كاتب الموضوع :
سامراء النيل
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: اهدتني ...قلبا
البارت التاسع
نظرت اليه وعلامات الضيق تعترى ملامحه وهو شارد يفكر لقد مرعليها عندما عاد من العمل وكان بخير ما الذي حدث جعله بهذا الشكل
اهناك شى حدث بينهم ...لا اظن هي لا تغضبه وعندما يغضب تسارع في ارضائه حتى هو لا يتحمل ان يجلس دقائق غاضب منها
هناك شى حدث بينهم
اعادت النظر اليه ولما تتحمل الصمت قالت :فخر انت زعلان من اميره
نظر لها وقال بشرود:اميره حامل
صرخت والدته من الفرحه وقالت وهي تقترب منه:مبروووووك يا فخر يا حبيبى واخيرا اشوف عيالك اخييييرا هابقى جده ياربى الحمد لله
امسكت حجابها وقامت وهي تضعه على راسها :اروح ابارك لاميره اكيد طايره من الفرح
همت ان تفتح الباب ولكن التفتت لابنها وجدته جالس لم يتحرك
اقتربت منه ونظرت لعينيه وقالت بتوجس :انت فرحان يا فخر
قال بهدوء:يعنى زعلان اكيد فرحان
ازاحت حجابها وقالت له بتاكيد:ده مش شكل واحد فرحان انا بعرفك لما تكون فرحان ومهيص صوتك بيوصلنى من شقتك تنهد بضيق:يعنى عايزانى اقوم اتنطط قدامك يا امى عشان تعرفى انى مبسوط
رفعت حاجبها :فخر انت مش فرحان واياك تنكر انا اكتر واحده عرفاك وبعرف شكلك لما تكون فرحان
تنهدت واردفت :ازاى مش فرحان ....لوتعرف مراتك نفسها ازاى في طفل مايكونش ده رد فعلك
وضع يده على جبهته:ماما انا طلبت منها ناجل موضوع العيال شويه مش دلوقتى
تعجبت وقالت :شويه امتى بابنى ده انتوا ليكو سنه متجوزين كفايه خالص
فخر بحده:وفيها ايه لما ناجل سنه ولا اتنين وليه نربط نفسنا بعيال وتعب من دلوقتى
الام بعصبيه من تصرف ابنها:في انكم بتكبروا وان فرص الانجاب ممكن تقل وغير كده مراتك نفسها يكون لها طفل وتكون أم وتعيش احساس الامومه
واردفت بضيق :
يابنى الخلفه دى نعمه من عند ربنا في حد يقول لا على النعمه
وتعالى هنا الواد ولا البنت اللى بطن مراتك ده هيكون حته من قلبك ده كفايه انه من حبيبتك اميره متكونش انانى فكر فيها وبفرحتها اللى انت قلبتها
وجدته هادئ فقالت بمكروهى تعرف جيدا تاثير كلماتها :اكيد دلوقتى المسكينه قاعده بتعيط وقلبها وجعها من رد فعلك نظر لها ودون ان ينبس بحرف اتجه لباب الشقه ليتجه لشقته التي تقع في نفس الطابق وامام شقه والدته
فتح الباب ووجد المكان هادئ اغلق الباب واتجه لغرفة النوم وجدها مستلقيه على الفراش تغطى وجهها
اقترب منها وهو يسمع صوت بكائها وجلس على طرف الفراش
وضع يده على ذراعها وقال :اميره
ابعدت يده وقالت بصوت باكى :أبعد عنى عايزه انام
اقترب وقال وهو يجذبها من يدها ليرى وجهها ليتفاجأ بعينيها المحمرتين وانفها الأحمر من كثر البكاء :ده شكل واحده عايزه تنام
واردف وهو ينظر لعينيها :زعلانه منى
اشاحت بوجهها لكى لا تنظر اليه
عض شفته بضيق من نفسه واحتضنها وقال :اسف يا اميره متزعليش منى انا غبى وردود افعالى غبيه لكن
ازاحته وقالت وعينها مليئه بالدموع :كنت مستنياك من الصبح اعد الدقايق على رجعتك عشان اقولك
واردفت ووهى تمسح دموعها المتساقطه :مقلتش لحد ما حبيتش حد يعرف قبلك حتى ماما قلت اقولها بعد ما اقولك...وبعد كده ده يكون رد فعلك
احتضنها وهي تضربه على صدره وقال بهمس
