كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت العاشر
..............
جالس معها في غرفتها ويظهر الانزعاج واضحاً على ملامحها الرقيقه
قرب كرسيه منها واحتضن كفيها بين كفيه قائلاً :ليلى انتى رافضه العزومه ليه دلوقتى ؟
ليلى وهى تحاول ان تشرح له: انت عايزنى اروح مطعم فيه ناس غريبه واتعشى كمان سمك !!! لا طبعا ما ينفعش
اسند ظهره لكرسيه وهو يتفرس ملامحها وعينيها وقال بهدوء وثقه :ماينفعش ليه ؟؟؟.... ما اظنش ان وجود فؤاد واسرته واكلك لسمك في مطعم ده السبب الرئيسى لانك اكلتى سمك كذا مره في مطاعم بره البيت قبل ما نيجى هنا ....ايه بقى يمنع انك تيجى عزومة العشا؟
ليلى وهى تزفر باختناق:انا قلت ما ينفعش وخلاص
عماد وهو يبلل شفته بطرف لسانه ويسألها باصرار
: في سبب؟
صمتت ولم تجبه نظر لضيقها وقال بتاكيد
:السبب مش في فؤاد وعيلته ولا في مطعم السمك السبب في نجوى صح يا ليلى ؟
عقدت ذراعيها واشاحت بوجهها بحزن وقالت بصوت خافت :نجوى مفيش مناسبه الا وترمى عليا كلام وتجريح وخاصه لما عيلة عمو فؤاد تكون موجوده وكمان لما تكون زينه معايا وغيره شديده تنزل عليها صمتت قليلا ً وهى تعقد حاجبيها بتفكير وتقول :لما تسمعنا نضحك او نتكلم او قاعدين قعده حلوة مع بعض تروح قايله لزينه انتى ازاى سيبانى قاعده لوحدى وقاعده مع "دى" انا قلت مش هتستمتعى وتقعدى جنبها .
واردفت بسخريه مريره
:كأن "دى" مش اختها وواحدة غريبة عنها
اخذت تفرك يديها بعصبيه وكأنها تحاول منع نفسها من ان تبوح بما تضيق به وقالت بزفرة تحمل كل معانى خيبة الامل:عارف يا عماد انا ايوه مش شايفاها لكن حاسه مع كل نبرة في حروف صوتها هى وبتتكلم عنى قد ايه الست دى بتكرهنى
وانا كمان يا عماد عمرى ماتخيلت انى اكره انسان قد ما كرتها دى كانت عايزه ترمينى على واحد مجنون عشان ترتاح منى ...من ايه معرفش؟ ...انا طول الشهور اللى فاتت بسأل نفسى ايه اللى عملته معاها وحش عشان تعاقبنى بالشكل ده عشان بابا وزينه متعلقيين بيا ولا ايه مش فاهمه مش ممكن الكره ده عشان حب بابا ليا؟؟؟
عماد وهو ينظر على ذلك العصفور الذى يخطو بهدوء داخل الغرفه يبحث عن شئ ياكله
قال بشرود وهو يسند مرفقه على ركبته :المشكله انها شايفه فيكى الماضى شايفه فيكى احلام مامتك اللى ما قدرتش تاخد مكانها في قلب عاصم وجيتى انتى اخدتى المكانه دى في قلبه
ليلى بحده:وعشان كده بتلومنى وعايزانى ابعد عن طريقها اهو سيبت لها البيت خليها تحاول تكسبه
نظر لها بصمت وراى الحزن المرتسم على ملامحها وهى تخرج ما فى قلبها وتبوح له بما تشعر به ......لقد كان قراره صائبا عندما احضرها لتبقى معه ومع جدتها وجودها هناك كان سوف يرهق اعصابها كان يعلم ان نجوى لن تتوانى عن اذيتها :مش هتكسبه لانها نسيت السبب الرئيسى وانشغلت
تغيرت ملامحها لضيق الشديد :انا تعبت منها يا عماد انا متاكده انها المره دى زى كل مره هتعمل كده وتجرحنى وتحرجنى قدام الناس
غير انى عرفت من زينه ان العلاقه بينها وبين بابا متوتره ومش عايزه التوتر ده يزيد وانت عارف زينه مش بتستحمل الضغوط دى وبتنهار بسرعه ....فاحسن حاجه انى ما اتواجدش في مكان هى فيه
هز راسه وقال :ده مش حل على العكس انتى كده بتعملى اللي هي عايزاه وانك تتحبسى في الاوضه وده غلط زى ما قلت قبل كده اطلعى ومالكيش دعوه بكلامها سيبيها علياّ
تنهد وهو يردف قائلا بجديه :ليلى احنا اتفقنا انحنا طالعين الرحله عشان نستمتع ونغير جو وانا سعيد انى شايفك منطلقه ومبسوطه وبتضحكى متخليش واحده زى دى تاثر عليكى وتحبسى نفسك بسببها وهى تعيش حياتها لا طبعا ....اخرجى وانطلقى وما تفكريش فيها سامعه
وقام من جانبها واحتضن وجهها بحنان :حبيبتى يا لولو انتى بتثقى فياّ
ابتسمت وقالت بدون تفكير:انا بثق فيك اكتر من نفسى يا عماد
ابتسم بحب لابنة اخته التى يشعر انها ابنته ....اجل ليلى ابنته لم يراها في يوم في مكانة اقل من تلك على العكس منذ طفولتها وهى تحتل قلبه برقتها وذكائها ومع مرور السنين يزداد تعلقه بها ومن بعد الحادث وهو يرى انها صارت مسئوليته و الحفاظ عليها وحمايتها من اى شى ممكن ان يؤلمها صار شغله الشاغل
قال بصوت حانى :يبقى تسمعى كلامى وتيجى عزومه العشا ....ومتفكريش فيها ولا حتى ثانيه ..اتفقنا؟
هزت راسها وابتسامه هادئه على شفتيها :اوكيه اتفقنا
......................
