كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة
ومرت ساعات ما بعد الظهر بطيئة ومليئة بجو التوتر والقلق والتحليل المؤلم كيف ستلتقي به اليوم؟ كيف ستواجه رجلا لا يعتبر الزواج سوى خطة متفق عليها بين طرفين ويمكن الغاؤها برضى متبادل ؟! وقبل المغيب بقليل مشت هيلين على الشاطئ باتجاه الفيلا ميموزا ,ولكنها لم تشاهد جستن او تسمع ضحكات جولييت. فعادت ادراجها وقد زادت عليها صعوبة اتخاذ القرار. ان الكرة الآن في ملعبها. فجستن قام بخطوته, وعليها هي الآن التحرك ... اما باتجاهه او بعيداً عنه.
عادت هيلين الى البيت وهي تشعر بارهاق وانقباض. دخلت قاعة الجلوس ومدت يدها لا شعورياً الى مفتاح النور ولكنها لاحظت ان هناك ضوءاً جانبياً ربما نسيته ماريز قبل ذهابها لملاقاة كيت.
"جستن!"
وتجمدت هيلين في مكانها بدون ان تضيف كلمة واحدة على الاسم الذي اطلقته بصرخة خوف وذعر. استدار الرجل الطويل الذي كان يقف امام النافذة, وهرع نحوها قائلا:
"هيلين اعذريني. هل اخفتك كثيراً ؟ انا آسف جداً. لقد كنت انتظرك من الباب الامامي"
"لقد دخلت من الباب الجانبي. لم اكن اظن... انك ستأتي"
"اصرت ماريز ان انتظرك هنا, قائلة انك لن تتأخري . لم نرك اليوم ,وقد اشتاقت اليك جولييت كثيراً"
"هل تركتها وحدها ؟"
"لا روجر معها. روجر درو مساعدي الذي عاد لتوه من عطلته السنوية. وهو موجود عندنا منذ الظهر ,وهذا هو السبب الوحيد الذي حمل جولييت اليوم على البقاء بعيداً عنك . ما رأيك بزيارتنا الآن والتعرف على روجر في الوقت ذاته؟"
ولما قبلت دعوته ابتسم للمرة الاولى منذ دخولها القاعة, وقال لها مازحاً:
"ولكنك سوف تضطرين لاستخدام قدميك, اذ انني لم احضر السيارة"
"لا بأس على الاطلاق انا افضل السير على الركوب سيارة وخاصة في امسيات جميلة كهذه"
استقبلتهما جولييت بحرارة قائلة انها كادت تفقد الامل بوصولهما. ثم اخذت كلا منهما بيد الى غرفة الطعام, حيث كان روجر يساعدها في اعداد مأدبة لأربعة اشخاص, وقالت :
"أليست رائعة ؟ان العم روجر يساعدني منذ البداية"
قبلتها هيلين بشوق وحنان, ومدت يدها لمصافحة روجر في حين كان جستن يتولى مهمة التعريف بينهما. انه شاب لطيف ومهذب لا يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره. وقد فهمت من جستن, اثناء غياب روجر وجولييت في المطبخ لاعداد الحساء, انه يتمنى من صميم قلبه لو تمكن روجر من تجديد عقده المحدد بعامين لأنه ذكي جداً ومخلص الى ابعد الحدود. اما اذا رفضت خطيبته العيش في سلمندر......
وتناول الجميع طعام العشاء ثم اشتركوا جميعاً في تنظيف المائدة, ذلك ان ألي وطوم كانا يومئذ في اجازتهما الاسبوعية. وبعد تناول القهوة نظر روجر بأسف الى ساعته, في حين قال حستن لابنته بلهجة جادة:
"الى النوم ياحبيبتي. لقد قمت بعمل رائع هذه الليلة والا فإنك تتأخرين كثيراً عن موعد نومك"
"هل تأخرت الى هذا الحد ؟"
"اكثر من ساعتين يا آنستي. لو عرفت جدتك بما يحدث هنا فانها ستستقل اول طائرة قادمة الى سلمندر لتعلمنا كيف نتصرف"
قهقهت جولييت وقالت ان جدتها لن نفعل ذلك ابداً لأنها تخاف جداً من الطائرات . ولما رأى جستن ان جولييت تتهرب من الذهاب الى فراشها ,حذرها قائلاً:
"عشر دقائق فقط, يجب ان تكوني بعدها في فراشك تغطين في نوم عميق, والا فاني... "قاطعه روجر بأدب قائلاً, وهو يرتدي سترته استعداداً للذهاب:
"انها طفلة رائعة. اختي الكبرى لديها طفلان يعذبانها كثيراً. آنسة سلفاين, هل يمكنني ان... ان اوصلك الى منزلك؟"
"شكراً يا روجر. ساوصل هيلين بسيارتي عندما ننتهي من توضيب امورنا"
" اوه, طبعا. سأذهب الآن. شكراً جزيلاً على هذه السهرة الرائعة. لقد استمتعت للغاية باليوم الأول لعودتي" ريحانة
|