:ممكن تسمعينى ....والله بحبك حبك خلانى انانى لدرجه خايف ان أي حد ممكن يشغلك عنى ولو حتى ابنى عارف ان تفكيرى غبى لكن
ابعدت نفسها من حضنه وقالت وهي تنظر لعينيه التي تعشقها وتحتضن خده براحتها الصغيره :ازاى تفكر ان ممكن حاجه تشغلنى عنك انت اهم حاجه في حياتى لو مليت البيت ده كله أطفال هتكون انتى أقرب لي منهم انت لو تعرف انا بحبك ازاى انا عديت مرحله الحب انا بعشقك وبعشق تفاصيلك لدرجه بتمنى طفل شبهك في كل حاجه ... يزيد ارتباطنا ببعض طفل يشيل اسمك يافخر واسمى
احتضنها وقال بصوت مليىء بالمشاعر :اسف والله اسف يا اميره
احتضنته وقالت :اوعدنى انك تكون معايا لحظه بلحظه في الحمل انا خايفه اوعى تبعد يا فخر
قال بهدوء:متخافيش انا معاكى
اغمضت عيناها وهي تريح راسها على صدره الذي يمثل لها الامان لا تشعر بالراحه الا وهى بين ذراعيه تتوسد صدره
......
بعد عده أشهر
كانت تطوى ملابسه وتضعها في خزانه ملابسه نظرت لملابسه وقالت بعتب شديد :وحشتنى وانت معايا في البيت وفي اوضة واحده وسرير واحد ايه اللى غيرك وخلاك تبعد وتهملنى بالشكل ده قولى لو مقصره في حاجه وانا اعملها ريحنى انا تعبت
سمعت صوت جرس الباب مسحت دموعها
واتجهت إلى الباب رات والدته
ابتسمت :اتفضلى يا ماما
دخلت اسما وقالت قبل ان تجلس :اميره انتى رحتى امبارح للدكتوره
اميره :ايوه ياماما
أسما بتساول:رحتى مع فخر
قالت وهي تشيح بعينيها لكى لاترى خيبه الامل في عينيها:لا رحت مع ماما لان فخر كان مشغول
أسما بعصبيه وضيق من تصرف ابنها :وازاى ما يروحش معاكى
قالت مبرره له :هو قالى انه جاى معايا لكن جاله تليفون مهم
ومكنش ينفع انه يعتذر
ابتسمت وقالت وهي تغير مجرى الحديث الذي يؤلم قلبها وهي تمسك ذراعها: تعالى اقعدى ....النهارده لين ماسكه في ظهرى ومش قادره اتحرك
ضحكت اسما وهي تجلس:حبيبة جدتها ابوها كان كده حمله صعب الشهور الاولى كلها على السريروبعد كده كانت حركته كتير
وضعت يدها على بطنها وقالت بحنان :طالعه لابوها
:خليكى اتغدى معانا النهارده فخر دقايق ويجى
وقبل ان تكمل حديثها انفتح الباب ودخل فخر :السلام عليكم
ردت كل من اميره ووالدته :عليكم السلام
ابتسم وقال وهو ينظر لوالدته:عديت عليكى ولقيت البيت فاضى قلت اكيد عندى ...انحنى يقبل يدها وراسها قائلا :اخبارك ايه يا امى
اجابت بحنان:الحمدلله يابنى بخير وانت ياحبيبي بخير ؟
قبل يدها:انا بخير طول ما انتى معايا
كانت تراقبه وهو يتحدث مع والدته بحنان وحب ابتسمت بالم تفتقد حنانه وحبه تريد ان تخبره انها مشتاقه له ولحنانه تريده ان يحتضنها ويخبرها ان كل شى سوف يكون بخير ...تريد ان تخبره انها خائفه مع كل شهر يكبر طفلها تشعر بالخوف تريده ان يشعر بها ولكنه لا يفعل كل مايفعله هو الابتعاد
سمعت صوته يقول :اميره الغدا جاهز
قامت وهي تقول :غير وصلى وهيكون جاهز
نظر لمشيتها البطيئه وقال بسخريه :بالمشيه دى مش هيكون غدا هيكون عشا
التفتت له وابتسمت ودخلت المطبخ
اسما بضيق:عيب اللى بتعمله معاها ده
قام واتجه إلى غرفته وخلفه والدته دخلت واغلقت الباب خلفها :اللى بتعمله معاها ده ميرضيش حد
قال وهو يفك ازرار قميصه :وانا عملت ايه يعنى عشان قلت
قاطعته :ليه مرحتش معاها امبارح للدكتور
أجاب وهي يرتدى تيشرت :كنت مشغول
اسما بسخريه :كل مره تكون مشغول ولا مره فاضى
