لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-17, 08:54 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيفكم وكيف حالكم...
كل عام وانتم بخير... ويارب ينعاد عللينا وعليكم بألف صحة وسلامة ..،،
اكيييد ماراح اتأخر عليكم بالبارت...الاغلب بسناب شات طلب مني انزل البارت ..
ولاني مقدر فيكم .. ،،
البارت راح ينزل الليلة ونستمتع فيه سوا...
بس اعذروني مقدر الحين اعلق ورا تعليقاتكم بحكم انشغالي شويتين...
برجع لكم وحدة وحدة وبرد عليها..

بس قبل كل شيء..

لاتحكمون على ابطال روايتي وافعالهم...
انتم تعيشيون الحاضر من حياتهم...بدون ماتدرون شنو صار بالماضي..
بدون ماتعرفون من تحاسب ومن ماتحاسب...
بدون ماتعرفون من تأذى ومن عانى...
فبلييييز اصبروا شويتين مع تقدم البارتات راح تستوعبون ردة فعل كل شخصية بروايتنا...
وبس احبكم ،،..




البــارت : الســـابع

:
:
:
/
" الفصل السابع...
هذه الحرب سرقت مني جميع ما املك...
حتى ردًا منك لم يعد يأتي..
أخشى ان الجحيم قد ابتلعنا جميعًا
واغلق علينا بواباته...
لماذا اشعر وكأن الحب بيننا اقوى من هذه العاصفة..
اقوى من الحرب...
مهما نكرنا انفسنا...مهما كان كبريائنا عالي فيينّا..
فإننا نتألم شوقًا لنرى بعضنا البعض

مُحبِّك..
آدم ستيفنز "

:
:
:









في وسط الشغل اللي اخذ منها الكثير... كانت جسمها يرتعش بين كل ثانية واخرى...لانها ما اكلت شيء..
تجاهلت هالشعور...اللي بالفعل خلاها بطيئة حيل بالشغل وكان ذياب بين كل دقيقة وثانية يتصل على مكتبها يطلب منها ترفع التقارير...وكل مرة تقول له ماخلصت...
تفهمها بالبداية انها ماخلصت بسبب الشغل كثير اللي مو قادرين يلحقوا عليه...بس استغرب ان الكل سلم اشغاله له الا هي كانت بطيئة على عكس عادتها...
ماكان متوقع انها تكون بطيئة الى هذي الدرجة... خلصت اغلب التقارير لكن بقى لها تقارير كثير ماخلصتها...
لما حست بالتعب يتسلل لاصابيعها وعيونها المركزة على شاشة الكمبيوتر...تراخت وهي ترفع يدينها للاعلى وتتمدد بنعاس...
انتظرت الطابعة اللي جنبها تطبع التقارير...
لكن بلا شعور حست بتعب... وحطت راسها على المكتب ...وبلا وعي منها نامت...
كانت الساعة 7 المغرب...
ومن الساعة 7المغرب نامت لحتى الساعة 11...
صحيح انها نامت اكثر من 4 ساعات...بس لو بدون هالنومة ماتدري ايش ممكن يصير فيها...
نست اوامر ذياب والحاح عثمان وقلق امجاد...نست كل شيء في سبيل نومها وتعبها اللي خلاها غصب عنها تنام ...
صحيح انها نامت بعد مارجعت من السفر...
بس نومها ماكفاها...
أسبــوع كامل كوابيس وصور لجثث ماتركتها...
نومها متقطع كانت كل يوم تحاول تقاوم الحبوب...
لكن ع الساعة 3 الفجر باستسلام تبلع الحبوب وتغوص في عميق النوم...
وبدون اي معالم للادراك نامت...
ونامت بعمق...
وماصحت الا على صوت جوالها...
انتبهت لجوالها ...وبكل التعب والحرارة اللي تحسها ابر بعيونها رفعت تنتبه للجوال ...كان سايقها...
ماستوعبت ولا حاجة من اللي هي فيها...
قامت بارهاق...وطلعت بصعوبة من المكتب...
جسمها يرتجف...رجولها ماهي حاملتها...
اكلها ونومها المتقطع ماساعدها...
وكأن الحرارة اللي بجسمها اخترقت كل معايير الاحتمال..
مشت متجهة للمصعد بدون ماتركز بشيء...
كانت الانوار اللي بالشركة مطفية ...
ظلام...مافيه الا ظلام...
وانارة النوافذ...
كناية عن عدم وجود اي مخلوق غيرها بالشركة...
او مثل ماتعتقد...
طلبت المصعد والتوت للامام لما حست ان جسمها مايحملها...
حاولت تقاوم التعب والهبوط المفاجئ اللي جاها...
بس ماقدرت...اغمضت عيونها وعقدت حواجبها...
كررت حركتها والتوت للامام...
ركبها ماتقدر تحمل ثقل جسمهاا...
صارت تلتوي بهزل...
وبعد محاولات متكررة من المقاومة...
استسلمت واغمضت عيونها...
وطاحت مغمي عليها...



بداخل مكتبه ...سمح لكل موظفيه بعد مارحمهم انهم يطلعون من الشغل الساعة 9...
كانت الشركة اليوم جدا بحالة فوضى...
وكأن غياب ذياب عنها مايحافظ على استقرارها...
رغم ان كل من حوله يحاول انه يسيطر على استقرارها..
بس كثير من القرارات يرفض ذياب اي احد غيره يتخذها..
استغرب من تأخر مهرة ....
وماكان عنده اي مانع انها تجيبها الصباح...
راح يحاسبها الصباح...اهم شيء انها اشتغلت عليها مثل مابلغته امجاد...
شرب قهوته اكثر من 4 مرات غير اللي شربها الصباح بالبيت...
وهو لازال يحاول ينجز شيء كبير من الشغل...
لكن الحمدلله...انتهى من كل شغله المتراكم...بقى له الشغل المعتاد اليومي... وتقارير مهره المتأخرة...
انتهى من اجتماعين اليوم...وبكرة عنده اجتماعين...
المفروض يكون عنده اجتماع واحد فقط بكرة...
بس لانه اجل احد الاجتماعات اللي اليوم حتى يسيطر على شغله...
انتبه لاتصالات امه المتكررة...وهي تتسائل عن سبب تأخره...
رساله من مسفر تقوله بأن امك قلقانه عليك وتبي تتطمن عليك...
اتصالين من امجاد وثلاثة من شيماء...
رسائل عمل من عثمان في بريده الالكتروني...
والعديد من الاشياء اللي مالها نهاية...
سكر لابتوبه وسحب شماغه ووقف امام النافذة اللي عبارة عن خلفية لمكتبه كجدار كبيير ممتد ومطل على شوارع الرياض...
كان انعكاس صورته مرسوم على النافذة الضخمة...
نسف شماغه ... وسحب ملفاته وتوجه للخارج...
اتصل على مكالمات امه الملحة ...
وكانت تتسائل عنه وتترجاه يرحم نفسه من الشغل...
سمع الحاحها من كلمة :
( الشغل مايضيع يمه...بس الصحة اللي تضيع...
حتى نوم واكل مثل الاوادم ماتبيه...
ارحم نفسك محد بيضع حلالنا..)

اردف لها يطمئنها بأنه اكل وعاكس الامر الواقع...
الحقيقة انه ما اكل ...غير الاكل اللي باستراحة الغداء..اللي كان مع امجاد ومسفر وسيف وعبير...
وبالفعل ماكان له نفس ياكل...
الاكل عنده شيء يساعده انه يكمل يومه...
ياكل حاجته وبس...
غادر ردهة الممر... وبمجرد مغادرته كان المكان كله ظلام عدا من اضاءات النوافذ الخارجية...
لمح طيف يمشي بطريقة مرتبكة...
مرتعشــة...
ومهزوزة...
لمح انحناءاتها المتكررة امام باب المصعد ترفض السقوط..لمح رجفة جسمها وكانها تعاكس كل وقفاتها الواثقة ...
استغرب وجودها بـ هالوقت المتأخر...
لما حس انها بالفعل راح يغمى عليها وانتبه لاستسلامها ...
اغلق السماعة اللي كان يكلم بها امها خاتم الموضوع :
( اكلمك بعدين يمـــه..)

توجه بلا شعور ناحية جسمها المستسلم ...
طاحت فورا بين ذراعه...
ماسمح لسقوطها يوصل للارض...
فكان جسمها مرتخي بين ذراعه...
ناظرها...كانت شاحبة...شفايفها البارزة تحولت للون الابيض بسبب ارهاقها...
بشرتها كانت بلا لون...غير الشحوب...
حملها بين ذراعه ونزل بالمصعد...
هز راسه وهو يطالعها :
( لو قلتي لي انك تعبانة ماكان صار لك كذا...
تتحدين نفسك بهذي الطريقة القاسية ليه؟؟..)

انفتح باب المصعد ولمح سواقه...
طلب منه فتح الباب الخلفي...
دخلها الى المقعد...
وبسرعة توجه ناحية مقعد السائق بعد ماخذ المفتاح من السايق وتوجه للمستشفى...
ماقدر يمنع نفسه من سماع هلوساتها اللي كالعادة...
كلام متقطع...وهالمرة كان غير واضح ...
مايدري اذا هي تنطق الكلام بطريقة صحيحة او لا...
كان جسمها حار وهالشيء حس به من يوم طاحت بين ذراعه...
بين كل دقيقة ودقيقة مامنعت نفسها ...
تتكلم بطريقة غريبة...لكنه ماستغرب..
من بعد اول يوم لهم بروما ...ماستغرب...
هالشيء بسيط امام خروجها من الفندق بروما وتكلمها وضحكها الغريب ...وتجرأها المو طبيعي...
طالعها من المراية كانت غافية وجسمها يرتعش ...
لكن ماصدمه غير كلمتها ...
اللي اعتبرها اول كلمة تنطقها بطريقة صحيحة من لما ركبوا السيارة ..
مهره بصوت متقطع :
( ش..فـت ذي...ذيـ...ـآب يب..ـ يبه..)

اسمه دخل بين هلوساتها بشكل صريح...
وكان كل غايتها بـ هالحياة انها تشوف ذياب...
تنهد بداخله وكان يحاكي نفسه...
ليتك تشوف بنتك ياعبدالله...
ليتك تسمع هلوساتها...كان مالمتني بعد اللي صار...
سنين بعد موتك وانا عاني...
بس ماكنت اعتقد اني بعاني بشوفتها من بعدك...

توجه وركن سيارته للمستشفى ...
استقبله احد المسعفين بسرير للداخل...
دخل للمستشفى..وكان سهل عليه يفتح لها ملف ويجري معاملاتها بالمستشفى بدون مشاكل...
ماحتاج لبطاقتها ولا لاي شيء...يعرفوه كلهم فتساهلوا معه وخلصوا اجرائاتها..
لف لاحد الممرضين اللي طلع من غرفتها يناظره ...
ذياب : ( وش فيها؟...)
الممرض يهز راسه : ( مستوى الجلكوز بدمها منخفض...
ومن الواضح انها ماكلت شييء طول اليوم...
عطيناها مغذي وبعض المحاليل...
كلها ربع ساعة بالكثير وتصحى.. )
ذياب هز راسه للممرض وتوجه لداخل غرفتها يناظرها مغمضة عيونها وبيدها الصغيرة تدخل ابرة المغذي...
هز راسه وهو حالف انه بيكوفنها لو جلست...
هي عارفة ان عندهم شغل كبير...بس مو لدرجة انها تمنع نفسها من الاكل نهائيا بهذي الطريقة...
صحيح انه هو ماياكل كثير وقت الشغل...بس متى ماحس بانه محتاج ياكل بياكل وماراح يحرم نفسه...
بأي حق تحرم نفسها عشان تذبح نفسها بهذي الطريقة وقت الشغل...
طلع من الغرفة حتى ماتجلس وتشوفه يراقبها بهذي الطريقة...
يعرف انها ممكن تجن لما تشوفه يطالعها...
ومستحيل تقبل بـ هالشيء هذا...
انتظرها خارج الغرفة لحتى تجلس...



