحنان.
ولم تكذب بلومى خبرا فما أن انتهت من مد السفرة و وضعت فيها الطبخات الشهية من
ملوخية بالغزلان >>> لشح اﻷرانب ، و صيادية بالسلطعون >>> أكلة مشهورة في الغابة .
ولا ننسى الحلويات التي تشتهر بها الجدة من حلاوة الجبن وبقلاوة وكعب الغزال والغريبة
والمعمول بأنواعه والذي كانت رائحته تعبق بالسمن البلدي الشهي وقد مﻷ جو الكوخ بروائح زكية.
وقعت بلومى برأسها في الأكل والجدة تعزم عليها وتضع لها اللحم في صحنها وتقرب منها السلطات وكأن اﻷخيرة بحاجة لمن يعزمها .
كل هذا على مرأى الذئب الذي أكتفى بالبكاء صامتا ولعابه يسيل من هذا الطعام الشهي .
~ تمت ~
طبعا ستستغربون عدم ذكري لآلة الزمن،
فقد باتت بلومى عند جدة ليلى بعد أن حلفت عليها الأخيرة أن لا تغادر في هذا الليل لوحدها.
رغم أن الذئب مقيد عندها ، فقد شلت الجدة أمله ولا ترى له حركة إلا رفرفة جفونه وأنينه الباكي.
«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»
|