المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة
"والآن, اين هي جولييت؟"
"هنا يا ابي"
وخرجت الى الشرفة وهي لا تزال ترتدي سروالها القصير الازرق وجلست على كرسي صغير قرب من هيلين.
"هل انت مستعدة؟"
"لا يا ابي. فانا لست ذاهبة"
دهش جاستن وقال لها بتعجب:
"لست ذاهبة معي؟ لا تريدين حضور الزفاف؟"
اجابته ابنته بلهجة جدية لا تراجع فيها:
"لا. لقد غيرت رأيي. لم اعد راغبة في الذهاب"
تدخلت هيلين وقد اصيبت هي الاخرى بالدهشة لهذا التحول المفاجئ قائلة:
"ولم لا يا حبيبتي؟ كنت اظنك متشوقة لحضور حفلة الزفاف ,وارتداء فستانك الجديد. وتسليم الهدية بالنيابة عنا, واكثر من ذلك ... لكي تحضري لي قطعة من كعكة الزواج"
"ابي يمكنه تسليم الهدية واحضار قطعة من قالب الحلوى"
"اهذا ما تظنبين ايتها الآنسة؟ انا كنت سأذهب لاجلك. اما الآن, فقد وفرت عليّ مشقة الذهاب .سأتصل بزوجة ابيك يا هيلين للاعتذار عن حضور أي منا حفلة زفافها"
تضايقت هيلين كثيراً, خاصة ان جستن الغاضب وجولييت الثائرة المتمردة كانا على وشك البدء بشجار لن يؤدي الا الى المزيد من التوتر فقالت محاولة رأب الصدع:
"لقد تأخرنا كثيراً للاتصال. فمن المؤكد انها الآن في طريقها الى الفندق حيث سيتم زفافها. وانت يا جولييت, اذا كنت تعتقدين انك مضطرة للبقاء معي كيلا اضل بمفردي, فأنت مخطئة يا حبيبتي. اني اتمنى ..."
وضعت هيلين ذراعها على كتفي جولييت وشدتها اليها قائلة والدموع تنهمر من عينيها:
"هذا كله بسببي انا. فلو لم ..."
"لا ليس بسببك ابداً"
قالها جستن بعصبية ملحوظة, ثم اشعل سيكارة وسار نحو الطرف الاخر للشرفة. وبعد لحظات من الصمت المشبع بالتوتر, استدار نحو هيلين قائلا:
"انا آسف جداً . سأذهب بمفردي. اظن ان اللياقة تقضي بوجود احدنا هناك. اما انت ايتها الآنسة فسيكون لي معك حديث مطول لدى عودتي"
انحنى جستن وقبل رأس هيلين ثم قال لها:
"لن اتاخر في العودة.... بعد ساعتين على ابعد تقدير.سأبلغ ماريز اشواقك وتحياتك"
لم تقل جولييت شيئا حتى اختفت سيارة والدها تماما .وعندها تنهدت وقالت:
"انه في حالة من الغضب الشديد"
"نعم ,ولا يدهشني ذلك ابداً. فماذا حملك على تغيير رأيك, بعد ان عملنا جاهدتين على اقناعه باخذك معه؟"
"لانه لم يكن راغباً فعلا بذلك. وعندما يكون الانسان مكرهاً على القيام بعمل ما, او على الاقل مضطراً لتنفيذه, فان النتيجة لن تكون بالمستوى المطلوب"
وصمتت جولييت لحظة ثم تابعت حديثها بشيء من التحدي.
"لو ذهبت معه اليوم, لكان حرمني من التمتع الكلي بوقتي. ولهذا رفضت الذهاب"
كانت هيلين تستمع الى كلمات جولييت وتراقب في نفس الوقت ذاته تلك الاصابع الصغيرة التي تتحرك بعصبية وانفعال. ثم تنبهت الى احتمال وجود امر آخر يقلق الصبية الصغيرة ,فقالت لها بهدوء:
"هل تذكرين ما قلته لي مرة من ان الناس ليسو دائما طيبين في بيوتهم كما هم خارجها؟ كنت تحاوين القول آنذاك ان الناس يتظاهرون بانهم طيبون عندما يلتقون بالغرباء او الذين لا يعرفونهم حق المعرفة, في حين انهم يظهرون على حقيقتهم مع افراد عائلاتهم. ولكن ما من انسان يمكنه ان يكون دائماً سعيداً وجذاباً وقادراً على ترفيه الآخرين كل الوقت .فحياة كل انسان منا, راشداً كان ام طفلاً, تتخللها احزان كثيرة من الاحزان ومشاكل مقلقة. هل تفهمين ما اعنيه؟"
هزت جولييت رأسها وظلت صامتة, وكأنها تحاول تحليل ما تستمع اليه من نصائح وارشادات. ثم تابعت هيلين حديثها:
"والدك يا حبيبتي هو احد اكثر الناس الذين عرفتهم حناناً واحساساً وتفهما ً.وهو يحبك كثيراً. ولكن يجب ألا تنتظري منه ان يكون دائماً فرحاً ومرحاً معك. اذ لا يمكنك توقع ذلك من أي انسان ,مهما كان طويل البال ومراعياً لمشاعر الآخرين"
"اعرف ذلك. واعتقد انه يتصرف على هذا النحو لانه قلق على قدمك, ولأنه..."