:اميره هنا ..مع مين ؟؟؟؟...وجات امتى ......اكيد معاها لين
يبقى لما قالت ان لين مسافره يبقى قصدهم جايين هنا سبحان الله على الصدف
نطقت اسما جملتها وهى غير مصدقه زوجة ابنها في مكان واحد معه شعرت بقلق يحتل قلبها خاصة وانها تعلم كيف عانى فخر الفتره الماضيه وحاول بشتى الوسائل ان يصل اليها ويتحدث معها وهى كانت تغلق جميع الابواب في وجهه ثلاث سنوات لم يكل او يمل على العكس كان الامل لم يفارقه قط وهو يعلم انه سوف يراها
التفتت لابنها وقالت متسائله بفضول حذر:فخر انت كلمتها ولا شفتها بالصدفه؟
اجاب بشرود:صدفه
اسما وهى تتفحص ملامح ابنها بقلق كانت تريد ان ترى عينيه لكى تعرف ما يدور في عقله ولكنه كان يخفيها خلف نظاره سوداء
سألته بصوت منخفض :كلمتها ؟؟؟؟؟
هز راسه ورد بسخريه :دى بس شافتنى وهربت على طول كانها شافت عفريت
واردف بتوعد :هى فاكره انها هربت منى ابدا انا مش اسيبها انا لازم اقعد واتكلم معاها
الام بضيق :تتكلم معاها ف ايه ... بقالك ثلاث سنين وانت بتحاول تتكلم معاها وهى رافضه حتى تقابلك ....وانا حاولت معاها كتيير يابنى وهى رافضه
واردفت بضيق:فخر كفايه ثلاث سنين عدو من حياتك عيش حياتك وهى كمان تعيش حياتها
قال بشك:قصدك ايه تعيش حياتها ؟؟ ...امى انتى تعرفى حاجه ومخبياها عنى ؟؟
اسما بتعجب :مخبيه عليك ايه ؟...انا من امتى بأخبى عليك حاجه انا كل اللى بتمناه انك تعيش حياتك وتتجوز
قاطعها قائلا:ماما انا قلت لك قبل كده مش اتجوز عارفه ليه لانى بحبها وما اتخيلش واحده غير اميره في حياتى
قالت اسما بدون تفكير:طب ولوهى اتجوزت ؟
رفع فنجان القهوه يرتشف منه وما ان سمع كلمه والدته حتى اهتزت يده وسقط على المائده وبعض منه تناثر على يده المستريحه على الطاولة وشعر بالم وخوف يتسلل الى قلبه بخفه شديده :ولا اسمحلها حتى تفكر انها تتجوز لانها مراتى انا
نظرت ليده واسرعت تعطيه بعض من المناديل :ايدك اتحرقت
نظر ليده التى سرعان ما ظهرجزء منه الاحمرار وهو لا يشعر بالمها :لا يا امى ايدى كويسه
تنهدت اسما على حال ابنها تعرف جيدا انها مهما تحدثت معه فلن يستمع لها فيما يخص علاقته بأميره وعرفت ان الايام القادمه سوف تشهد حرباً بين الاثنين
........................
"لم اكن اظن ان البعد عنه يفعل بى هذا كنت اظن انى سوف استريح وانسى ولكن ما ان رايته حتى رايت الذكريات تتوالى علىّ تارة مبهجه وتارة مؤلمه "
كانت تجلس في الشرفة المطله على شاطئ البحر ونظرت لابنتها النائمه في حضنها وقالت بصوت هامس:
:كنت فاكره يا لين ان مع وجود الاطفال ان العلاقات بتقوى وتكون متينه وكل الطرفين بيتغير عشان يكون قد المسئوليه
تنهدت وهى تنظر لامواج البحر التى ترتطم بالصخور:لكن لا.... لقيت نفسى انا اللى بتغير لوحدى وهو زى ماهو ما اتغيرش عايزيعيش حياته بدون قيود كل ما يحس انه مقيد يتخانق ويتعصب
صمتت وتذكرت ذلك اليوم بعد شهرين من زواجهم
"كان هو من يقوم بايصالها للمستشفى وكان نادرا جدااا عندما يذهب اليها في الموعد وكان يعتذر انه نسى ....او تعطل ....او جاءه اتصال واخره عنها
اوقف سيارته امام المستشفى فالتفتت له قائله قبل ان تخرج من السياره :حبيبى متتاخرش النهارده .... النهارده مازن وماما مسافرين وضرورى اكون هناك بدرى عشان اساعد ماما في ترتيب الشنط
قال وهو ينظر لهاتفه :خلصى شغل ورنى عليا
اميره وهى تنظر له قائله :فخر عشان خاطرى ماتتاخرش
رفع عينه عن الهاتف :اوكيه قلت لك اجى بدرى يلا بقى عشان الحق اروح لشغلى
خرجت من السياره واشارت له وتحرك بسيارته وهى اتجهت الى المستشفى
..............
بعد انتهاء عملها
اخرجت هاتفها من حقيبتها وحاولت الاتصال به مره اخرى ولكن هاتفه كان مغلقاً نظرت للهاتف بضيق ورفعت راسها تنظر للسماء وتنهدت بضيق لنها ظلت فتره طويله منتظره خارج المستشفى
لماذا تاخر اهناك شى حدث منعه ان ياتى .......بدا القلق يتسلل الى قلبها عليه ....لقد هاتفته ما ان انهت عملها واخبرته انها تنتظره امام المستشفى
نظرت للطريق لعل وعسى تلمح سيارته ...لقد تاخرت على والدتها واخيها وهى لا تستطيع الذهاب اليهم حتى تطمئن عليه
رن هاتفها فاسرعت بالرد سمعت صوت والدتها تسالها لما تاخرت عن القدوم اليها اخبرتها انها لازالت في المستشفى لم تحب ان تقلقها يكفى قلقها هى
اخبرتها ان مازن سوف ياتى ليصطحبها الى البيت
انهت محادثتها قلقها يزداد علي زوجها
بعد ساعه كامله حضر اخيها ليصطحبها الى البيت ...وصلت بيت والدتها ومع كل ساعه قلقها يتزايد عليه وهى تحاول ان تحدثه وهو لا يزال مغلقاً هاتفه
بعد مرور فتره
اعتذرت لوالدتها ومازن ان فخر يعتذر عن القدوم لحدوث امر طارىء منعه من الحضور وانه يرسل لهم اسفه معها
وفى طريقهم الى المطار اوصلها الى منزلها
دخلت المنزل وجدته هادئ عرفت انه لم يرجع للبيت منذ الصباح
تهاوت على الاريكه واخرجت هاتفها
اعادت الاتصال وهى تقول :رد بقى يا فخر طمنى عليك
ولكن وجدت هاتفه لا يزال مغلقاً بدأت يدها ترتعش وقلبها يطرق بشده لقد ايقنت ان هناك شئ سيئ قد حدث له وبدأت دموعها التى حبستها بالانهمار على خديها
قالت محدثه نفسها
"اكلم طنط اسما.... لا ...احسن تقلق ....احتمال يكون كلمها
لا...انا اكلمها عادى واحتمال يكون قال لها انه وراه حاجه او تعرف حاجه ما اقدرش اسكت اكتر من كده"