تنهد وقال وهو يلتفت لها :قصدك ايه يا امى
قالت له بلوم :رحت معاها كم مره للدكتوره من بداية حملها ولا مره يافخر وكل مره تطلع بحجه شكل عشان ماتروحش ...وهي ولا مره شكت أو قالت على العكس كل مره تروح للدكتوره ترجع تقولك قالت لها ايه الدكتوره وتوريك صور البيبى والبنت مافتحت بقها وقالت حاجه على العكس تلتمس لك الاعذار
بتعاقبها على ايه فهمنى ماتكونش انانى وتخسرها وتيجى لحظه تتمنى وجودها
واردفت بحنان :فخر اميره دى حياتك ولا قدرالله لو بعدت عنك محدش هيتعب قدك انتبه لمراتك ولطفلك فاهمنى
فتح فمه ليتحدث ولكن طرقات على الباب اسكتته
فتحت الباب الام ورات اميره نظرت لزوجها الشارد ولوالدته وقالت :الغدا جاهز
خرج من الغرفه وخلفه والدته بصمت وهي تنظر لهم بحيره
........
دخلت الشهر السابع وطلب منها الطبيب ان ترتاح وتبتعد عن أي انفعال او ارهاق في تلك الفترة اسما لم تتركها لا هي ولا والدتها واخيها كانوا دائما معها قلقين عليها
في المساء كان يظل يراقبها وهي تئن في كل حركه في نومها
كان يدعى انه يعمل ويظل ساهر بجانبها دون ان تشعر
جالس على الاريكه يعمل على حاسوبه والاضائه خفيفه لانها نائمه ولايريد ان يزعجها ذلك لانها في الاونه الاخير أصبح نومها متقطع ولا تنام جيدا
سمع صوت انينها وهي تتاوه وهي تتقلب في الفراش
اقترب منها وهي تتقلب ويظهرعليها عدم الراحه في نومتها وضع ذراعه تحت راسها وقربها منه بهدوء شديد وبلا وعي منها وضعت رأسها على صدره ابتسم وهو يمرر يده على شعرها حتى تسترخى وتنام بهدوء
بعد أسبوع........
عاد من العمل يشعر بتعب شديد ووجدها جالسه في غرفتهم
على الفراش بجوارها حقيببه بها ملابس أطفال ما ان راته حتى ابتسمت وقالت بفرحه :فخر تعالى شوف ماما جابت ايه
حاجات جنان شوف الفستان ازاى صغير ياربى على جماله ....شوف شوف اللفه الوردى حبيبه قلب مامتها هتطلع بنت قمر وآخر شياكة
فتح خزانه الملابس وبحث فيها والتفت لها وقال :اميره فين البيجامه الزرقا
نظرت له وهي تبتسم :غسلتها
واردفت :فخر شفت الفستان الجميل ده
تجاهل ماتقول وبحث وقال بنفاذ صبر:اميره انا مش لاقى ولاحاجه تتلبس فين اللبس
قالت وهي تطوى ملابس الطفل بعنايه واهتمام :غسلتها كلها لانها كلها مش نظيفه
وضع يده على خصره ويده الاخره مسح بها على وجهه وهو يحاول ان يتمالك اعصابه:يعنى دلوقتى انا البس ايه فهمينى
اميره وهي مازالت ترتب في الحقيبه :في غياره نظيف حضرتهولك هتلاقيه متعلق في الحمام
قال بضيق من عدم اهتمامها به : علقتيه في الحمام ليه من امتى انا بعلق هدومى في الحمام
بهدوء وهي تنظر له :حبيبى انت لما بترجع من الشغل بتاخد دش وبتاخد الغيار بتلبسه في الحمام .... من يوم ماتجوزنا وانت بتعمل كده
نظر لها وقال وهو يتجه للحمام :حضرى الغدا
لم تستمع له لانها كانت منهمكه في الحقيبه بعد عده دقائق خرج وهو يجفف راسه بالمنشفه ورآها على نفس الوضع كما تركها :اميره حضرتى الغدا
قالت وهي تنظر له بدهشه:الغدا لا لسه
اقترب منها وقال بنفاذ صبر:طلبت منك تحضرى الغدا قبل ما ادخل الحمام
ابتسمت وقالت :معلش يافخر ما كنتش مركزه ...تعالى اصل
هدوم لين جننتنى ...شوف واكملت جملتها وهى تحتضن قطع الملابس الصغيرة