*



كانوا جالسين بالحديقة متجمعين ويسولفون...
بس ام ذياب وامجاد ملاحظين على شيماء علامات الطلق وكانها قربت تولد...خصوصا انها مو قادرة تجلس وكانت كل شوي توقف وتمشي...
ام ذياب تطالع في امجاد بقلق وامجاد تغمز لها وتبتسم لها تطمنها ترتاح...طبيعي ماتنلام اول بنت تولد وبتجيب لها اول حفيد...عبير كانت رايحة تكلم الخدم من داخل يجيبون لهم بعض حطب عشان يشبوا النار بالطاولة اللي كانت بوسط جلسة مزينة بأشجار مضيئة...
وبالوسط كان مكان مخصص لشب الحطب...
لما جلست طالعت بامجاد وامها ولفت بنظرها لشيماء...
عبير بضحكة تناظر شيماء : ( شفيك؟...تحتك بيضه؟؟!)
شيماء بتوتر : ( واللي يرحم والديك اتركيني...)
عبير تخوفها : ( نياهاها....بتولدين ...)
شيماء تهز راسها بخوف وعيونها كانت خايفة بطريقة مضحكة : ( والله ماولد...)
عبير باستلعان : ( هههههههههه بتولدين... وقولي عبير ماقالت..)
شيماء بقهر من خوفها :( والله ماولد بدون طلال...
نعم اول مولود لنا وهو بالشرقية؟؟...
قسم بالله مايطلع ولده مني..)
ضحكت امجاد : ( هههههههههه ليه هو بكيفك تطلعين ولده متى مابغيتي؟)
شيماء وهي تروح تجلس جنبهم :
( مابي...مابي اولد بدون ابوه...)
ام ذياب تبتسم : ( ماراح تولدين بدون ابوه باذن الله..)
شيماء بوجع من الام بطنها :
( يمه لو ولدت بدون طلال لايجيني ويكلمني...
يروح ينقع بشغله اصرف له...)
امجاد تبتسم لها وهي تمسح عليها :
( لا تخافي.... صلِّ ع النبي...
وبعدين يابنت الناس اذا انتي حاسة بآلام الطلق ليه معاندة ماتبي تروحي المستشفى؟!..)
شيماء بعناد تهز راسها :
( مابولد اليوم انتوا شفيكم؟...
لو جاني الم ولادة بقول..)
ام ذياب : ( ايه شايفتني عليمية ماعرف متى يجيك الطلق...
اذا ماولدتي اليوم حدك بكرة وتولدين...وقولي امك ماقالت..)
عبير بضحكة : ( هههههههههههه شفيك يمه؟
تراها متفقة مع اللي بطنها ينتظرون زوجها...
ماني فاهمة ولدك بيطلع من بطنك بتصريح من زوجك ولا شسالفة ؟؟)
شيماء بقهر : ( انتي انطمي...
يارب اشوف فيك يوم...تعافرين مثل الناقة بعز القايلة ولا تقدري تولدين..)
امجاد بضحكة : ( ههههههههههههههههه...
ياويلي...معليش عبير امسحيها بوجه طلال...
البنت اول ولادة لها ومو عارفة ايش تقول..)
شيماء اطلقت صرخة خفيفة وكلهم قاموا بخوف فزوا لها..
طالعتهم بقهر وهي تأشر لهم يجلسوا :
( قلت لكم مابولد اليوم...وخروووا عني..)
ام ذياب تطالع امجاد :
( روحي قولي لهم من داخل يجيبوا كمادة لتحت ظهرها..)
امجاد بطاعة راحت بسرعة وعبير ظلت تطالع بشيماء..صحيح انها تضحك معها بس كانت خايفة عليها خصوصا بعد اول صرخة لها...
كانت كل شوي تقوم وتمشي...او تغير وضعية جلستها..
ام ذياب كلمت طلال يجي من الشرقية ..وهو بنفسه قال لها مستحيل انه يفوت ولادة اول طفل له...اتفق مع دوامه يعطوه اوف وكان جاي بالطريق ...
والاكيد انه خايف على شيماء..لان عندها فقر دم...فطول ماكانت عند امها كانت تعطيها كل الاشياء والفواكه اللي تزيد من معدل دمها... حطوا لها كمادة ورا ظهرها وناظرتها امها بقلق :
( بايش حاسة يمة؟.. )
شيماء تطالع امها :
( بخير يمه لا تحاتين خلاص...
قلت لك متى ماحسيت اني بولد بقول..)
هزت راسها امها بابتسامة وناظرتها :
( الله يعين قلبي وقلب طلال على عنادك..)
ابتسمت لامها بهدوء وهي تحط يدها على بطنها..
وتتمنى من الله انها ماتولد طفلها الا لما يجي ابوه..
تمنت هالشيء بايام حملها..
وهي تتخيل سيناريو ولادتها...
ماتدخل غرفة الولادة الا وزوجها ينتظرها برا...
مستحيل تولد اول طفل لهم وابوه غياب عنهم...
ناظرت بهم خايفين عليها ويناظرونها وهي ضحكت عليهم ..


*



كانت جالسة بغرفة مهره بخوف وقلق على مهره طول اليوم...
حتى لما دخل جد مهره وسأل عنها اضطرت انها تكذب وتقول له انه مهره اليوم عندها شغل واحتمال تتأخر وهي كلمتها وقالت لها مهره بخير...
حطت لجد مهره العشا وانتبهت له يدخل ينام...
ودخلت غرفتها بعد مانومت ولدها وظلت تحاتي مهره...
اتصلت عليها اكثر من مرة بس الى وقتها هذا مالقت اي جواب او اي رد...
توترت طول الوقت وهي خايفة عليها...
معقول ذياب عرف عنها بشيء وسوى لها شيء يضرها؟؟؟
لا لا...مستحيل
مهره ذكيــة مستحيل تخليه يعرف بمثل هالشيء...
مستحيل تخليه يعرف او تحسسه بشيء...
طيب ليه تأخرت البنت؟؟؟
الساعة 12 تمام ولسة ماجت...
ياربي ياحبيبي احفظ مهره...
معقوله ذياب يسويها ويضر مهره؟؟
ايـــه ليه لا!!
شخص قدر يقتل بشر بدون ذنب...
بيقدر يقتل بنت بريئة كل مطلبها انها ماتقبل الظلم اللي صار لاهلها...
والله لو يسوي فيها شيء انا اللي باذبحه...
ان كانت مهره ماتقدر تضره جسديا وتاخذ روحه...
فانا اللي بروح روحه...
مستحيل اتنازل عن روح مهره مستحيل...ماعندي بالدنيا غيرها...هي اختي واهلي وكل شيء...


مايأست من محاولات انتظارها...
وهي تطالع في جوالها وتتصل على رقم مهره...
لعل وعسى تقدر تجاوبهاا...
او على الاقل تعطيها مشغول!!




*


بالمستشــفى...
جلست بصعوبة وتحس بأن عيونها تعورها...
الحرارة والحريق اللي بجسمها وصل لعيونها..ماقدرت تسيطر على عقلها اللي متعبها..
بلعت ريقها بصعوبة... واضطرت انها تفتح عيونها حتى تستوعب شنو اللي صار...
الاحلام اللي شافتها في هذي الغفوة اللي على مكتبها...
كانت تعتقد انها لازالت بالمكتب وبتستمر معها احلامها ...
احلام حلوة...تشوف فيها امها وابوها... وتعيش حياتها القديمة...
ببيتهم القديم...بكل املاكهم القديمة...
حتى حياتها ماكانت كذا...
كل توقعاتها بعد ماتجلس هي انها بتشوف نفسها بالمكتب...
وبتكمل تقارير ذياب...وبترجع البيت للسواق...
ماكانت تذكر اي شيء من اللي صار...
استوعبت انها مو بالمكتب...وبخوف جلست بقوة...ومن جلوسها السريع...حست بدوخها في راسها اضطرت منهاا انها تستند على السرير بتعب... طالعت يدها...ابرة المغذي بيدها...
وبوقتها بس استوعبت انها بالمستشفى...
انتبهت لحجابها اللي مو مرتب....
شالت ابرة المغذي اللي بيدها بعنف...
وماهتمت بالدم اللي نزل من يدها... رتبت حجابها وجلست على السرير وهي تحط رجلينها للارض...انتبهت لجزمتها الاديداس موجودة تحت... سحبتها لرجولها وربطت خيوطها...
ماهي قادرة تجلس مكتوفة وهي ماتدري وش اللي جابها للمستشفى...
ماهي قادرة تستوعب اللي هي فيه...
كل اللي تذكره احلامها...وغفوتها على المكتب...
حست بوخزة بيدها وبتعب :
(أخخخخخ...)
مسكت يدها اللي تنزف ولمحت ذياب واقف على الباب يراقبها...
من متى وهو يراقبها؟؟؟
من متى وهو واقف ويطالعها ...يتفرج عليها وكانه منظر لازم يعتاد على مراقبته...
لما حست بمراقبته لها وقفت وبهدوء اردفت له :
( وش اللي صار؟!..)
دخل ذياب وهو يمد لها منديل حتى تحطها على يدها اللي تنزف...
سحبت المنديل بهدوء حتى جلست على السرير وتستوعب كلامه اللي جاها بهدوء :
( بإيش حــاسة؟!..)
رفعت عيونها ناحيته ...وكانت مستاءة :
( اللي يشتغل عندك بايش يحس غير التعب طال عمرك؟)

ابتسم بهدوء وهو رافع حاجبه...وكان كلامها مو عاجبه...بينما هذي الحقيــقة..
رفعت راسها ناحيته لما سمعتها يكلمها..
ذياب : ( قالوا لي انك طول يومك ما اكلتي شيء..)
مهره كانت مقهورة منه وماتبي تطالع فيه...
بأي حق يكون هو الشخص الوحيد اللي شافها وشالها...
ليه مافيه الا هو...
ليه ماتواجد اي شخص غيره.. مابيه ياربي...مابي اشوفه...
كرهي له يزيد يوم عن ثاني...
واحس اني مو بخير معه...

ذياب :( ليه مااكلتي...
فيه شيء اسمه استراحة غداء...
ليه ما اكلتي فيها..)

مهره بسخرية : ( اعذرني يامديري العزيز...
كنت احاول الحق على شغلك اللي مايخلص..)

ذياب بنبرة حادة : ( المرة الجاية ان جيتيني وانتي مو ماكلة بالشغل...بدخل اوراق الشغل بفمك..)