بعد عدة دقائق استجمعت شجاعتها وخرجت من المنزل واتجهت الى شقتها والدة فخر
اخذت نفساً عميقاً ومسحت دموعها التى تتساقط بقوه
من خوفها وقلقها عليه وقالت لتطمئن نفسها "هو بخير ان شاء الله اكيد في الشغل او العربيه عطلت عادى يعنى وموبايله فصل شحن"
طرقت الباب وفتحت لها اسما مبتسمه :ازيك ياطنط
اسما وهى تدخلها :الحمد لله بخير انتى اخبارك ايه يا اميره
واردفت وهى تجلس :فخر قال لى ان مامتك واخوكى مسافرين يوصلوا بالسلامه
قالت بترقب وهى تجلس :الله يسلمك يا طنط
واردفت :هو فخر كان هنا
اسما وهى تشاهد التلفاز بهدوء :ايوه جيه اتغدى ونام ونزل يقابل اصحابه
نظرت لها وهى غير مصدقه ماتسمعه..." طوال اليوم انا قلقه عليه واعانى وطوال جلوسى مع امى ومازن وانا اشعر بقلق وخوف ينهش قلبى وعقلى وكل الافكار المرعبه لم تترك عقلى ولم ترحم روحى لحظه بشكل اثار ريبة مازن وسألنى اهناك مايقلقنى اجبت انى متضايقه بسبب سفرهم وتركى لوحدى لم استطع ان اتناول الطعام معهم متحججه ان معدتى تؤلمني وهو هنا نائم لا يفكر بى ولو للحظه ...الم يتسائل اين ذهبت الم اخطر على باله ولو لحظه ليتسائل الهذه الدرجه انا لست مهمه بالنسبه له "
حاولت ان تبلع دموعها التى اوشكت على السقوط وقامت متحججه :طنط انا رايحه ارتاح من الصبح ما ارتحتش من المستشفى لبيت ماما
اسماء باهتمام :ارتاحى هنا في اوضة فخر
رسمت ابتسامه على شفتيها بصعوبه بالغه :شكرا يا طنط لكن محتاجه اخد دش وبالمره اعمل عشا لفخر
هزت راسها بتفهم :روحى ارتاحى يا حبيبتى
وصلت لشقتها وهى تشعر بداخلها بركان ينذر بالانفجار دخلت اخذت حمام لتهدئ اعصابها وخرجت وصلت وجلست تنتظره
بعد فتره
سمعت صوت الباب ودخوله ابتسم عندما رآها وقال :السلام عليكم
وجلس بجوارها وقال :عامله ايه يا قلبى
اعتدلت ونظرت له بغضب عارم:عامله ايه ..اقولك عامله ايه النهارده كنت هاموت من الرعب والقلق عليك
اعتدل وقطب حاجبيه:ليه هو في ايه؟
قالت وهى ترفع حاجبها من سؤاله :انت نسيت ان المفروض تعدى عليا وتوصلنى لماما ؟؟....طبعا انت نسيت
ضرب راسه قائلاً: يااااه نسيت خالص
واردف متحججاً:وانتى ليه ما كلمتنيش عشان تفكرينى
نظرت له بذهول :فخر انا كلمتك وقلت لى انك جاى في السكه وخليتنى استناك بره المستشفى واستنيتك اكتر من ساعه لحد ماعدى عليا مازن وطول الوقت ده على اعصابى وانت ولا على بالك نايم وقافل تليفونك ولا حتى جيت على بالك تقول مراتى فين او جرى لها حاجه
قال وهو يتجه لغرفتهم :اوكيه معلش
اتسعت عيناها وامتلئت دموع :فخر انت مش حاسس بالرعب والخوف اللى حسيته لما اتاخرت ده ياريت بعد كده تقولى انت فين
قاطعها بحده :اميره وبعدين مش اخوكى عدى عليكى وسلمتى على مامتك خلاص عايزه ايه تانى قلت معلش يبقى خلاص
واردف وهو يقذف قميصه على الارض:اكره ماعليا الزن الكتير انا ما اتجوزتش عشان اتخنق واديكى كشف حساب بتحركاتى
اشارت على نفسها وقد ترغرغت عيناها بالدموع :انا فين قيدت حريتك انا كنت خايفه عليك انت مش حاسس قد ايه كنت قلقانه ومرعوبه تكون حصلت لك حاجه
قال بعصبيه وهو يشير على عنقه :خوفك وقلقك بيخنقنى انا مش عيل تخافى عليه فهمتى ولا لا
وقفت مذهوله من عصبيته وصراخه في وجهها الذى افزعها وقالت بذهول :خوفى بيخنقك انى اخاف عليك بتتخنق
نظراليها بضيق واتجه الى الحمام وتركها تنظر لاثره وهى في حاله خيبة امل كانت اول مره تشعر بحزن وخيبة امل لم يبرر لها او يعتذر او يقول انه قلق عليها او كان خائف عليها كذبا العكس
ثار فيها لانها كانت قلقه وخائفه عليه
بعدها ظل لايتحدث معها وهى تحاول ان ترضيه بشتى الوسائل
بعد هذه المشكله صارت تتغاضى عن اشياء كثيره اهماله وعصبيته الشديده وغيرته ولكن ما اكتشفته مع الايام ان زوجها كان انانياً من الدرجة الاولى كان دائما لايحتل المركز الاول في حياته سوى فخر
ظنت انه مع الحمل سوف يتغير ويهتم ويشعر بالمسئوليه تجاهها وتجاه الطفل القادم ....ولكن كانت خيبتها اكبر واكبر
................
افاقت من شرودها على صوت والدتها الهادىء يناديها
:اميره
دخلت الشرفه وجدتها جالسه وفى حضنها ابنتها نائمه وهى شارده تفكر اقتربت منها والدتها وقالت بصوت هادئ :اميره
التفتت تنظر لوالدتها باعين واضح عليها البكاء والحزن
قالت وهى تنظر لطفلتها :لين نامت نيميها على السرير احسن
نظرت لابنتها التى تحتضنها وقربتها من قلبها وقبلتها :خليها شويه يا ماما بارتاح لما تكون في حضنى
جلست بجوارها وقالت وهى تنظر للين النائمه في حضن والدتها :بتفكرينى بنفسى زمان كنت لما احضنك وتنامى في حضنى ارتاح وخاصه لما اكون زعلانه
نظرت لوالدتها ثم نظرت لابنتها بعيون تحمل حزن شديد وخيبة امل اوجعت قلب والدتها:واضح انها وراثه
نظرت لابنتها التى تعانى بصمت مطبق منذ انفصالها عن زوجها تغيرت ابنتها بداخلها خيبة امل كبيره منه ...تنهدت الام بحزن وهى تتذكر
بعد فتره من انفصال ابنتها عن زوجها سمعت صوتها تبكى في غرفتها كانت تظن انها قد نامت ولكن فوجئت ان ابنتها كانت تعانى بمفردها كانت تخفى في صدرها الكثير
اسرعت اليها وجلست بجوارها وهى تحتضنها :بسم الله مالك يا بنتى
رفعت راسها وقالت بصوت باكى:صدقتك دلوقتى لما قلتى ماتحبيش جامد متغرقيش في بحور العشق عشان ماتتعبيش
وكنت بقولك وقتها....لا... هو يختلف عنه مش ممكن يسيبنى زى بابا ما سابنا واتجوز وعاش حياته كنت بقولك هو مش انانى زيه