فخر وهو يراقبها بضيق من عدم اهتمامها به وقال بغضب شديد:اميره ارمى اللى في ايدك ده وقومى حضرى الاكل انا تعبان وهلكان وانتى مش حاسه ومشغوله بلعب العيال ده
قالت وهي تقوم بصعوبه :خلاص يافخر اهو قايمه دقايق والغدا يكون جاهز
التفتت له وابتسمت له :صلى وتعالى اعمل السلطه
انهى صلاه واتجه إلى المطبخ خلفها ليعد طبق السلطه
بعد نصف ساعه جالس على طاوله في المطبخ يتناول الغذاء وهو صامت
اميره وهي تنظر له وبصوت هادئ : فخر...وراك حاجه يوم السبت
رفع رأسه وأجابها وهو يأكل من طبق السلطه :لا ليه ؟
وهي تنظر لعينيه :عايزاك تيجى معايا عند الدكتوره
قطب حاجبيه ووضع معلقته واجاب بجفاف :ليه في حاجه ؟
قالت وهي تخفى عنه تعبها :لا مفيش لكن حابه تكون معايا
واردفت وهي تبتسم :عشان تشوف البيى وتسمع دقات قلبه
هز راسه وهو يعود وينظر لطبقه وقال :حلوه الباميه ماما اللى عملتها
تركت ملعقتها ونظرت له :لا انا اللى عملتها عجبتك صحيح
قال بلا اهتمام :كويسه
سالته بأمل :جاى معايا
تنهد وقال :ان شاء الله
رفع عينه ينظر لها كانت تجمع شعرها في كعكه عاليه تساقطت بعض الخصلات منها حول وجهها الهادى الجميل رغم ذلك الشحوب الذي يظهر على وجهها والارهاق وتلك الهالات الا انه يراها جميله نظر لطبقها لا تاكل تحرك الطعام فقط في الطبق وعقلها شارد
قام بهدوء واتجه إلى المبرد واخرج عصير واحضر كوب
وسكبه فيه ووضعه امامها وقال بهدوء عكس الاهتمام والقلق الذي بداخله من شحوبها :اميره اشربى العصير
وامسك طبق السلطه وضعه امامها واردف :كلى سلطه ومش هتقومى غير لماتخلصى السلطه وتشربى العصير ده
همت ان تعارض اوقفها بنظره جعلتها تصمت وتاكل بضيق صامت
...............
السبت في المساء
تنظر له غير مصدقه :ايه اللى مينفعش
تنهد وقال :مينفعش اجى معاكى ......حمزه مكلمنى وقال جاى وعايزنى في حاجه ضروريه
قالت وهي تشير لهاتفه :كلمه واعتذر عادي
فخرباستنكار :اكلمه واقول ما يجيش وهو عايزنى في حاجه مهمه لا طبعا مايصحش
اميره وهي تضع حقيبتها على الطاوله :طيب كلمه واخر المعاد يعنى تطلع من عند الدكتوره عليه
قال وهو يجلس امام التلفاز:ماينفعش ...كلمى مامتك وخليها تروح معاكى عادي مفرقتش انا أو هي
قالت بعصبيه من ذلك الالم الذي يلازمها منذ الصباح :لا فرقت انا عايزاك تيجى معايا انت مش هي ...فيها ايه يعنى ..... انت ولا مره جيت معايا للدكتوره حسسنى انك مهتم ولو مره
فخر بضيق :ابتدينا الاسطونه الممله مهتم ولا مش مهتم في ايه يا اميره
واردف بعصبيه :اعملك ايه اسيب اصحابى وشغلى وامشى وراكى
اميره وهي تضع يدها على ظهرها الذي بدأ يؤلمها :لكن ده مش شغل ولا قلت لك سيبه كل اللى طلبته انك تاخرالمعاد بتاع صاحبك وتيجى معايا عند الدكتوره ...مفهاش حاجه يعنى
واردفت بضيق انت لو اهتميت بيا ربع اهتمامك باصحابك
قاطعها باستنكارمما تقوله :انا مابهتمش بيكى قوليلى قصرت معاكى في ايه ...قولتيلى خلفه قلت حاضر وانتى عارفه انى كنت عايز نأجل عشان وجع الراس وكان عندى حق ابتدينا الزن والقرف
نظرت وقالت بتعب :حرام عليك كل مشكلة تدخل فيها الخلفه هو اللى جى مش ابنك
قاطعها وهو يقذف جهازتحكم التليفزيون بعصبيه على الحائط جعله يتناثر إلى قطع في كل مكان :عرفنا ان الزفت اللى جاى ابنى حفظتها من كثر ما بتقوليها لدرجة قرفت ومليت