رفعت رأسها نحو هيلين وسألتها بلهفة:
"هل صحيح انك كنت فعلا تنوين العودة الى المسرح؟"
شعرت هيلين وكان كمية من الماء البارد القيت عليها, وردت على جولييت بتلعثم:
"انا...انا...لماذا توجهين مثل هذا السؤال؟ انا لم اقل اني سأغادركما. انا جزء من هذه العائلة . . . . من هذا المكان"
ثم نظرت الى قدمها المصابة وقالت:
"اضافة الى ذلك, فكيف يمكنني العودة الى رقص الباليه بقدم كهذه؟ اسمعي يا حبيتي, انا لن اتمكن من العودة الى الباليه...ابداً!"
"كنت تنوين عرض قدمك على طبيب اختصاصي في دروين لمعرفة ما اذا كان بامكانك العودة الى الرقص. لقد سمعتكما انت وابي تتحدثان عن هذا الموضوع. سألت ابي فقال ان ذلك محتمل. الا ان هناك ايضا اموراً اخرى"
"وما هي هذه الامور الاخرى؟"
"لا اعلم ولكنه قال ان عودتك ستكون لصالحي لانني ساكون في انجلترا وساتمكن من مشاهدتك اكثر بكثير مما لوكنت هنا"
صمتت جولييت قليلاً. ثم لاحظت ان هيلين لم تكن على ما يرام فسألتها بصوت خافت:
"هيلين, ما بك هكذا خائفة؟ لقد امتقع لونك!"
وعندما لم تسمع جواباً, اغرورقت عيناها بالدموع والقت بنفسها على زوجة ابيها, التي تعتبرها اماً واختاً وصديقة, وقالت:
"ارجوك يا هيلين, لا تذهبي! لا تذهبي ابداً. ارجوك ايضا ان تقنعي والدي بعدم ارسالي الى انكلترا او أي مكان آخر. اوه, يا هيلين, لماذا لا نتمكن من البقاء معاً طوال حياتنا, كما تفعل بقية العائلات؟"
ضمتها هيلين الى صدرها بمحبة وحنان, وقالت لها والغصة في قلبها :
"اننا معا يا حبيبتي, فلا تحزني. ان من الخطأ التفكير كثيراً بما سيحدث مستقبلا. ومن الأفضل ان نفكر بالحاضر, وبما لدينا الآن. سننجح يا جولييت, صدقيني. ويجب الا تغيظك اشياء قد لا تحدث ابداً"
وتمنت هيلين في قرارة نفسها ان تكون تلك الكلمات المقنعة انعكاساً لحقيقة ما يدور في راسها. ثم ارغمت نفسها لتبدو هادئة, وابعدت جولييت عنها بلمسة رقيقة قائلة:
"اطلبي من ألي ان تحضر لي فنجاناً من القهوة, واسأليها ايضا اذا اعدت بعض الحلوى"
بعد شرب القهوة واشتراكهما في احدى العاب جولييت التعليمية, قالت الفتاة الصغيرة:
"اظن انه مضى اكثر من ساعتين على ذهاب والدي . هل ننتظره على الغذاء؟"
"لا اعتقد ذلك. لأنه سيأكل عدة اشياء اثناء الحفلة"
"هذا صحيح. ربما امضى وقتاً اطول لأنه لم يعد مضطراً للعودة في وقت معين بسببي أنا "
يبدو ان تحليل جولييت كان صحيحاً. اذ انه مضت ساعتان على تناولهما الغذاء قبل ان تصرخ الفتاة معلنة وصول والدها. رأت هيلين سيارته تدخل الساحة الخارجية, ثم اعربت جولييت عن الدهشة عندما شاهدت سيارتين اخريين تدخلان الساحة.
"معه العمة ماريز والسيد مانتون! اذن, فحفلة الزفاف قد انتهت. آه, وهذه نورين و..."
توقفت جولييت عن انهاء جملتها فيما كان ركاب السيارات الثلاث ينزلون منها. وبلغت دهشة هيلين ذروتها عندما شاهدت زوجها ينزل من سيارته ويفتح الباب بلياقة لصبية رائعة الجمال... لوسي سندانا! ولبضع لحظات شعرت ان الآخرين غير موجودين... وان هناك لوسي وحدها!
|