ضحكت بسخريه والم :طلع شبهه انانى
احتضنتها وقالت بالم على حال ابنتها :انسيه يا اميره زى ما انا نسيت انسيه
اخفت وجهها في حضن والدتها وقال بتعب :يارب طلعه من قلبى انا تعبت من التفكير ياااارب انا مش قادرة استحمل
امها بصوت هادئ:ارتاحى يا اميره وماتفكريش فيه طلعيه من دماغك بنتك محتاجة لك محتاجه اهتمامك وحبك اوعى تنسيها في فتره تعبك
رفعت راسها وهى تمسح دموعها وقالت بتاكيد:ايوه بنتى هى اللى تستاهل انى ما افكرش في حد غيرها بنتى وبس
سمعا طرقات على باب الغرفه ارجعتهم الى الواقع
قامت الام وسحبت باب الشرفه الزجاجى مغلقة له خلفها واتجهت لباب الغرفه وفتحته لتجد ابنها واقفاً يبتسم لها فدخل وجلس على الاريكه وجلست بجواره وسالها باهتمام قائلاً :ماما اميره اكلت؟
ابتسمت بحنان :ايوه اول ماجيه الاكل صحيت لين واكلت مع مامتها
ابتسم :اكيد لين هى اللى خلتها تاكل
الام :ايوه ...والله كل ما اشوف لين احمد ربنا واشكره على وجودها ...وجودها خفف على اميره وشغلها عن التفكير
اردفت متسائله :مازن انت ليه رفضت طلبها اننا نسيب الفندق؟
قال بصراحه وهو ينظر لشقيقته الجالسه في الشرفه ولا تشعر بوجودهم :لانى عايزها تشوفه وانه يحاول معاها انه يرجعها له
نظرت له باندهاش:مازن انت عايزها ترجع له
قال بتاكيد:ايوه عايزها ترجع ...لكن بعد ما تادبه وتغيرطبعه ماما فخر مش وحش فخر اصراره انها ترجع له بيوضح قد ايه انه بيحبها ده ما بيعديش شهر الا ويقابلنى ويكلمنى في موضوع الرجوع وانه ندمان وعايز فرصة تانيه حتى لو كنت مسافر بره مش بيبطل اتصالات ....فكرك الاصرار ده كله معناه ايه انه مش بس بيحبها ده بيعشقها وتنهد قائلا وهو ينظر لشقيقته : وهى كمان بتحبه ورفضها للخطاب اللى اتقدموا لها كل ده عشان حبها له لكن هى مجروحه منه
قالت بسخريه:مفيش حد بيغير طبعه او بيتغير بعد ماترجع له يومين ويرجع زى الاول
مازن بتاكيد:لا يا امى اميره المره دى اتعلمت الدرس ومش هترجع له غير وهى متاكده انه اتغير
تنهدت وقالت :والله باتمنى انها تكون سعيده اوعى تفتكر قعدتها جنبى مفرحانى لا ابدا انا عايزها تكون سعيده ومرتاحه
.......................
:هتفضل كتيرقاعد في الرسيبشن تراقب كل واحد داخل وخارج من الاصانصير زى المخبرين كده
نظر فخر لصديقه علي واجابه باصرار :انا لازم اشوفها واتكلم معاها
تنهد وجلس امامه وقال :اسمعنى يافخر اوعى تقولى انك مستنى هنا عشان تسالها سؤالك الغبى مين اللى كانت بتكلمه
نظر له فخر وقال غيرمصدق:انت شايف ان سؤالى ده غبى
هز راسه مؤكدا :طبعا غبى يعنى بعد ثلاث سنين اول ماتشوفها تقولها بتكلمى مين ايه الغباء ده
فخر وهو يعتدل قائلا بسخريه :اقول لك ايه؟؟؟ ... انت لو بتحب واحده وانفصلت عنها واول مره تشوفها تسمعها بتحب في راجل كنت عملت ايه وقتها
نظر له وقال بهدوء:كنت مشيت وسيبتها لانى وقتها اكون تاكدت انها ماتستاهلش حبى
فخر وهو ينظر لصاحبه :انا مش معاك طبعا ...ازاى اسيب واحده بحبها كل الحب ده وهى كمان بتحبنى
علي بذكاء:يعنى انتى بتحبها وهى بتحبك تتوقع انها نسيتك وحبت غيرك ؟
صمت قليلا ليفكر
اردف علي بثقه:فخر انا متاكد ان اللى كانت اميره بتكلمه مش واحد بتحبه
فخر :وايه اللى يخليك متاكد؟
علي بثقه: لو واحد بتحبه اكيد كانت ارتبطت بيه من زمان واكيد مازن كان قالك عشان ما تتعبش نفسك وتحاول معاه زى كل مره
فخر بحيره:طيب مين ده اللى بتكلمه؟
هز كتفيه :ما اعرفش ممكن يكون حد من اهلها او اخوها مازن لكن اكبر الظن انه مش حبيبها زى ما انت متخيل
امسكه من ذراعه :تعالى نشرب قهوه عندى صداع واكيد انت محتاج تاكل حاجه حلوه عشان سكرك اللى حرقته من امبارح ده اللى بنخده من الحب حرقة الدم يلا يلا
قام معه عن مضض واتجه الى المطعم
ما ان دخل المطعم حتى فتح باب المصعد وخرجت اميره مع ابنتها للشاطئ
........................
في المساء
اقترب منه علي وقال :مش ناوى تغير رايك وتيجى معايا
وضع يديه في جيب سرواله القصير :لا ماينفعش اسيب ماما لوحدها روح انت وحاول تقضي وقت حلو
علي وهو متردد ان يترك صديقه بمفرده :بافكر اسيبهم
فخر وهويشعر بقلق صديقه عليه وتردده بالذهاب من اجله :ما تقلقش مش هاتهور
سمع صوت عمه يناديه
التفت لفخر وقال :فخر مش هاوصيك اوعى تعمل حاجة تندم عليها سلام
رد فخر بخفوت :سلام
.....................
نظرت لوالدتها النائمه بجوار ابنتها ودثرتهم جيدا وخرجت من الغرفه متجه الى الشاطئ خرجت من الفندق فاستقبلها هواء محمل برائحة البحر جعلها تبتسم بهدوء
اقتربت من الشاطئ وضوء القمر يصاحبها في خطواتها الهادئه ويجعل من ظلها رفيق لها يؤنس وحدتها
وقفت على حافة الشاطئ والموج يقترب منها تاره بعد تاره والهواء العليل يداعب بشرتها ويحرك ثوبها يميناً ويساراً
أغمضت عينيها وهى تستنشق هواء البحر براحه ...بداخلها حنين شديد له كم تفتقده وتشتاق إليه .....تفتقد صوته تفتقد ذراعيه التى تحوطها بعشق ...كل خليه في جسدها تشتاق لها احتضنت نفسها وتنهدت من هذا الشوق الموجع الذى يرابط على قلبها ولا يريد ان يهدا ...وكيف يهدا بعد رؤيته ... دائماً رؤيته تفعل بها الاعاجيب تغير حالها من السكون والهدوء الى حاله من الصخب والفوضى
تنهدت واخذت نفس عميق لتهدأ وتفكر بهدوء
......