ناظرته بقهر من كلامه ... جعلني اموت انت شدخلك يالبومة؟؟؟
وش تبي تتدخل في اللي اسويه...
انا عاجبني اني مو اكل مثل ما انت عاجبك انك ماترحمني بالشغل...
وقفت بقهر امامه وهي تبي تمشي...لكنها كانت بتطيح امام عيونه...بمجرد ان حس انها بتطيح تحرك ناحيتها...
لكنها اشارت له : ( انا بخير..)
مشت لخارج المستشفى وكانها واثقة بانها بتمشي وبتلقى سواقها...لكن كان ذياب وراها وفجأة صار قدامها :
( امشي للسيارة...مابه حد يوديك غيري..)
مهره ناظرته بغضب وبقوة :
( اعرف طريق البيت يامديري..
انت تامرني بالشغل وهذا ماهو وقت شغلي..
فاسمح لي اقولك اني انتظر سواقي يجيني..)

ذياب بعصبية : ( سواقك ماهو بفاضي لك...
الحين نايم..)
هزت راسها برفض شديد :
( اعتذر منك طال عمرك...بركب بأي تاكسي..)
ذياب بغضب : ( كلمة ومابثنيها...
تركبين هالحين السيارة قدامي ولا بشيلك...
الساعة 1 ونص بالليل...أي تكسي بتركبين معه بـهالوقت لوحدك؟؟)

مهره ناظرته بسخرية : ( يعني المفروض ما اثق بالتاكسي...بس اثق فيك!..)

ناظرها بغضب ووكان واضح انه بيكفر فيها...
طلعوا للمواقف وهي كانت بالفعل متجاهلته تنتظر سيارة تاكسي...
لما شافها واقفة معاندته كان بيجن جنونه...
راضية تعاند على حساب نفسها...
تتعب نفسها بالشغل وماتاكل على سبيل انها تتحداه وتكسر عينه...
والحين واقفة بنص الليل تنتظر تاكسي بس عشان تكسر كلمته...
ماتفاهم معاها...
انصدمت لما شافت نفسها تنجر للسيارة غصب عنها...
بأي حق يلمسني او يمسكني...
ماله حق ...مايخاف رب العالمين...
شخص يقتل كيف بيعرف الله وحدوده...

شالت يدها منه بقهر وغضب مصدوم :
( مالك حق تلمسني... ومالك شغل فيني...
انت مو ولي امري... وقت الشغل تقدر تامر وامرك ينوخذ بالطاعة...بس الحين اسمح مالك حق...)
ذياب بقلة صبر : ( عاندي اكثر وقتها بشيلك للسيارة..
وقولي ان ماعندي حق...)
مهره ناظرته بقهر...مضطرة تمشي وتركب السيارة...
حتى ماينفذ كلمته...حست بجدية كلامه لما مسكها بقوة من يدها وشدها ناحية السيارة...
بس حقـــير... حقيــر ومايخاف الله...
يمسكني بهذي الطريقة...مايجوز له...
والله مايجوز له...
يمشي الدين بكيفه وهو يمسكني ...
ياربي لا تواخذني...كله منه ...

عضت شفايفها بغيض وهي تركب السيارة بقهر...
ركبت من الخلف...بينما هو ركب من الامام...
تواصل مع امه وهي كانت تسمع كلامه...
جعلك تنبط يالعجل ...
يالعجوز...
الله لا يحلك...وش تبي تمسكني ...كسرت ايدي...
كل هذا عشان اركب معك وماركب تاكسي...
انا اثق في كل رجال العالم الا امثالك يالقاتل..
يالـــمجرم...
وماعلي لوم يومي مابغيت اركب معك...

فتحت جوالها وانصدمت من عدد المكالمات اللي من امجاد...فوق 50 مكالمة...
رسلت لها بهدوء انها جاية بالطريق وبتخبرها عن كل حاجة...
طول ماهي بالطريق ماتبي تفكر انها معه بسيارة وحدة...
بس غصب عنها لفت وجهها ناحية المراية ولاحظت عيونه اللي تراقبها...
هربت بعيونها بسرعة ماتبي تطالعه...وقربت معالم بيتهم امام عيونها...
وقفت السيارة قدام البيت...
سمعته يقول لها ان ماله داعي تجي بكرة وتداوم..
بس هي طنشته وبتداوم وبتكسر عينه...
بالنهاية ماهي اللي تاخذ اوامره بعين الاعتبار...
نزلت من السيارة ومثل اي حركة بنت معصبة بالعالم...
صفعت بالباب...
وعشان يكسر عينها...لما مرت من السيارة ضرب بوري لحتى فزت بخوف وهي تطالعه بحقد....
انتظرها ليما فتحت الباب ودخلت بغيض وهي تنطق :
( جعلك ماتنام ليلك يالمجرم...)

دخلت للداخل حتى تطمن قلب منار..
اللي حست انها بالفعل طول اليوم تحاتيها ومشغولة عليها..




*



وقف سيارته بداخل الحديقة بقسم الباركينق تبع البيت...
نزل بهدوء وتوجه للحديقة مكان ما اهله جالسين...
لاحظ وجه اخته اللي تعبان... وسلم على امه وخواته...
جلس وهو توه طالع من غزوه حرب مع تلك المهره...
كل تفكيره بأنه المهره الغاضبة اللي كل يوم تطالعه بقهر...
ماتدري عن الاسرار الكثير...
كل تفكيرها بأنها تشوف طريقه كيف تنتقم منه...
وهو لاحظ مهما كانت قوية...خوفها من الله وضميرها يوجعها وتتراجع عن كل قراراتها...
كل مالمح فيها طيف قوة...انهزم بنظرة منه ...
بيكتمل شهرين من اول مالتقت فيه...
لكن يومه التقى فيها ...مر الكثير...
التقى بـ المهره من زمن بعيــــد...
زمن بعيد عن ذاكرة مهره....
قريب من ذاكرة ذياب...
يعرفها قبل لا تعرفه...وماهو محتاج يواجهها بـ هالشيء لانه بيزيد من حدة طعونها..
ناظر امه اللي تطالعه :
( وش اللي سرحان به ذياب؟..
بك شيء ماني جاية اعرفه..)
ذياب بهدوء يناظر امه :
( كل اللي فيني يمه ماينقال...
لا جى وقته تكلمت...اتركيها على الله )
ام ذياب بقلق :
( كون بخيــر يمة...لاتوجع قلبي...)
ذياب يبتسم لامه :
( بخير يالغالية ...لا تحاتين...)
ناظر شيماء اللي تتوجع :
( شيماء تبين اوديك المستشفى؟!..)
شيماء ناظرت ذياب وارتخت ملامحها المشدودة :
( لا ...انا بخير..)
ابتسم وانتبه لعبير اللي تطالعه بنص عين :
( اختك هذي تنتظر تصريح من زوجها عشان تولد..
بس ماهو بعيد...اليوم او بكرة بالكثير ...وبتولد..)
ذياب ناظر عبير :
( طيب انتي ليه شاغلة نفسك بها؟
ورا ماتشغلين نفسك بالشغل ماهو بأحسن؟)
شيماء بحب : ( والله مايعزز لي غيرك ياذياب...
لو تشوفهم مساعة كلهم علي.. )
ذياب يبتسم وهو يناظرها : ( بس هم انتي عليك لوم...
دامك تتوجعين خليني اوديك المستشفى..)
شيماء تهز راسها برفض : ( مابي ..
متى ماجيت بولد بقول..)
ضحك ذياب عليها وهو يهز راسه :
( يعني على اساس ولدك بيعطيك خبر قبل لا تولدين؟)
شيماء باحراج : ( لا بس انا انتظر ابوه..)
ذياب بابتسامة :
( ابوه ماهو بعيد...كلها ربع ساعة ويوصل..)
فتحت عيونها بغير تصديق :
(شلون؟!...)
ام ذياب تطالعها :
(زوجك اخذ اوف اليوم عشانك...)
ابتسمت شيماء : ( طيب ليه ماقلتوا لي؟)
ضحكت امجاد : ( ليه الحين تقدري تولدين؟؟!)
شيماء بضحكة تناظر امجاد وهي تهز راسها :
( ايه ...الحين اقدر اولد براحه..)

ابتسم ذياب لاخته ودخل داخل لمكتبه...
فتح لابتوبه واول شيء سواه بدا يدخل على الويب سايت تبع شركة آل غانم...يشوف شنو آخر انشطتهم...
وكان مكتوب بالبنط العريض...
آل زيد يتنازلون عن اسهم بمقدار 2% والتي تقدر في السوق بالملايين...
حس بقهر كبير... وهم يكتبون تقرير بأن احد وجهاء ال زيد حاول يسترجع الاسهم ولكن من باب الحيطة ماعطوهم اياه...
وهذا جى برفض المدير سعود آل غانم...
وابنه ضاري آل غانم...

حس بغيض شديد ...ماقدر يسكت عن غيضه...
وخصوصا ان هالاسهم ماهي من املاكه...
هذي اسهم عبد الله الناصر...
وبمعنى احرى...
الاسهم لمهره ...كيف يتنازل عنها بهذي البساطة؟؟
اذا ماقوم الحرب على ال غانم في حال رفضوا كل الخيارات...
ماهو ذياب...
ماهتم للساعة ولا اهتم بالوقت...
فتح جواله واتصل على عثمان اللي وصله صوته الناعس...
ذياب بغضب وحده :
( بكرة تجيب لي كل التقارير اللي تقدر عليها من شركة آل غانم...
اذا ماقومت عليهم حرب الله...
ماني ولد آل زيد...)

سكر السماعة وتوجه لغرفته...انتبه لعبير اللي مرت من جنبه...
ناظرها بقوة وحدة وهو متجاهلها لغرفته...
وهي من خوفها ارتجفت وماهي عارفة شنو مسويه...
ظلت تراجع كل الاخطاء اللي ممكن تكون سوتها بالشغل اليوم...
مابه شيء حضرها...
غير الاسهم اللي باعتها بالمناقصة...
ماتدري شنو سوت...
وماتدري عن هالاسهم اللي قيمتها ماتتجاوز 2%...
شنو ممكن تسوي...



*



فتحت الباب بهدوء ، وتوجهت لغرفتها...كانت بالفعل تعبانة وتحس بان مافيها طاقة لما كانت بالشركة...بس الحين حست انها احسن بفضل المغذي اللي كان بجسمها... بس وين تحس انه قلبها المحروق احسن بعد ماحاصرها الظالم في كل زاوية من حياتها...
ناظرت يدها المحمرة بأثر اصابيعه يومه جرها الى السيارة...كيف كانت مستغربة انه ماخاف الله يوم مسكها بهذي الطريقة ...وكأنه يجوز له يسحبها بهذي الطريقة الوحشية على حساب مزاجيته...
انت رئيسي بالشغل...
مو رئيس بحياتي...
ماعاد ابيك تتحكم بقراراتي...
انا انسانة بالغة واعرف الصح من الخطأ
اعرف ان الركوب مع تاكسي بنص الليل أأمن من الركوب مع قاتل مثلك...
مع شخص مايعرف الله ولا يتقي حدوده...
انت شر على هيئة انسان...
حتى الشياطين تخاف منك...
اكرهك اكرهك....
ربي يحرق قلبك مثل ماحرقت قلبي... مستحيل اتقبلك وماممكن اتقبلك...من اول ماعرفتك وانت تبي تفرض هيمنتك علي...
وكأني ما ادري بشرك وبسواد افعالك...
تبيني اعرف انك شخص مايخاف رب العالمين؟
انا اعرف من قبل ماشوفك...
جعل عينك البط...
يالبـــومــه..