جفلت من حركته وقالت وهي تجز على اسنانها من ذلك الالم الذي يتسلل إلى ظهرها وقدميها :زفت ...في حد بيقول كده على ابنه
أشار على نفسه بغضب :انا بقول كده عجبك ولا لا
اشاحت بوجهها عنه
واخذت نفساً وقالت وهي تعض على شفتها :يعنى مش جاى معايا
ضرب كفاً بكف وصرخ في وجهها: مابتفهميش بقولك صاحبى جاى
هزت راسها بياس : صحيح انا ما بفهمش ومش عارفه اعمل ايه عشان ارضيك بآجى على نفسى ومش حاسس عمرى ما ضغطت عليك بالعكس ببعد عنك أي شئ يضايقك .... من يوم حملى وانت اتغيرت حاولت اعرف ايه اللى عملته عشان تهملنى بالشكل ده ايه الغلط اللى عملته هو تعبت من اهمالك ليا متعرفش انا في الشهر الكام ولا حالتى ايه ومتعرفش انى لازم اخد حقنه بعد الولاده على طول
واردفت وهي تشير على نفسها بارهاق ...انا اللى باجى من عند الدكتوره واقولك واحكى لك واشركك معايا عشت في فلكك انت واعمل اللى يريحك انت مابتفكرش غير في رحتك وبس حتى ابنك اخر اهتمامتك
واردفت بغضب وعيونها تمتلئ بالدموع قولى اعمل ايه أكثر من كده اعمل ايه عشان ارضيك
قال دون ادنى تفكير وبعصبيه شديده :انا كده ومش اتغير عجبك اهلا وسهلا مش عجبك الباب يفوت جمل
اتسعت عيناها غير مصدقه ما تسمع وتساقطت دموعها من عينيها وشعرت بالم حاد أسفل بطنها وفي ظهرها عضت على شفتيها بالم لكى لاتظهر له المها
ابتعدت عنه واتجهت لغرفتها وهي تتالم بشده التقطت حقيبتها وخرجت من الغرفه
راها تتحرك بخطى متالمه متجهه للباب اسرع الخطى ووقف امامها :انت رايحه فين
قالت وهي تعض على شفتيها :مش عايزه اقعد معاك
قال بضيق :بطلى لعب عيال واقعدى حمزه جاى ومش عايزه يحس بحاجه ويتضايق
اتسعت عيناها محدقه فيه وقالت :خايف على احساس صاحبك وانا ولا الهوا
وصرخت بغضب ممزوج بالم :كل اللى يهمك صحبك وشكلك قدامه انت ايه أبعد من قدامى انا سيبالك البيت اقعد فيه انت وصاحبك
امسك ذراعها بقسوه ونظر في عينيها بحده وقال بغضب شديد:والله يا اميره لو طلعت من الباب مش حيحصل كويس
واكمل بصوت عالى :في ايه كل ده عشان قلت مش رايح معاكى اتقلبت الدنيا
اميره بتعب وهي تحاول ان تفك يدها :سيب ايدى يافخر
سمعا طرقات على الباب وصوت والدته
نظر لها بغضب :عجبك كده اهى ماما سمعت
اميره وهي تنظر له :خليها تسمع وتشوف اخر دلعها فيك
ازاحها بعنف فارتطم ظهرها بشده بالجدار تاوهت بالم شديد
فتح الباب ودخلت والدته وقالت بقلق:في ايه يا فخر بتزعق ليه كده في حاجه يا بنى
والتفتت وجدت اميره منحيه تحتضن بطنها بالم اسرعت اليها :اميره مالك
والتفتت لابنها بغضب :انت عملت ايه ؟؟؟؟
كان الالم ينتشر في جميع اجزاء جسدها الم شديد بدات تاخذ نفس عميق ولكن تشعر ان انفاسها لا تخرج
استندت على الحائط واتجهت للباب لتخرج وهي تقول بصوت متعب متالم :انا مش عايزه ابقى هنا معاه ...انا عايزه ماما عايزه حضن امى هي اللى بتحس بيا مش انت
راقبها بجمود وقال :ممكن تفهمينى رايحه فين
لم تجبه وامسكت مقبض الباب
أسرعت اليها اسما :يا اميره انتى تعبانه ادخلى ارتاحى ولو هو زعلك امسحيها فيا انتى عارفه شغل البنك ازاى مجهد للاعصاب ولازم تتحمليه هو بيشقى ويتعب عشان خاطر مين مش عشان خاطرك وخاطر اللى في بطنك... مش من اقل مشكلة عايزه تسيبى البيت ...ولو سيبتى البيت هو هيعمل ايه ...