كان يجلس في ردهة الفندق بعد ذهاب صديقه يتحدث في هاتفه مع صديق له في البنك رفع عينيه فاذا به يراها تسير بهدوء بمفردها وتخرج من الفندق في اتحاه الشاطئ انهى اتصاله مع صديقه وسار خلفها الى ان وقفت امام البحر تحتضن نفسها
عقدت حاجبيها وهى تستنشق رائحة عطره ..."يا الهى من شده تفكيرى به صرت اتخيل رائحته لقد جننت بالفعل "
:اميره
شعرت برجفه في قلبها ما ان سمعت صوته اذن لم اكن اتخيل انه بالفعل بالقرب منى
التفتت لتراه قريباً منها ينظر لها بألم قائلاً :ممكن تسمعينى وما تهربيش منى
ردت بالم: ليه مش راضى تبعد عنى ؟
قال وهو يقترب منها وبصوت هامس:حاولت ابعد لكن ماعرفتش ..ابتلع غصه في حلقه واردف :ما قدرتش
لوت فمها بسخريه :انت اللى بتقول كده دى اسهل حاجه بالنسبه لك البعد والاهمال
فخر وهو يراها تشيح بوجهها بعيداً عنه :انا عارف انى بعدت عنك في فتره المفروض ما ابعدش عنك فيها ولا اهملك
نظرت له باستنكار وردت في هدوء يائس:انت فاكر انك بعدت عنى فتره الحمل بس !!!!
هزت راسها نافيا بالم :انت بعدت عنى من زمان في كل مره كنت عايزه منك الامان بتبعد عنى في كل مره كنت اقولك محتاجة لك كنت بتهملنى
واردفت وعيناها تلمع بالدموع :فاكر بعد كتب الكتاب طلبت منك ايه ..... توعدنى انك تكون معايا وما تسبنيش لكن انت موفيتش بوعدك
اخذت نفس عميق واردفت :انت عايز منى ايه يافخر؟
فخر بامل :ادينى فرصه تانيه ....نرجع لبعض
واردف بحب:اميره انا تعبان من دونك محتاجك ومحتاج تكونى معايا انا بحبك يا اميره والله بحبك حياتى من غيرك ناقصه
وقفت لفترة تتأمله بصمت وقالت بخيبة امل : انت زى ما انت ما اتغيرتش ما بتفكرش غير في نفسك وبس محتاجنى وحياتك ناقصه وتعبان .....وانا ولين فين ؟؟
واردفت بسخريه:انت حتى ما فكرتش فيها ولا حتى قلت نرجع عشان لين ما تتعبش لما تكبر وتتأزم وتسأل ليه بابا وماما مش عايشين مع بعض لكن انت ما فكرتش غير في فخر وبس
تنهدت وابتلعت ذلك الالم الشديد الذى احتل قلبها :اسفه يافخر مش عايزه ارجعلك
همت ان تبتعد عنه ولكنه امسك يدها وقال بالم :حرام عليكى ياشيخه مابتحسيش كل ده عشان عارفه انى بعشقك قلتى العب بيه زى الكوره
ثلاث سنين كنت اروح كل شهر لاخوكى واطلب والح وانى اشوفك واتكلم معاكى وانتى رافضه بتعاقبينى على غلطه دفعت تمنها من صحتى وحياتى غير الندم اللى مسابنيش لحظة
اردف وهو يصرخ في وجهها: ايوه انانى واكون انانى لآخر لحظه في حياتى في حبك ....واسمعيها يا اميره قسماً بالله ماهتكونى لغيرى وهترجعي لحضنى سامعانى
ابعدت يده واسرعت الخطى مبتعده عنه لكى لا يرى ضعفها وانهيارها الوشيك
.....................
نظرت لاختها باعجاب شديد وهى في فستان بنفسجى من الشيفون ابرز تناسق قوامها مع طرحه من نفس اللون
كانت قبل ان تساعدها في ارتداء ملابسها قد وضعت لها بعض الظلال علي عينها بعد الحاح شديد منها واضافت بعض الضربات السريعه على وجهها بالفراشه التى قد اظهرت جمال ليلى بشكل لا يوصف
نظرت لنفسها في المرآة ترى ملابسها المكونه من فستان اسود يصل للركبه مزين بحزم عريض احمر وتركت شعرها ينساب على كتفيها وظهرها بحريه
سمعت طرقات على الباب
ليلى وهى تسال اختها :شكلى مزبوط
زينه بحب:زى القمر طبعا
اسرعت للباب وفتحت لوالدها الذى ما ان آهما حتى ذكر الله :ماشاء الله ايه الجمال ده
نظر ليلى وقال :روح ابوها النهارده قمررر
والتفت مبتسما لابنته الصغرى :وقلب ابوها قمرين واردف يلا يالا يا حبايبى عماد مستنى
اقترب من ليلى وهى تضع عصاها في حقيبتها امسك يدها وسارت معه للخارج وبجانبه زينه
وقفت ليلى في الردهه تستمع لحديث لميس وزينه وهى تخبرها بضيق ان كنزى لن تحضر هى وعاصم بسبب تعبها
ليلى بتساؤل :زينه عماد موجود قريب ؟
رفعت عيناها تبحث عنه وجدته يقف يتحدث مع علي
:ايوه لكن بيتكلم مع علي
لميس وهى تنظر لابن عمها وهو يتحدث مع عماد ويظهر الاهتمام علي وجهه:واضح ان عماد وعلي بقوا اصحاب
زينه وهى تنظر لهم :ايوه عماد طول الوقت لو مش مع ليلى وتاليا يبقى مع علي
اقتربت منهم تاليا وقالت: ليلى يلا عماد عايزك تركبى معاه
زينه بعتراض:لا يا تاليا زينه هتبقى معانا انا وبابا
نجوى بغضب من ابنتها :ما تسبيها تروح ايه القرف ده لازقه فيها ليه ؟
زينه باستنكار:ماما
اكملت بحده :فهمينى عايزها ليه خايفه عليها تتوه بدونك
تاليا بضيق من تصرفات نجوى وصوتها الذى جعل الجميع يلتفت اليهم نظرت الى ليلى التى احمر وجهها خجلا وقالت لتاليا :يلا ياتاليا
واقتربت من ليلى وامسكت ذراعها وهمست لها :تعالى ياليلى بلا قله ذوق
اتسعت عينى نهاد وقدسمعت حديث نجوى وشعرت بضيق شديد منها ومن قسوتها مع ليلى
وهمست قائله :الله يرحمك يا احلام مفيش زي اخلاقك وادبك مع الناس
اما زينه نظرت لوالدتها غير مصدقه ما قالته وقالت بصوت هامس:ليه بتعملى كده ياماما كل مره بتجرحيها بتجرحينى انا حرام عليكى اللى قلتيه ...