توجهت للداخل بتنهيدة وهي تعض شفايفها بتعب...
ناظرت منار اللي كانت غافية...دخلت بهدوء وحاولت انها ماتصحيها...بس بمجرد ان حست منار بحركة في الغرفة...
فتحت عيونها وبخوف ناظرت مهره :
( مهره؟؟؟)
مهره تغمض عيونها بسبب محاولاتها في انها ماتصحي منار فشلت...ومع الاسف جلست وناظرتها...
مهره تجلس بكرسي التسريحة المقابل لمنار المستلقية على السرير :
( توني داخله..)
منار بغضب : ( انتي مجنونة؟؟؟...خوفتيني عليك...
متت قلق...كنت باستجن والله العظيم..
ليـه تأخرتي؟...الساعة 1 الفجر!!)
مهره بهمس حتى ماتصحي خالد اللي نايم :
( ادري والله اني تأخرت...
بس تعبت واضطريت اروح المستشفى..)
منار فتحت عيونها بقلق ووقفت بدون شعور وهي تحط يدنها على جبين مهره...شافت يدها الموضوع عليها لزقة ...
رفعتها وبعيون مصدومة ناظرتها :
( من اييييييش ؟؟؟
وليه ماقلتي ليه طمنتيني؟؟؟؟؟..)
مهره بهدوء تناظرها :
( اشششش...اهدي لاتصحين ولدك...
شيء ثاني كيف اطمنك...
اغمى علي وانا طالعة...)
تحولت نظرتها الهادئة الى نظرة غاضبة وبقهر :
( وماشافني غير النذل...)
منار شهقت :
( هئئئئئئئئئئئ....يعني اهو اللي وداك المستشفى؟؟!)
هزت مهره راسها بارهاق :
( ماكان في الشركة غيره...
شافني واخذني للمستشفى وجابني..
والله يعز علي اكون معه بمكان واحد...
اكره وجوده...بس دايما اشوفه حولي...
وكأن الله مسلطه علي...)
منار بتوتر هزت راسها :
( ماسوا لك شيء؟؟)
مهره تذكرت ايدها يوم يجرها بقوة...كانت بتموت من الخوف لحظتها وخصوصا وهي تشوف شرار بعيون ذياب وقتها...
تجاهلت هذا الموضوع امام منار حتى ماتخاف اكثر واردفت :
( في اكثر من اللي سواه فيني قبل عشان يسويه؟؟؟...
اعتقد ان خيارات الشر اللي عنده خلصت...)
منار بخوف : ( خافي الله في نفسك يامهره...
هذا انسان ارسلك جثمان ابوك بيوم من الايام...
لاتسمحي له يرسل لي جثمانك...)
مهره بغضب :
( يخسي...
لاهو ولا عشرة من امثاله يقربون مني...
اذا على صوته علي بالشغل فهذا مايعني اني راح اسكت له برا الشغل...
ولو فكر بس فكر انه يضرني... راح يلقى سواد يومه...)
منار تجلس على طرف السرير مقابل مهره :
( انتي بعد لا ترهقي نفسك في الشغل عشان تكسرين عينه...
شوفي حتى اكل مثل الناس ماتاكلي...والضحية انتي..)
مهره ترخي ظهرها على الكرسي :
( اليوم ماكان لي نفس اكل...
بس خلاص...باكل الاخضر واليابس ...كله عشان لا اطيح بيوم من الايام قدامه واضطر اروح معه للمستشفى...)
منار بتحذير : ( والله بكرة ماتطلعين من البيت الا وماكلة...
اصلا مديرك الذكي المفروض يعطيك اجازة..)
مهره هزت راسها : ( عطاني اجازة...
بس تهبا من عينه ...بكرة بروح وباشتغل واخلص اشغالي...
ماهو بانا اللي اسمع كلمته...)
منار بغضب : ( لاتعاندينه على حساب نفسك )
مهره تقف وهي تتمدد في الهواء :
( لاتخافين...انا صرت احسن...
وبكرة راح اكل ...يعني مابه شيء يستاهل أأجل اشغالي يومين على حساب راحة ماني محتاجتها..)
منار تهز راسها :
( طيب يامهره...بس والله لو انعادت وتأخرتي انا اللي باروح له وبقلع عيونه..)
مهره تبتسم وهي تتوجه للسرير وتستلقي بجوار خالد...
ومنار جت استلقت معها بالجهة الثانية وناظرتها ...
ابتسمت مهره وهي تمسح على راس خالد اللي نايم وابهامه في فمه :
( في احلى من اني اجي من دوامي وتعبي واشوف هالوجه؟؟؟)
ابتسمت منار بضحكة : (هههههه تدرين انه تعبني اليوم...
صار له اسبوع يشوفك تنامين معنا وتلاعبيه...
اليوم حس بطفش ونام..)
قبلته مهره بنعومة : ( حبيبي والله...
ما تأخرت الا عشان النذل....
المرة الجاية مابسمح يأخرني...
انت اهم من البومة واشغاله)
ضحكت منار على تعليق مهره ونسب كلمة البومه لذياب...
ابتعدت عن السرير بهدوء وراحت تلبس بيجامة مريحة...
توجهت على السرير وسولفت مع منار شوي...
وبعدها نامت ...
ومانست انها تحط المنبه عشان تجلس من بدري...
وتروح الدوام ...على عكس امر ذياب اللي امرها تجلس وترتاح!!





*

صباح آخر في شركة آل زيد... كانت مداومة مبكرة قبل لا يجي ذياب او امجاد ...او حتى عثمان... هالشيء غريب جدًا...
كانت دائما تجي بعد عثمان...تقريبا بنفس الوقت اللي يوصل فيه ذياب...بس اليوم كانت ابكر وحدة واصلة بالطابق الاداري...
كانت تطبع باقي التقارير اللي مارفعتها يوم امس لما تمرض...
انجزتها خلال ساعتين ...وبعدها رتبتها في ملف بكل الاقسام اللي خاصة بالشركة...
ولما رتبتها وقفت بارهاق وهي تتمدد في الهواء...فتحت عيونها النعسانة وراحت تاخذ الملفات وبطريقها بتاخذ لها قهوة...
طلعت واخذت لها قهوة وشافت عثمان بمكتبه برا...لاحظت نظرات عثمان اللي مستغربة حضورها...
الاكيد ان ذياب قاله يخلي اي احد يحل محل مهره لانها مابتداوم اليوم...بس الصدمة انه شافها قدام عينه...
والاعظم انها طالعة من مكتبها كناية عن وجودها قبله بالشركة...
رجعت مكتبها وشربت قهوتها لحتى تصحصح...
شافت رسائل منار بالواتس اب وهي ترسل لها صور لخالد ...
ابتسمت بضحكة على حركاته واستهباله...
تنهدت بهدوء...وتذكرت انها اليوم سحبت مبلغ من الصرافة وحطتها بظرف عشان تعطيها ذياب...
بدل آخر يوم لهم بروما لما يدفع لها ... حست انه ماتبي تكون مديونه له...ولاا تبي تسكت بدون مارتجع له باقي الفلوس..
هي مؤمنة انه مو محتاج لـ هالفلوس اللي بتعطيه اياها...
ولا راح يطالبها بها...بس ماتبي تخليها كدين على عاتقها...
وخصوصا من شخص تكرهه مثل ذياب...

حملت التقارير بيدها وتوجهت لردهة المكتب...
مشت بالممر الطويل المزين بلوح تحمل صور مؤسسي شركة آل زيد...
بدءًا من سلطان آل زيد...
بدر آل زيد...
زيد آل زيــد...
ذياب آل زيد...
هربت بعيونها بسرعة عنه... ماتبي تطالع صورته ولا حتى تبي تدقق فيها... تبي تهرب من خياله...
ماتدري بالتناقض اللي تعيشه...
كانت تهرب منه...وبنفس الوقت متوجهة لمكتبه...
ضربت الباب بهدوء... وسمعته يسمح لها بالدخول...
دخلت بانشغال بدون ماترفع عيونها...
بس سمعت صوت خلاها ترفع عيونها غصب...
شخص ماتوقعت ان الصدف ممكن تجمعه بذياب...
او حتى يكون له علاقه فيه...
كانت تتوقع ان اعذار هالشخص في محله...بأنه منشغل بأعماله واشغاله واضطر انه يتركها بيوم من الايام تحت رحمة ذياب...
حتى تنصدم من وجوده يستلم ظرف من ذياب ويطالعه مبتسم...
رفعت عيونها بقهر....
وصدمـــة...
كان سايقها التاكسي اللي كانت تجي معه في بداية ايام دوامها...
كيف حتى انت خلاك تتعاون معه عشان انذل؟
ياترى كل ماينتهي اسمه بعبد الله الناصر تكرهه؟
ليه ربي سلطك علي؟؟!...
ماتركت فرض الا وسويته...
حتى ذنوبي ماقدر اواجهها واستغفر ربي واتوب...
انت تعرف الله وتتوب منه؟؟؟
ليه تعتبرني عصا بحياتك ترميها وتشدها وقت مابغيتها...
وكأني لعبة بين يدينك...
بأي حق تسوي معي كذا؟؟؟
بأي حق تتحكم بكل خصوصياتي وحياتي الخاصة...

ارتبكت الكلمات في لسانها وهي تطالعه يناظرها...
وكأنه ينتظر منها توبيخ... او اي شيء...
رفعت عيونها بثقة مقهورة وهي تطالع السايق اللي كان اسمه سالم وبغضب : (ياعم تتركني بعز ليالي عشان تاخذ لك كم فلس؟ وماتراعي امانة الله؟؟؟
الحين ما امنك جدي علي؟؟...ماقال لك هذي بنتك مثل ماهي بنتنا...رح وجيبها ولا تخليها ...ولا تتأخر عليها؟؟؟
وش استفدته من كم قرش غير انك اخذت مالك وتركت امانة موصى عليك بها؟؟!)

سالم باحراج :
( كنت مضطر يابنتي...وكلنا بيوم من الايام بنضطر ان احنا ننتازل عن اشياء في سبيل اشياء ثانية..)

مهره بغضب تناظر بذياب :
( انا مالومك... انا الوم اللي بالفعل تلاعب بي ...
اللي رضى على بنت عبد الله الناصر تنحط بالموقف هذا...)

سالم ينصرف باحراج :
( اكلمك بعدين يابنتي...
ولاتنسين اني لو ماني مضطر ماحطيتك بموقف مثل هذا )

مهره تصمت بدون ماتتكلم... ناظرت ذياب بحده وحقد...
وكأنها وده تقتله حالا...
خلاها تتعرض لـ هالموقف بس لانها رفضت سايق من شركته...
ماكانت تتوقع انه يكون السبب في اقناع السايق انه مايجيها...
تعود يفرض كلمته في الشغل...
مايبي اي شيء يكسره بالحياه...
بس خلاص...
بسك كسر وهدم في عبد الله الناصر...وعياله...
بسك حرق في قلبه وقلب من يحبه...
اذا انت تكره ابوي بيوم من الايام...
مالي ذنب غير اني جيتك ابي اخذ حقي وحقه منك...
بلعت غصتها بارتجاف وناظرته :
( كنت تقدر تقنعني اركب مع سايقك بدون هالتصرف هذا كله...
كل شيء ينجاب بالطيب ماهو بالغصب..)