واردفت بهمس:حرام عليكى يا اميره يلا اعتذرى له
ازاحت يدها وقالت وهي تهزراسها بياس:انا دلوقتى بس فهمت هو كده ليه لان حضرتك السبب
اسما وهي تشير على نفسها بذهول:انا السبب في إيه يابنتى هو انا عملت حاجه
فخر بغضب :انتى اتجنيتى ازاى تكلمى ماما كده
تجاهلته ونظرت لها والدموع تغرق وجهها :طلعتيه انانى مش بيحب غير نفسه اقصى تفكيره هو ونفسه واللى يسعده وال يضايقه خلتينا عايشين في فلكه عشان نرضيه وبس
قاطعها بغضب وهو يقترب منها ويجذبها من ذراعها بعنف:كلمه زياده وهتشوفى منى حاجه مش هتعجبك
قالت بسخريه مريره:وانت امتى عملت حاجه بتعجبنى ....ورينى اللى مش هيعجبنى ..ولا مش لازم انا سيبالك البيت
قال بجنون :انا ساكت لك من الصبح اهانه وجنان واخرها تكلمى امى بالشكل ده وعايزه تسيبى البيت ...قسم بالله لو طلعتى من البيت هتكون طالق سامعانى ورينى هتطلعى من البيت ازاى
تغيرت معالم وجهها وبدات ترتعش ونظرت له والدموع تملأ وجهها وشفتيها ترتعشان لابد انها تحلم لا انها لا تحلم ..هذا ليس حلماً بل كابوس لايمكن ان ينطقها ..فخر لايمكن ان يحطم قلبها وينطقها هو يحبها أجل ووعدها انه لن يتخلى عنها مهما حدث هو اخبرها بذلك سمعت صوت والدته وهي تصرخ فيه :فخر انت اتجنيت ايه اللى قلته ده تطلق مراتك
رفعت عيناها المتوسلتين له تريده ان يقول ان ماسمعته امه خطأ وان يطمئن قلبها ولكنها وجدته يشيح بعينيه عن عيناها عضت شفتها بخيبة امل كبير خيبة امل على حياتها التي انهارت في دقائق هي واحلامها خيبة امل من هذا الرجل الذي اودعته قلبها فحطمه باهماله وانانيته قالت بصوت متالم مكسور : ياخساره حبى ليك
وخرجت من الباب اسرعت والدتها خلفها تناديها
جلس على الكرسى ووضع يديه على راسه واغمض عينيه وهو غير مصدق:طلقتها ...لا لالا انا مش ممكن اقول الكلمه دى... ايوة مش ممكن ...مش ممكن
وجلس يضرب على راسه بياس وغضب وهو يصرخ قائلا :لا لا انا مطلقتهاش انا مش مجنون عشان ابعدها عن حياتى ...لا لا انا معملش كده ...اليمين ده ما طلعش ...
وجلس يردد بالم يقبض على قلبه بقسوه شديده ويمنعه ان يتنفس :ايه اللى انا عملته خسرتها ...طلقت اميره ...يمين وقع ...يمين الطلاق ....ياربى ....ايه اللى عملته يافخر
سمع صرخه والدته وهي تقول :الحقنننننى يافخر
.........
|