نجوى وهى تنظر لليلى التى ابتعدت عنهم وتهمس بفحيح :ياريت يبقى عندها دم ومتجيش العزومه
اتسعت عين زينه وهى غير مصدقه ماتسمعه امها تكره ليلى بشده ما الذى فعلته اختها المسكينه من اجل هذا الكره لم تفعل شى على العكس دائما تحاول ارضائها بشتى الوسائل
رفعت عينها ونظرت الى اختها الواقفه بجوار عماد وهو يهمس باذنها بشى وبعدها امسك يدها وركبا في احدى سيارات الفندق التى ستقلهم الى المطعم
افاقت على صوت لميس وهى تشير لها :شوفى يا زينه مين جاى العزومه
التفتت لتنظر وابتسمت بشقاوه : عمو فادى وطنط فريال
ضحكت لميس وقالت بهمس لصديقتها :اسمها طنط cnn
زينه وهى تنظر لها وهى تصافح والدتها ونهاد وتتحدث معهم
ليلى فين يا زينه
عاصم وهو يبحث بعينيه عن ابنته
زينه وهى تشير للسياره التي استقلهاعماد :عماد طلب انها تكون معاه
عاصم بتعجب :ليه في حاجه ؟
زينه وهى تنظر لوالدتها التى ترمقها بنظرات قويه الا تتحدث :لا يا بابا مفيش حاجه انت عارف عماد بيحب تكون ليلى معاه وهى مارفضتش
نجوى وهى تنهى الحواربتوتر خوفا منها ان يعلم بشئ وتقع ابنتها في الكلام :عاصم يلا بقى
نظر لها بعدم راحه واتجه الى احدى السيارات ليستقلها
امسكت زينه ذراع لميس وقالت لوالدتها :طنط لميس هتركب معانا اوكيه؟
هزت نهاد راسها موافقه واشارت لهم بالتحرك
اسرعا الى السياره التى يستقلها عاصم وجلسوا في الخلف يتحدثون
.........................
وقفت بجانب السياره تخرج عصاها من حقيبتها بتوتر تحاول ان تفرد عصاها ولكن توترها وضيقها جعلها تحاول عدة مرات
اقترب منها عماد باهتمام :العصايه فيها حاجه
احابت باقتضاب وهى تحاول بتوتر شديد:مش راضيه تفتح
وقفت سيارة فؤاد واسرته ودخلوا الى المطعم
اقترب منهم علي وقال متسائلا :ليه مادخلتوش ؟
عماد وهو ينظر لليلى وهو يراقب توترها :دلوقتى جايين
علي وهو ينظر لملامح ليلى التى يظهر التوتر والضيق عليها واضحاً ....ونظر لاصابعها التى يقرأ حالتها من خلالها ووجدها مشدوده بشكل يظهر بياض مفاصلها :آنسه ليلى هى العصايه فيها مشكله ؟
هزت راسها :ايوه لكن ازبطها دلوقتى
قال بصوته الهادئ:طيب تسمحى لى ازبطها
ليلى باعتراض:لا شكرا يا استاذ علي انا اعرف اصلحها
علي وهو يبتسم ويقول بمكر:شكلك مش واثقه فيا وخايفه على عصايتك
ليلى وهى تهز راسه :لا انا ما اقصدتش كده
ومدت يدها بالعصا في اتجاهه
علي وهو يتناول العصا وينظر ليدها التى سحبتها بسرعه
تسائل وهو ينظر لاصابعها بتعجب"هل يعقل ان يقع انسان في حب انامل امراه
عض شفته ما ان ظهرت تلك الفكره التى طردها عقله بسرعة البرق ونظر للعصا البيضاء الرقيقه التى تشبه صاحبتها برقتها وجمالها وبدأ يعدلها لها وقال وهو يبتسم :جدى مره جبتله عصايه ياعماد اول ماشافها قالى انت جايب لى عمود السريرالنحاس بتاع جدتك امشى ارمى العمود ده وهات لى عصايا من الخشب الزان
ضحك عماد وليلى
عماد وهو يضحك :وجبتله ؟
اجاب مبتسما :طبعا انا اقدر اقوله لأ ده جدى حبيبى
اردف وهو يمد يده لعماد قائلا:اتفضل العصايا اتزبطت
اعطى عماد لليلى العصا وقال :اول مانرجع اجيبلك واحده غيرها
اجابت وهى تثنى اصابعها على مقبض العصا :لما سافرت من شهرين جبتلى اتنين غيرها
امسك ذراعها ودلفوا الى المطعم وجدو الجميع يجلسون على طاوله كبيره قد حجزها فؤاد مسبقا
فؤاد وهو يضحك:انتوا فين احنا جعنا
حيو الجميع اسرعت زينه واجلست اختها بجانبها فاصبحت جالسه بينها وبين لميس وامامها مباشرة جلس علي وبجواره عماد وزوجته
حضر الطعام وبدا الجميع بتناول الطعام
وضعت الطعام في طبقها وبدات تعده لاختها بهدوء ودقه كان والدها يراقبها وهى تعد الطبق بتركيز واهتمام اخذت الطبق بهدوء شديد من امامها ووضعته امام ليلى وهمست لاختها بشئ ثم امسكت طبق ليلى الفارغ ووضعته امامها وبدات تضع فيه الطعام وتاكل بهدوء
ابتسم علي على تصرفها الذى يدل علي محبه شديده لاختها وتحمل للمسئوليه
علي وهو ينظر لديكورات المطعم وطريقة الخدمه :واضح ان المطعم ده جديد
فؤاد وهو يضع في طبقه بعض السلطه قائلا :ليه سنتين فاتح لكن اكله ممتاز وديكوراته كمان
زينه لليلى :ليلى ده مطعم السمك اللى جيناه فتره تصويرالفندق لميس بعتب :ماتفكرنيش كان نفسى اسافر معاكم
تاليا متسائله :ليه مسافرتيش معاهم يالميس ؟
نهاد :جالها دوربرد يا تاليا ماكانتش قادره تتحرك من على السرير
استمرت الامسيه بهدوء وحوارت ممتعه وضحك بين كل الاطراف
وانتقلوا بعد العشاء لجلسه في الخارج في الهواءالطلق كانت اصوات اختلافهم تتعالى ثم تنخفض اما ضحكات الفتيات كانت هى الصوت السائد بينهم
لميس لتاليا بصوت منخفض :انا بحس انى بخاف من جوزك يا تاليا اكتر من بابا نفسه
ضحكت تاليا :ليه والله عماد طيب اوى
غمزت زينه :طيب معاكى انت بس معانا احنا يرعب
ليلى وهى تضحك :حرام عليكى عماد يرعب ده عسل ومفيش اطيب منه
رفع راسه يراها وهى تضحك وتتحدث وترفع يدها وتشير باصابعها وتتحدث بانهماك شديد قال لنفسه مراقبتها وهى تتحدث وتشير بيدها وتحركها برقه تلمس القلب وتجعلك لاتكف عن مراقبتها
سمع صوت عماد يخرجه من افكاره وهو يقول للميس :صورة ايه يالميس
اخرجت هاتفها وبدات تبحث وقال :ايوه اهى
عماد لزينه :ابعتيلى الصوره يا زينه
ثوانى وكان ينظر للصوره من خلال هاتفه هو وعلي
علي باعجاب شديد من صورتها وهى تنظر لكاميرتها كانها قطعه منها كانها تتحدث اليها والاخرى تستمع بهدوه كنت تجلس امام الصخره على ركبتيها وقد اراحت يدها على الصخره واليد الاخرى تسند ذقنها عليها وتنظر للكاميره بشرود
التفت عماد لليلى متسائلا:كنتى بتفكرى في ايه وقتها