ذياب يشير للكرسي :
( اجلسي..)
مهره بغضب وعيون تشرف على البكاء :
( ماني جالسة... مابي اجلس...
انا جاية اعطيك هالظرف...
كان لك حق علي وجايه ارده...
مابي بيوم من الايام اكون لك مديونة...)

ذياب برفض :
( ماراح اخذه...وماعليك عندي دين..)
مهره بقهر : ( ماهو شغلي اقنعك ...
انا جاية احطه عندك وانت تصرف فيه...
ماهمني وش تسوي فيه...ان شاء الله تحرقه...
اهم شيء مايكون معلق برقبتي..)
ذياب يناظرها تحط الظرف والتقارير وهي تطالعه :
( هذا شغلي وخلصته... وفلوسك وجبتها...
بس وربي لو عرفت انك تدخلت بأي شيء يخصني مرة ثانية...
وعد علي...اني ماراح اسكت ..)

ذياب يوقف ويتقدم ناحيتها :
( لاتسكتي...
اوفــي بوعدك...
وعد الحــر دين يابنت عبدالله..)

رفعت عيونها... يكسر قلبي بأبوي...بأهلي...
يبي يقولي انا قاتلهم...انا اللي فعلت وسويت...
انا اللي شوهت وهدمت...
انا قاتل اهلك وقدامك...
سوي ماتبيه فيني...
بس بظل واقف قدامك واواجهك...

بلعت غصتها :
( شيء ثاني طال عمرك...)

ذياب بنبرة مختلفة هادئة ماتشبه اي نبرة امر من قبل :
( إيـــه...
وراه داومتي وانتي تعبانة؟؟
انا ماقلت لك لا تداومين..)

مهره رفعت عيونها ...كانت دامعه...
انت سبب اتعابي...
انت سبب حزني ويتمي...
انت من يتمني... وتركني بلا اب وام...
مهره تبتعد خطاها من امام ذياب :
( انا بخيـــر...)

طلعت بسرعة من امامه تركض لمكتبها...
بكت بقهر... بكت بألم...
كافي خلاص...كافي...
ماعاد اتحمل...مصيري اجيك واوجهك..
واقولك انت قاتل....
ماعاد اتحمل اسكت لك وانت تعاملني كذا...
انت قاتل وانا وانت نعرف هالشيء...
ليه اسكت ؟ ليه ماقول...
حقوقي؟؟؟
مابيها...
ماعاد ابي شيء منك...
كل اللي ابيه انك تموت بقهر...
انك تعيش الشعور اللي عشته...
ان ربي يسلط عليك شخص مثل ماسلطك علي وعلى ابوي وامي...

بجنون بكائها...
وبصمتها المحروق...قررت انها تطلع بقرار جنوني...
قرار لاول مرة تتخذه...
انها تروح لذياب...وتواجهه...
انها تقوله...وتعترف له...
هم صمتها وسكوتها صار مايحتمل...
نست كل الوعود اللي قطعتها لجدها..
اللي قطعتها لامها ولابوها...
والاهم اللي قطعتها لنفسها...
توجهت لمكتب ذياب...
ويدينها المهزوزة كانت ترتجف...
مابقى شيء فيني غير الشتات...
بأدخل وبواجهك...
وموت بقهرك ...

وبأثر ادارتها لمزلاج الباب حتى تدخل....
طلع اخر شخص تبيه يكون بوجهها...


 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
قديم 01-07-17, 11:18 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319336
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: القيثار الحزين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
القيثار الحزين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

يا هلا والله بسراااب الحين اشوف الرواية وقريتها بساعات معدودة...الروااااية حيييل تجنن الاسلوب والسرد جدا جميل وكل الاحداث مشوقة ...الشخصيات استثنائية >ذياب&مهرة< لا زالت القصة غامضة بينهم بس اعتقد فيه سوء فهم بقضية مقتل والد المهرة وألقت التهمة ع عقاب ، >مسفر&عبير< اظني مسفر بالنهاية بيجيب راس عبير^^...بداية موفقة حبيبتي استمري و م زلنا بانتظار البارت الثامن..بس يا ليت تحددي موعد نزول البارتات بيكون أحسن *~•

 
 

 

عرض البوم صور القيثار الحزين  
قديم 02-07-17, 12:09 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيثار الحزين مشاهدة المشاركة
   يا هلا والله بسراااب الحين اشوف الرواية وقريتها بساعات معدودة...الروااااية حيييل تجنن الاسلوب والسرد جدا جميل وكل الاحداث مشوقة ...الشخصيات استثنائية >ذياب&مهرة< لا زالت القصة غامضة بينهم بس اعتقد فيه سوء فهم بقضية مقتل والد المهرة وألقت التهمة ع عقاب ، >مسفر&عبير< اظني مسفر بالنهاية بيجيب راس عبير^^...بداية موفقة حبيبتي استمري و م زلنا بانتظار البارت الثامن..بس يا ليت تحددي موعد نزول البارتات بيكون أحسن *~•


ياهلا ياهلا...
حي الله من نورت المكان...
بتعجبك شخصياتنا وتمردها اكثر واكثر اذا استمريتي في هالحرب اللي كل واحد يشنها على الثاني..
بالنسبة للمواعيد...
انا حطيت مواعيد من قبل وقد قلت...
بس باذن الله..
راح تكون المواعيد مرضية...
كل احد... وثلاثاء..

 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
قديم 04-07-17, 10:28 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326210
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: فِيوري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فِيوري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

رواية جميلة جداً قريتها ورى بعض من الحماس ومتحمسه اعرف وش بيصير 😩👏🏻
بالنسبة للتوقعات أتوقع إنّو مهره تطلع زوجة لذياب🙊 وان ابوها مزوجها قبل لايموت لانه مسك يدها وكان الوضع طبيعي عنده وزي ما قالوا البنات ان ابو مهره كان يعمل في اعمال مشبوهه ولذلك قتل
متشوقه جداً للبارت 💕.
دمتي بود .

 
 

 

عرض البوم صور فِيوري  
قديم 06-07-17, 06:38 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2017
العضوية: 325913
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاطـ سَراب ، عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ـ سَراب ، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ـ سَراب ، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ

 

صباح الخير جميليني...
اشتقت لكم وربي..
بس انشغال مابعد العيد يفرض نفسه بمناسبات الزواج اللي ماتخلص...
وياليت تعذروني وربي قد ما اقدر احاول ما اقصر عليكم ويارب ماكون مقصرة معكم...
باختصار اشتقت لكم ولكل شخص مايقصر علي بتوقعاته وتعليقاته الجميلة ..


استمتعوا ..


البــــارت : الثـامن

:
:
:

/




" الحُلم...
صار من بعد هذهِ الحرب * عيناك * ,
الحلم ؟..
صار من بعد هذه المصقلة تقبيل شفتيك...
وسقي الارض الجدباء في صدري من رائحة عطرك...
من زهور اللافندر...واقحوانات الشتاء...
من لهيب الحطب...وتوهج النجوم في سطح السماء الداكنة..
الحلم..
هو انتِ .. لا غيرك .

مُحبك..آدم ستيفنز "



:

:

:




طلعت بسرعة من امامه تركض لمكتبها...
بكت بقهر... بكت بألم...
كافي خلاص...كافي...
ماعاد اتحمل...مصيري اجيك واواجهك..
واقولك انت قاتل....
ماعاد اتحمل اسكت لك وانت تعاملني كذا...
انت قاتل وانا وانت نعرف هالشيء...
ليه اسكت ؟ ليه ماقول...
حقوقي؟؟؟
مابيها...
ماعاد ابي شيء منك...
كل اللي ابيه انك تموت بقهر...
انك تعيش الشعور اللي عشته...
ان ربي يسلط عليك شخص مثل ماسلطك علي وعلى ابوي وامي...

بجنون بكائها...
وبصمتها المحروق...قررت انها تطلع بقرار جنوني...
قرار لاول مرة تتخذه...
انها تروح لذياب...وتواجهه...
انها تقوله...وتعترف له...
هم صمتها وسكوتها صار مايحتمل...
نست كل الوعود اللي قطعتها لجدها..
اللي قطعتها لامها ولابوها...
والاهم اللي قطعتها لنفسها...
توجهت لمكتب ذياب...
ويدينها المهزوزة كانت ترتجف...
مابقى شيء فيني غير الشتات...
بأدخل وبواجهك...
وموت بقهرك ...

وبأثر ادارتها لمزلاج الباب حتى تدخل....
طلع اخر شخص تبيه يكون بوجهها...




ناظرت الطيف اللي واقف قدامها...
كان طيف مهزوز وباكي...
شخص متألم حد النخاع...
مستحمل المستحيل...
باقي به روح واثر اوجاع...
عيونها المحمرة ورعشة شفايفها...رجفة جسمها واختناقها بعبراتها ...
خل امجاد تناظرها بخوف...
سحبتها بسرعة لمكتبها ودخلتها....
انتبهت عليها تحاول تستجمع كل قواها حتى ماتبكي...
هنا امجاد استجنت...
اكيد ذياب مسوي لها شيء وهي تخبي عنها...
اجل ليه البنت وجهها مقلوب وكان احد تو ميت عليها....

سحبت علبة موية وعطتها مهره اللي جالسة بشرود:
( اخذي اشرربي موية...
وسمي بالرحمن وهدي...
ايش اللي مضايقك؟؟! )

مهره ترفع عيونها المرتعشة...دقايق خلتها لنفسها...
منصدمة من ضعفها كيف تحكم بها ...
وكانت بالفعل قبل دقايق بتروح لذياب...
بس تروح وتضيع عليها فرصة انتظرتها سنين...
بل بنت حياتها عليها..
عشان تاخذ حقها وحق ابوها....
رجفت كثير...ياترى لو تبعت غبائها وش ممن يصير؟
كان لقت نفسها الآن برا الشركة...
ورجعت لجدها بخذلان
وخيــبة امل...

شربت الموية وكأنها حجر في حنجرتها... ناظرت امجاد بقهر وهي تحاول تبعد عن الموضوع الاساسي وتلجأ لموضوع السواق :
( اعتذر لك... بس ولد اخوك بأي حق يكلم سواقي مايجيني...
عشان اركب مع سواق الشركة؟؟؟!)

امجاد ناظرتها بصدمة، اختفى صوت امجاد بين الصمت...
ووصل مهره صوتها بعد دقايق من الدهشة :
( كيف عرفتـــي؟؟؟!!)

