كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 321 - سهام من حرير - ميرندا لي (المقدمة + الفصل الثاني)
3- اريدك معي
معظم عزاب المدينة يعشقون عصر يوم الجمعة من كل اسبوع , فيشعرون بالحماسة ما إن يقترب الاسبوع من نهايته وينتظرون بشوق تلك اللحظة التي يتدفقون فيها من مكاتبهم احراراً. الجميع يحبون ليلة الجمعة لأنهم يتطلعون بشغف الى العطلة الاسبوعية , يومان كاملان لايضطرون خلالهما الى الجلوس خلف مكاتبهم وكومبيرتراتهم , يومان كاملان يفعلون فيهما مايريدون , او حتى ينامون مطولاً عند الصباح ليعوضوا عما فاتهم خلال الاسبوع.
لكن حالة راشيل استثنائية, فهي منذ عودتها الى العمل, تكره عطلة نهاية الاسبوع لأنها تكره فكرة قضاء يومين دون عمل , فيما هي ذاهبة الى عملها صباح يوم الجمعة التالي, اخذت تفكر في انها قد تذهب الى التسوق وحدها خلال هذه العطلة الأسبوعية وذلك فقط لتقوم بشيء ما.ريحانة
كانت عطلة الأسبوع الماضي جيدة , لكن عطلة هذا الاسبوع ستكون فظيعة لأنها ستضطر الى البقاء وحدها في ذلك المنزل الكبير في غياب صاحبته إيزابيل . لايمكنها ان تملأ فراغ العطلة الاسبوعية بالأعمال المنزلية وحدها , فهي تقوم بتنظيف البيت يومياً, يمكنها ان تقرأ طبعاً او تشاهد التلفزيون ولكنها لا تشعر بالرغبة بالقيام بمثل هذه الامور بل تشعر برغبة في الخروج و التجوال.
لسوء الحظ, لم يكن هناك حديقة حول منزل إيزابيل , بل يحيط به فناء مرصوف بالبلاط, وقد وزعت فيه النباتات القليلة في أصص فخارية . لكن راشيل تحب العمل بيديها , وهذا هو السبب الذي دفعها لتعلم الخياطة حين كانت مراهقة.ريحانة
إلا ان الخياطة لم تعد على قائمة راشيل هذه الايام . فلم تعد ترغب برؤية ماكينة خياطتها مرة اخرى , لذا وضعتها في صندوق فوق الخزانة, كيلا ترى ضوء النهار مرة اخرى , ذلك انها تذكرها بمرض ليتي , وكل ماجرى بسببه . ولم تكن تلك ذكريات حسنة على الإطلاق.
كانت تتمنى احياناً ان يطلب منها جاستين ان تقوم بعمل إضافي في العطلة الاسبوعية . فهي كانت تعلم انه يذهب الى المكتب يوم السبت ما يعني ان هناك شيئاً يمكنها القيام به كإدخال مزيد من المعلومات الى الكمبيوتر او غير ذلك. فغالباً ماكان جاستين يكلف مكتباً تجارياً لإنجاز مثل هذه الأعمال . لكنه لم يطلب منها ذلك قط, وهي لا تريد ان تقترح عليه ذلك خشية ان يظن انها تحاول ان تبقى بصحبته لمزيد من الوقت , ولا تفعل ذلك بسبب شعورها المزمن بالوحدة .منتديات ليلاس
نظرت راشيل الى السماء قبل ان تدخل المبنى الذي تعمل فيه . كانت السحب اكثر كثافة مما كانت عليه بالأمس . تنبأت النشرات الجوية في بداية الاسبوع بتغير في اتجاه الرياح الجنوبية , وهاهو التغير قد وصل اخيراً حاملاً معه امطاراً متقطعة .
التفكير في مزيد من الأمطار في عطلة الأسبوع , ثبط حماسة راشيل للتسوق , ربما عليها ان تنتظر حتى تحضر إيزابيل. ليس هناك مايدعو للعجلة فبعد ان عاد جو سيدني الى البرودة, سيكون بوسعها ان تستعمل بذلاتها السوداء مدة اطول . نعم , يمكن لتسوقها ان ينتظر .
وصلت الى المكتب , وكان جاستين قد سبقها اليه , وقد ادار جهاز تحضير القهوة ليسكب لنفسه كوباً . عندما دخلت راشيل الى الغرفة كان يرتدي إحدى بذلاته التي تفضلها . وهي ذات لون رمادي باهت تتلاءم مع شعره الاسود وعينيه الزرقاوين , وتحتها قميص ابيض وربطة عنق زرقاء.
|