ردت بخجل وهى تشعر بمراره الفقد :كنت بفكر في اللقطه الجديد ه اللى طلبوها مننا في المسابقه
زينه وهى تتذكر تلك الايام وهى تشعر بفخر شديد باختها :انا مش قادره انسى الايام دى...واحلى حاجه موهبتك المتميزه اللى ابهرت العالم
نجوى وهى تنظر لها وقالت وهى تمثل الضيق والاسى :لكن دلوقتى مفيش لا تصوير ولا تميز ياروحى ياليلى ياحبيبتى كله بقى ذكرىات توجع القلب لان الموهبه دى ما تنفعش في وضعك الجديد
عم الصمت على الجميع ونظر عاصم بحده لزوجته
عضت ليلى على شفتيها وهى تشعر بالم في قلبها تريد ان تقوم وتهرب"ماكان لى ان آتى... اعلم جيدا انها لن تضيع فرصه دون ان تجرحنى "
قطع افكارها صوت ابيها وهويقول بثقه
:اختلف معاكى انا شايف ان ليلى مميزه فى كل حاجه بتعملها ... التميز ان يكون عندك اكتر من هوايه وتنجح وتظهرها للناس ايوه هى بطلت تصوير لكن اعمالها وتصويرها هيفضلوا علامه لها وهى ما اتميزتش في التصوير بس ..كمان العزف اللى مامتها دربتها عليه
نهاد بضيق من تصرفات نجوى مع ليلى وطريقه استفزارها للفتاه وتجريحها باستمرار و كل هذا وليلى صامته ولاتتحدث معها على العكس لقد لاحظت طوال الرحله ان ليلى تتجنب الجلوس في مكان به نجوى او الحديث معها
نظرت الى ليلى الذى يظهر الاحراج والضيق على وجهها وقالت مدافعه عنها :الله يرحمها احلام كانت انسانه ذوق ومميزه و الكل بيحبها سبحان الله ليلى زيها في كل حاجه فاكر يا فؤاد لما كنا نجتمع عندهم في البيت ما كنتش احب اروح من جمال القعده
واردفت كنت بشوفها بتعلم ليلى العزف على البيانو بشكل جميل
والتفتت تتحدث الى ليلى عن ذكرياتها مع والدتها
نجوى وهى تشتعل غيظا من تغير الحديث كانت تريد ان تحرجها ولكن هم من قاموا باحراجها..... نظرت الى الجميع وهم يتجاهلونها ويتحدثوا مع ليلى....
نظرت الى زوجها بحنق مما قاله وقالت في نفسها"كيف يذكر زوجته الاولى امامى وامام الجميع ويقوم باحراجى بهذا الشكل الفظيع ...لم يراعى مشاعرى .... وتلك الماكره نهاد ما الذى قصدته بحديثها عن اخلاقها وادبها تلك الخائنه التى تدعى صداقتى من اجل ارضاء ليلى تفعل ذلك "
نظرت لليلى بكره شديد كم تمنت الا تاتى وها هى اتت وبسببها احرجها زوجها وصار الجميع يتجاهلها
تنهدت بضيق وهى تنظر لساعتها وتتمنى ان تنتهى هذه الامسيه
...........
دخلا الغرفه وجلست على طرف الفراش تنزع حجابها بشرود اقتربت منها زينه وامسكت يدها:ليلى انتى زعلانه
ليلى بشرود:لا
زينه بصوت باكى :انتى زعلانه منى انا عارفه لكن انا مش عارفه اعمل إيه مع ماما
قاطعتها ليلى بحزم وهى تمسك يدها:زينه انا عمرى ما ازعل منك ولا اسمح لحد انه يبعدنى عنك حتى لوكانت مامتك انتى اختى وصحبتى التوأم اللى ما اقدرش اتخيل حياتى بدونها
زينه وهى تحتضن اختها:وانتى كمان يا ليلى ومش ارضى لاى حد يبعدنى عنك
سمعا طرقات على الباب ابتسمت ليلى وقالت: اكيد لميس
ابتعدت عن اختها وبعدها سمعت صوت لميس :انتوا لسه ما غيرتوش تعالى يا زينه نزبط اللاب على الشاشه جبتلكم حتة فيلم اجنبى
زينه وهى تتسال :اهم حاجه جبتى التسالى
لميس وهى تخرج من الحقيبه الاخرى التى تحملها اكياس الشيبسى والواح الشيكولاته والمكسرات
ابتسمت ليلى واتجهت الى الحمام لتغيير ثيابها لتستعد للانضمام اليهم
...................
في اليوم التالى
خرج ليبحث عن عماد وجده جالساً يتحدث في الهاتف واشار له بالتحيه وابتعد عدة خطوات ولكن فوجئ بها تحت المظله الكبيرة تجلس على الرمال امام الشاطئ بمفردها وتضع قبعة بيضاء كبيره تخفى ملامحها وتمرر يدها على الرمال.... وقف يراقبها وبلا وعى منه اقترب منها وقال بصوته ذو البحه :صباح الخير يا ليلى
افاقت من شرودها على صوته وابتسمت وقال :صباح النور يا استاذ علي
قال وهو يتحجج للحديث معها :بادور على عماد من الصبح
قالت وهى تشير خلفها :كان قاعد وجاله تليفون من الشغل
واشارت بيدها خلفه :هو اكيد قاعد قريب منى شوف كده
نظر لعماد المنهمك في محادثته وقال :لقيته
نظر اليها وهى سارحه بهدوء وقال :لون البحر مختلف النهارده
سالته بتعجب وهى ترفع راسها تجاه صوته:مختلف ازاى مش ده لونه الطبيعى ؟
جلس ببساطه على الرمال بجوارها ليواجه البحر ويقول وهو يصف لها المشهد امامه :لونه فيروزى غامق
سالته بهدوء وهى تتخيل اللون :والموج هادى ؟
نظر لها ثم التفت يصف لها الموج:الموج النهارده شبه الشخص المتقلب مره تيجى الموجه هاديه ومره قويه تخبط في الصخور كأنها بتعاقبها انها واقفه في طريقها ومنعاها انها تتحرك وتنطلق
بدأت تسمع له باهتمام وهو يصف لها الموج بصوت هادئ مريح ذو بحه محببه الى قلبها
اشارت بيدها في اتجاه البحر :اظن فى هنا دولفين سمعت صوته ظهر قدامك
التفت لحيث تشير:اكيد هيظهر
قال وهو يرى من بعيد دولفين يخرج من الماء ويدور ويختفى مره اخرى :ايوه ظهر ولف حوالين نفسه زى البالرينا واختفى
ابتسمت وقالت :من يوم ماجيت اسمع صوته ولما اسال زينه او عماد يختفى وما يظهرش النهارده ظهر وماكسفنيش
ضحك علي وهو يراقب ظهور الدولفين مره اخرى :اهو النهارده ظهر وقدر يتغلب على كسوفه
صمت قليلا وقال :بتحبى العزف
ابتسمت وقالت :زى ما بتحب مطعمك
ضحك علي وقال :طبعا بحبه لانى تعبت على ما حققت الحلم رغم اعتراض اللى حوليا انى ممكن افشل في ادارته لكن امى ساندتنى و قالتلى اللى بيحب حاجه بينجح فيها والحمد لله نجحت
ليلى بتاكيد:كلامها صحيح
جائه صوت عماد من خلفه :انت فين يا علي ما شفتكش في المطعم الصبح
التفت على لعماد وقام وصافحه :
ظلت تستمع لمحادثتهم التى اشركوها بعد ذلك معهم
............................