مهره بصدمة ودهشة تشنج فكها لثواني....
بلعت ريقها بصعوبة ثم اردفت :
( كنــــتـــي تدريـــن ؟!!! )

سكتت امجاد ووقفت مهره بغضب :
( احترمك عشانك مديرتي...
بس انك تسوين هالشيء الخاص فيني من ورا ظهرري؟؟؟
بأي حق انتي وولد اخوك تتدخلون بخصوصيات الناس...
اذا غيري من الموظفين راضيين بالدكتوتارية اللي انتم فيها...
انا ماقبلها على نفسي....
كل اللي في بالي انكم تبون مصلحة غيركم...
بس طلعتوا ناس تحبون تسيطرون على كل اللي حولكم...)

امجاد توقف وهي تناظرها :
( اجلسي واهدي... خلينا نتفاهم..)
مهره بغيض :
( نتفاهم على ايش يامديرتي؟؟؟..
انا سكتت واجد على طريقة ذياب في التعامل...
بس مو لهذي الدرجة...
فهمت انه يبي يسيطر على الشغل...
بس هذا مايعطيه الحق انه يسيطر على حياة موظفيه!!)

امجاد بهدوء تجلس امامها :
( معك حق... وانا اللي غلطانة...
ماهو ذياب...
انا اللي طلعت رقم سايقك وكلمته...)

مهره بقهر : ( ماصدقك اسمحي لي..
ولا هو همي اني اصدق...
كل اللي ابي اعرفه ليه سكتي ؟؟؟
ليه سمحتي له يستغل جهلي!!)

امجاد بعصبية :
( اول شيء....اجلسي وتكلمي مثل الناس...
لاتطمسين الحدود اللي بيننا...
وماهو مهم صدقتي ولا بكيفك....انا اللي تكلمت مع السايق وتقدري تساليه بنفسك..)

مهره سكتت بهدوء، مهما حركها الغضب مايحق لها تتكلم بهذي الطريقة ، لو شخص ثاني غير امجاد كان بالفعل طردها...
سكتت بارتباك من تصرفها...
غمضت عيونها ومن باب الاحترام والأســف نطقت :
( آســـفــة...)

امجاد هزت راسها بطيبه :
( انتي معصبة....ومعك حق تعصبين..
محد قالك لا تعصبي بس لا تحطين كل عيب في ذياب وتعلقينه...
الشيء هذا مو منه لوحده...
انا شاركته في هالقرار... وكان معه حق ...
اذا سايقك هذا بايعك لذياب فاحمدي الله...
لو كان غير ذياب محد بيكون حولك...
وكل اللي سويناه لمصلحتك...)

مهره بهدوء : ( انا واعية لو سمحتي...
وافهم مصلحتي بنفسي... المرة الجاية لو فكرتوا تقرروا بمثل هالقرارات...اعتقد اني اول شخص لازم يعرف بها...
لو ماشفته اليوم كان ماعرفت ابدا..)

امجاد تهز راسها بتأييد :
( طيب وانتي عرفتي اليوم...ايش راح يتغير الحين؟؟)
مهره بتنهيدة ورجاء :
( كل اللي ابيه تعطوني حقي في القرار..
وبسكم طعون من ورا ظهور الناس...
تقدروا تسوون كل مخططاتكم الجهنمية قدام وجهي..)

ابتسمت امجاد :
( والله ماهو باليك الله بي وبذياب الا لان راسك يابس وعناد..)

مهره بقهر :
( ماراح اناقشك يا امجاد عشان لا اتجاوز حدودي مرة ثانية...
باقوم اكمل شغلي اصرف لي...
بس تكفين...ولد اخوك لا تنسين تقنعيه بأنه شخص مايقدر يسيطر على العالم بهذي الطريقة...)

ابتسمت امجاد وهي تهز راسها ...
مافي فايدة اي شخص فيهم يقنع الثاني...
دخلوا في دوامة كل شخص يشد الثاني للاتجاه اللي يبيه...
فتحت ملفات على مكتبها وبدوون ماترفع راسها لمهره:
( اشوفك وقت ثاني مهره..)

طلعت بقهر...وطالعت جهة مكتب ذياب بحقد...
لما انتبهت ان عثمان يراقبها...
سيطرت على ملامحها ومشت ناحية مكتبها بعصبية..




*




صباح آخر من مكان آخر.. في شركة آل غانم...
كان توه داخل مع اخوه مسفر عشان يحلوا موضوع هذي الاسهم...
اضطروا انهم يتكلموا مع محامي...عشان يتفق معهم ومع شركة آل غانم... اليوم ذياب كان كل همه انه يسترجع الاسهم وبأي طريقة...
تواصل مع محامين الشركة وطلب منهم انهم يتوجهوا مع عيال عمامه الى شركة آل غانم...
دخلوا مع اخوه مسفر الى قاعة الاجتماعات تبع شركة آل غانم...
وكانوا محامين شركة آل غانم موجودين مع سعود بو ضاري...
وولده ضاري...
جلس مسفر مع سيف ومحامين شركة آل زيد بعد ما القوا السلام...
بدأ محامي الشركتين بالمفاوضات...وطول الوقت كان الطرفين في حالة صمت...
الا ان النظرات في حالة حرب..
بين ضاري خصوصا مع مسفر وسيف...
بدأ الاحتجاج من الطرفين...نطق ضاري بهدوء وهو يطالعهم :
( الكل شاهد ان كانت المناقصة تحت القوانين والشروط الموجودة بالعقد...يعني احنا ماشرينا هالاسهم منكم الا برضاكم...
فبأي حق تجون تطالبون بها بعد ما انتم تنازلتم عنها؟!)

مسفر بنرفزة من كبرياء ضاري المستحيل اردف :
( كان الموضوع تبع خلاف بين منسوبي الشركة...
وانت بنفسك تعرف في حال صار خلاف بين منسوبي الشركة على احد الاسهم...
فعلى الاقل من حقهم ان تعاد جلسة المناقصة ...لان البيع والشراء مايكون على وفاق...وبالتالي يكون غير صحيح..)
سعود بغير فهم :
( وليه مو صحيح؟ واحنا المبلغ اللي طلبتوه حولناه لكم كامل...
من آخر مرة جيتني فيها يامسفر قلت لك هالكلام..
هالشيء المفروض مايطلع من شركة آل زيد..)

سيف يهز رأسه باعتراض :
( احنا ماسوينا غلط...هالشيء يحصل في كل الشركات...
وبظني مابه خلافات في الشركات المحلية كثر ماهي موجودة بشركتكم...
احنا كذا مرة يصير موقف خلاف بينك وبين ابنائكم وبما فيهم ضاري...بالنهاية نعطيكم فرصة ثانية ونعيد جلسة المناقصة..)

ضاري يرفع حاجبه معترضًا : ( انتم ابديتوا تسامح مع احد الشركات...هذا مايعني ان الشركات كلها راح تعاملكم بنفس المبدأ..)

تبدلت ملامح مسفر الى الغضب واردف بحده :
( ماكنا نتوقع منكم تجاهل هالشيء ومطالبتنا بجلسة مناقصة ثانية هذا حق قانوني لنا...)

ناظر مسفر سعود وبقهر واكمل كلامه : ( احنا ماطالبناكم بمثل موقفنا الا وحنا عارفين ان رد الجمايل من اطباع الوفيين...
بس مابي اقول انكم طالعين منها يابو ضاري...وانت تعرف حق المعرفة ان هالاسهم لنسيبنا )

سعود باصرار : ( لو تبون نتفاهم على هالاسهم...
ليه مايجي مديركم ويناقش؟ ...)
سيف يناظر مسفر ثم ينطق : ( شكلكم راعيين طويلة...
ماحبينا نقلبها حرب يابو ضاري...
بس دامكم بغيتوها حرب فما راح تسلموا من غربال ذياب...
وانتم تعرفون انه داهية وبيوديكم بداهية... )

ضاري باعتراض يبتسم بسخرية :
( خلاص... خلو داهيتكم يجي ونتفاهم...
الاسهم هذي ماتنباع لكم لو على قطع الرقاب..)

وقف مسفر مع سيف ووجيههم ممتلئة بملامح لاتفسر من الغضب ..
اردف مسفر وهو يطالع ضاري بحده :
( ماكنا نبيها حرب ...
بس انتم فتحتوا على انفسكم الباب...
اسهم عبد الله الناصر بترجع ...
ذياب قالها كلمة وماراح يثنيها..)

ضاري يبتسم وهو يوقف عشان يصافحهم بكل سخرية :
( الله يجيب اللي فيه الخير..بلغه سلامـي)
مسفر يطالع بيد ضاري...تجاهله وهو يدير انظاره لابو ضاري وبهدوء هز راسه :
( اشوفك على خير يابو ضاري..)

طلع مع اخوه سيف للاسفل...
ولكن الصدمــة اللي الجمت لسان سيف...
انه شاف آخر شخص يرغب بوجوده هنا...
كانت هي...
هي ماغيرها...
هذي ملامحها ...ومايصعب عليه يقراها...
مسفر لما شاف سيف يطالعها ابتعد عنه بتفهم وتوجه للسيارة وهو يتكلم مع المحامين...
ماكانت منتبهة...كانت تحمل بعض الملفات متوجهة لعند ضاري آل غانم بمكتبه ترسل له تقارير...
لكن سيف استوقفها بغضب :
( حنيــــن؟؟!..)
رفعت عيونها بخوف يوم شافته...
ماكانت متوقعة وجوده هنا... اردفت بهدوء وباحترام :
( تفضل ؟ فيه شيء!)
سيف بعصبية مفرطة :
( وش اللي تسويه هنا ؟؟؟؟)
حنين تهز رأسها ببراءة :
( شوفة عينك... اشتغل هنا..)
سيف بقهر :
( ليه كان ناقصك شيء؟؟؟؟
وليه كانت آل زيد ابعد خياراتك...
ليه اضطريتي وجيتي هنا؟؟ ..
لو كنتي محتاجة شغل كان كلمتيني وانا وفرت لك..
كووني بأي مكان بس لا تكوني هنا...)

حنين تهز رأسها بسخرية :
( انت انسان مريض؟...
لازلت تعتقد اني زوجتك... بس اصحى...
ماعادني زوجتك وانا حرة بكل قرار...
ولا تسأل سؤال انت تعرف جوابه...
اكيد بتكون شركتكم ابعد خياراتي لان انت موجود فيها...)

مشت من قدامه بتجاهل متوجهة لمكتب رئيس عملها...
اما هو طلع يتوعد فيها...مستحيل يتركها...
صحيح ان شركة آل غانم ماوراهم كلام..
ولهم سمعة محترمة في السوق مثل مالهم...
بس يكره ان يشوف حنين تشتغل معهم....
ابتعد من الشركة وهو يلبس نظارته الشمسية ويلتحق باخوه في السيارة اللي كان ينتظره...
كان يسمع مسفر يتكلم مع ذياب...
والاثنين معصبين...
ذياب ومسفر..
والحقيقة المطلقة ...
اللي مالها نهاية...
ان الحرب بتقوم... على اسهم عبد الله الناصر...
اللي تم التنازل عنها بعناد من عبير...



*



دخل الصالة وشافها جالسة مع امها بهدوء... ماكانت منتبه لوجوده ....لما مشى قدامها حتى يمر يسلم على امها...
رفعت عينها بدهشة ... سلم على امها وجلس جنبها...
حاوطها بذراعه وغمز لها :
( كيفها ام عيالي؟؟!..)

