كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون
" انا لست مهتمة بجستن فالمونت على الاطلاق. والمرات النادرة التي التقتيه فيها قبل الآن لا تشجعي ابداً على تغير نظرتي السلبية اليه "
" هذه هي المشكلة يا عزيزتي. انه جاف جداً مع النساء و يحاول ابعادهن عنه. واذا احبته فتاة و لم تفلح في كسب مودته او حبه فانه قادر على تدميرها. لقد كنا جميعا نعتقد في العام الماضي بأن لوسي سندانا اوقعته في شباكها. كانت متأكدة من ذلك لدرجة اننا بدأنا نعد العدة لحضور حفلة زفافهما. وفجأة, اصيبت بشبه انهيار عصبي وغادرت الجزيرة لتقيم مع اختها, وعاد حستن الى برجه العاجي "
ازداد شعور هيلين بالضيق والانقباض, فحاولت الهاء نفسها بالبحث عن حقيبتها و منديلها ...وبالقاء نظرة اخيرة على المرآة. وعرضت عليها نورين استعمال عطرها الذي تفتخر به, فرفضته هيلين قائلة :
"لا, شكرا. فقد استخدمت عطري المعتاد "
هزت نورين كتفيها مرة اخرى, و توجهت نحو النافذة وهي تقول:
"لا داعي لهذا التصرف الجاف والرافض. فاصطياد الازواج هو المقبلات الوحيدة في هذه الجزيرة, كما ستكتشفين بنفسك اذا قررت البقاء هنا. ولكن بالطبع اذا كنت تفضلين حياة عادية وخالية من الاثارة والتشويق, فهذا شأنك. ها قد وصلت السيارة "
ثم استدارت نحو هيلين و قالت لها بلهجة ساخرة :
"انها الحدث الرئيسي لهذا العام. تحبين الابنة ثم الوالد. اسرعي يا عزيزتي, فالرجل المدمر جستن فالمونت ينتظرك .... شخصيا "
فتح لها جستن باب السيارة بعد ان رحب بها بكلمات تقليدية ,واخذ منها حقيبتها المصنوعة من القش ليضعها على المقعد الخلفي. وبمجرد جلوسها قربه, بدات اصداء الكلمات التي قذفتها نورين قبل لحظات تتردد في رأسها وتقلقها. هل من الضروري او من الصواب فعلاً اهداء الصندوق الموسيقى الصغير لجولييت ؟ وماذا سيكون تفكيره عندما تهدي ابنته شيئاً ما وهي لا تكاد تعرفها ! أليس من الافضل مثلاً ان تتناسى الحقيبة في السيارة, او ان... آه منك يا نورين ومن ملاحظاتك المثيرة للشكوك. فالذي بدا كشعور عفوي من العاطفة الحقيقية تجاه طفلة صغيرة, حولته الآن تلك الملاحظات الى امر مختلف تماماً. ولكن, ماذا لو كانت نورين صائبة في تحليلها ؟
وفجأة انعطفت السيارة بشكل حاد نحو طريق فرعي, فمالت هيلين رغما عنها نحو اليسار وارتطمت بجستن. الا انها سرعان ما امسكت بحافة الواجهة الجلدية وعادت الى الوضع السابق .فسمعت جستن يتمتم :
"عذراً, انني انسى دائما ان الانسان الذي يجلس الى جانبي معرض لمثل هذا الحادث, اذ ليست لديه ميزة التمسك بالمقود !"
تجاهلت اعتذاره تماماً, وظلت صامتة لبعض الوقت تحدق في الاشجار الموجودة على الجانب الايمن للطريق, وهي تختفي الواحدة تلو الاخرى. وبعد لحظات طويلة شعرت هيلين بأن عليها واجب التفوه بشيء ما, فلم تجد سوى كلمات قليلة تسأل بها عن جولييت. فأجابها جستن :
"افضل, على ما اعتقد. ولكني اخشى ان تكون قد بدات تضجر من قلة النشاط والحركة ...وربما من وجودها معي "
وعاد القلق يساور ذهن هيلين بالنسبة لهدية جولييت. وقبل ان تصل الى اي قرار نهائي بذلك الخصوص, شعرت بوقوف السيارة فرفعت رأسها لتلقي النظرة الاولى على منزل جولييت, الفيللا ميلوزا.
"انها فيللا جميلة جدا وطرازها يختلف الى حد كبير عن غيرها "
"شكراً يا هيلين. لقد بناها رجل فرنسي قبل حوالي ربع قرن عندما كانت جزيرة سلمندر مستعمرة فرنسية. تفضلي بالدخول, فجولييت بانتظارنا "
دخلت هيلين قاعة كبيرة تحمل جدرانها الاربعة عدداً كبيراً من اللوحات الزيتية الرائعة لفنانين مشهورين. وفيما كانت تتأمل تلك اللوحات, سمعت جستن يسألها :
"ما رأيك الآن بكأس من الشراب البارد ؟ام انك تفضلينة في الحديقة مع جولييت ؟"
ترددت هيلين قليلاً, فسارع فالمونت الى توجيه السؤال التاني :
"هل تحبين شرابك مع الثلج ام بدونه؟ "
"مع الثلج, لا بل مع الكثير من الثلج, شكراً "
|