اتجه الى المصعد وهو يتحدث مع اخيه عمر وجد عمال الصيانه بجانب المصاعد
اقترب منهم واستقل المصعد وهو لا زال يتحدث معه
رات المصعد أسرعت الخطى اليه بقدمها التى تؤلمها بسبب اصطدامها بكرسى الطاوله الموضوعه في غرفتهم كانت تريد ان تذهب لاحضار ليلى من الشاطئ بعدما هاتفتها وطلبت منها المجئ اليها
نظرت الى الدرج فوجدت ان الدرج سوف يؤلم قدمها اكثر غير انها سوف تتاخر على اختها التى تنتظرها
رفع راسه ورآها تسرع الخطى وتدلف الى المصعد وهى تلهث وما ان دخلت حتى اغلق باب المصعد
التفتت تنظر اليه وهى تبتسم بخجل وقالت بصوت خجل لاهث :صباح الخير
نظر اليها بهدوء وقال :صباح الخير
اكمل حديثه مع اخيه في الهاتف وهو يراها
من خلال مرآة المصعد التى تعكس صورتها وهى مقطبه الحاجبين ...ترتدى بنطلون جينز بنى يظهر نحولها وبلوزه بيضاء برسومات هادئه وتجمع شعرها فى ذيل حصان
ابعد عينيه عن صورتها وانهى المحادثه
شعر بهزه فى المصعد تلاها توقف المصعد
نظرت اليه بقلق وقالت :هو في إيه؟
لم يجبها واتجه الى الازرار وضغط عليها ولكن كان المصعد لا يستجيب
اعاد الكره على امل ان يتحرك المصعد لكن كان كالجبل لا يتحرك
اقتربت منه وقالت بخوف :هو ...هو عطل؟
اجابها وهو ينظر للوحة الارقام:ايوه ...واضح ان فى مشكله
اخرج هاتفه من جيبه واجاب بحده :ايوه ياجاسر هات الصيانه انا هنا فى الاصانصيراللى واقف ...
اردف بغضب شديد:ربع ساعه إيه .....دلوقتى تتحرك وتشوف المشكله ....والا قسم بالله انك مش هيعجبك تصرفى ازاى يكون فى مشكله ومتزبطش على طول ...حسابك معايا لما اطلع
انهى اتصاله والتفت اليها وجد ملامحها كلها قلق وخوف ويدها ترتعش
وضعت يديها على وجهها وهى تحاول ان تبعد ذلك الدوار وبدات تتحرك بعصبيه في انحاء المكان الضيق الذى تشعر مع كل ثانيه تمر انه يزداد ضيق والهواء يقل بشكل سريع
بدات تتحرك في المصعد بعصبيه وخوف وهى تشعر ان جدران المصعد سوف تنطبق عليها وان الهواء يقل بشكل سريع قالت وهى تتحرك وعيناها تدور في المكان : الهوا فين ...انا بتخنق
واسرعت الى باب المصعد تضربه بهيستريه شديده وهى تصرخ :افتحوا الباب ...افتحوا انا بموت مش قادره ...افتحوووووو ..
وفتحت ازار قميصها وهى تحاول ان تتنافس وتقول بعصبيه وهى تدور في المكان:إنا بتخنق ..... بتخنق ...ببتت
وصدرها يرتفع وينخفض بشكل سريع
تهاوت على الارض وضعت يدها على راسها وهى تزيح شعرها الملتصق في جبهتها
نظر لحالتها الهستيريه وصراخها وعلم انها تعانى من مشكله
اقترب منها وقال بصوت هادئ :زينه ما تقلقيش هنطلع من هنا دقائق بس انا كلمتهم
قالت بصوت يكاد لا يخرج:الاماكن المغلقه بتخنقنى
قال مؤكدا: دقائق ونطلع من هنا
نظر لساعته والدقائق تمر ببطئ شديد وبعد عدة دقائق التفت ينظر اليها
رآها تأخذ نفساً عميقاً ووجهها بدأ بالشحوب:انا باتخنق...مش...مش قادره اتنفس
جلس بجانبها وقال وهو يمسك ذراعها ويديرها لتنظر اليه وقال وهو ينظرلعينيها مباشرة:زينه بصى عليا ....خدى نفس
هزت راسها وهى تقول بصعوبه :مش قادره
نظر لوجهها الذى يزداد شحوباً وعنيها التى تدور في المكان والعرق الكثيف الذي تجمع فوق جبهتها عرف انها مسئلة دقائق وسوف تغيب عن الوعى
بصوت آمر :زينه افتحى عنيكى
وبدا يربت على خدها ويقول بقلق :زينه
وفجاه تهاوت منه وقبل ان تتهاوى على الارض اسرع واسند راسها على ذراعه وراى شفتيها يميل لونها للبياض الشديد
وضع يده على انفها ليشعر بتنفسها ولكن لم يشعر بتنفسها
شعر عاصم بالارتباك والقلق الشديد
اسرع بخلع سترته ووضعها تحت راسها وهو ينظر لوجهها الى فقد لونه وشفتاها التى بدات تتغير لونها
فاخذ نفس عميق و انحنى عليها .....
........................
وقفت امام المصعد وبجوارها عاصم يتحدث مع فؤاد اقتربت منهم نهاد وحيتهم نجوى وهى ترد التحيه باقتضاب وتشيح بوجهها بعيدا
عنهم قالت بتافف :هو الاصانصيرده في مشكله مش راضى يتحرك ليه
فؤاد وهو ينظر للمصعد :احتمال حد سايب الباب مفتوح
فؤاد وهو يرى صديقهم فادى يقترب ومعه زوجته حياهم وجلسوا يتبادلوا الحديث
تنهدت بضيق من طول انتظارها للمصعد وهى تتافف من وقفتها فريال بتافف وهى تقول لنجوى بصوت هامس
:هو ده المكان الجديد اللى فرحنين بيه وعملين له افتتاح واحتفال مش يزبطوه الاول
وهى تمصمص بشفاتيها بسخريه
تزايد اعداد المنتظرين امام المصعد
فتح باب المصعد وسمعت نجوى صوت فريال وهى تهمس :يا نهارى على الفضايح
رفعت عينها لتسقط عيناها على الموجودين في المصعد
اتسعت عيناها وهى تنظر بذهول واصوات الهمس تتزايد من حولها بستنكار واشمئزاز مما يتراءى حدوثه امامهم
انتظرونى البارت القادم...
انتظر تعليقاتكم اللي بتسعدني يا سكاكر...
|