ناظرته بصدمة...كانت تدري بوجوده بس ماتوقعت انها تشوفه الحين... بعدت عيونها عنه بزعل بدون ماترد عليه...
سحب من جيبه ورده ياسمين ...وحطها على شعرها...
قبل جبينها مرة ثانية وناظرها بحنان :
( ليه زعلانة؟!..)

ماتحركت ولا نطقت...امها مشت من قدامهم حتى تعطيهم راحتهم... كان يناظرها بينما هي لازالت في رحلة الصمت والزعل الطويل...
شيماء والدلال؟؟
يعرف قلبه انها اكثر انثى مدللة في حياته...
ومايعجبه فيها غير دلالها...
يحبها ويحب كل مايجي منها..
صحيح انها تتغلى واجد عليه احيانا...
بس لذة زعلها تجي بروعة رضاها...

بثواني شافت وجهها ينلف ناحيته وعيونها تصطدم بمحيط عيونه...
طلال بابتسامة : ( يعني تبينا نلعب لعبة اللي تسكتين ليما اخليك تتكلمين غصب عنك؟!)
شيماء بغضب وزعل : ( انت تعرف ليه مابي اتكلم معك طلال...
لاتجبرني على شيء انا مابيه..)
طلال بممازحة : ( طيب يالدب القطبي...
بطنك كبر راسي وتزعلين بعد؟
تفكرين مادري عنك وعن فعايلك بامك واخوانك...)

قلدها بضحكة : ( مابولد ليما يجي طلال..)

ناظرته بقهر... على تعليقه عليها...
ولا على المواقف اللي انتقلت له...حست بقهر كبير وهي واثقة انه امجاد اللي نقلت هالتقرير الكامل له...
تعرف انها نحيفة بس صدمها يوم علق على بطنها...
ناظرته بحقد : ( بطني كبر راسك ...ياجعل راسك البط..)

مات في مسيرة ضحكه عليها وهو يقربها منه :
( هههههههههههههههههه...يعني معصبة ؟؟
بتزعلين وبتظلين معصبة علي؟؟؟
تراني بدوي...وطبع البدوي ماهو بإيده...
ازعلي وفي ثانيتها اولدك...)

ناظرته بصدمة وبغضب ضربته على صدره :
( تولدني؟؟؟...اذا مستغني عن ولدك سوها...)

قبل جبينها للمرة الثانية وهو يناظر عيونها وبهمس مشتاق :
( وحشتيني...)

بغضب بعدت عنه :
( كنت مستغني عني وعن ولدك على حساب شغلك...
لو صار فيني شيء وانت مو موجود؟
لو ولدك صــار ......)

حط يده على شفايفها يمنعها من الكلام ..
طلال : ( لو صار بكم شيء ممكن اموت...
وانتي تعرفيني شيماء...مستحيل ابعد عنك بأكثر وقت محتاجتني فيه...
مستحيل افوت على نفسي ولادة بكري...واول عيالي..)

من آخر كلمة له ابتسمت لا شعوريًا...
ومن ابتسامتها ابتسم اكثر ...
ناظرته بحده بين ابتسامتها : ( والله لو سويتها لي بالثاني بأشوتك..
ولا أقول... مافيه ثاني...عقــاب لك..)

طلال يقبلها وهو يضحك :
( ههههههههههههههه...فيه...
فيــه ثاني وثالث...
ليما اقول آمين..)

بعدت عنه بخجل وهي تطالعه :
( ابعد عني لا اولد...)

ضحك على تهديدها ...
وسولف معها ...وكان يدري ان آثار الولادة عليها..
تتألم كثير وتبتسم تحاول تنسى الالم...
بس ماهي الا كم يوم...او يمكن كم ساعة وتولد...
هذا موعد ولادتها اللي من المستشفى...
واكيد انه ماراح يتجاوز هالشيء...



*




يدخل بكل طاقته الغاضبة للشركة...مشى سيف اخوه حتى يحل بعض الاشياء بقسم المالية...لكنه هو تلقائيا توجه ناحية مكتب ذياب...
الاثنين نفس الطبايع...شرار في شرار...
وقت الغضب عند مسفر وذياب واحد...
محد يقرب منهم او يفكر يكلمهم..
كان اليوم ملتهب... عبارة عن غضب ...
لو تبادل ذياب ومسفر هالشعور...ممكن يحرقون آل غانم ...
بس ماقهرهم غير تحدي ضاري ...
اللي كان بالفعل واثق بان اسهم عبدالله الناصر اللي تابعة لشركة آل زيد شيء ثمين ومستحيل يرميه في ملعب الكرة....
كانت امجاد داخل بمكتب ذياب ولاحظت ان ذياب ماهو على بعضه...
يتكلم بحدة ويكره انه يتناقش بشيء....
حتى لما كلمته عن عصبية مهره ماعطاها وجه...
فقررت تطلع...ولما شافت ملامح مسفر المعصبة واللي تجاهلتها اردفت بخوف :
( يارب سلم.... وش فيهم هالاثنين؟؟؟
كل واحد مطلع خلقه ...الله يستر مايكون به شيء من ورا عبير ...)

راحت بسرعة لعبير اللي تشتغل بقسم المالية مع سيف ولد عمها وبعض الموظفين بالشركة...
بينما مسفر دخل وجلس بتوتر غاضب امام ذياب :
( والحـــل؟؟!..)
ذياب بحدة : ( قلت لك...
مابه حل... قوم حرب الله عليهم...
جيناهم بالطيب مابغوا...
اسهم عبدالله الناصر ماني متنازل عنها...)
مسفر بقهر :
( ولد سعود ماهو راضي ....
حتى لو ابوه فكر فولده ماهو عاطينا فرصة..)
ذياب بسخرية :
( يفكر ان ماوراي محاكم ومحامين؟
من حقي اعيد جلسة المناقصة... بس لانهم جبانين...
يخافوا الخسارة مرتين...)
مسفر سكت ينتظر من ذياب ينطق حلوله...ماكان عنده او بيده غير انه راح يسترجع هالاسهم غصبا عنهم...
وخصوصا ان هذي الاسهم ترجع لمهره...
اللي بالفعل ماكان عندها اي فكرة عنها...
والاعظم انها ماتدري عن الحرب اللي تقوم بسببها...
ذياب بهدوء :
( عموما لا تشغل نفسك...
كلها 24 ساعة... وجلسة المناقصة راح تتم...
والاسهم بأسترجعها...)

مسفر بتساؤل : ( طيب بنت عبدالله تدري عنهم؟)
ذياب يهز رأسه :
( ماتدري عن شيء... وهذا الاحسن...)
مسفر بتنهيدة :
( انا ماني خايف عليك من حرب آل غانم...
كثر ماني خايف عليك من بنت عبدالله..)
ذياب يبتسم :
( خوفك في محله...
البنت ينخاف منها... على ابوها..)

ابتسم مسفر وبادرت ذاكرته باسترجاع مواقفه في شبابه هو وذياب مع عبد الله الناصر... شريك زيد آل زيد بالشركة....
وكان الشريك الثالث...هو زياد آل زيد ..عم ذياب...
كل محور القصة يدور بالفترة هذي...
الفترة اللي مضت واخذت منهم الكثير...
فترة مايبي ذياب ينطق بها...
وما يمكن يسمح لاي احد ينبش وراها...ليما تسمح مهره بنفسها وتكتشف كل حاجة...
كل شيء بالشركة راح يدلها على حقيقة واحده بالنهاية...

سكت ذياب وهو يرفع السماعة بعد حالة صمت...
ذياب : ( عثمــان...
قدم طلب من المحامين بتجهيز وثيقة رسمية من المحكمة حق اعادة جلسة المناقصة...
خلال 24 ساعة ابيها تكون جاهزة...
بكرة اسهم عبد الله الناصر ترجع لي)



*


يوم ثاني بالشركة...
مايشبه اي يوم... مع انه يشبه روتين ايامها المعتادة...
روتين عادي وبسيط...غير مختلف عن الايام اللي سابقتها...
مابه شيء اختلف في نظرها...
غير معرفتها بحقيقة السايق اللي استغلها فيه ذياب وامجاد...
ولازالت زعلانة من هالحركة ومو راضية فيها...
مهما كان منصبه كمدير...
ماله حق يتدخل بحياتي الشخصية...
ماله حق يتخذ عني قراراتي...
هذي حياتي انا...
يكفي انه شوهها من قبل...
يكفي انه تحكم في يتمي...
وتركني يتيمه.... يكفي انه ارسل لي ابوي مقتول...وامي في حالة مايعلم بها الا الله....
وش يبي اكثر؟؟؟...
يستمتع بإذلال الناس واهانتها؟
بس غلطان...واكبر غلطان... ماهي بنت عبدالله اللي تسمح له يهينها....
بأطلع لك وجهي الثاني من اليوم...بعلمك من انا وبنت مين انا...
غمضت عيونها لما وقفت السيارة امام شركة آل زيد....
كانت بتدخل...لكن تفاجئت بذياب وامجاد...وولد عمه مسفر ...
كانوا واقفين ينتظرون سيارة...لما شافتها امجاد ناظرتها :
( امشي معنا...عندنا مناقصة بشركة ثانية..)

عقدت حواجبها بغير فهم...بالعادة عثمان يرسل لها كل تفصيل بجدول العمل على الايميل...بس هالمرة ماشافت المناقصة من ضمن شغلها...هزت راسها بغير فهم:
( ماجاني خبر...وماجهزت تقرير حق الشركة...)

ذياب مشغول مع عثمان ومسفر....اما هي في بحر تساؤلاتها...
امجاد بهدوء : ( صار تغيير مفاجئ بالخطة...ماعرفت فيه الا بالصبح... )
مهره بعجلة تطلع من شنطتها ايباد الشغل :
( طيب على الاقل عطوني اي معلومة عشان احطها بالتقرير اذا صارت المناقصة...
عشان اعرف شنو اللي لي واللي علي..)

لف ذياب عليها وبغموض :
( كلــه لك...مابه شيء عليك..)

مافهمت...كانت تفكره يقصد الشغل ...انه كل الشغل عليها وماهو راحمها.... تجاهلته بغيض وناظرت عثمان وباصرار :
( الله يعافيك عثمان ارسل لي اي شيء عن المناقصة...
مابي اروح وانا مو فاهمة شنو اللي راح يصير...)

عثمان يهز راسه بهدوء :
( طيب... باختصار احنا نبي نسترجع اسهم للشركة...
تم التنازل عنها بسبب الاستاذة عبير احد ملاك الشركة مع الاستاذ مسفر....
كل اللي عليك جهزي تقرير نقدر نسلمه شركة آل غانم نقنعهم باسترجاع الاسهم..)

هزت راسها بهدوء ومشت بسرعة ورا امجاد للسيارة...
بينما ذياب ومسفر وعثمان كانو بسيارة ثانية...
طول الطريق ماشالت عينها عن الايباد... كانت تكتب في التقرير وترتبه ...كل شوي تمسح وتكتب شيء ثاني...
بالفعل كانت مرتبكة...
سبت ذياب وشتمته...تحسه متعمد انه يحطها بموقف مثل هذا ويربكها....
لو انه متنازل عن عنهجيته وقال لها مخطط الشغل من امس...
كان ماصار اللي صار...
ناظرت امجاد بقلق ...ابتسمت لها امجاد ومن داخلها حست بتوتر...
اللي تعرفه امجاد من قضية مرت سنين...
ماهو مثل اللي يعرفه ذياب...
كل اللي تعرفه انه عبدالله الناصر كان شريك لاخوها زيد...
وحصل خلاف...انقتل عبدالله الناصر....من قبل ذياب...
ذياب كان بالسجن لمدة 5 سنين...
دفعوا كفالته لعمام مهره....
تنازلوا عن حق اخوهم ببرودة دم...
تاركين مهره في وسط نارها....
القليل اللي تعرفه امجاد...لكنها ماتعرف الحكاية الاصلية ...
اللي مايعرفها غير ذياب ومسفر...وابوه اللي توفى وعبدالله...

ولما عرفت ان الاسهم تبع عبدالله الناصر...
استجنت...كانت بالفعل مو مستوعبة اللي يصير...
ليما مسكها مسفر وخلاها تتماسك اعصابها...

بين نظرات امجاد اللي طولت التحديق بمهره...
مهره رفعت عينها بين انشغالها وانتبهت لامجاد...
ناظرتها باستغراب :
( فيه شيء امجاد؟؟)

هزت راسها بهدوء : ( لا...كملي شغلك...)

كملت شغلها بهدوء بعد ما انجزت المهم...
وهي ناوية تكسر عين ذياب وتبين له ان مهما كان وقتك غلط...
بأقدر اهزمك...واقنع غيرك باسترجاع هالاسهم...
اللي ماتدري ليه مصر عليه ...وحتى نسبتها ماتشكل اي خطورة للشركة...
رفعت عينها من الايباد براحة :
( واخييييييييييراً)

امجاد ابتسمت وهي تطالعها وتأشر للباب :
( على طاري واخيرا...ترا وصلنا..)

ابتسمت مهره بانتصار ونزلت امام انظار مسفر وذياب...
مشت للداخل مع امجاد ...
وغيمة من الجهل تحاوطها باللي يصير....
كل الامور اللي حولها ماكانت حاسة فيها...
امجاد بعدت خطواتها عن مهره وتوجهت لذياب وهي تنطق بقهر :
( البنت بتنفجع...
ماتدري عن شيء...
وش راح يصير لو عرفت وقت الاجتماع..)

ذياب ناظرها بهدوء ورجع نظراته على مهره :
( اتركي الموضوع علي وقتها...)

مشوا للداخل...الى جلسة المناقصة اللي انفرضت على شركة آل غانم بعد مرور 24 ساعة من تقديم ذياب طلب للمحكمة بامر الجلسة..وقانونيًا...
فرضت عليهم الجلسة...والآن بدؤوا يعيدوا جلسة المناقصة....
واللي يربح فيها...هو اللي ياخذ الاسهم...





*


ينزل من مكتبه متوجه الى قاعة المناقصة ....
كانت مجهزة ومرتبة ... وصلهم خبر ان اليوم لازم يسوون المناقصة اجباري ولا الاسهم راح ترجع لشركة آل زيد بدون اي مقايضة...
اضطروا انهم يتماشوا مع القرار...كان معصب بالبداية ...وحالف انه مايرجعها لآل زيد...بس ابوه اقنعه ان هذي لهم فرصة يقدروا يستغلوها ويرجعوا بالاسهم ...وتكون من نصيبهم...
كل شركة لازم تستخدم افضل طريقة في رفع سعر السهم ...
وبالمقابل اذا وصل الى سعر معين يشتريها المالك ...
ويدفع المبلغ للشركة المالكة للسهم...
واللي تملك السهم حاليا هي شركة آل غانم...
دخل بهدوء...كانوا طاولتين متقابلين...
وبالوسط كانوا المحاميين موجودين...
ناظر طاولة شركة آل زيد...
ذياب...مسفر...استشاري الشركة الشهير عثمان...مديرة اعمال ذياب ..امجاد واللي من نفس عائلته....
شخص جديد جالس جنب امجاد...مشغول بالتدرب على التقرير والهجوم..
شخص ملفت للانتباه وبنفس الوقت كانت انظار عدوه عليها...
ذياب...
طالت انظاره على البنت اللي كانت تناظر بعثمان وتحاول انها تتكلم معه...بس كان يأشر لها بعد المناقصة...
ماشال عينه عنها لان ذياب كان حاطها هدف ويطالعها...
انتبه له ذياب يطالعها وناظره بقوة...
ليما شال عيونه تلقائيا عنها...
بدأ المحامين بتقديم اعضاء الشركات...في مجلس المناقصة...
وذكرروا الاسباب وكل حاجة...
عرفوا عن الملاك تبع الشركة واللي كانوا...
ذياب آل زيد...
ضاري آل غانم...
سعود كان جالس بهدوء ينتظر ربحه بالاسهم هذي...
اسهم تعب عليها سلطان آل زيد ايام الشركة...
لازالت متوارثة ...واكبر الشركات تطمح فيها كإرث مستحيل يضيعونه...

بدأ مدير علاقات شركات آل غانم يتكلم بهدوء :
( باختصار...مثل ماقال محامي شركتنا...ان الاسهم وصلت للسعر اللي ارضى الطرفين...
واذا كان في خلاف بين منسوبي الشركة...الشركات الاخرى ماتتحمل المسؤولية ابدًا )

مهره تناظر في مدير علاقات شركة آل غانم هزت راسها برفض وهي تفتح تقارير قديمة لشركة آل غانم وآل زيد بعقود سابقة :
( بس مايمنع ان حنا نسوي جلسة مناقصة اولى وثانية وثالثة...
لان البيع في هذي الحالة غير صحيح...
انا ماراح اناقشكم عن الخلاف اللي حصل بين منسوبي الشركة...واللي باعتقادي انه يحصل في اي شركة بالعالم...
بس اللي شد انتباهي انه في عقد عام 2008 م لجلسة مناقصة صارت لكم مع آل زيد...وحصل فيها خلاف بين منسوبي شركة آل غانم...
والاستاذ زيد آل زيد الله يرحمه بادر بإعطائكم فرصة ثانية...
وتم عقد جلسة مناقصة من جديد... فأعتقد ان الاصح يعاد النظر في مسألة الاسهم..)

ضاري قاطعها بهدوء وهو يراقبها : ( تتكلمين وانتي تناظري من جهة آل زيد... خلك موضوعية وطالعي وجهة نظر آل غانم ايضا..)

مهره تهز راسها برفض : ( لو كانت الاسهم ماهي مهمة لشركة آل زيد.. وتم التنازل برضى منهم... فأعتقد ان لكم الحق ترفضون بيع الاسهم من جديد لهم... بس بما انكم تعرفون ان البيع ماكان صحيح...معناها لوو ماربحتوها بالمناقصة هذي ممكن تخسروها للابد..)

قاطعهم صوت ذياب الحاد : ( والاكيد انهم راح يخسروها للابد..)

لفت مهره بغضب لذياب ...المواضيع ماعمرها انحلت بفرض الهيمنة والسيطرة...كل شيء بالتفاهم...
تجاهلته ولاحظت نظرات محتدمة بين ذياب وضاري...
ضاري بتحدي :
( ضامن خسارتك يا ذياب...ماهي بعيدة ..)
ذياب يهز راسه بسخرية :
( خانك ذكائك... النتيجة ماهي من صالحك ياولد سعود...
انت وابوك اكثر ناس يعرفون اسباب اصراري ... )

سعود يهز راسه برفض : ( وليه تمنع نفسك من ربح عوايدها ياذياب اذا كانت لشخص ميت...
أكيد انها بالنهاية ترجع لحكمك...)
ذياب بحده :
( والميت ينحفظ حقه يابو ضاري...
ماهو كل شيء يبقى بدون موروث...
هذي بنت عبد الله وهي مالكتها...
اي كلمة فوق كلمتها ماينوخذ فيها..)

صدمــــــة....
بنت عبد الله؟؟؟ ...
يأشر علي ليه؟؟؟ ليه يطالعوني...
ليه الكل توجهت انظاره علي...
من يقصد... ؟؟؟
يقصدني انا؟؟؟ انا بنت عبدالله...
انا بنت الميت اللي ينحفظ حقه؟؟؟
ولا بنت المقتول اللي انسرق عمره وتيتمت بنته؟؟؟
هذي الاسهم لمين ياذياب؟؟؟
ماعدت اميز بين مزحك وجدك... تعبتني وانا ماكملت سنة وياك...
لاتطعني...لاتقول انها لابوي...
اطعن بكل مكان...ومن كل اتجاه...
بس لا تطعني بابوي...
لاتقول انكم تتحاذفون بالحرب على حق ابوي...
تتوازعونه قدام عيني...
وكأن ماله مصير...ماله اهمية...عبدالله وعياله مهمشين في عينك يا جماد...
ياقاتل ...
قاتلا بلا ضمير...

ارتجف جسمها بشكل مجنون...
عيونها اوشكت على البكاء...
لمعتها ماغابت عن انظار ذياب وامجاد...
حتى مسفر لاحظها...
اهتز جسمها بالكامل من اهتزاز المجلس ...
وحتى ضاري ماغابت عيونها الدامعة عنه...
وقفت بتعب...حبست عبرتها بس ماقدرت...
حطت يدها على شفايفها تمنع بكاها...
مشت بعيد عنه وعن حربه...
تجاهلت الاصوات اللي بالمناقصة من بعد خروجها..


يقيمــون الحرب على جثة والدي...
انت كمن يقتل القتيل...ويبكي في جنازته...
انت كمن يطعن الانسان...
ويداوي طعنته...

الهي ان كان هم الدنيا سيزيدني هما...
خذ روحي اليك...

بلعت غصتها طالعة من المكان لبرا الشركة...
دخلت السيارة تبكي...تبكي بضمييييييير...
كنت احارب معه...
استغلني...استغلني ياربي ...
حتى في حق ابوي استغلني لاجل صالحه...
خلاني اوقف في صفه على حق ابوي
كنت ادافع عنه وعن شركته...
كل اللي سويته اني وقفت بصفه...
ليه ماقال لي انها لابوي؟؟؟
ليه خلاني اشارك في حرب على حقوق ابوي...
تركني مثل الجاهل...
حرمني حتى من ابسط حقوقي...
اني اعرف انها املاك ابوي...

عرفت سبب كلمته يوم قال لها بالشركة انه كل شيء لك ماهو عليك...
بين بكائها المرهق...
نبرة صوته لازالت تخترق اذنها...
لازالت كلمته مثل الجحيم تصاوب قلبها الصغير...
ماعادت شهقاتها تحتمل اسهم ذياب...
اللي تصاوبها من كل اتجاه...
حتى رعشة جسمها ماعادت تحتمل قوته امام ضعف حيلتها...
آمنت في لحظتها...
ان كل ماينتهي اسمه بعبدالله الناصر...
يكرهه ذياب...
وربي يسلطه عليه...
أكملت بكائها بغير تصديق...وعقلها يرفض استيعاب كلماته الجارحة


(هذي بنت عبد الله وهي مالكتها...
اي كلمة فوق كلمتها ماينوخذ فيها..)

 
 

 

عرض البوم صور ـ سَراب ،  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المفر؟, المفرُّ, الذّي, الجحيمُ, استقر, فأنتَ, وأنتَ, وَأين
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية